جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احكام و فتاوا
دروس
معرفى و اخبار دفاتر
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
اخبار
مناسبتها
صفحه ويژه
كتاب مفاتيح الجنان « قرآن، حديث، دعا « صفحه اصلى  

فصلٌ

في الزّيارات الجامعة وما يدعى به عقيب الزّيارات وذكر الصّلوات على الحجج الطّاهرين :

 ويحتوي على عدّة مقامات :

المقام الأوّل : في الزّيارات الجامعة :وهي ما يُزار به كلّ إمام من الأئمة (عليهم السلام) وهي عديدة ونحن نكتفي بذكر بعضها :

الزّيارة الأولى : روى الصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه أنّه سئل الرّضا (عليه السلام) عن إتيان أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال : صلّوا في المساجد حوله ويجزي في المواضِع كلّها (أي يجزي في زيارة كلّ من الأئمة أو في مطلق المزارات الشّريفة المقدّسة كمراقد الأنبياء وسائر الأوصياء (عليهم السلام) كما هو الظّاهر) أن تقول :

اَلسَّلامُ عَلى اَوْلِياءَ اللهِ وَاَصْفِيائِهِ، اَلسَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَاَحِبّائِهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُظْهِرى اَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُسْتَقِرّينَ فى مَرْضاتِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الُْمخْلِصينَ فى طاعَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْدِلاّءِ عَلَى اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ والَى اللهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللهِ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَاُشْهِدُ اللهَ اَنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .

وهذه الزّيارة موجودة في الكافي والتّهذيب وكامل الزّيارة، وقد ورد بعد هذه الزّيارة في جميع مصادرها .

إنّ هذا (أي القول والمراد به هذه الزّيارة) يجزي في الزّيارات كلّها، وتكثر من الصّلاة على محمّدٍ وآله وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم وتبرأ من أعدائهم ، وتخيّر ما شئت من الدّعاء لنفسك والمؤمنين والمؤمنات .

أقول : هذه التتمّة على الظّاهر جزء الرّواية ومن كلام المعصوم (عليه السلام) ولكن حتّى لو فرضناها خارجة عن الرّواية وقلنا انّها من كلام بعض المحدّثين فنحن مطمئنّون بأنّ الزّيارة جامعة، فالأعاظم من مشايخ الحديث قد ارتأوا طبقاً لما يدلّ عليه مفتتح الحديث انّها تجزي في كافّة المشاهد فرووها في باب الزّيارات الجامعة، والتّعابير الواردة في الزّيارة هي أيضاً كافّة من الصّفات الجامعة التي لا تخصّ بعضاً دون بعض ، فمن المناسب أن يُزار بها في جميع المشاهد حتّى مشاهد الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) كما أوردها جمع من العلماء لمشهد يونس (عليه السلام) وقد أمر في ذيل الرّواية بالصّلاة على محمّدٍ وآله واحداً واحداً ، فمن المناسب لذلك جدّاً قراءة الصّلاة المنسوبة الى أبي الحسن الضّرّاب التي مضت في أعمال يوم الجمعة .

الزّيارة الثّانية : روى الصّدوق أيضاً في الفقيه والعيون عن موسى بن عبد الله النّخعي انّه قال للإمام عليّ النّقي (عليه السلام) : علّمني يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زُرت واحداً منكم ، فقال : إذا صرت الى الباب فقف واشهد الشّهادتين أي قُل : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وأنت على غُسل ، فاذا دخلت ورأيت القبر فقف وقُل : اَللهُ اَكْبَرُ ثلاثين مرّة ، ثمّ امشِ قليلاً وعليك السّكينة والوقار وقارب بين خطاك ثمّ قف وكبّر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة ، ثمّ ادنُ من القبر وكبّر الله أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة ، ولعلّ الوجه في الامر بهذه التّكبيرات هو الاحتراز عمّا قد تورثه أمثال هذه العباير الواردة في الزّيارة من الغُلوّ أو الغفلة عن عظمة الله سبحانه وتعالى فالطّباع مائلة الى الغلوّ أو غير ذلك من الوجوه ، ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَاُصُولَ الْكَرَمِ، وَقادَةَ الاُْمَمِ، وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الاَْبْرارِ، وَدَعائِمَ الاَْخْيارِ، وَساسَةَ الْعِبادِ، وَاَرْكانَ الْبِلادِ، وَاَبْوابَ الاْيمانِ، وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ، وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى، وَاَعْلامِ التُّقى، وَذَوِى النُّهى، وَاُولِى الْحِجى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَوَرَثَةِ الاَْنْبِياءِ، وَالْمَثَلِ الاَْعْلى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى، وَحُجَجِ اللهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَالاُْولى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ، وَاَوْصِياءِ نَبِىِّ اللهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللهِ، وَالاَْدِلاّءِ عَلى مَرْضاتِ اللهِ، وَالْمُسْتَقِرّينَ فى اَمْرِ اللهِ، وَالتّامّينَ فى مَحَبَّةِ اللهِ، وَالُْمخْلِصينَ فـى تَوْحيدِ اللهِ، وَالْمُظْهِرينَ لاَِمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذّادَةِ الْحُماةِ، وَاَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِى الاَْمْرِ، وَبَقِيَّةِ اللهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى، اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْـمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ الْمُطيعُونَ للهِ، الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ، الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ، الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَاَعَزَّكُمْ بِهُداهُ، وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ، وَاَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ فى اَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَاَنْصاراً لِدينِهِ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَاَرْكاناً لِتَوْحيدِهِ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ، وَاَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَمَناراً فى بِلادِهِ، وَاَدِلاّءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَاَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَاَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ، وَاَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ اِلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فى مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فى جَنْبِهِ، وَاَقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ، وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ اَحْكامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فى ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى، فَالرّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللاّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فى حَقِّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَفيكُمْ وَمِنْكُمْ وَاِلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَميراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ، وَآياتُ اللهِ لَدَيْكُمْ، وَعَزائِمُهُ فيكُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَاَمْرُهُ اِلَيْكُمْ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللهَ، وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللهَ، وَ مَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، اَنْتُمُ الصِّراطُ الاَْقْوَمُ، وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ، وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالاْيَةُ الَْمخْزُونَةُ، وَالاَْمانَةُ الُْمحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ، مَنْ اَتاكُمْ نَجا، وَمَنْ لَمْ يَأتِكُمْ هَلَكَ، اِلَى اللهِ تَدْعُونَ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَاِلى سَبيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ، وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَاَمِنَ مَنْ لَجَاَ اِلَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأواهُ، وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنّارُ مَثْوايهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ، وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فى اَسْفَلِ دَرْك مِنَ الْجَحيمِ، اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى، وَجارٍ لَكُمْ فيما بَقِىَ، وَاَنَّ اَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْض، خَلَقَكُمُ اللهُ اَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فى بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَواتِنا عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طيباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لاَِنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ، وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا اِيّاكُمْ، فَبَلَغَ اللهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ، وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ فى اِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، وَلا صِدّيقٌ وَلا شَهيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلا دَنِىٌّ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَلا فِاجِرٌ طالِحٌ، وَلاجَبّارٌ عَنيدٌ، وَلا شَيْطانٌ مَريدٌ، وَلا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ اِلاّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ اَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَكِبَرَ شَأنِكُمْ وَتَمامَ نُورِكُمْ، وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَثَباتَ مَقامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ ،بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَاَهْلى وَمالى وَاُسْرَتى اُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ اَنّى مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بَعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوالٍ لَكُمْ وَلاَِوْلِيائِكُمْ، مُبْغِضٌ لاَِعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ، مُطيعٌ لَكُمْ، عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لاَِمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِاَمْرِكُمْ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ، زائِرٌ لَكُمْ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ، وَمُقَدِّمُكُمْ اَمامَ طَلِبَتى وَحَوائِجى وَاِرادَتى فى كُلِّ اَحْوالي وَاُمُورى مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَمُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبى لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَأيى لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يُحْيِىَ اللهُ تَعالى دينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ فى اَيّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ فى اَرْضِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّياطينِ وَحِزْبِهِمُ الظّالِمينَ لَكُمُ، الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لاِِرْثِكُمُ الشّاكّينَ فيكُمُ الْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ، وَمِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ، فَثَبَّتَنِىَ اللهُ اَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ، وَوَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ، وَرَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ، وَجَعَلَنى مِنْ خِيارِ مَواليكُمْ التّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ، وَ جَعَلَنى مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَيَهْتَدى بِهُداكُمْ وَيُحْشَرُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ فى رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ فى دَوْلَتِكُـمْ، وَ يُشَـرَّفُ فى عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ فى اَيّامِكُمْ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى وَاَهْلى وَمالى مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِكُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِىَّ لا اُحْصـى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَاَنْتُمْ نُورُ الاَْخْيارِ وَهُداةُ الاَْبْرارِ وَحُجَجُ الْجَبّارِ، بِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ وَاِلى جَدِّكُمْ .

