جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احكام و فتاوا
دروس
معرفى و اخبار دفاتر
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
اخبار
مناسبتها
صفحه ويژه
كتاب مفاتيح الجنان « قرآن، حديث، دعا « صفحه اصلى  

الثّانية : زيارة النّصف من رجب .

وهي زيارة اُخرى غير ما مرّ ، أوردها المى(قدس سرهما)(رحمه الله) في المزار للنّصف من رجب خاصّة ويسمّى (أي النّصف من رجب) بالغفيلة لغفلة عامّة النّاس عن فضله، فاذا أردت ذلك وأتيت الصّحن فادخل أي ادخل الرّوضة وكبّر الله تعالى ثلاثاً وقِف على القبر وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا لُيُوثَ الْغاباتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الاَْنْبِياءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِسْماعيلَ ذَبيحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الكُبرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ ابْنَ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلُ ابْنَ الْقَتيلِ ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَرُزِئْتَ بِوالِديكَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَرُدُّ الْجَوابَ، وَاَنَّكَ حَبيبُ اللهِ وَخَليلُهُ وَنَجيبُهُ وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ، يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لي شَفيعاً اِلى اللهِ يا سَيِّدي وَاَسْتَشْفِعُ اِلَى اللهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيّينَ، وَبِأبيكَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَبِاُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلا لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكَ وَلَعَنَ اللهُ سالِبيكَ وَمُبْغِضيكَ مِنَ الاْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمِّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

ثمّ قبّل القبر الطّاهر وتوجّه الى قبر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فزره وقُل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكَ، اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَاَبَرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ امض الى قبُور الشّهداء رضوان الله عليهم، فاذا بلغتها فقف وقُل:

اَلسَّلامُ عَلَى الاَْرْواحِ المُنيخَةِ بِقَبْرِ اَبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرينَ مِنَ الدَّنَسِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَبْرارَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقُبُورِكُمْ اَجْمَعينَ، جَمَعَنَا اللهُ وَاِيّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ اِنَّهُ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ امض الى حرم العبّاس بن امير المؤمنين (عليهما السلام) فاذا بلغته فقِف على باب قبّته وقُل : سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ الى آخر ما سبق من زيارته.

الثّالثة : زيارة النّصف من شعبان .

اعلم انّه قد وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارته في النّصف من شعبان ويكفيها فضلاً انّها رويت بعدّة اسناد معتبرة عن الامام زين العابدين وعن الامام جعفر الصّادق (عليهما السلام) قالا : من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) في النّصف من شعبان فانّ أرواح النّبيّين (عليهم السلام) يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم، فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة اولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهيم ومُوسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم اجمعين .

قال الرّاوي : قلنا له ما معنى اولي العزم؟ قال : بعثوا الى شرق الارض وغربها جنّها وانسها. وقد وردت فيه زيارتان ، فالاولى هي ما أوردناه لزيارته (عليه السلام) في أوّل يوم من رجب، والثّانية ما رواه الشّيخ الكفعمي في كتاب البلد الامين عن الصّادق (عليه السلام) وهي كما يلي : تقِف عند قبره وتقُول :

اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الزَّكيُّ اُودِعُكَ شَهادَةً مِنّي لَكَ تُقَرِّبُني اِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ، وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطّالِبُونَ اِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نُورُ اللهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ اَبَداً، وَاَنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي لَمْ يَهْلِكْ وَلا يُهْلَكُ اَبَداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ، وَهذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَهذَا الْمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ لا ذَليلَ وَاللهِ مُعِزُّكَ وَلا مَغْلُوبَ وَاللهِ ناصِرُكَ، هذِهِ شَهادَةٌ لي عِنْدَكَ اِلى يَوْمَ قَبْضِ روُحي بِحَضْرَتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

الرّابِعةُ : زيارة ليالي القدر .

