في:  
                       
 
 
 

من حياة سماحته قائمة المؤلفات الأحکام و الفتاوى الأسئلة العقائدية نداءات سماحته  الصور  لقاءات و زيارات
المکتبة الفقهية المختصة الصفحة الخاصة المواقع التابعة أخبار المكاتب وعناوينها الدروس المناسبات القرآن والمناجات

<<التالي الفهرس السابق>>



(الصفحة301)

مُحَمَّد ، وَصَلِّ عَلَى الزَّكِيِّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَصَلِّ عَلَى الْحُجَّةِ الْقائِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ .
اَللّهُمَّ اَحْيِ بِهِ الْعَدْلَ وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَْرْضَ ، وَاَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيء مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَعْوانِهِ وَاَشْياعِهِ وَالْمَقْبُولينَ (الْمَقْتُولينَ خل) فِي زُمْرَةِ اَوْلِيائِهِ يا رَبَّ الْعالَمينَ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الَّذينَ اَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً .
ثمّ يصلّي صلاة الزيارة ثمّ يقول : اَللّهُمَّ اِنِّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّنا مُحَمَّد وَبِاَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ ، وَاَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظيمِ عَلَيْهِمُ الَّذِي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ ، وَاَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ ، وَبِاَسْمائِكَ الْحُسْنى الَّتِي اَمَرْتَنِي اَنْ اَدْعُوكَ بِها ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الاَْعْظَمِ الَّذِي اَمَرْتَ بِهِ اِبْراهيمَ اَنْ

(الصفحة302)

يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَاَجابَتْهُ ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنّارِ : {كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى اِبْراهيمَ} فَكانَتْ بَرْداً ، وَبِاَحَبِّ الاَْسْماءِ اِلَيْكَ وَاَشْرَفِها وَاَعْظَمِها لَدَيْكَ ، وَاَسْرَعِها اِجابَةً وَاَنْجَحِهاطَلِبَةً ،وَبِمااَنْتَ اَهْلُهُوَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ ، وَاَتَوَسِّلُ اِلَيْكَ وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ وَاَتَضَرَّعُ وَاُلِحُّ عَلَيْكَ .
وَاَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِي اَنْزَلْتَها عَلى اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ مِنَ التَّوْريةِ وَالاِْنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْانِ الْعَظيمِ ، فَاِنَّ فيها اسْمُكَ الاَْعْظَمُ وَبِما فيها مِنْ اَسْمائِكَ الْعُظْمى ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ، وَاَنْ تُفَرِّجَ عَنْ الِ مُحَمَّد وَشيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَعَنِّي ، وَتَفْتَحَ اَبْوابَ السَّماء لِدُعائِي ، وَتَرْفَعَهُ فِي عِلّيّينَ ،وَتَأْذَنَ فِي هذَاالْيوْمِ وَفِي هذِهِ السّاعَةِ بِفَرَجِيوَ اِعْطاءِ اَمَلِي وَسُؤْلِي فِي الدُّنيا وَالاْخِرَةِ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ اَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتَهُ اِلاّ هُوَ ، يا مَنْ سَدَّ

(الصفحة303)

الْهَواءَبِالسَّماءِ ،وَكَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْماءِ ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ اَحْسَنَ الاَْسْماءِ ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالاِْسْمِ الَّذِي يُقْضى بِهِ حاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ .
اَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاِْسْمِ فَلاشَفيعَ اَقْوى لِي مِنْهُ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد وَاَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي ، وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّد وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ ، وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةِ الْمُنْتَظِرِ لاِِذْنِكَ ، صَلَواتُكَ وَسَلامُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ صَوْتِي لِيَشْفَعُوا لِي اِلَيْكَ وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ ، وَلا تَرُدَّنِي خائِباً بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ .
ثمّ يطلب حاجاته من الله ، ويستجاب دعاؤه إن شاء الله تعالى .