وإن كانت الزّيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فعوض وَاِلى جَدِّكُمْ قُل :

وَاِلى اَخيكَ بُعِثَ الرُّوحُ الاَْمينُ، آتاكُمُ اللهُ ما لَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ، طَأطَاَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ، وَاَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفسى وَاَهْلى وَمالى، ذِكْرُكُمْ فِى الذّاكِرينَ، وَاَسْماؤُكُمْ فِى الاَْسْماءِ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ، وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاََرْواحِ، وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ، فَما اَحْلى اَسْمائَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ، وَاَعْظَمَ شَأنَكُمْ، وَاَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَاَوْفى عَهْدَكُمْ، وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الاِْحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأويهُ وَمُنْتَهاهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ، وَاُحْصى جَميلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النّارِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَاَصْلَحَ ماكانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الَْمحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّأنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِ غْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، يا وَلِىَّ اللهِ اِنَّ بَيْنى وَبيْنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأتى عَلَيْها اِلاّ رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبى وَكُنْتُمْ شُفَعائى، فَاِنّى لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، اَللّـهُمَّ اِنّى لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ الاَْخْيارِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي، فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ اَسْاَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنى فى جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفى زُمْرَةِ الْمَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْـمَ الْوَكيلُ .

أقول : أورد الشّيخ أيضاً هذه الزّيارة في التّهذيب ثمّ ذيلها بوداع تركناه اختصاراً، وهذه الزّيارة كما صرّح به العلامة المجلسي (رحمه الله) إنّما هي أرقى الزّيارات الجامعة متناً وسنداً وهي أفصحها وأبلغها . وقال والده في شرح الفقيه : إنّ هذه الزّيارة أحسن الزّيارات وأكملها وإنّي لم أزر الأئمّة (عليهم السلام) ما دمت في الاعتاب المقدّسة الاّ بها، وقد أورد شيخنا في كتابه النجم الثّاقب قصّة تبدي لزوم المواظبة على هذه الزّيارة والاهتمام بها . قال : قدم النّجف الأشرف منذ سبع عشرة سنة تقريباً التّقيّ الصّالح السّيد أحمد ابن السّيد هاشم ابن السّيد حسن الموسوي الرّشتي أيّده الله وهو من تجّار مدينة رشت، فزارني في بيتي بصحبة العالم الرّباني والفاضل الصّمداني الشّيخ علي الرّشتي طاب ثراه الآتي ذكره في القصّة الآتية إن شاء الله، فلمّا نهضا للخروج نبّهني الشّيخ الى أنّ السّيد أحمد من الصّلحاء المسدّدين ولمح الى أنّ له قصّة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن تفصّل وصادفت الشّيخ بعد بضعة أيّام ينبّئني بارتحال السّيد من النّجف ويحدث لي عن سيرته ويوقفني على قصّته الغريبة، فأسفت أسفاً بالغاً على ما فاتني من سماع القصّة منه نفسه وإن كنت أجل الشّيخ عن أن يخالف ما يرويه شيئاً ممّا وعته أذناه من السّيد نفسه، ولكنّي صادفت السّيد ثانياً في مدينة الكاظمين منذ عدّة أشهر وذلك في شهر جمادى الثّانية من سنتنا هذه حينما عُدت من النّجف الأشرف وكان السيّد راجعاً من سامراء وهو يؤمّ ايران، فطلبت اليه أن يحدث لي عن نفسه وعمّا كنت قد وقفت عليه ممّا عرض له في حياته فأجابني الى ذلك وكان ممّا حكاه قضيّتنا المعهودة حكاها برمّتها طبقاً لما كنت قد سمعته من قبل ، قال : غادرت سنة 1280 ] دار المرز  [مدينة رشت الى تبريز متوخياً حجّ بيت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر عليّ التبريزي التّاجر المعروف وظللت هناك حائراً لم أجد قافلة ارتحل معها حتّى جهز الحاج جبّار الرّائد ] جلو دار[ السدّهي الأصبهاني قافلة الی طرابوزن فأكريت منه مركوباً وصرت مع القافلة مفرداً من دون صديق وفي أول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر علي وهم المولی الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير المعروف لدی العلماﺀ والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمی الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتی بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك الطرابوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين أتانا الحاج جبار الرائد ] جلو دار[ ينبئنا بأنّ أمامنا اليوم طريقاً مخيفاً ويحذرنا عن التّخلّف عن الركب فقد كنّا نحن نبتعد غالباً عن القافلة ونتخلّف، فامتثلنا وعجلنا الى السّير واستأنفنا المسير معاً قبل الفجر بساعتين ونصف أو بثلاث ساعات فما سرنا نصف الفرسخ أو ثلاثة أرباعه إلاّ وقد أظلم الجوّ وتساقط الثّلج بحيث كان كلّ منّا قد غطّى رأسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير ، أما أنا فلم يسعني اللّحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلّفت عنهم وانفردت بنفسي في الطّريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية من الطّريق وأنا مضطرب غاية الاضطراب، فنفقة السّفر كانت كلّها معي وهي ستمائة توماناً، ففكرت في أمري مليّاً فقرّرت على أن لا أبرح مقامي حتّى يطلع الفجر ، ثمّ أعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانياً مع عدّة من الحرس فالتحق بالقافلة وإذا بستان يبدو أمامي فيها فلاّح بيده مسحاة يضرب بها فروع الأشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثّلج، فدنا منّي وسألني من أنت؟ فأجبت : انّي قدتخلّفت عن الركب لا اهتدي الطريق، فخاطبني باللّغة الفارسية قائلاً : عليك بالنّافلة كي تهتدي، فأخذت في النّافلة وعندما فرغت من التهجّد أتاني ثانياً قائلاً : ألم تمض بعد ؟ قلت : والله لا اهتدي الى الطّريق ، قال : عليك بالزّيارة الجامعة الكبيرة وما كنت حافظاً لها والى الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر القلب مع تكرّر ارتحالي الى الأعتاب المقدّسة للزّيارة، فوقفت قائماً وقرأت الزّيارة كاملة من ظهر القلب ، فبدالي الرّجل لما انتهيت قائلاً : ألم تبرح مكانك بعد ، فعرض لي البكاء وأجبته : لم اُغادر مكاني بعد فإنّي لا أعرف بالطريق ، فقال : عليك بزيارة العاشوراء ولم أكن مستظهراً لها أيضاً والى الآن لا أقدر أن أقرأها من ظهر قلبي ، فنهضت وأخذت في قراءتها من ظهر القلب حتى انتهيت من اللّعن والسّلام ودعاء علقمة ، فعاد الرّجل إليّ وقال : ألم تنطلق؟ فأجبته انّي سأظل هنا الى الصّباح ، فقال لي : أنا الآن ألحقك بالقافلة ، فركب حماراً وحمل المسحاة على عاتقه وقال لي : اردف لي على ظهر الحمار ، فردفت له ، ثمّ سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي ، فقال صاحبي : ناولني العنان . فناولته إيّاه ، فأخذ العنان بيمناه ووضع المسحاة على عاتقه الأيسر وأخذ في المسير فطاوعه الفرس أيسر المطاوعة، ثمّ وضع يده على ركبتي وقال : لماذا لا تؤدّون صلاة النّافلة النّافلة النّافلة، قالها ثلاث مرّات ، ثمّ قال أيضاً : لماذا تتركون زيارة عاشوراء ] زيارة [ عاشوراء ] زيارة [ عاشوراء كرّرها ثلاث مرّات ، ثمّ قال : لماذا لا تزورون بالزّيارة الجامعة
 ] الكبيرة [ الجامعة الجامعة الجامعة، وكان يدور في مسلكه واذا به يلتفت الى الوراء ويقول : اولئك، أصحابك قد وردوا النّهر يتوضّؤون لفريضة الصبح ، فنزلت من ظهر الحمار وأردت أن أركب فرسي ، فلم أتمكّن من ذلك فنزل هو من ظهر حماره وأقام المسحاة في الثّلج وأركبني فحوّل بالفرس الى جانب الصّحب وإذا بي يجول في خاطري السّؤال من عساه يكون هذا الذي ينطق باللغة الفارسيّة في منطقة التّرك اليسوعيّين؟ وكيف ألحقني بالصّحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزّمان، فنظرت الى الوراء فلم أجد أحداً ولم أعثر على أثر يدلّ عليه فالتحقت بأصدقائي .

الزّيارة الثّالثة : ما جعلها العلامة المجلسي الثّامنة من الزّيارات الجامعة في كتابه تحفة الزائر ، وقال : هذه زيارة رواها السّيد ابن طاووس في خلال أدعية عرفة عن الصّادق صلوات الله عليه ويُزار بها في كلّ مكان وزمان لا سيّما في يوم عرفة وهي هذه الزّيارة :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ وَاَمينَهُ عَلى وَحْيِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ، اَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِىُّ نَبِيِّهِ وَالْخَليفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فى اُمَّتِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ، اَنَا بَريٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ اِلَيْكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ الْبَتُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَيْنَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ رَبِّ الْعالَمينَ صَلَّى اللهُ عَلَيكِ وَعَلَيْهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ الله لَكِ حَلالاً، اَنَا بَريٌ اِلَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنِ الزَّكِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَبايَعَتْ فى اَمْرِكَ وَشايَعَتْ اَنَا بَرئٌ اِلَيْكَ مِنْهُمْ وَمِنْ شيعَتِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا عَبْدَاللهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَبيكَ وَجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاسْتَباحَتْ حَريمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْياعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، اَنَا بَرئٌ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا عَبْدِاللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ موُسى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاىَ يا اَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ، يا مَوالِىَّ كُونُوا شُفَعائي فى حَطِّ وِزْرى وَخَطاياىَ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ اِلَيْكُمْ، وَاَتَوالى آخِرَكُمْ بِما اَتَوالى اَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغوُتِ وَاللاّتِ وَالْعُزّى، يا مَوالِىَّ اَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكُمْ وَغاصِبيكُمْ، وَلَعَنَ اللهُ اَشْياعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ وَاَهْلَ مَذْهَبِهِمْ، وَاَبْرَأُ اِلىَ اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ .

الزّيارة الرّابعة : هي الزّيارة المعروفة بزيارة أمين الله أوّلها اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ فى اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِى اللهِ الى آخر ما مضى في زيارات الامير (عليه السلام) ، فنحن قد جعلناها الزّيارة الثّانية من زيارات امير المؤمنين (عليه السلام) .

الزّيارة الخامسة : زيارة اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى اَشْهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِيآئِهِ فى رَجَب، الماضية في أعمال شهر رجب، فمجموع ما في هذا الكتاب من الزّيارات الجامعة يبلغ خمس زيارات وهي كافية إن شاء الله تعالى .

المقام الثّاني فيما يدعى به عقيب زيارات الائمة (عليهم السلام) .