اعلم انّ الاحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين (عليه السلام) في شهر رمضان ولا سيّما في أوّل ليلة منه وليلة النّصف منه وآخر ليلة منه وفي خُصوص ليلة القدر . وروي عن الامام محمّد التّقي (عليه السلام) قال : من زار الحسين (عليه السلام) ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي اللّيلة الّتي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يُفرَقُ كُلُّ اَمْر حَكيم، صافحه رُوح أربعة وعشرين ألف نبيّ كلّهم يستأذن الله في زيارة الحسين (عليه السلام) في تلك اللّيلة، وفي حديث معتبر آخر عن الصّادق (عليه السلام) : اذا كان ليلة القدر ونادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله عزّوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) . وفي رواية انّ من كان عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة القدر يصلّي عنده ركعتين أو ما تيسّر له وسأل الله الجنّة واستعاذ به من النّار أعطاه الله ما سأل واعاذه الله ممّا استعاذ منه .

وروى ابن قولويه عن الصّادق (عليه السلام) انّ من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) في شهر رمضان ومات في الطّريق لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنّة آمناً، وامّا الالفاظ الّتي يُزار بها الحسين (عليه السلام) في ليلة القدر فهي زيارة أوردها الشّيخ والمفيد ومحمّد بن المشهدي وابن طاوُس والشّهيد (رحمهم الله) في كتب الزّيارة وخصّوها بهذه اللّيلة وبالعيدين أي عيد الفطر وعيد الاضحى .

وروى الشّيخ محمّد ابن المشهدي باسناده المعتبرة عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا أردت زيارته (عليه السلام) فأت مشهده المقدّس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك فاذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّديقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ اَبا عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذينَ خَذَلُوكَ وَالَّذينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُْمّي وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الّذي أَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، صَلَّى اللهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطّاهِرِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس فصلّ ركعتين للزّيارة وصلّ بعدهما ما تيسّر ثمّ تحول الى عند الرّجلين وزُر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، وادعُ بما تريد ثمّ زُر الشّهداء منحرفاً من عند الرّجلين الى القبلة فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الصِّدّيقُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرُونَ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبيلِ اللهِ وَصَبَرْتُمْ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِ اللهِ، وَنَصَحْتُمْ للهِ وَلِرَسُولِهِ حَتّى اَتاكُمُ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ جَزاءِ الُْمحْسِنينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعيمِ ثمّ امض الى مشهد العبّاس بن امير المؤمنين 8 فاذا وقفت عليه فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَاَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحيمِ، ثمّ صلّ تطوّعاً في مسجده ما تشاء وانصرف .

الخامِسة : زيارة الحُسين (عليه السلام) في عيدي الفطر والاضحى .

بسند معتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال : من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة من ثلاث ليالي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ليلة الفطر وليلة الاضحى وليلة النّصف من شعبان، وفي رواية معتبرة عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : ثلاث ليال من زار فيها الحسين (عليه السلام) غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ليلة النّصف من شعبان، واللّيلة الثّالثة والعشرون من رمضان، وليلة العيد أي ليلة عيد الفطر . وعن الصّادق (عليه السلام) قال : من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) ليلة النّصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة متقبّلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدّنيا والاخرة .

وعن الباقر (عليه السلام) قال : من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتّى يعيّد وينصرف وقاه الله شرّ سنته . واعلم انّ العلماء قد أوردوا لهذين العيدين الشّريفين زيارتين إحداهما ما مضت من الزّيارة في ليالي القدر، والثّانية هي ما يلي، والزّيارة السّابقة يُزار بها على ما يظهر من كلماتهم في يومي العيدين وهذه الزّيارة تخصّ ليلتهما ، قالوا: اذا أردت زيارته في اللّيلتين المذكورتين فقِف على باب القبّة الطّاهرة وارمِ بطرفك نحو القبر مستأذناً فقُل :

يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الذَّليلُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جاءَكَ مُسْتَجيراً بِكَ قاصِداً اِلى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً اِلى مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ أَاَدْخُلُ يا وَلِيَّ اللهِ أَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الُْمحْدِقينَ بِهـذَا الْحَرَمِ الْمُقيمينَ فِي هـذا الْمَشْهَدِ.