(الصفحة304)


مقبرة البقيع


وهي أشهر وأقدم مقبرة في تاريخ الإسلام; وتقع شرقي المسجد النبوي ، وفيها تقع المراقد المطهّرة للإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين ، والإمام محمّد الباقر ، والإمام جعفر الصادق (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وقد دفنوا جنباً إلى جنب ، ويقول بعض المؤرِّخين: إنّ الصدِّيقة الزهراء (عليها السلام) مدفونة أيضاً في هذه المقبرة .
وأوّل من دفن في مقبرة البقيع هو عثمان بن مظعون وهو من الصحابة الأوفياء للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويقول صاحب كتاب مرآة الحرمين(1): إنّ أكثر من عشرة آلاف من

(1) مرآة الحرمين: 1/425 ـ 426

(الصفحة305)

الصحابة والتابعين وبني هاشم مدفونون في هذه المقبرة ، منهم :
إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقبره بالقرب من باب الدخول.
السيِّدة الجليلة فاطمة بنت أسد الوالدة المكرّمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)  .
العبّاس بن عبدالمطّلب ، وكلا القبرين بالقرب من قبور أئمّة البقيع .
صفيّة وعاتكة عمّتا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكلا القبرين يقعان قرب الباب الخروجي .
اُمّ البنين الزوجة الكريمة لأميرالمؤمنين (عليه السلام)  .
زينب ورقيّة واُمّ كلثوم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبرهنّ بالقرب من قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام)  .
إسماعيل ابن الإمام الصادق (عليه السلام)  ، وقبره كان خارج

(الصفحة306)

البقيع قرب الجدار(1) .
حليمة السعديّة اُمّ النبيّ من الرضاعة; وقبرها في آخر البقيع .

(1) ولكن موقعه الآن في داخل البقيع .

(الصفحة307)


زيارة أئمّة البقيع (عليهم السلام)


وهم:   الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
      الإمام زين العابدين (عليه السلام) .
      الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) .
      الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) .
فمن أراد زيارتهم فليأت بما ذكر من آداب الزيارة كالغسل ولبس الثياب النظيفة الطاهرة واستعمال الطيب ، وبعد الدخول في الحرم الشريف يقول : يا مَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمُ الذَّليلُ بَيْنَ أَيْديكُمْ ، وَالْمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَالْمَعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ ، جاءَكُمْ مُسْتَجيراً بِكُمْ ، قاصِداً اِلى حَرَمِكُمْ ، مُتَقَرِّباً إِلى مَقامِكُمْ ، مُتُوَسِّلا اِلَى اللهِ تَعالى بِكُمْ ، ءَأَدْخُلُ يا

(الصفحة308)

مَوالِيَّ ، ءَأدْخُلُ يا أَوْلِياءَ اللهِ ، ءَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُحْدِقينَ بِهذَا الْحَرَمِ ، الْمُقِيمِينَ بِهذَا الْمَشْهَدِ .
ثمّ يدخل في غاية السكينة والوقار ويقول : اَللهُ أَكْبَرُ كَبيراً ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثيراً ، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصيلا ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ ، الَّذِي مَنَّ بَطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .
ثمّ يقف في مقابل القبور المقدّسة ويقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَهْلَ التَّقْوى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النّجْوى ، اَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُم

(الصفحة309)

وَصَبَرْتُم فِي ذاتِ اللهِ وَكُذِّبْتُمْ وَاُسِيءَ اِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ ، وَاَشْهَدُ أَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ ، وَاَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ ، وَاَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ ، وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا ، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا ، وَاَنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَاَرْكانُ الاَْرْضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ ، يَنْسَخُكُمْ مِنْ اَصْلابِ كُلِّ مُطَهَّر ، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ اَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلَيَّةُ الْجَهْلاءُ ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ ، وَجَعَلَ صَلوتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا اِذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا ، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمّينَ بِعِلْمِكُمْ ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا اِيّاكُمْ ، وَهذا مَقامُ مَنْ اَسْرَفَ وَاَخْطَاَ وَاسْتَكانَ ، وَاَقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ ، وَاَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذَ الْهَلْكى مِنَ

(الصفحة310)

الرَّدى ، فَكُونُوا لِي شُفَعآءَ ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَيْكُم إذْ رَغِبَ عَنْكُم أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها .
يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو ، وَدائِمٌ لا يَلْهُو ، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَيء ، لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي وَعَرَّفْتَنِي أَئِمَّتِي وبِمااَقَمْتَنِي عَلَيْهِ ، اِذْصَدَّعَنْهُ عِبادُكَ ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ ، وَمالُوا اِلى سِواهُ ، فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ ، مَعَ اَقْوام خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ اِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً ، فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ ، وَلا تُخَيِّبْنِي فيما دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّد وَالِهِ الطّاهِرينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد .
ثمّ يصلّي ثمان ركعات; لكلّ إمام ركعتان .

(الصفحة311)

الزيارة الثانية :
وهذه الزيارة ذكرها العلاّمة المجلسي في كتاب مزار بحار الأنوار ، ونذكر هنا لأجل المزيد من الثواب :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَئِمَّةَ الْمُؤْمِنينَ وَسادَةَ الْمُتَّقينَ وَكُبَراءَ الصِّدِّيقينَ وَاُمَراءَ الصّالِحينَ وَقادَةَ المُحْسِنينَ وأَعلامَ المُهْتَدِينَ وأَنوارَ العارِفيِنَ وَوَرَثَةَ الاَْنْبِياءِ وَصَفْوَةَ الاَْصْفِياءِ وَخِيَرَةَ الاَْتْقِياءِ وَعِبادَ الرَّحْمنِ وَشُرَكآءَ الْفُرْقانِ وَمَنْهَجَ الاِْيمانِ وَمَعادِنَ الْحَقائِقِ وَشُفَعاءَ الْخَلائِقِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَبْوابُ نِعَمِ اللهِ الَّتِي فَتَحَها عَلى بِرِيَّتِهِ ، وَالاَْعْلامُ الَّتِي فَطَرَها لاِِرْشادِ خَليقَتِهِ ، وَالْمَوازيِنُ الَّتِي نَصَبَها لِتَهْذيبِ شَريعَتِهِ ، وَاَنَّكُمْ مَفاتيحُ رَحْمَتِهِ ، وَمَقاليدُ مَغْفِرَتِهِ ، وَسَحائِبُ رِضْوانِهِ ، وَمَفاتيحُ جِنانِهِ ، وَحَمَلَةُ فُرْقانِهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ ، وَحَفَظَةُ سِرِّهِ ، وَمَهْبَطُ وَحْيِهِ ،

(الصفحة312)

وَمَعادِنُ أمْرِهِ ونَهْيِهِ ، وَأمَانَاتُ النُبُوَّةِ ، وَوَدائِعُ الرِّسالَةِ ، وَفِي بَيْتِكُمْ نَزَلَ الْقُرْانُ وَمِنْ دارِكُمْ ظَهَرَ الاِْسْلامُ وَالإْيمانُ ، وَاِلَيْكُمْ مُخْتَلَفُ رُسُلِ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ ، وَاَنْتُمْ اَهْلُ اِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذينَ ارْتَضاكُمُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ لِلاِْمامَةِ ، وَاجْتَباكُمْ لِلْخِلافَةِ ، وَعَصَمَكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبَرَّاَكُمْ مِنَ الْعُيُوبِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الرِّجْسِ ، وَفَضَّلَكُمْ بِالنُّوعِ وَالْجِنْسِ ، وَاصْطَفاكُمْ عَلَى الْعالَمينَ بِالنُّورِ وَالْهُدى وَالعِلْمِ وَالتُّقى وَالْحِلْمِ وَالنُّهى وَالسَّكينَةِ وَالْوِقارِ وَالْخَشْيَةِ وَالاِْسْتِغْفارِ وَالْحِكْمَةِ وَالاْثارِ وَالتَّقْوى وَالْعِفافِ وَالرِّضا وَالْكِفافِ ، وَالْقُلُوبِ الزّاكِيَةِ وَالنُّفُوسِ الْعالِيَةِ وَالاَْشْخاصِ الْمُنيرَةِ وَالاَْحْسابِ الْكَبيرَةِ وَالاَْنْسابِ الطّاهِرَةِ وَالاَْنْوارِ الْباهِرَةِ الْمَوْصُولَةِ وَالاَْحْكامِ الْمَقْرُونَةِ ، وَاَكْرَمَكُمْ بِالاْياتِ وَاَيَّدَكُمْ بِالْبَيِّناتِ ، وَاَعَزَّكُمْ بِالْحُجَجِ الْبالِغَةِ وَالاَْدِلَّةِ الْواضِحَةِ ، وَخَصَّكُمْ

(الصفحة313)

بِالاَْقْوالِ الصّادِقَةِ وَالاَْمْثالِ النّاطِقَةِ وَالْمَواعِظِ الشّافِيَةِ وَالْحِكَمِ الْبالِغَةِ ، وَوَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتابِ وَمَنَحَكُمْ فَصْلَ الْخِطابِ وَاَرْشَدَكُمْ لِطُرُقِ الصَّوابِ ، وَاَوْدَعَكُمْ عِلْمَ الْمَنايا وَالْبَلايا وَمَكْنُونَ الْخَفايا وَمَعالِمَ التَّنْزيلِ وَمَفاصِلَ التَّأْويلِ وَمَواريثَ الاَْنْبِياءِ ، كَتابُوتِ الْحِكْمَةِ وَشِعارِالْخَليلِ وَ مِنْسَأَةِ الْكَليمِ وَسابِغَةِ داوُدَ وَخاتَمِ المُلكِ وَفَضْلِ المُصطَفى وَسَيفِ المُرْتَضى وَالجَفْرِ الْعَظيمِ وَالاِْرْثِ الْقَديمِ ، وَضَرَبَ لَكُمْ فِى الْقُرْانِ اَمْثالا ، وَامْتَحَنَكُمْ بَلْوىً ، وَاَحَلَّكُمْ مَحَلَّ نَهْرِ طالُوتَ ، وَحَرَّمَ عَلَيْكُمُ الصَّدَقَةَ وَاَحَلَّ لَكُمُ الْخُمْسَ ، وَنَزَّهَكُمْ عَنِ الْخَبائِثِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ، فَأَنْتُمُ الْعِبادُ الْمُكْرَمُونَ وَالْخُلَفاءُ الرّاشِدُونَ وَالاَْوْصِياءُ الْمُصْطَفَوْنَ وَالاَْئِمَّةُ الْمَعْصُومُونَ وَالأَولِياءُ المَرْضِيُّونَ وَالعُلَماءُ الصّادِقُونَ وَالْحُكَماءُ الرّاسِخُونَ الْمُبَيَّنُونَ وَالْبُشَراءُ النُّذَراءُ الشُّرَفاءُ الْفُضَلا ، وَالسّادَةُ الاَْتْقِياءُ الاْمِرُونَ

(الصفحة314)

بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالّلابِسُونَ شِعارَ الْبَلْوى وَرِداءَ التَّقْوى ، وَالْمُتَسَرْبِلُونَ نُورَ الْهُدى ، وَالصّابِرُونَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ وَحينَ الْبَأْسِ ، وَلَدَكُمُ الْحَقُّ وَرَبّاكُمُ الصِّدْقُ وَغَذّاكُمُ الْيَقينُ ، وَنَطَقَ بِفَضْلِكُمُ الدِّينُ ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ السَّبيلُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ ، وَالطُّرُقُ اِلى ثَوابِهِ ، وَالْهُداةُ اِلى خَليقَتِهِ ، وَالاَْعْلامُ فِي بَرِيَّتِهِ ، وَالسُّفَراءُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ وَاَوْتادُهُ فِي اَرْضِهِ ، وَخُزّانُهُ عَلى عِلْمِهِ ، وَاَنْصارُ كَلِمَةِ التَّقْوى وَمَعالِمُ سُبُلِ الْهُدى وَمَفْزَعُ الْعِبادِ اِذَا اخْتَلَفُوا ، وَالدّالُّونَ عَلَى الْحَقِّ اِذا تَنازَعُوا ، وَالنُّجُومُ الَّتِي بِكُمْ يُهْتَدى ، وَبِاَقْوالِكُمْ وَاَفْعالِكُمْ يُقْتَدى ، وَبِفَضْلِكُمْ نَطَقَ الْقُرْانُ ، وَبِوِلايَتِكُمْ كَمُلَ الدّينُ وَالاْيمانُ ، وَاَنَّكُمْ عَلى مِنْهاجِ الْحَقِّ ، وَمَنْ خالَفَكُمْ عَلى مِنْهاجِ الْباطِلِ ، وَاَنَّ اللهَ اَوْدَعَ قُلُوبَكُمْ اَسْرارَ الْغُيُوبِ ، وَمَقاديرَ الْخُطُوبِ ، وَأَوْفَدَ إِلَيكُمْ تَأييدَ السَّكينَةِ وَطُمَأْنينَةَ الْوَقارِ ، وَجَعَلَ اَبْصارَكُمْ

(الصفحة315)

مَأْلَفاً لِلْقُدْرَةِ ، وَاَرْواحَكُمْ مَعادِنَ لِلْقُدْسِ ، فَلا يَنْعَتُكُمْ اِلاَّ الْمَلائِكَةُ ، وَلا يَصِفُكُمْ اِلاَّ الرُّسُلُ ، اَنْتُمْ اُمَناءُ اللهِ وَاَحِبّاؤُهُ وَعُبّادُهُ وَأَصْفِياؤُهُ وَأَنْصارُ تَوْحيدِهِ وَاَرْكانُ تَمْجيدِهِ وَدَعائِمُ تَحْميدِهِ ، وَدُعاتُهُ اِلى دينِهِ وَحَرَسَةُ خَلائِقِهِ وَحَفَظَةُ شَرائِعِهِ ، وَاَنـَا اُشْهِدُ اللهَ خالِقِي وَاُشْهِدُ مَلائَكَتَهُ وَاَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ ، وَاُشْهِدُكُمْ اَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ، مُعْتَقِدٌ لاِِمامَتِكُمْ ، مُؤْمِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ ، خاضِعٌ لِوِلايَتِكُمْ ، مُتَقَّرِبٌ اِلَى اللهِ سُبْحانَهُ بِحُبِّكُمْ وَبِالْبَرائَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ ، عالِمٌ بِأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَمِنْ كُلِّ رَيْبَة وَرَجاسَة وَدَنائَة وَنَجاسَة ، وَاَعْطاكُمْ رايَةَ الْحَقِّ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَها ضَلَّ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْها ذَلَّ ، وَفَرَضَ طاعَتَكُمْ وَمَوَدَّتَكُمْ عَلى كُلِّ اَسْوَدَ وَاَبْيَضَ مِنْ عِبادِهِ ، فَصَلواتُ اللهِ عَلى اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ .
ثـمّ يقول : اَلسَّلامُ عَلى اَبِي مُحَمَّد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

(الصفحة316)

سَيِّدِ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي جَعْفَر مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي عَبْدِاللهِ جَعْفَرِبْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الاَْمينِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، بِأَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي لَقَدْ رُضِعْتُمْ مِنْ ثَدْيِ الاْيمانِ ، وَرُبِّيتُمْ فِي حِجْرِ الاِْسْلامِ ، وَاصْطَفاكُمُ اللهُ عَلَى النّاسِ ، وَوَرَّثَكُمْ عِلْمَ الْكِتابِ ، وَعَلَّمَكُمْ فَصْلَ الْخِطابِ ، وَاَجْرى فيكُمْ مَواريثَ النُّبُوَّةِ ، وَفَجَّرَ بِكُمْ يَنابيعَ الْحِكْمَةِ ، وَاَلْزَمَكُمْ بِحِفْظِ الشَّريعَةِ ، وَفَرَضَ طاعَتَكُمْ وَمَوَدَّتَكُمْ عَلَى النّاسِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ خَليفَةِ اَميرِالْمُؤْمِنينَ الاِْمامِ الرَّضِيِّ الهادِي الْمَرْضِيِّ عَلَمِ الدّينَ وَاِمامِ الْمُتَّقِينَ ، الْعامِلِ بِالْحَقِّ وَالْقائِمِ بِالْقِسْطِ اَفْضَلَ وَاَطْيَبَ وَاَزْكى وَاَنْمى ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَاَحِبّائِكَ ، صَلاةً تُبَيِّضُ بِها وَجْهَهُ وَ تُطَيِّبُ بِها رُوحَهُ ، فَقَدْ لِزَمَ

(الصفحة317)

عَنْ ابائِهِ الْوَصِيَّةَ وَدَفَعَ عَنِ الاِْسْلامِ الْبَلِيَّةَ ، فَلَمّا خافَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ الْفِتَنَ رَكَنَ إلى الَّذِي اِلَيْهِ رَكَنَ ، وَكانَ بِما اتاهُ اللهُ عالِماً بِدينِهِ قائِماً ، فَاَجْزِهِ اللّهُمَّ جَزاءَ الْعارِفينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ فِي الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ ، وَبَلِّغْهُ مِنّا السَّلامَ ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الاِْمامِ الْوَصِيِّ وَالسَّيِّدِ الرَّضِىِّ وَالْعابِدِ الاَْمينِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ، اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ ، اَللّهُمَّ اخْصُصْهُ بِما خَصَصْتَ بِهِ اَوْلِياءَكَ مِنْ شَرائِفِ رِضْوانِكَ وَكَرائِمِ تَحِيّاتِكَ وَنَوامِي بَرَكاتِكَ ، فَلَقَدْ بَلَغَ فِي عِبادَتِهِ ، وَنَصَحَ لَكَ فِي طاعَتِهِ ، وَسارَعَ فِي رِضاكَ ، وَسَلَكَ بِالاُْمَّةِ طَريقَ هُداكَ ، وَقَضى ما كانَ عَلَيْهِ مِنْ حَقِّكَ فِي دَوْلَتِهِ ، وَاَدّى ما وَجَبَ عَلَيْهِ فِي وِلايَتِهِ حَتَّى انْقَضَتْ اَيّامُهُ ، وَكانَ لِشَيْعَتِهِ رَؤُوفاً وَبِرَعِيَّتِهِ رَحيماً ، اَللّهُمَّ بَلِّغْهُ مِنَّا السَّلامَ وَارْدُدْ مِنْهُ

(الصفحة318)

عَلَيْنا السَّلامَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الْوَصِيِّ الْباقِرِ وَالاِْمامِ الطّاهِرِ وَالْعَلَمِ الظّاهِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَبِي جَعْفَر الْباقِرِ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ الصّادِعِ بِالْحَقِّ ، وَالنّاطِقِ بِالصِّدْقِ الَّذِي بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً ، وَبَيَّنَهُ سِرّاً وَجَهْراً ، وَقَضى بِالْحَقِّ الَّذِي كانَ عَلَيْهِ ، وَاَدّىَ الاَْمانَةَ الَّتِي صارَتْ اِلَيْهِ ، وَاَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، اَللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِيُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَفَضْلا يَقْتَدِي بِهِ الْمُتَّقُونَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى ابائِهِ الطّاهِرينَ وَاَبْنائِهِ الْمَعْصُومينَ اَفْضَلَ الصَّلاةِ وَاَجْزَلَها ، وَاَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَغايَةَ مَأمُولِهِ ، وَاَبْلِغْهِ مِنَّا السَّلامَ وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الاِْمامِ الْهادِي وَصِيِّ الاَْوْصِياءِ وَوارِثِ عِلْمِ الاَْنْبِياءِ ، عَلَمِ الدّينِ ، وَالنّاطِقِ بِالْحَقِّ الْيَقينِ ، وَاَبِي الْمَساكينَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الاَْمينِ ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ كَما

(الصفحة319)

عَبَدَكَ مُخْلِصاً وَاَطاعَكَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً وَاجْزِهِ عَنْ اِحْياءِ سُنَّتِكَ وَاِقامَةِ فَرائِضِكَ خَيْرَ جَزاءِ الْمُتَّقينَ وَاَفْضَلَ ثَوابِ الصّالِحينَ ، وَخُصَّهُ مِنّا بِالسَّلامِ وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .
وداع أئمّة البقيع (عليهم السلام)
وإذا أراد وداع أئمّة البقيع (عليهم السلام) يقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّع ، لا سَئِم وَلا قال وَلا مالّ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ يَا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ اِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ، سَلامُ وَليّ لَكُم غَيْرَ راغِب عَنْكُمْ ، وَلا مُسْتَبْدِل بِكُمْ ، وَلا مُؤْثِر عَلَيْكُمْ ، وَلا مَنْحَرَف عَنْكُمْ ، وَلا زاهِد فِي قُرْبِكُمْ ، لا جَعَلَهُ اللهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ وَاِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ، وَحَشَرَنِىَ اللهُ فِي زُمْرَتِكُمْ ، وَاَوْرَدَنِي حَوْضَكُمْ ، وَجَعَلَنِي فِي حِزبِكُمْ ، وَ اَرْضاكُمْ عَنِّي ، وَ مَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكُمْ ، وَ اَحْيانِي فِي

(الصفحة320)

رَجْعَتِكُمْ ، وَ مَلَّكَنِي فِي اَيّامِكُمْ ، وَ شَكَرَ سَعْيِي بِكُمْ ، وَ غَفَرَ ذَنْبِي بِشَفاعَتِكُمْ ، وَ اَقالَ عَثْرَتِي بِمَحَبَّتِكُمْ ، وَ اَعْلى كَعْبِي بِمُوالاتِكُمْ ، وَ شَرَّفَنِي بِطاعَتِكُمْ ، وَاَعَزَّنِي بِهُديكُمْ ، وَجَعَلَنِي مِمَّنِ انْقَلَبَ مُفْلِحاً مُنجِحاً ، غانِماً سالِماً ، مُعافاً غَنِيّاً ، فائِزاً بِرِضْوانِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ ، بِاَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوّارِكُمْ وَمَواليكُمْ ، وَمُحِبِّيكُمْ وَشيعَتِكُمْ ، وَرَزَقَنِيَ اللهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ أبَداً ما اَبْقانِي رَبِّي ، بِنِيَّة صادِقَة ، وَايمان وَتَقْوى وَاِخْبات ، وَرِزْق واسِع حَلال طَيِّب ، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ ، وَالصَّلوةِ عَلَيْهِمْ ، وَاَوْجِبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ وَالفَوزَ وَالنُّورَ وَالاْيمانَ وَحُسْنَ الاِْجابَةِ ، كَما اَوْجَبْتَ لاَِوْلِيائِكَ الْعارِفينَ بِحَقِّهِمِ ، الْمُوجِبينَ طاعَتَهُمْ ، الرّاغِبينَ في زِيارَتِهِمُ ، الْمُتَقَرِّبينَ اِلَيْكَ وَاِلَيْهِمْ ، بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَاَهْلِي وَمالِي اجْعَلُونِي فِي هَمِّكُمْ ،

(الصفحة321)

وَصَيِّرُونِي فِي حِزْبِكُمْ ، وَاَدْخِلُونِي فِي شَفاعَتِكُمْ ، وَاذْكُرُونِي عِنْدَ رَبِّكُمْ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ، وَاَبْلِغْ اَرْواحَهُمْ وَاَجْسادَهُمْ مِنِّي السَّلامَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ويقول أيضاً : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَئَمَّةَ الْهُدى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ وَاَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ ، امَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَ بِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ ، اَللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ .
ويطلب من الله أن يوفّقه لزيارتهم مرّة اُخرى .
زيارة إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقف عند قبره ويقول : اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى حَبيبِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى

(الصفحة322)

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَيِّدِ الاَْنْبِياءِ وَخاتَمِ الْمُرْسَلينَ وَخِيَرَةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ فِي اَرْضِهِ وَسَمَآئِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى جَميعِ اَنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُها الرُّوحُ الزاكِيَةُ ، اَلسّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا النَّفْسُ الشّريفَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا السُّلالَةُ الطّاهِرَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا النَّسَمَةُ الزّاكِيَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ خَيْرِ الْوَرى .
السَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ النَّبِيِّ الْمُجْتَبى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْمَبْعُوثِ اِلى كافَّةِ الْوَرى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ السِّراجِ الْمُنيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ الْمُؤَيَّدِ بِالْقُرْانِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْمُرْسَلِ اِلَى الاِْنْسِ وَالْجانِّ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ صاحِبِ الرّايَةِوَالْعَلامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ الشَّفيعِ يَوْمَ الْقِيمَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَاابْنَ مَنْ حَباهُ اللهُ

(الصفحة323)

بِالْكَرامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدِ اخْتارَاللهُ لَكَ دارَ اِنْعامِهِ قَبْلَ اَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ اَحْكامَهُ اَوْ يُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ ، فَنَقَلَكَ اِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِيّاً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَس مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَس ، وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ الْمَأْوى ، وَرَفَعَكَ اِلَى الدَّرَجاتِ الْعُلى ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ ، وَتُبَلِّغُهُ اَكْبَرَ مَأْمُولِهِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ اَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَاَزْكاها وَاَنْمى بَرَكاتِكَ وَاَوْفاها عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَعَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ اَوْلادِهِ الطَّيِّبينَ ، وَعَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطّاهِرينَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
اَللّهُمَّ اِنِّي اَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد صَفِيِّكَ وَاِبْراهيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ اَنْ تَجْعَلَ سَعْيِي بِهِمْ مَشْكُوراً ، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَحَيَاتِي بِهِمْ سَعيدَةً ، وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً ،

(الصفحة324)

وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً ، وَأَفْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً ، وَاُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً ، وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُودَةً ، اَللّهُمَّ وَاَحْسِنْ لِيَ التَّوْفيقَ ، وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضيق ، اَللّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ ، وَاَمْنَحْنِي ثَوابَكَ ، وَاَسْكِنِّي جَنانَكَ ، وَارْزُقَنِي رِضْوانَكَ وَاَمانَكَ ، وَاَشْرِكْ فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ وَوُلْدِي وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، الاْحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتِ ، اِنَّكَ وَلِيُّ الْباقِياتِ الصّالِحاتِ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ .
ثمّ يصلّي ركعتين ويطلب حاجاته من الله .
زيارة السيّدة فاطمة بنت أسد(رضي الله عنهما)
وهي والدة أميرالمؤمنين (عليه السلام)  ، وقبرها عند قبور أئمّة البقيع ، فمن أراد زيارتها فليقف عند قبرها ويقول : اَلسَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى

(الصفحة325)

مُحَمَّد سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاَْوَّلينَ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاْخِرينَ ،اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ الله رَحْمَةً لِلْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ اَسَد الْهاشِمِيَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْكَريمَةُ الرَّضِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا كافِلَةَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلى رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِيِّ اللهِ الاَْمينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطّاهِرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى وَلَدِكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
اَشْهَدُ أَنَّكِ اَحْسَنْتِ الْكِفالَةَ وَاَدَّيْتِ الاَْمانَةَ ، وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاتِ اللهِ وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ

(الصفحة326)

اللهِ ، عارِفَةً بِحَقِّهِ ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ ، كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ ، مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ ، واقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ ، مُخْتارَةً رِضاهُ ، وَاَشْهَدُ اَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى الاْيمانِ وَالتَّمَسُّكِ بِاَشْرَفِ الاَْدْيانِ ، رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً طاهِرَةً زَكِيَّةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً ، فَرَضِيَ اللهُ عَنْكِ وَاَرْضاكِ ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها ، وَثَبِّتْنِي عَلى مَحَبَّتِها ، وَلا تَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الاَْئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها ، وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها ، وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ اَوْلادِهَا الطّاهِرينَ .
اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي اِيّاها ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ اِلَيْها اَبَداً ما اَبْقَيْتَنِي ، وَاِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَاَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، اَللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَمَنْزِلَتِها لَدَيْكَ اغْفِرْلِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ،

(الصفحة327)

وَاتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ .
ثمّ يصلّي ركعتي صلاة الزيارة ثمّ يطلب حاجاته من الله .

(الصفحة328)


جبل اُحد

وهو جبل يقع على بُعد فرسخ من المدينة من جهة الشمال(1) . وعند هذا الجبل وقعت الحرب بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكفّار قريش في شهر شوّال من السنة
الثالثة للهجرة ، واستشهد فيها حمزة العمّ المكرّم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أربعة وسبعين شهيداً ، وجرح فيها النبيّ (صلى الله عليه وآله) أيضاً .
وفي هذه الساحة يوجد مرقد حمزة وعبدالله بن جحش ومصعب بن عمير ، حيث دفن هؤلاء الثلاثة جنباً إلى جنب ، ودفن سائر الشهداء بالقرب منهم .

1 ـ وفاء الوفا: 3 / 927 .

(الصفحة329)

زيارة حمزة بن عبد المطّلب (رضي الله عنه)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَداءِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَسَدَ اللهِ وَاَسَدَ رَسُولِهِ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي اللهِ عَزَّوَجَلَّ ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللهِ وَكُنْتَ فيما عِنْدَ اللهِ سُبْحانَهُ راغِباً ، بِاَبِي اَنْتَ وَاُمِّي اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ بِذلِكَ ، راغِباً اِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ ، اَبْتَغِي بِزِيارَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي ، مُتَعَوِّذَاً بِكَ مِنْ نار اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي ، هارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُها
عَلى ظَهْري ، فَزِعاً اِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي .

اَتَيْتُكَ مِنْ شُقَّة بَعيدَة طالِباً فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ ، وَقَدْ اَوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي ، وَاَتَيْتُ ما اَسْخَطَ رَبِّي وَلَمْ اَجِدْ اَحَداً اَفْزَعُ اِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ اَهْلَ بَيْتِ

(الصفحة330)

الرَّحْمَةِ ، فَكُنْ لِي شَفيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتِي ، فَقَدْ سِرْتُ اِلَيْكَ مَحْزُوناً ، وَاَتَيْتُكَ مَكْرُوباً ، وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ باكِياً ، وَصِرْتُ اِلَيْكَ مُفْرَداً ، وَاَنْتَ مِمَّنْ اَمَرَنِيَ اللهُ بِصِلَتِهِ ، وَحَثَّنِي عَلى بِرِّهِ ، وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهِ ، وَهَدانِي لِحُبِّهِ ، وَرَغَّبَنِي فِي الْوَفادَةِ اِلَيْهِ ، وَاَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ ، اَنْتُمْ اَهْلُ بَيْت لا يَشْقى مَنْ تَوَلاّكُمْ ، وَلا يَخيبُ مَنْ اَتاكُمْ ، وَلا يَخْسَرُ مَنْ يَهواكُمْ ، وَلا يَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ .
ثمّ يصلّي ركعتي صلاة الزيارة ويقول : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ، اَللّهُمَّ اِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ لِتُجيَرنِي مِنْ نِقْمَتِكَ فِي يَوْم تَكْثُرُ فيهِ الاَْصْواتُ ، وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْس بِما قَدَّمَتْ ، وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها ، فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ ، وَاِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ
<<التالي الفهرس السابق>>