قال السيد ابن طاووس : يستحبّ أن يدعى بهذا الدّعاء عقيب زيارات الائمة (عليهم السلام) :

اَللّـهُمَّ اِنْ كانَتْ ذُنوُبى قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهى عِنْدَكَ وَحَجَبَتْ دُعائى عَنْكَ وَحالَتْ بَيْنى وَبَيْنَكَ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُقْبِلَ عَلَىَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَتَنْشُرَ عَلَىَّ رَحْمَتَكَ وَتُنَزِّلَ عَلىَّ بَرَكاتِكَ، وَاِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ اَنْ تَرْفَعَ لى اِلَيْكَ صَوتاً اَوْ تَغْفِرَ لى ذَنْباً اَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَة مُهْلِكَة فَها اَنَاذا مُسْتَجيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ اِلَيْكَ مُتَقَرِّبٌ اِلَيْكَ بِاَحَبِّ خَلْقِكَ اِلَيْكَ وَاَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ وَاَوْلاهُمْ بِكَ، وَاَطْوَعِهِمْ لَكَ، وَاَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكاناً عِنْدَكَ مُحَمَّد، وَبِعِتْرَتِهِ الطّاهِرينَ الاَْئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، الَّذينَ فَرَضْتَ عَلى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ وَاَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الاَْمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّار عَنيد، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ بَلَغَ مَجْهُودى فَهَبْ لى نَفْسِىَ السّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَىَّ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّيك عليه وقُل :

اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فيهِ رَحْمَتُكَ اَنْ يَنالَها فى غَيْرِهِ، وَلا اَحَدٌ اَشْقى مِنْ امْرِئ قَصَدَهُ مُؤَمِّلاً فَآبَ عَنْهُ خائِباً، اَللّـهُمَّ اِنّى اَعوُذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الاِْيابِ وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشاكَ يا رَبِّ اَنْ تَقْرِنَ طاعَةَ وَلِيِّكَ بِطاعَتِكَ وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ ثُمَّ تُؤْيِسْ زآئِرَهُ وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ اِلى قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَميرى، اِذْ كانَتِ الْقُلُوبُ اِلَيْكَ بِالْجَميلِ تُشيرُ .

ثمّ صلّ للزّيارة ، فاذا شئت أن تودع وتنصرف فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّع لا سَئم وَلا قال وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

والشّيخ المفيد (رحمه الله) ايضاً قد ذكر هذا الدّعاء ولكنّه بعد كلمة (وبالجميل تشير) ، قال : ثمّ قل :

يا وَلِىَّ اللهِ اِنَّ بَيْنى وَبَيْنَ اللهِ عَزَوَجَلَّ ذُنوُباً لا يَأتى عَلَيْها اِلاّ رِضاكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ، تَوَلَّ صَلاحَ حالى مَعَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَاجْعَلْ حَظّى مِنْ زِيارَتِكَ تَخْليطى بِخالِصى زُوّارِكَ الَّذينَ تَسْأَلُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فى عِتْقِ رِقابِهِمْ، وَتَرْغَبُ اِلَيْهِ فى حُسْنِ ثَوابِهِمْ، وَها اَنَا الْيَوْمَ بِقَبْرِكَ لائِذٌ، وَبِحُسْنِ دِفاعِكَ عَنّى عائِذٌ، فَتَلافَنى يا مَوْلاىَ وَاَدْرِكْنى وَاَسْأَلِ اللهَ عَزَّوَجَلَّ فى اَمْرى، فَاِنَّ لَكَ عِنْدَاللهِ مَقاماً كَريماً وَجاهاً عَظيماً صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً .

أقول : الافضل للزّائر اذا أراد أن يدعو في مشهد من المشاهد الشّريفة بل الافضل للدّاعي أينما كان وأيّا ما كانت حاجته ، أن يبدأ بالدّعاء لصحّة حجّة العصر وصاحب الامر (عليه السلام) وهذا أمر هامّ ذا فوائد هامّة لا يناسب المقام شرحها والشّيخ (رحمه الله) قد بسط الكلام في ذلك في الباب العاشر من كتاب النّجم الثّاقب وذكر أدعية تخصّ المقام فليراجعه من شاء، وأخصر تلك الدّعوات هو ما مرّ في أعمال اللّيلة الثّالثة والعشرين من شهر رمضان في خلال أدعية العشر الاواخر ونحن قد أوردنا في خلال آداب زيارة الحسين (عليه السلام) دعاء يدعى به في كافّة المشاهد الشّريفة .

المقام الثّالث في ذكر الصّلوات على الحجج الطّاهرين (عليهم السلام) .

قال الطّوسي في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة : أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضّل الشّيباني ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد العابد بالدالية لفظاً ، قال : سألت مولاي الامام الحسن العسكري (عليه السلام) في منزله بسرّ من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصّلاة على النّبي وأوصيائه (عليهم السلام) وأحضرت معي قرطاساً كبيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب وقال : أكتب .

الصّلاة على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما حَمَلَ وَحْيَكَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما اَحَلَّ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَعَلَّمَ كِتابَكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما اَقامَ الصَّلاةَ، وَآتَى الزَّكاةَ، وَدَعا اِلى دينِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ، وَاَشْفَقَ مِنْ وَعيدِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ، وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ، وَكَشَفْتَ بِهِ الْغَمّاءَ، وَاَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ، وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما رَحِمْتَ بِهِ الْعِبادَ، وَاَحْيَيْتَ بِهِ الْبِلادَ، وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ، وَاَهْلَكْتَ بِهِ الْفَراعِنَةَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما اَضْعَفْتَ بِهِ الاَْمْوالَ، وَاَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الاَْهْوالِ، وَكَسَرْتَ بِهِ الاَْصْنامَ، وَرَحِمْتَ بِهِ الاَْنامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الاَْدْيانِ، وَاَعْزَزْتَ بِهِ الاْيمانَ، وَتَبَّرْتَ بِهِ الاَْوْثانَ، وَعَظَّمْتَ بِهِ الْبَيْتَ الْحَرامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرينَ الاَْخْيارِ وَسَلِّمْ تَسْليماً .

الصّلاة على أمير المؤمنين (عليه السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .

الصّلاة على سيّدة النّساء فاطمة (عليها السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَاُمِّ اَحِبّائِكَ وَاَصْفِيائِكَ، الَّتِى انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَكُنِ الثّائِرَ اَللّـهُمَّ بِدَمِ اَوْلادِها، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها اُمَّ اَئِمَّةِ الْهُدى، وَحَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ، وَالْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الاَْعْلى، فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى اُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ أبيها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتُقِرُّ بِها اَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَاَبْلِغْهُمْ عَنّى فى هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ .

الصّلاة على الحسن والحسين (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ، وَابْنَىْ رَسُولِكَ، وَسِبْطَى الرَّحْمَةِ، وَسَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلادِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ سَيِّدِ النَّبِيّينَ وَوَصِىِّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ يَا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ، عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهيداً، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الزَّكِىُّ الْهادِى الْمَهْدِىُّ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنّى فى هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْكَفَرَةِ وَطَريحِ الْفَجَرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَشْهَدُ موُقِناً اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهيداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ تَعالى الطّالِبُ بِثارِكَ، وَمُنْجَزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّاْييدِ فى هَلاكِ عَدُوِّكَ وَاِظْهارِ دَعْوَتِكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ، اللهِ وَعَبْدتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَلَبَّتْ عَلَيْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ تَعالى مِمَّنْ اَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، بِاَبى اَنْتَ وَاُمّى يا اَبا عَبْدِاللهِ لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ خاذِلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَبا نِساءَكَ اَنَا اِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَرئٌ وَمِمَّنْ والاهُمْ وَمالاََهُمْ وَاَعانَهُمْ عَلَيْهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَالاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا، وَاَشْهَدُ اَنّى بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ موُقِنٌ، وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسى وَشَرايِعِ دينى وَخَواتيمِ عَمَلى وَمُنْقَلَبى فى دُنْياىَ وَآخِرَتى .

الصّلاة على عليّ بن الحسين (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعابِدينَ الَّذىِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَجَعَلْتَ مِنْهُ اَئِمَّةَ الْهُدىَ الَّذينَ يَهدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ حَتّى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ،اِنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .

الصّلاة على محمّد بن عليّ (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، باقِرِ الْعِلْمِ وَاِمامِ الْهُدى، وَقائِدِ اَهْلِ التَّقْوى وَالْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ، وَاَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَاُمَنائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .

الصّلاة على جعفر بن محمّد (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعى اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحيدِكَ، وَوَلِىَّ اَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .

الصّلاة على موسى بن جعفر (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاَْمينِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر، الْبَرِّ الْوَفِىِّ الطّاهِرِ الزَّكِىِّ، النُّورِ الْمُبينِ الُْمجْتَهِدِ الُْمحْتَسِبِ، الصّابِرِ عَلَى الاَْذى فيكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ مَا اسْتُوْدِعَ مِنْ اَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، وَحَمَلَ عَلَى الَْمحَجَّةَ وَكابَدَ اَهْلَ الْعِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِمَّنْ اَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ، اِنَّكَ غَفوُرٌ رَحيمٌ .

الصّلاة على عليّ بن موسى (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسىَ الَّذِى ارْتَضَيْتَهُ وَرَضيتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَقائِماً بِاَمْرِكَ وَناصِراً لِدينِكَ وَشاهِداً عَلى عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِى السِّرِ وَالْعَلانِيَةِ وَدَعا اِلى سَبيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيآئِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .

الصّلاة على محمّد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَنُورِ الْهُدى، وَمَعْدِنِ الْوَفاءِ وَفَرْعِ الاَْزْكِياءِ، وَخَليفَةِ الاَْوْصِياءِ، وَاَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ، اَللّـهُمَّ فَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْحَيْرَةِ، وَاَرْشَدْتَ بِهِ مِنْ اهْتَدى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ وَبَقِيَّةِ اَوْصِيائِكَ اِنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .

الصّلاة على عليّ بن محمّد (عليهما السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد، وَصِىِّ الاَْوْصِياءِ وَاِمامِ الاَْتْقِياءِ، وَخَلَفِ اَئِمَّةِ الدّينِ وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلائِقِ اَجْمَعينَ، اَللّـهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضيءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَبَشَّرَ بِالْجَزيلِ مِنْ ثَوابِكَ وَاَنْذَرَ بِالاَْليمِ مِنْ عِقابِكَ، وَحَذَّرَ بَأسَكَ وَذَكَّرَ بِاياتِكَ وَاَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَبَيَّنَ شَرايِعَكَ وَفَرايِضَكَ، وَحَضَّ عَلى عِبادَتِكَ وَاَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ وَذُرِّيَّةِ اَنْبِيائِكَ، يا اِلـهَ الْعالَمينَ .

قال الرّاوي أبو محمّد اليمني : فلمّا انتهيت الى الصّلاة عليه أمسك ، فقلت له في ذلك ، فقال : لو لا انّه دين أمرنا أن نبلغه ونؤدّيه الى أهله لاحببت الامساك ولكنّه الدّين ، أكتب به .

الصّلاة على الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد، الْبَرِّ التَّقِىُّ الصّادِقِ الْوَفِىِّ، النُّورِ الْمُضيءِ خازِنِ عِلْمِكَ وَالْمُذَكِّرِ بِتَوْحيدِكَ، وَوَلِىِّ اَمْرِكَ وَخَلَفِ اَئِمَّةِ الدّينَ الْهُداةِ الرّاشِدينَ، وَالْحُجَّةِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَاَوْلادِ رُسُلِكَ، يا اِلـهَ الْعالَمينَ .

الصّلاة على وليّ الامر المنتظر (عليه السلام)

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ اَوْلِيائِكَ الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَاَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَاَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اَللّـهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ وَانْصُرْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَاَوْلِياءَهُ وَشيعَتَهُ وَاَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اَللّـهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفُظْهُ مِنْ بَيْنِ يَديهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ اَنْ يوُصَلَ اِلَيْهِ بِسوُء، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ، وَآلِ رَسوُلِكَ وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ حيثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَْرْضَ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَامْلاَْ بِهِ الاَْرْضِ عَدْلاً وَاَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِى اللّهُمَّ مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَاَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ وَاَرِنى فى آلِ مُحَمَّد ما يَأمَلوُنَ وَفى عَدُوِّهُمْ ما يَحْذَرُونَ اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ .

 

الخاتمة

في زيارة الانبياء العظام (عليهم السلام) وابناء الائمة الكرام وقبور المؤمنين اسكنهم الله دار السّلام وتحتوي على مطالب ثلاثة :

المطلب الاوّل : في زيارة الانبياء العظام (عليهم السلام) .

اعلم انّ تكريم الانبياء (عليهم السلام) وتعظيمهم واجب عقلاً وشرعاً لا نفرّق بين أحد من رسله وزيارتهم راجحة مستحسنة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارتهم وليس في الانبياء (عليهم السلام) وإن كثروا من يعرف موضع قبره الاّ القليلون وهم على ما أعهد آدم (عليه السلام) ، ونوح (عليه السلام) ، وهما مدفونان عند مرقد امير المؤمنين (عليه السلام) ، وابراهيم (عليه السلام) ، وقبره في القدس الخليل قُرب بيت المقدس وبجواره مراقد سارة زوجته واسحاق ويعقوب ويوسف (عليهم السلام) ، واسماعيل (عليه السلام) ، وامّه هاجر مدفونان في الحجر في المسجد الحرام وفيه قبور الانبياء (عليهم السلام) وعن الباقر (عليه السلام) قال : ما بين الركن والمقام مكتظ بقبور الانبياء .

وعن الصادق (عليه السلام) قال : ما بين الرّكن اليماني والحجر الاسود مراقد سبعين نبيّاً من الانبياء (عليهم السلام) .

وفي بيت المقدّس قبور عدّة من الانبياء كداوُد (عليه السلام) وسليمان وغيرهما من الانبياء المعروفين هناك سلام الله عليهم أجمعين، وقبر زكريّا (عليه السلام) معروف في حلب، وليونس (عليه السلام) على شريعة الكوفة بقعة ذات قبّة معروفة ، وقبرا هود (عليه السلام)وصالح (عليه السلام) في النّجف الاشرف مشهوران، ومرقد ذي الكفل على شاطئ الفرات مشهور ، وهو يبعد عن الكوفة . والنّبي جرجيس قبره مدينة الموصل ، وفي خارج المدينة قبر شيث هبة الله ، وقبر النّبي دانيال في شوش ، وقبر يوشع مقابل مسجد براثا وغيرهم سلام الله عليهم أجمعين، وأمّا كيفية زيارتهم (عليهم السلام) ، فلم أظفر بزيارة مأثورة تخصّهم عدا ما سلف في باب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) من زيارة آدم ونوح (عليهما السلام) ، ولكن ما جعلناها الاولى من الزّيارات الجامعة يُزار بها الانبياء أيضاً (عليهم السلام) كما يبدو من روايتها ويشهد لذلك أن الشّيخ الجليل محمّد بن المشهدي والسّيد الاجلّ عليّ بن طاووس في مصباح الزّائر وغيرهما رضوان الله عليهم قد أوردوا هذه الزّيارة لمشهد يونس (عليه السلام) عند بيانهم آداب دخول مدينة الكوفة، والمظنون انّ ذكرهم هذه الزّيارة لهذا المشهد ليس الاّ لما يبدو من العموم من روايتها، وكيف كان فمن المناسب الزّيارة بها في المراقد الشّريفة للانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أثبتنا الزّيارة فيما سلف فلا حاجة الى اعادتها هنا فمن شاء فليرجع الى الزّيارة الجامعة الاولى وينتفع بفضلها العظيم .

المطلب الثّاني : في زيارة الابناء العظام للائمة (عليهم السلام) .

وهم ابناء الملوك بالحقّ وقبورهم منابع الفيض والبركة ومهابط الرّحمة والعناية الالهيّة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارة قبورهم وهي والحمد لله منتشرة في غالب بلاد الشّيعة بل وفي القرى والبراري واطراف الجبال والاودية وهي دائماً ملاذ المضطرّين وملجأ البائسين وغياث المظلومين وتسلية للقلوب الذّابلة وستضلّ كذلك الى يوم القيامة، وقد برز من كثير من هذه المراقد الشّريفة كرامات وخوارق للعادات ولكن لا يخفى انّ الزائر اذا شاء أن يشدّ الرّحل الى شيء من هذه المراقد موقناً ببلوغه فيض رحمة الله وبكشف كروبه فينبغي أن يحرز فيه شرطان :

الاوّل : جلالة صاحب ذلك المرقد وعظمة شأنه اضافة الى ما حازه من شرافة النّسب وتعرف هذه من كتب الاحاديث والانساب والتّواريخ .

الثّاني : التأكّد من صحّة نسبة هذا المرقد اليه، وما حاز كلا الشّرطين من المشاهد قليل جدّاً ونحن قد أشرنا في كتاب هديّة الزّائر الى عدّة مراقد قد اجتمع فيه الشّرطان واشرنا في كتاب نفثة المصدور وكتاب منتهى الامال الى مرقد محسن بن الحسين (عليه السلام) وهذا الكتاب لا يسع التّفصيل فنقتصر على ذكر اثنين منها :

الاوّل : مشهد السّيدة الجليلة العظيمة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام) وقبرها الشّريف في بلدة قم الطّيبة معروف مشهور وله قبّة شامخة وضريح وصحون وخدم كثيرون وأوقاف وافرة وهو قرّة العين لاهالي قم وملاذ لعامّة الخلق مما يشدّ اليه الرّحال في كلّ سنة خلق كثير من أقاصي البلاد فيتحمّلون متاعب السّفر ابتغاء فضيلة زيارتها وفضلها وجلالها يعرف من كثير من الاخبار .

روى الصّدوق بسند كالصّحيح عن سعد بن سعد ، قال : سألت الرّضا (عليه السلام) عن فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، فقال : من زارها فله الجنّة .

وروى بسند معتبر آخر عن محمّد التّقي بن الرّضا (عليهما السلام) قال : من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة .

وروى العلامة المجلسي (رحمه الله) عن بعض كتب الزّيارات عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه عن سعد الاشعريّ القميّ عن الرّضا صلوات الله عليه ، قال : قال : يا سعد عندكم لنا قبر ، قلت : جعلت فداك قبر فاطمة (عليها السلام)بنت موسى بن جعفر  (عليه السلام)  ، قال : بلى، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة، فاذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة وقُل أربعاً وثلاثين مرّة اَللهُ اَكْبَرُ وثلاثاً وثلاثين مرّة سُبْحانَ اللهِ وثلاثاً وثلاثين مرّة اَلْحَمْدُ للهِ ثمّ قُل :

اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ اَبى طالِب وَصِىَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىْ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الطُّهْرَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد النَّقِىَّ النّاصِحَ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ و خَديجَةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ يَجْمَعَنا وِاِيّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ اِنَّهُ وِلِىٌّ قَديرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَرائَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ، وَالتَّسْليمِ اِلَى اللهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر وَعَلى يَقين ما اَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راض، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اَللّـهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الاْخِرَةَ، يا فاطِمَةُ اشْفَعى لى فى الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكِ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ، اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ اَنْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما اَنـَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اَللّـهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

الثّاني : عبد العظيم ] شاهزاده عبد العظيم [ اللاّزم التعظيم وينتهي نسبه الشّريف بوسائط أربع الى سبط خير الورى الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) ومرقده الشّريف في الرّي معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلوّ مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشّمس، فانّه من سُلالة خاتم النّبيين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين وأعاظم العلماء والزّهاد والعبّاد وذوي الورع والتّقوى وهو من اصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام) ، وكان متوسّلاً بهما أقصى درجات التّوسّل ومنقطعاً اليهما غاية الانقطاع . وقد روى عنهما أحاديث كثيرة وهو المؤلّف لكتاب «خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)» وكتاب «اليوم والليلة» وهو الذي عرض دينه على امام زمانه الامام الهاديّ (عليه السلام) فاقره وصدّقه وقال : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الّذي ارتضاه فاثبت عليه ثبّتَكَ الله بالقول الثّابت في الدّنيا والاخرة .

وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله وشيخنا ثقة الاسلام النّوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب المستدرك وروى هناك وفي كتاب الرّجال للنّجاشي انّه خاف من السّلطان فطاف بالبلدان على انّه فيج ]  الرّسول  [ ثمّ ورد الرّي وسكن بساربانان ، وعلى رواية النّجاشي : سكن سرباً في دار رجل من الشّيعة في سكة المولى وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل قبره وبينها الطّريق ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام) فلم يزل يأوى الى ذلك السّرب ويقع خبره ا لى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّد عليه وعليهم السّلام حتّى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشّيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال له : انّ رجلاً من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التّفاح في باغ ] بستان [ عبد الجبّار بن عبد الوهّاب وأشار الى المكان الّذي دفن فيه، فذهب الرّجل ليشتري الشّجرة ومكانها من صاحبها ، فقال له : لايّ شيء تطلب الشّجرة ومكانها فأخبره بالرّؤيا ، فذكر صاحب الشّجرة انّه كان رأى مثل هذه الرؤيا وانّه جعل موضع الشّجرة مع جميع الباغ ] البستان [ وقفاً على الشّريف والشّيعة يدفنون فيه، فمرض عبد العظيم ومات (رحمه الله) ، فلمّا جرّد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فاذا فيها أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) .

وقال أيضاً الصّاحب بن عبّاد في وصف علم عبد العظيم انّه روى أبو تراب الروياني ، قال : سمعت أبا حماد الرّازي يقول : دخلت على الامام عليّ النّقي (عليه السلام) في سرّ من رأى فسألته عن أشياء من حلالي وحرامي ، فأجابني . فلمّا ودّعته قال لي : يا حماد اذا أشكل عليك شيء من أمور دينك بناحيتك أي في بلدة الرّي فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني واقرأه منّي السّلام .

وقال المحقّق الدّاماد في كتاب الرّواشح انّ في فضل زيارة عبد العظيم روايات متظافرة ، وروى : انّ من زار قبره وجبت له الجنّة، وهذا الحديث رواه أيضاً الشّهيد الثّاني (رحمه الله) في حواشي الخلاصة عن بعض النسّابين .

وروى ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّي عن الامام عليّ النّقي صلوات الله عليه ، قال : دخلت عليه ، فقال : أين كنت ؟ فقلت : زُرت الحسين (عليه السلام) ، قال : أما لو انّك زرت قبر عبد العظيم (عليه السلام) عندكم لكنت كمن زار الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما .

أقول : لم يذكر العلماء زيارة خاصّة وانّما قال فخر المحقّقين جمال الدّين في مزاره انّ من المناسب أن يُزار هكذا :

اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيَم خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ اَبى طالِب وَصِىَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىِ الرَّحْمَةِ وَسَيَّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرِ الْطُّهْرِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد النِّقِىَّ النّاصِحَ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصِىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِىُّ وَالطّاهِرُ الصَّفِىُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السّادَةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمُصْطَفِيْنَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ و عَلى ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ و بَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعَبْدِ الصّالِحِ الْمُطيعِ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْقاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، الُْمجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بِزِيارَتِهِ ثَوابُ زِيارَةِ سَيِّدِ الْشُّهَداءِ يُرْتَجى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَرَّفَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فى الْجَنَّةِ وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ، وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيكُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ يَجْمَعَنا وَاِيّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ اِنَّهُ وَلِىٌّ قَديرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِكُمْ، وَالتَّسْليمِ اِلَى اللهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر، وَعَلى يَقين مااَتى بِهِ مُحَمَّدٌ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اَللّـهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الاْخِرَةِ يا سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى اِشْفَعْ لِى فِى الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ اَنْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما اَنَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ اَللّـهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

ثمّ قال المحقّق المذكور : ورد في بعض الاحاديث انّ عبد العظيم كان يخرج عند اقامته بالرّي مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطّريق ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام) ونجد هناك في عصرنا قبراً ينسب الى حمزة بن الامام موسى (عليه السلام) ، والظاهر انّه القبر الذي كان يزوره عبد العظيم وينبغي زيارته ايضاً ان شاء الله ولا بأس بأن يزار بهذه الزّيارة الاّ انّه يحذف منها الجملة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْقاسِمِ والجملة الّتي تليها ، انتهى .

لا يخفى عليك انّ قبر الشّيخ الجليل السّعيد قدوة المفسّرين جمال الدّين أبي الفتوح حسين بن علي الخزاعي (رحمه الله)صاحب التّفسير المعروف واقع في صحن حمزة (عليه السلام) وينبغي زيارته ، والشّيخ الصّدوق رئيس المحدّثين المعروف بابن بابويه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظيم فلا تغفل عن زيارته ايضاً .

المطلب الثّالث : في زيارة قبور المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين .

روى الثّقة الجليل الشّيخ جعفر بن قولويه القمي عن عمرو بن عثمان الرّازي ، قال : سمعت أبا الحسن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا .

وروى أيضاً بسند صحيح عن محمّد بن أحمد بن يحيى الاشعري قال : كنت بفيد (وهو اسم منزل في طريق مكة) فمشيت مع عليّ بن بلال الى قبر محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، قال : فقال لي عليّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرّضا (عليه السلام) ، قال : من أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على القبر وقرأ (اِنّا اَنْزَلناهُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الاكبر . ومثله حديث آخر ولكن زاد فيه واستقبل القبلة .

أقول : ظاهر الحديث انّ الضّمير في قوله (عليه السلام) أمن يوم الفزع الاكبر راجع الى القاري نفسه ومن المحتمل رجوعه الى صاحب القبر ويؤيد هذا المعنى ما سيأتي من الرّواية عن السّيد ابن طاووس وروي أيضاً في كامل الزّيارة بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : سألت الصّادق (عليه السلام) كيف أضع يدي على قبور المسلمين ؟ فأشار بيده الى الارض فوضعها عليها وهو مستقبل القبلة .

