في:  
                       
 
 
 

من حياة سماحته قائمة المؤلفات الأحکام و الفتاوى الأسئلة العقائدية نداءات سماحته  الصور  لقاءات و زيارات
المکتبة الفقهية المختصة الصفحة الخاصة المواقع التابعة أخبار المكاتب وعناوينها الدروس المناسبات القرآن والمناجات

بسم الله الرحمن الرحيم

نص نداء المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سماحة الحاج الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني «مدّ ظلّه العالي»
بمناسبة الخامس عشر من شعبان، الذكرى السنوية لولادة الحجّة المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف

بعد الحمد والصلاة:

المنتصف من شعبان هو يوم ولادة النور وهو اليوم الذي بزغ إلى عالم الوجود، آخر الحجج الإلهية والبرهان التامّ الإلهي; اليوم الذي بشّر فيه انتشار العدالة في عالم الوجود الواسع والذي أسبغ الله سبحانه وتعالى نعمته الكبيرة وآخر ذخره على الناس.
الحقيقة هي أنّ الإنسان قد تطوّر ـ ولا يزال ـ في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة حيث أصبح حالياً لا يكتفي في المجال العلمي بالكرة الأرضية فحسب، بل قد تطاول على الكرات الاُخرى وقد سخّر النظام الشمسي إلى حدّ ما و حقّق نجاحاً هائلاً في المجال نفسه ولكن ـ وللأسف الشديد ـ قد فشل ـ إلى جانب التطوّرات المذكورة أعلاه ـ في البلوغ إلى المكانة الإنسانية السامية بحيث كلّما تزايدت القدرة البشرية في ضوء الاكتشافات العلمية، تزايد الظلم والاعتداء والابتعاد عن منطق العقل السليم.
اليوم تشاهد الشعوب بأُمّ أعينها أنّ الاستكبار العالمي يريد أن يصبح السلطة المطلقة الوحيدة المسيطرة على العالم ويرتكب ـ وباستمرار ـ أشبع الجرائم الوحشية بحقّ الشعوب ويعلن التهديدات اللامنطقية بصراحة وذلك بحجّة مكافحة الإرهاب، ولذلك كلّه وفي هذه الظروف يشعر الإنسان بحاجة ماسّة إلى مصلح عالمي إلهي من واجباته إقامة حكومة إسلامية عالمية.
قد أثبتت البشرية ـ رغم تطوراتها العلمية ـ عجزها عن إقرار العدالة الشاملة، وقد عجزت ـ كذلك ـ المنظّمات المدافعة عن حقوق الإنسان عن الوقوف بوجه الطغاة الظالمين بل أصبحت مأمورة موظّفة تعمل لصالحهم.
فياترى هل من الواجب أن تبقى البشرية في هذه الظروف العصيبة تعاني الآلام والمصائب من جرّاء هذه الاعتداءات والانتهاكات بصورة مستمرّة وللأبد أم الله سبحانه خلّى الإنسان وشأنه لم يدبّر طريقاً لخلاصه ونجاته؟ وهل عجز الله ـ والعياذ بالله ـ عن تحقيق ذلك؟ كلاّ. إنّها فكرة خاطئة لا تنسجم والغاية للخلقة ويعارضها القرآن الكريم إذ وعد بظهور الدِّين الإسلامي الحنيف على الأديان كلّها.
ومن الطبيعي أن تقتضي الحكمة البالغة الإلهية تولّي إنسان عظيم عِظم البشرية كلّها وعالم الوجود لمنصب حكومة مطلقة تطبَّق فيها الأحكام الإسلامية المنوّرة بيده وبصورة كاملة، فضلاً عن القضاء على الظلم والاضطهاد في ظلّ وجوده المبارك.
يعيش الشيعة الإمامية والمسلمون قاطبةً اليوم متطلِّعين إلى مستقبل مشرق تتحقّق فيه الحكومة العالمية للمهدي عجّل الله فرجه الشريف، وقد ظهرت ـ ولحسن الحظّ ـ عنايات خاصة في الآونة الأخيرة بوجود إمام العصر المقدّس وقد تصدّى فئات لتبيين أبعاد ما قبل الظهور وما بعده وعرض خصائص حكومة النور.
وأنا بدوري إذ أشكر القائمين بهذه الجهود الجبّارة، أؤكّد التركيز على الدقّة ووفق المصادر الموثوق بها في الأقوال والمقالات والمسرحيات.
نحن ـ ولله الحمد ـ نمتلك المصادر الغنية المتينة في جميع المجالات المتعلِّقة بوجوده الشريف من بداية ولادته إلى ظهور حكومته، يمكن للقلوب الصادقة والنيّات الخالصة أن تحصل عليها.
وأنا بدوري أوصي جميع المسؤولين والشعب الكريم والمتدِّين بإحياء روح الالتفات والعناية بوجوده المبارك في المجتمع حتّى تصير حياة الناس مليئة بالمهدوية والحبّ له ـ الذي هو الحبّ للحكومة العالمية العادلة ـ فإنّ حياتنا الاجتماعية والدينية والسياسية رهينة بذلك.
فواجبنا جميعاً اليوم هو الاعتراف بأنّ إفاضة كافّة النعم الظاهرية والباطنية هي بواسطة وجوده المقدّس: (لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها); ففي الحقيقة هو ولي النعم للبشرية جمعاء والشكر لهذه النعم هو إحياء ذكراه في كافّة شؤوننا الخاصّة والعامة، داخل البلاد وخارجها.
وبهذه المناسبة الكريمة نقترح على المسؤولين الكرام عقد مؤتمر بعنوان: المؤتمر العالمي حول المصلح العام الذي له تأثيره في التعرّف على وجوده الشريف وخصائصه وحكومته.
أسأل الله العليّ القدير أن يرفع ـ بمنِّه وكرمه ـ العوائق والعراقيل لظهوره وأن ينقذ البشرية كلّها وخاصّة الإمامية منها من صياح الاستكبار العالمي وأن يقضي على الظلم و الإعتداء (أين المعدّ لقطع دابر الظلمة) ويجعلنا نشاهد يوماً العدالة المطلقة وقد بسطت أغصانها على الكون وأشرق الدِّين الحقيقي أشعته على الجميع إن شاء الله تعالى.

محمد الفاضل اللنكراني
شعبان المعظّم 1423