فان خشع قلبك ودمعت عينك فادخل وقدمّ رجلك اليمنى على اليسرى وقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفِي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، اَللّـهُمَّ اَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبارَكاً وَاَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ، (ثمّ قُل): اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً وَالْحَمْدُ للهِ كَثيراً وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الحَنّانِ، الَّذي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لي زِيارَةَ مَوْلايَ بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْني عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، ثمّ ادخل فاذا توسّطت فقم حذاء القبر بخضوع وبكاء وتضرّع وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح اَمينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ حُجَّةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ الْتَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اسْتُبيحَ حَرَمُكَ وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً .

ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبك دامعة عينك ثمّ قل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَطَلَ الْمُسْلِمينَ، يا مَوْلايَ اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا .

ثمّ انكبّ على القبر وقُل :

اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، يا مَوْلايَ اَنَا مُوال لِوَلِيِّكُمْ وَمُعاد لِعَدُوِّكُمْ، وَاَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْرى  لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ، يا مَوْلايَ اَتَيْتُكَ خائِفاً فَآمِنّي، وَاَتَيْتُكَ مُسْتَجيراً فَاَجِرْني، وَاَتَيْتُكَ فَقيراً فَاَغْنِني سَيِّدي وَمَوْلايَ اَنْتَ مَوْلايَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَبِظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ التّالي لِكِتابِ اللهِ وَاَمينُ اللهِ الدّاعي اِلَى اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

ثمّ صلّ عند الرّأس ركعتين فاذا سلّمت فقُل :

اَللّـهُمَّ اِنّي لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، فَاِنَّهُ لا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ الاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى سَيِّدِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِما السَّلامُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْهُما مِنّي وَاجْرِني عَليْهِما اَفْضَلَ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ .

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ اَلْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ وَاَسيرِ الْكُرُباتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ الثّائِرُ بِحَقِّكَ، اَكْرَمْتَهُ بِكَرامَتِكَ وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السّادَةِ وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَاَكْرَمْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاَْوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ، وَمَنَحَ النَّصيحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ مِنَ الاْخِرَةِ بِالاَْدْنى، وَتَرَدّى فِي هَواهُ وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اُوْلي الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً .

ثمّ اعطف على علي بن الحُسين (عليهما السلام) وهو عند رجل الحسين (عليه السلام) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهيدُ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي عِشْتَ سَعيداً وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهيداً .

ثمّ انحرف الى قبور الشّهداء رضي الله عنهم وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الذّابُّونَ عَنْ تَوْحيدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي فُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، ثمّ امضِ الى مشهد العبّاس بن عليّ (عليهما السلام)وقف على ضريحه الشّريف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ وَالصِّدِّيقُ الْمُواسي، اَشْهَدُ اَنَّكَ آمَنْتَ بِاللهِ وَنَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ اللهِ وَواسَيْتَ بِنَفْسِكَ، فَعَلَيْكَ مِنَ اللهِ اَفْضَلُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، ثمّ انكبّ على القبر وقُل : بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا ناصِرَ دينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الصِّدّيقِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، عَلَيْكَ مِنّي السَّلامُ ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، ثمّ صلّ عند رأسه (عليه السلام) ركعتين وقُل ما قلت عند رأس الحسين (عليه السلام)أي ادعُ بدعاء اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ ... الخ  ثمّ ارجع الى مشهد الحسين (عليه السلام)واقم عنده ما أحببت الاّ انّه يستحبّ أن لا تجعله موضِع مبيتك، فاذا أردت وداعه فقُم عند الرّأس وأنت تبكي وتقُول :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُوَدِّع لا قال وَلا سَئِم، فَاِنْ اَنْصَرِفْ فَلا عَنْ مَلالَة، وَاِنْ اَقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللهُ الصّابِرينَ، يا مَوْلايَ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ الْعَوْدَ اِلَيْكَ وَالْمَقامَ فِي حَرَمِكَ وَالْكَوْنَ فِي مَشْهَدِكَ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، ثمّ قبّله وامر عليه جميع جسدك فانّه أمان وحِرز واخرج من عنده القهقرى ولا تولّه دبرك وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الْمَقامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْخِصامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي الْمُقيمينَ فِي هـذا الْحَرَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ (وقُل) اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، ثمّ انصرف. وقال السّيد ابن طاوُس ومحمّد بن المشهدي : فاذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه .

السّادسةُ : زيارة الحُسين (عليه السلام) في يوم عَرَفة .

اعلم انّ ما روي من أهل البيت الطّاهرين المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين في زيارة عرفة ممّا لا يحصى فضلاً وعدداً ونحن تشويقاً للزّائرين نورد منها البعض اليسير .

بسند معتبر عن بشير الدّهان قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه عليه : ربما فاتني الحجّ فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال : أحسنت يا بشير ايّما مؤمن أتى قبر الحسين صلوات الله عليه عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب له عشرون حجّة وعشرون عمرة مبرورات متقبّلات وعشرون غزوة مع نبيّ مرسل أو امام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات وألف غزوة مَعَ نبيّ مرسل أو امام عادل . قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال : فنظر اليّ شبه المغضب ثمّ قال : يا بشير انّ المؤمن اذا أتى قبر الحُسين صلوات الله عليه يوم عرفة واغتسل بالفرات ثمّ توجّه اليه كتب الله عزّوجل له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها ولا أعلمه الاّ قال وعمرة (وقيل غزوة) .

وفي احاديث كثيرة معتبرة انّ الله تعالى ينظر الى زوّار قبر الحسين (عليه السلام)نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره الى أهل عرفات، وفي حديث معتبر عن رفاعة ، قال : قال لي الصّادق (عليه السلام) : يا رفاعة أحججت العام؟ قلت : جعلت فداك ما كان عندي ما أحجّ به ولكنّي عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام) ، فقال لي : يا رفاعة ما قصّرت عمّا كان أهل منى فيه لو لا انّي أكره ان يدع النّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه أبداً، ثمّ سكت طويلاً ثمّ قال : أخبرني أبي ، قال : من خرج الى قبر الحسين (عليه السلام)عارفاً بحقّه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله وكتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبيّ أو وصيّ نبيّ .

وأمّا كيفيّة زيارته (عليه السلام) فهي على ما أورده اجلّة العلماء وزعماء المذهب والدّين كما يلي : اذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات ان امكنك والاّ فمن حيث امكنك والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشّريفة وأنت على سكينة ووقار، فاذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالى وقُل :

اَللهُ اَكْبَرُ وقل : اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً وَاَلْحَمْدُ للهِ كَثيراً وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصّالِحِ الْمُنْتَظَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُوالي لِوَلِيِّكَ الْمُعادي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ بِقَصْدِكَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ .

ثمّ ادخل فقف ممّا يلي الرّأس وقل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى روُحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا بنَ محَمَّد المُصطَفى ، السَّلامُ علَيْكَ يا بنَ عليِّ المُرتَضى، السَلامُ عَلَيكَ يا بنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي وَمُنْقَلَبي اِلى رَبّي، فَصَلَواتُ اللهَ عَلَيْكُمْ وَعَلى اَرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبُكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خاتَمَ النَّبِيّينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَابْنَ اِمامِ الْمُتَّقينَ وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ اِلى جَنّاتِ النَّعيمِ، وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَاَنْتَ بابُ الْهُدى وَاِمامُ التُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَخامِسُ اَصْحابِ الْكِساءِ غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْىِ الاْيمانِ، وَرُبّيتَ فِي حِجْرِ الاِْسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَة بِفِراقِكَ وَلا شاكَّة فِي حَياتِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْك وَعَلى آبائِكَ وَاَبْنائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الْعَبْرَةِ السّاكِبَةِ، وَقَرينَ الْمُصيبَةِ الرّاتِبَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرمَةَ الاسلامِ، فَقُتِلْتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً، وَاَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً، وَاَصْبَحَ كِتابُ اللهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَاَبيكَ وَاُمِّكَ وَاَخيكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةِ مِنْ بَنيكَ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِقَبْرِكَ وَالشّاهِدينَ لِزُوّارِكَ الْمُؤْمِنينَ بِالْقَبُولِ عَلى دُعاءِ شيعَتِكَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرِّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَاَتَيْتُ مَشْهَدَكَ اَسْألُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ اَنْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ .

ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عند الرّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السّور فاذا فرغت فقل :

اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، وَارْدُدُ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى مَوْلايَ وَسَيِّدي وَاِمامي الْحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنّي، وَاجْزِني عَلى ذلِكَ اَفْضَلَ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

ثمّ صر الى عند رجلي الحسين وزُر عليّ بن الحُسين (عليهما السلام) ورأسه عند رجلي أبي عبد الله (عليه السلام) وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ ابْنُ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ توجّه الى الشّهداء وزُرهم وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ وَاَحِبّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَصْفِياءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ وَاَنْصارَ نَبِيّهِ وَاَنْصارَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ أبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزُ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ عُد الى عند رأس الحُسين صلوات الله وسلامه عليه واكثر من الدّعاء لنفسك ولاهلك ولاخوانك المؤمنين .

وقال السّيد ابن طاوُس والشّهيد : ثمّ امضِ الى مشهد العبّاس (رضي الله عنه) فاذا أتيته فقف على قبره وقُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْفَضْلِ الْعِبّاسَ بْنَ اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ايماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ وَاَحْوَطِهِمْ عَلَى الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخيكَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسي، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةٌ ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الاِْسْلامِ، فَنِعْمَ الاَْخُ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِي النّاصِرُ وَالاَْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخيهِ الُْمجيبُ اِلى طاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَاَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعيمِ اِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .

ثمّ انكبّ على القبر وقل :

اَللّـهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيارَةِ اَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ اِحْسانِكَ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ رِزْقي بِهِمْ دارّاً، وَعَيْشي بِهِمْ قارّاً، وَزِيارَتي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْني بِهُمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائي بِاَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَالْقاصِدينَ اِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عنده صلاة الزّيارة وما بدا لك ، فاذا أردت وداعه فقُل ما ذكرناه سابقاً في وداعه (عليه السلام) .

السّابعةُ : زيارة عاشُوراء .

اعلم انّ ما خصّ من الزّيارات بيوم عاشوراء عديدة ونحن للاختصار نقتصر منها على زيارتين وقد ذكرنا في أعمال يوم عاشوراء ايضاً من الزّيارة وغيرها ما يناسب المقام .

الزّيارة الاُولى

ممّا أردنا ايرداه هُنا هي زيارة عاشوراء المشهورة ويُزار بها من قرب ومن بُعد، وروايتها المشروحة كما رواها الشّيخ أبو جعفر الطّوسي في المصباح ما يلي : روى محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام)قال : من زار الحسين بن عليّ (عليهما السلام) في يوم عاشوراء من المحرّم يظل عنده باكياً لقى الله عزّوجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عُمرة وألفي غزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الائمّة الرّاشدين ، قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير اليه في ذلك اليوم ؟ قال : اذا كان كذلك برز الى الصّحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ اليه بالسّلام واجتهد في الدّعاء على قاتليه وصلّى من بُعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النّهار قبل أن تزُول الشّمس ثمّ ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه ويقم في داره المُصيبة باظهار الجزع عليه وليعزّ فيها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام)وأنا الضّامن لهم اذا فعلوا ذلك جميع ذلك ، قلت : جعلت فداك أنت الضّامن ذلك لهم والزّعيم ؟ قال : أنا الضّامن وأنا الزّعيم لمن فعل ذلك . قلت : فكيف يعزّي بعضنا بعضاً ؟ قال : تقولون : اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وان استطعت أن لا تخرج في يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن وان قضيت لم يبارك له فيما ادّخر ولم يبارك له في أهله، فاذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وكان له أجر وثواب مُصيبة كُلّ نبيّ ورسُول ووصيّ وصدّيق وشهيد مات أو قُتل منذ خلق الله الدّنيا الى أن تقُوم السّاعة .

قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه : علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم اذا أنا زُرته من قُرب ودعاءاً أدعو به اذا لم أزره من قُرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالسّلامة اليه . فقال لي : يا علقمة اذا أنت صلّيت الرّكعتين بعد أن تؤمي اليه بالسّلام فقل بعد الايماء اليه من بعد التّكبير هذا القول (أي الزّيارة الاتية) فانّك اذا قُلت ذلك فقد دعوت بما يدعُو به زوّاره من الملائكة وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عرفت الاّ في زُمرة الشّهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبيّ وكُلّ رسُول وزيارة كلّ من زار الحسين (عليه السلام)منذ يوم قُتل سلام الله عليه وعلى أهل بيته . تقول :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ(السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وابْنَ خَيرَتِهِ) اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِيائِهِم، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي َكْرَمَ مَقامَكَ وَاَكْرَمَني اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلى اللهِ وَ اِلى رَسُولِهِ وَاِلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراءَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِيائِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِكُمْ اَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُدىً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الاِْسْلامِ وَفِي جَميعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فِي مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاَْكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، اَللّـهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ ثمّ تقول مائة مرّة : اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً ثمّ تقول مائة مرّة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ، ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم بِاللَّعْنِ مِنّي وَابْدَأْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ (الْعَنِ) الثّانيَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّـهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِياد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبي سُفْيانَ وَآلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثمّ تسجد وتقُول : اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي اَللّـهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ .

قال علقمة : قال الباقر (عليه السلام) : وان استطعت أن تزُوره في كُلّ يوم بهذه الزّيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك .

وروى محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميرة ، قال : خرجتُ مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغريّ بعدما خرج الصّادق (عليه السلام)فسرنا من الحيرة الى المدينة فلمّا فرغنا من الزّيارة أي زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا: تزورون الحُسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) من هاهُنا أومأ اليه الصّادق (عليه السلام) وأنا معه ، قال سيف بن عميرة : فدعا صفوان بالزّيارة الّتي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) وودّع في دبرهما امير المؤمنين (عليه السلام)وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع وكان ممّا دعا دبرها :

يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَ بِالاُْفـُقِ الْمُبينِ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَهٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاَْصْواتُ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْت، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْل، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْم فِي شَأن، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِىَ الْمُهِمّاتِ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَىْء وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلِيِّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَاِنّي بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فِي مَقامي هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ اِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ اَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ، حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي، وَتَكْفِيَنِى الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري، وَتَقْضِيَ عَنّي دَيْني وَ تُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ اِلَى الَْمخْلُوقينَ، وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ اَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ اَخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ اَخافُ بَغْيَهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ اَخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ اَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ، اَللّـهُمَّ مَنْ اَرادَني فَاَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ، اَللّـهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَة لا تَسُدّها، وَبِسُقْم لا تُعافيهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَة لا تَجْبُرُها، اَللّـهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ، وَاَنْسِهِ ذِكْري كَما اَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَميعِ ذلِكَ الْسُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَنْ ذِكْري، وَاكْفِني يا كافِيَ مالا يَكْفي سِواكَ، فَاِنَّكَ الْكافِي لا كافِىَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ، وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ، وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ اِلى سِواكَ، وَمَلْجَأُهُ اِلى غَيْرِكَ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيْرِكَ، فَاَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَئي وَمَنْجاىَ فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ، فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَاِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَاَنْتَ الْمُسْتَعانُ فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي فِي مَقامي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّي هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ ما اَخافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُنَة عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي، وَكِفايَةِ ما اَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتي وَدُنْياىَ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ، عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْني وَبَيْنَكُما، اَللّـهُمَّ اَحْيِني حَياةَ مُحَمَّد وَذُرِّيَّتِهِ وَاَمِتْني مَماتَهُمْ وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني فِي زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْن اَبَداً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ اَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيْهِ بِكُما وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما اِلَى اللهِ (تَعالى) فِي حاجَتي هذِهِ فَاشْفَعا لي فَاِنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ الْمَقامَ الَْمحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ، اِنّي اَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لي اِلَى اللهِ فِي ذلِكَ، فَلا اَخيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً راجِحاً (راجِياً) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي وَتَشَفَّعا لي اِلَى اللهِ، انْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، مُفَوِّضاً اَمْري اِلَى اللهِ مُلْجِأً ظَهْري اِلَى اللهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ وَاَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا لَيْسَ لي وَراءَ اللهِ وَوَراءَكُمْ يا سادَتي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبّي كانَ وَمالَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، اَسْتَوْدِعُكُمَا اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي اِلَيْكُما، اِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَمَوْلايَ وَاَنْتَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يا سَيِّدي وَسَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ اِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوب عَنْكُما سَلامي اِنْ شاءَ اللهُ، وَاَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما اَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَاِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَىَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجِياً لِلاِْجابَةِ غَيْرَ آيِس وَلا قانِط تائِباً عائِداً راجِعاً اِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِب عَنْكُما وَلا مِنْ زِيارَتِكُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، يا سادَتي رَغِبْتُ اِلَيْكُما وَاِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ اَنْ زَهِدَ فيكُما وَفِي زِيارَتِكُما اَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ ما رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ.

قال سيف بن عميرة: فسألت صفواناً فقُلت له: انّ علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن الباقر (عليه السلام) انّما أتانا بدعاء الزّيارة ، فقال صفوان : وردت مع سيّدي الصّادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الَّذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ، ثمّ قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجُوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبُه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام)مضموناً بهذا الضّمان، وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام)بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النّار، وشفعته في كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته، ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله أرسلني الله اليك سُروراً وبشرى لك ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث ، قال صفوان : قال لي الصّادق (عليه السلام): يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزُر بهذه الزّيارة من حيث كنت وادعُ بهذا الدّعاء وسل ربّك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله .

أقول : ورد في كتاب النّجم الثّاقب قصّة تشرّف الحاج السّيد احمد الرّشتي بالحضُور عند امام العصر أرواحنا فداه في سفر الحجّ وقوله (عليه السلام) له : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء، عاشوراء عاشوراء عاشوراء ونحن سنرويها بعد الزّيارة الجامعة الكبيرة ان شاء الله .

وقال شيخنا ثقة الاسلام النّوري (رحمه الله) : أمّا زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً انّها لا تسانخ سائر الزّيارات الّتي هي من انشاء المعصوم واملائه في ظاهر الامر وان كان لا يبرز من قلوبهم الطّاهرة الاّ ما تبلغها من المبدأ الاعلى بل تسانخ الاحاديث القدسيّة التي أوحى الله جلّت عظمته بها الى جبرئيل بنصّها بما فيها من اللّعن والسّلام والدّعاء، فأبلغها جبرئيل الى خاتم النّبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي كما دلّت عليه التجارب فريدة في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الاعادي لو واضب عليها الزّائر أربعين يوماً أو أقلّ، ولكن أعظم ما انتجته من الفوائد ما في كتاب دار السّلام وملّخصه انّه حدث الثّقة الصّالح التّقي الحاج المولى حسن اليزدي المجاور للمشهد الغرويّ وهو من الّذين وفوا بحقّ المجاورة وأتعبوا أنفسهم في العبادة، عن الثّقة الامين الحاج محمّد عليّ اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه يبيت في اللّيالي بمقبرة خارج بلدة يزد تُعرف بالمزار وفيها جملة من الصّلحاء، وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المُعلّم وغيره الى أن صار عشّاراً وكان كذلك الى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحلّ الَّذي كان يبيت في الرّجل الصّالح المذكور، فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في المنام في زيّ حسن وعليه نضرة النّعيم، فتقدّم اليه وقال له : انّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن الباطن ولم يكن عملك مقتضياً أنّ العذاب والنكال فبم نلت هذا المقام ، قال: نعم الامر كما قلت، كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي الى أمس وقد توفّيت فيه زوجة الاستاذ أشرف الحدّاد ودفنت في هذا المكان، وأشار الى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث مرّات وفي المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمة وسعة وخفض عيش ودعة، فانتبه متحيّراً ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه في سُوق الحدّادين فوجده ، فقال له : ألك زوجة ؟ قال : نعم توفّيت بالامس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الَّذي أشار اليه ، قال : فهل زارت أبا عبد الله (عليه السلام) ؟ قال : لا ، قال : فهل كانت تذكر مصائبه ؟ قال : لا ، قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه ؟ قال : لا ، فقال الرّجل : وما تريد من السّؤال ؟ فقصّ عليه رؤياه ، قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء .