جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الصلاة
صفحات بعد
صفحات قبل
( الصفحه 550 )

درجة تقريباً وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس ، ولمّا كان أكثر تلك المساجد مبنية في زمان خلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيها تقية فأمروا بالتياسر وعلّلوه بتلك الوجوه الخطابية لإسكانهم وعدم التصريح بخطأ خلفاء الجور واُمرائهم ، وما ذكره أصحابنا من أنّ محراب المعصوم لا يجوز الانحراف عنه إنّما يثبت انّ الإمام (عليه السلام) بناه ومعلوم انّه (عليه السلام) لم يبنه أو صلّى فيه من غير انحراف وهو أيضاً غير ثابت بل يظهر من بعض ناسخ لنا من الآثار القديمة عند تعمير المسجد في زماننا ما يدلّ على خلافه كما سيأتي ذكره ، مع أنّ الظاهر من بعض الأخبار انّ هذا البناء غير البناء الذي كان في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) .

( الصفحه 551 )

مسألة 2 ـ يعتبر العلم بالتوجّه إلى القبلة حال الصلاة ، وتقوم البيّنة مقامه على الأقوى مع استنادها إلى المبادئ الحسيّة ومع تعذّرهما يبذل تمام جهده ويعمل على ظنّه ، ومع تعذّره وتساوي الجهات صلّى إلى أربع جهات إن وسع الوقت وإلاّ فبقدر ما وسع ، ولو ثبت عدمها في بعض الجهات بعلم ونحوه صلّى إلى المحتملات الاُخر ، ويعول على قبلة بلد المسلمين في صلاتهم وقبورهم ومحاريبهم إذا لم يعلم الخطإ 1 .

1 ـ يقع الكلام في هذه المسألة في مقامات :

الأوّل : في اعتبار العلم بالتوجّه إلى القبلة في حال الصلاة وذلك لأنّه مقتضى شرطية القبلة واعتبار الاستقبال في صحّتها فإنّ لازمها وجوب إحرازها كما في سائر الشرائط ولا فرق في أسباب حصول العلم فإنّ المعتبر هو حصوله من أيّ طريق سواء كان من طريق القواعد الرياضية أو من أخبار المعصوم أو صلاته أو بنائه قبراً أو محراباً ما لم يتطرّق فيه احتمال التقية ونحوها أو من غير ذلك من الطرق .

وتقوم البيّنة مقام العلم لعموم حجّيتها في الموضوعات على ما هو التحقيق ، نعم لابدّ من أن تكون مستندة إلى المبادئ الحسّية كما عرفت سابقاً وقد مرّ أيضاً عدم حجّية خبر العادل الواحد فضلا عن الثقة في جميع موارد اعتبار البيّنة لمنافاتها لدليل حجّية البيّنة الظاهر في اعتبار التعدّد والعدالة كما لا يخفى .

وامّا في خصوص باب القبلة فالعلامة المنصوصة المذكورة في بعض الروايات المتقدّمة هي الجدي فإن كانت موجبة للعلم كما لا تبعد دعواه بناء على ما ذكرنا من سعة دائرة القبلة وكونها عبارة عن مجموع ما بين المشرق والمغرب لعامّة المكلّفين في جميع الحالات وهو الربع من الدائرة التي تمرّ بالكعبة كما عرفت فإنّه بناء عليه

( الصفحه 552 )

يكون جعل الجدي في القفا كما في الرواية أو على المنكب الأيمن كما في عبارة الشرائع موجباً للعلم بالقبلة وجهتها بالمعنى المذكور ، وعليه فلا وجه للبحث في أنّ المستفاد من الرواية الواردة فيه هل هو الاختصاص بغير المتمكّن من تحصيل العلم أو الأعمّ منه ومن المتمكّن ضرورة انّه على تقدير إفادته العلم لا مجال لهذا الكلام ، نعم لو قلنا بعدم إيجابه للعلم وعدم إفادته سوى الظنّ فللبحث المذكور مجال ، ولكن عرفت استظهار الإطلاق من الرواية وعدم الاختصاص بغير المتمكّن ، نعم لا ينبغي الإشكال بلحاظ كون الراوي عراقياً كوفياً في الاختصاص بأهل العراق أو خصوص أوساطه كالكوفة والنجف وبغداد .

ثمّ إنّه على تقدير إيجابه العلم لا مجال للبحث في كونه أمارة شرعية أصلا كما لا يخفى ، وامّا على تقدير عدم إيجابه العلم فيمكن أن يقال بأنّه من الظنون الخاصة كالبيّنة ويمكن أن يكون من مصاديق مطلق الظنّ وان ذكره ليس لأجل خصوصية فيه بل من جهة كونه مصداقاً له .

نعم على التقدير الثاني لابدّ من التخصيص بغير المتمكّن للروايات الآتية الدالّة على أنّ الرجوع إلى الظنّ إنّما هو مع عدم العلم بوجه القبلة الظاهر في عدم إمكان تحصيل العلم به وعلى التقدير الأوّل يجري فيه الاحتمالان كما عرفت .

وامّا الأمارات الكثيرة المذكورة في كلمات الفقهاء كما مرّ بعضها في كلام الشرائع فإن كان مرادهم انّها مفيدة للعلم لتوسعة دائرة القبلة فلا مانع ، وإن كان مرادهم اعتبارها ولو مع عدم إفادة العلم فلم ينهض عليه دليل لأنّ الامارة المفيدة للظنّ لابدّ من قيام الدليل على اعتبارها وبدونه لا يترتّب عليها شيء ، نعم إنّما يصحّ الرجوع إليها لتحصيل الظنّ مع عدم إمكان تحصيل العلم لما يأتي من جواز الرجوع إليه في هذه الصورة ، وعليه فلابدّ من أن تكون مفيدة للظنّ الفعلي لأنّ

( الصفحه 553 )

مقتضى الدليل اعتباره في تلك الصورة .

الثاني : انّه مع تعذّر العلم وما يقوم مقامه يجب التحرّي والعمل على طبق المظنّة ولا يجب الاحتياط بتكرير الصلاة إلى أربع جهات وفاقاً للمشهور ويدلّ عليه صحيحة زرارة قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : يجزي التحرّي أبداً إذا لم يعلم أين وجه القبلة .

فإنّ التحرّي بمعنى الحثّ والتفتيش لحصول الطرف الراجح لأنّ العمل على طبقه أحرى من العمل بالمرجوح ومعنى الاجزاء هو الكفاية في مقابل وجوب الاحتياط بالتكرار المذكور كما انّ مرجعه إلى لزوم التحرّي وعدم جواز الاكتفاء بالجهة التي يشاء ، نعم يمكن أن يكون المراد بالاجزاء هو الاجزاء بالنسبة إلى مقام العمل وجواز الدخول في الصلاة والشروع فيها فلا تعرّض في الرواية ـ حينئذ ـ لحال المكلّف من جهة الإعادة وعدمها بعد انكشاف الخلاف وتبين كون الجهة التي صلّى إليها غير القبلة ، ويمكن أن يكون هو الاجزاء بالإضافة إلى الواقع ومعناه الكفاية ولو بعد انكشاف الخلاف ولعلّ هذا هو الظاهر من الرواية خصوصاً مع ملاحظة كلمة «أبداً» كما لا يخفى .

وبالجملة فدلالة الرواية على اعتبار المظنّة في باب القبلة مع عدم العلم بوجهها واضحة .

ويدلّ عليه أيضاً موثقة سماعة قال : سألته عن الصلاة بالليل والنهار إذا لم يرَ الشمس ولا القمر ولا النجوم قال : اجتهد رأيك وتعمّد القبلة جهدك .

ومثلها مضمرة مهران التي رواها عنه سماعة . ونحن وإن قرّبنا في بحث المواقيت ارتباط الرواية بباب الوقت وعدم تعرّضها لمسألة التحيّر في القبلة بوجه إلاّ انّ مقتضى النظر الثانوي انّ إنكار دلالتها على التعرّض للقبلة مشكل والتوجيه

( الصفحه 554 )

المذكور هناك لقوله (عليه السلام) وتعمّد القبلة جهدك ممّا لا يقبله الذوق السليم فالإنصاف اختصاص الرواية بباب القبلة ولا أقلّ من دلالتها على حكمها أيضاً مضافاً إلى الوقت ومفادها لزوم إعمال الجهد في تشخيص القبلة وترتيب الأثر على مقتضى اجتهاده وإن كان الدليل لا ينحصر بها لما عرفت من دلالة صحيحة زرارة على ذلك .

وكيف كان ففي مقابل الروايتين خمس روايات لابدّ من ملاحظتها والتأمّل في التوفيق والجمع ولزوم الأخذ بأي الطرفين على تقدير عدمه فنقول ثلاث منها واردة في المتحيّر ودالّة على جواز الصلاة أينما توجّه أو على لزومها إلى أربع جهات ، ومن المعلوم مخالفة كلا الحكمين للزوم التحرّي وترتيب الأثر على طبق الراجح وهي :

صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) انّه قال : يجزي المتحيّر أبداً أينما توجّه إذا لم يعلم أين وجه القبلة .

ومرسلة ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام)عن قبلة المتحيّر فقال : يصلّي حيث يشاء .

ومرسلة الكليني قال بعد نقل المرسلة : وروى أيضاً انّه يصلّي إلى أربع جوانب .

والمراد بالمتحيّر المذكور في هذه الروايات امّا خصوص من لا علم له كما يدلّ عليه قوله (عليه السلام) في الرواية الاُولى : إذا لم يعلم أين وجه القبلة ، وامّا من لا علم له ولا ظنّ كما هو الظاهر من عنوان المتحيّر لأنّ من كان ظانّاً بشيء لا يكون عند العقلاء والعرف متحيّراً في ذلك الشيء ، فعلى التقدير الأوّل تكون المعارضة بينها وبين الروايتين الدالّتين على لزوم التحرّي بالعموم والخصوص لأنّ موردهما من لا علم له وإن كان له ظنّ ومفادهما لزوم التحرّي فيجب تخصيصها بهما على ما هو مقتضى