وروى أيضاً بسند صحيح عن عبد الله بن سنان قال : قلت للصّادق (عليه السلام) كيف أسلم على أهل القبور ؟ قال : نعم تقول: السَّلامُ على أهْلِ الدِّيار مِنَ المُؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بكم لا حقون ، وعن الحسين  (عليه السلام) قال : من دخل المقابر فقال : اَللّـهُمَّ رَبَّ هذِهِ الاَْرْواحِ الْفانِيَةِ وَالاَْجْسادِ الْبالِيَةِ وَالْعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتى خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِىَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، اَدْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحاً مِنْكَ وَسَلاماً مِنّى، كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم الى أن تقوم السّاعة حسنات . وعن عليّ (عليه السلام) قال : من دخل المقابر فقال : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ،اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا اَهْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِىٌّ وَلِىُّ اللهِ، أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة وكفّر عنه وعن أبويه سيّئات خمسين سنة .

وفي رواية اخرى انّ أحسن ما يقال في المقابر اذا مررت عليه أن تقف وتقول : اَللّـهُمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوْا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ اَحَبُّوا .

وقال السّيد ابن طاووس في مصباح الزّائر : اذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس والاّ ففي أيّ وقت شئت وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول : اَللّـهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَاَسْكِنْ اِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنى بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ، وَاَلْحِقْهُ بِمَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ ثمّ اقرأ (اِنّا اَنْزَلْناهُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات .

وروي في صفة زيارتهم وثوابها حديث آخر عن فضيل قال : من قرأ اِنّا اَنْزَلْناهُ عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله اليه ملكاً يبعد الله عند قبره ويكتب للميّت ثواب ما يعمل ذلك الملك فاذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول الاّ صرفه الله عنه بذلك الملك حتّى يدخله الجنّة ويقرأ مع (اِنّا اَنْزَلْناهُ) سورة الحمد والمعوّذتين و (قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ) وآية الكرسي ثلاث مرّات كلّ سورة .

وروي أيضاً في صفة زيارتهم رواية أخرى عن محمّد بن مسلم قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه عليه نزور الموتى قال : نعم ، قلت : فيعلمون بنا اذا أتيناهم ، قال : اي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم وليستأنسون اليكم ، قال : قلت : فأيّ شيء نقول اذا أتيناهم ؟ قال : قُل :

اَللّـهُمَّ جافِ الاَْرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصاعِدْ اِلَيْكَ اَرْواحَهُمْ، وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً، وَاَسْكِنْ اِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُونِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ .

ثم قال السّيد : فاذا كنت بين القبور فاقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ) احدى عشر مرّة واهد ذلك لهم ، فقد روي انّ الله يثيبه على عدد الاموات .

وروي في كامل الزّيارة عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا زُرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم واذا زُرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم .

وقد روي في كتاب الدّعوات للرّاوندي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كراهة زيارة الاموات ليلاً ، كما قال لابي ذر : ولا تزُرهم احياناً بالليل .

وروي في مجموعة الشّيخ الشّهيد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا يقول أحد عند قبر ميّت ثلاث مرّات اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ لا تُعَذِّبَ هـذَا الْمَيِّتَ الاّ واقصى الله عنه عذاب يوم القيامة .

وعن جامع الاخبار عن بعض أصحاب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اهدوا لموتاكم ، فقلنا : يا رسول الله وما نهدي الاموات ؟ قال : الصّدقة والدّعاء ، وقال : انّ أرواح المؤمنين تأتي كلّ جمعة الى السّماء الدّنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادى كلّ واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمّي واقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالّذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا، وينادي كلّ واحد منهم الى أقربائه : اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنّة، ثمّ بكى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكينا معه ، فلم يستطع النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أن يتكلّم من كثرة بكائه ، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : اولئك اخوانكم في الدين فصاروا تراباً رميماً بعد السّرور والنعيم فينادون بالويل والثّبور على أنفسهم ، يقولون : يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنّا نحتاج اليكم ، فيرجعون بحسرة وندامة وينادون : أسرعوا صدقة الاموات .

وروي عنه أيضاً قال : ما تصدّقت لميّت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات ثمّ يقوم على شفير الخندق فينادي : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ الْقُبُورِ اهلكم اهدوا اليكم بهذه الهديّة ، فيأخذها ويدخل بها في قبره توسع عليه مضاجعه ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ألا مَن أعطف لميّت بصدقة فله عند الله من الاجر مثل اُحُد ويكون يوم القيامة في ظلّ عرش الله يوم لا ظلّ الاّ ظلّ العرش وحيّ وميّت نجا بهذه الصّدقة .

وحكى انّ والي خراسان شوهد في المنام وهو يقول : ابعثوا اليّ ما تطرحونه الى الكلاب فانّي مفتقر اليه .

واعلم انّ لزيارة قبور المؤمنين أجراً جزيلاً وهي على ما له من جزيل الاجر ذات فوائد وآثار عظيمة فهي تورث العبرة والانتباه والزّهد والاعراض عن الدّنيا والرّغبة في الاخرة وينبغي زيارة المقابر اذا اشتدّ السّرور أو الغم . فالعاقل من اتّخذ المقابر عبرة ينزع بها حلاوة الدّنيا من قلبه ويحوّل شهدها مرّاً في ذائقته وتفكّر في فناء الدّنيا وتقلّب أحواله واستحضر بالبال انّه هو نفسه سيكون عمّا قريب مثلهم ويقصر يده عن الصّالحات ويكون عبرة لغيره .

ولقد أجاد الشّيخ النّظامي في قوله :

زنده دلى در صف افسردگان     رفت بهمسايگى مردگان

حرف فنا خواند ز هر لوح پاك     روح بقا جُست ز هر روح پاك

كارشناسى پى تفتيش حال     كرد از او بر سر راهى سؤال

كين همه از زنده رميدن چراست     رخت سوى مرده كشيدن چراست

گفت پليدان بمغاك اندرند     پاك نهادان تَهِ خاك اندرند

مرده دلانند بروى زمين     بهر چه با مرده شوم همنشين

همدمى مرده دهد مردگى     صحبت افسرده دل افسردگى

زير گِل آنانكه پراكنده اند     گر چه بتن مرده بدِل زنده اند

مرده دلى بود مرا پيش از اين     بسته هر چون وچرا پيش از اين

زنده شدم از نظر پاكشان     آب حياتست مرا خاكشان

وَقُلْ اِنّى لاحِقٌ بِهِمْ فِى اللاّحِقينَ .

تمّ ما قدّر تسجيله في هذا الكتاب الشّريف ليلة الاحد الموافق عاشر شهر ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وأربع وأربعين (1344) وهي ليلة ميلاد أبي الحسن الرّضا صلوات الله عليه وقد بلغني اليوم رسالة تنبئني بوفاة والدتي فلذلك أرجو من اخواني المؤمنين من انتفع منهم بهذا الكتاب الدّعاء والزّيارة لها رحمة الله وغفرانه عليها ولي ولوالدي في الحياة وبعد الممات والحمد لله أوّلاً وآخراً وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين