في:  
                       
 
 
 

من حياة سماحته قائمة المؤلفات الأحکام و الفتاوى الأسئلة العقائدية نداءات سماحته  الصور  لقاءات و زيارات
المکتبة الفقهية المختصة الصفحة الخاصة المواقع التابعة أخبار المكاتب وعناوينها الدروس المناسبات القرآن والمناجات

<<التالي الفهرس السابق>>



(الصفحة151)

مسألة  : يجوز بين الطواف الجلوس أو الاستلقاء لأجل الاستراحة وإزالة التعب ، ثمّ الإتمام من حيث قطع ، لكن بشرط أن لا يضرّ بالموالاة العرفية ، وإلاّ فالأحوط الإتمام ثمّ الإعادة أو الاستئناف من رأس .
مسائل متفرّفة في الطواف
مسألة  : في الطواف مقابل حجر إسماعيل يجب أن تكون الحركة بنحو يصدق عليه عرفاً طواف البيت ، ولايخفى أنّ حجر إسماعيل ليس من البيت وإن وجب الطواف خارجاً عنه .
مسألة  : إذا أمكن الطواف في الحدّ الفاصل بين البيت ومقام إبراهيم (عليه السلام) وجب ذلك ولا يجزئ الأبعد عنه نعم ، في موارد الضرورة العرفية والاضطرار وفي حال العسر والحرج يجوز الطواف خارج ذلك الحدّ مع مراعاة الأقرب فالأقرب .

(الصفحة152)

مسألة  : لو عرض له اشكال في الطواف ، كما إذا تقدّم خطوات بلا اختيار منه بسبب الزحام ، وجب عليه أن يعيد تلك الخطوات بمقدارها ، ولو بدأ من الحجر الأسود بقصد الطواف من رأس ، أو بقصد الشوط الذي وقع فيه الإشكال والخلل ، فلا إشكال فيه والطواف الثاني صحيح .
مسألة  : لو اندفع إلى الأمام في الطواف بغير اختيار وجب إعادة ذلك المقدار بنحو اختياري صحيح ، وإذا لم يمكن وجب الطواف في وقت الخلوة ، لكن يجب الالتفات إلى أنّ سلب الاختيار ، لايقصد به المشي السريع بسبب الزحام ، بل إذا حرِّك أقدامه في هذا الحال باختياره ، فلا بأس بذلك وطوافه صحيح .
مسألة  : لو أدّى الازدحام إلى أن يصير ظهره إلى جهة الكعبة وأتى بجزء من طوافه بهذا النحو ، أو اندفع إلى الأمام بسبب هجوم الناس ، وجب إعادة المقدار الذي طاف به وظهره إلى الكعبة أو حرّكه بغير اختيار ، وإذا لم

(الصفحة153)

يستطع الرجوع فليتحرّك مع الناس بغير قصد الطواف إلى أن يصل إلى المحلّ الذي يجب عليه إعادة الطواف منه فيتدارك منه .
مسألة  : لو حمل معه مالا غير مخمّس حال الطواف لم يضرّ بطوافه .
مسألة  : إذا علم بعد أداء أعمال حج التمتّع أنّه طاف عدداً من الأشواط في طواف العمرة أو الحج من داخل حجر إسماعيل فحجّه صحيح ، ولكن يجب عليه إعادة الطواف .
مسألة  : إذا رأت الحائض رشحة من الدم في غير أيّام العادة ، فأدّت طوافها وصلاتها لاعتقادها بأنّها طاهرة ، ثمّ رأت في الليل التالي دماً بعلامات الحيض ، فإن علمت أنّ بعدما رأت الرشحة كان الدم في الفرج ولم ينقطع ، فهو من الأوّل حيض فلم يصحّ منها الطواف ولا الصلاة ، ولو شكّت في ذلك أو علمت بأنّ الدم قد انقطع ،

(الصفحة154)

فتلك الرشحة لم تكن حيضاً وأعمالها صحيحة ، وفي الصورة الاُولى حجّها صحيحولكن يجب عليها أن تعيد الطوافوالصلاة .
آداب ومستحبّات الطواف
يستحبّ أن يقول في حال الطواف :
اَللّهُمَّ اِنِّي اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشى بِهِ عَلى طَلَلِ الْماءِ ، كَما يُمْشى بِهِ عَلى جُدَد الاَْرْضِ ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدامُ مَلائِكَتِكَ ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى مِنْ جانِبِ الطُّورِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ ، وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِـمُحَمَّد (صلى الله عليه وآله) ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ ، وَاَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ اَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا .
وبدلاً من كذا وكذا يطلب حاجته .


(الصفحة155)

وكذلك يستحبّ أن يقول في حال الطواف : اَللَّهمَّ إِنِّي إِليكَ فَقِير وإِنِّي خَائِفٌ مُستَجِيرٌ ، فَلاَ تُغَيِّر جِسمِي وَلاَتُبَدِّل اِسمِي .
وأن يصلّي على محمّد وآل محمّد ، خاصّة عندما يصل إلى باب الكعبة ، وأن يقرأ هذا الدعاء :
سائِلُكَ فَقيرُكَ مِسْكينُكَ بِبَابِك ، فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ ، اَللّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ ، وَالْحَرَمُ حَرَمُكَ ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ ، وَهذا مَقامُ الْعائِذِبِكَ الْمُسْتَجيرُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعْتِقْنِي وَوالِدَيَّ وَاَهْلِي وَوُلْدِي وَاِخْوانِي الْمُؤْمِنينَ مِنَ النّارِ يا جَوادُ يا كَريمُ .
وعندما يصل إلى حجر إسماعيل فليتوجّه إلى الميزاب ويرفع رأسه ويقول :
اَللّهُمَّ اَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ ، وَاَجِرْني بِرَحمَتِكَ مِنَ

(الصفحة156)

النّارِ ، وَعافِنِي مِنَ السُّقْمِ ، وَاَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ ، وَادْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ .
وإذا تجاوز الحجر ووصل إلى ظهر الكعبة فليقل :
يَا ذَا المَنِّ والطَّوْلِ ، يَا ذَا الجُودِ والكَرَمِ ، إنّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلْهُ مِنِّي إنّك أنْتَ السَمِيعُ العَلِيم .
وعندما يصل إلى الركن اليماني فليرفع يديه وليقرأ هذا الدعاء :
يا اَللهُ يا وَلِيَّ الْعافِيَةِ ، وَخالِقَ الْعافِيَةِ ، وَرازِقَ الْعافِيَةِ ، وَالْمُنْعِمُ بِالْعافِيَةِ ، وَالْمَنّانُ بِالْعافِيَةِ ، وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْعافِيَةِ عَلَيَّ وَعَلى جَميعِ خَلْقِكَ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَرَحيمَهُما صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد ،

(الصفحة157)

وَارْزُقْنَاالْعافِيَةَ وَتَمامَ الْعافِيَةِ وَشُكْرَ الْعافِيَةِ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ ليرفع رأسه إلى جانب الكعبة ويقرأ : اَلْحَمْدُ لله الَّذِي شَرَّفَكِ وَعَظَّمَكِ ، وَالْحَمْدُ لله الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً نَبِيّاً وَجَعَلَ عَلِيّاً اِماماً ، اَللّهُمَّ اهْدِ لَهُ خِيارَ خَلْقِكَ وَجَنِّبْهُ شِرارَ خَلْقِكَ .
وعندما يصير بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً وقِنا عذابَ النّار .
وفي الشوط السابع عندما يصل إلى المستجار(1) ، يستحبّ أن يفتح يديه على جدار الكعبة وينكبّ عليها ويقول : اَللّهُمَ البَيْتُ بَيْتُكَ وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَهذا مَكَانُ

1 ـ المستجار : خلف الكعبة قرب الركن اليماني مقابل باب الكعبة .

(الصفحة158)

العائِذِ بِكَ مِنَ النارِ .
ثمّ يعترف بذنوبه ويطلب من الله غفرانها ، فإنّ دعاءه سيستجاب إن شاء الله تعالى .
ثمّ يقول : اَللّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوحُ وَالْفَرَجُ وَالْعافِيَةُ ، اَللّهُمَّ اِنَّ عَمَلِي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لِي ، وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ .
ويستجير من النّار ويدعو بما يريد ، ويستلم الركن اليماني ، ثمّ يأتي إلى الحجر الأسود ويتمّ طوافه ويقول : اَللّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رزَقْتَنِي ، وَبارِك لِي فيما آتَيْتَنِي .
ويستحبّ استلام أركان الكعبة والحجر الأسود في كلّ شوط ، وأن يقول عند استلام الحجر : اَمانَتِي اَدَّيْتُها ، وَميثاقِي تَعاهَدْتُهُ ، لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوافاةِ .

(الصفحة159)


الفصل الخامس : صلاة الطواف

مسألة  : يجب بعد الطواف صلاة ركعتين كصلاة الصبح .
مسألة  : يجوز في صلاة الطواف قراءة كلّ سورة إلاّ العزائم ، ويستحبّ في الركعة الاُولى بعد الحمد قراءة التوحيد وفي الركعة الثانيه سورة {قُل يَا أيُّهَا الكَافِرُون} .
مسألة  : يجوز فيها الجهر كصلاة الصبح أو الإخفات كصلاة الظهر .
مسألة  : الشكّ في عدد ركعات صلاة الطواف يوجب البطلان فيجب الإعادة ، ولا يبعد اعتبار الظنّ فيها

(الصفحة160)

وفي أفعالها ، وأحكام هذه الصلاة كأحكام الصلاة اليومية .
مسألة  : الأقوى المبادرة إلى الصلاة بعد الطواف والإسراع إلى أدائها .
مسألة  : يجب أن تكون هذه الصلاة عند مقام إبراهيم (عليه السلام)  ، والأظهر أداؤها خلف المقام بحيث يقع المقام بينه وبين الكعبة ، وكلّما قرب إلى المقام كان أفضل ، لكن بشكل لايزاحم الآخرين .
مسألة  : إذا لم يستطع الوقوف خلف مقام إبراهيم بسبب الازدحام وجب عليه الصلاة عند أحد جانبيه في موضع يصدق عليه أنّه صلّى عند مقام إبراهيم .
مسألة  : إذا لم يستطع الصلاة عند أحد جانبي المقام فالأحوط أن يصلّي خلف المقام وإن وجد في الجانبين مكان أقرب إلى المقام من الخلف ، ومع تساوي الأمكنة الثلاثة من جهة القرب إلى المقام وعدم صدق الصلاة في

(الصفحة161)

المقام عرفاً عليها ، فالأحوط الصلاة في جهة الخلف .
مسألة  : يجوز أداء صلاة الطواف المستحبّة في أيّ مكان من المسجد الحرام حتّى في حال الاختيار ، بل يجوز تركها عمداً .
مسألة  : من نسي صلاة الطواف الواجب وجب عليه أداؤها في مقام إبراهيم متى ما تذكّرها والعمل بنفس الأحكام المبيَّنة في المسائل السابقة .
مسألة  : من نسي صلاة الطواف وتذكّرها أثناء السعي بين الصفا والمروة وجب عليه قطع السعي والرجوع ، فيصلّي ثمّ يتمّ سعيه من حيث قطع .
مسألة  : من نسي صلاة الطواف ثمّ أتى بالأعمال الواجبة بعد الصلاة ، فالظاهر عدم وجوب إعادة الأعمال ، وإن كان الأحوط الأولى في الإعادة .
مسألة  : من نسي صلاة الطواف وتذكّرها في محلّ يشقّ عليه الرجوع منه إلى المسجد الحرام ، صلّى في مكانه

(الصفحة162)

وإن كان في بلد آخر ، ولايبعد جواز الاستنابة ، ولايجب الرجوع إلى الحرم وإن كان سهلا ، ولكن الاحتياط في الرجوع .
مسألة  : الجاهل بالحكم بحكم الناسي في جميع الأحكام .
مسألة  : من مات ولم يؤدِّ هذه الصلاة وجب على ابنه الأكبر قضاؤها عنه على النحو المذكور في كتاب الصلاة .
مسألة  : يجب على كلّ مكلّف تعلُّم أحكام الصلاة والقراءة والأذكار الواجبة لكي يؤدِّي تكليفه الإلهي بنحو صحيح ، وخاصّة من كان يريد أن يحجّ ; لأنّ البعض قال: إن كانت الصلاة باطلة ، فالعمرة والحج باطلان; فمضافاً إلى عدم حصول براءة الذمّة من الحج الواجب ـ بناءً على هذا القول ـ يمكن أن لا تحلّ له تروك الإحرام المذكورة سابقاً ، كالنساء وغيرها بل تبقى محرّمة عليه .


(الصفحة163)

مسألة  : إذا لم يستطع تعلّم القراءة أو الأذكار الواجبة وجب عليه الصلاة بالنحو الذي يستطيع وتكفي منه . وإذا استطاع تعيين شخص يلقنّه الصلاة لزمه ذلك ، والأحوط الأولى الاقتداء في مقام إبراهيم (عليه السلام) بشخص عادل في صلاة الطواف ، ولكن لايكتفي بصلاة الجماعة هذه ، كما أنّ الاستنابة غير كافية أيضاً .
مسألة  : تجوز صلاة الطواف في أيّ وقت كان إلاّ أن تزاحم وقت الصلاة الواجبة اليومية بحيث تؤدِّي إلى فواتها ، فحينئذ يجب تقديم الصلاة اليومية على صلاة الطواف .
مسألة  : إذا أهمل في تعلّم أحكام القراءة
والأذكار الواجبة حتّى ضاق الوقت وجب أن يصلّي
بأيّ نحو وتصحّ منه ، وإن كان قد فعل معصية ، والأحوط العمل بما جاء في المسألتين السابقتين ، وأن يستعين بمن يلقّنه إن استطاع .


(الصفحة164)

مستحبّات صلاة الطواف
يستحبّ في صلاة الطواف في الركعة الاُولى بعد الحمد قراءة سورة «التوحيد» ، وفي الركعة الثانية سورة «الجحد» ، وأن يحمدالله بعد الفراغ من الصلاة ، ويصلّي على محمّد وآل محمّد ، ويطلب من الله القبول وأن لا يجعله آخر العهد ، وأن يقول : اَلْحَمْدُ لله بِمَحامِدِهِ كُلِّها عَلى نَعْمائِهِ كُلِّها حَتّى يَنْتَهِيَ الْحَمْدُ اِلى ما يُحِبُّ رَبِّي وَيَرْضى ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي وَطَهِّرْ قَلبِي وَزَكِّ عَمَلِي .
وفي رواية اُخرى : اَللّهُمَّ ارْحَمْنِي بِطَواعِيتِي اِيّاكَ وَطواعِيتِي رَسُولَكَ (صلى الله عليه وآله) ، اَللّهُمَّ جَنِّبْنِي اَنْ اَتَعدَّى حُدُودَكَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُولَكَ وَمَلائِكَتَكَ وَعِبادَكَ الصّالِحينَ ;
وجاء في بعض الروايات أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) كان يسجد بعد صلاة الطواف ويقول : سَجَدَ وَجْهِي لَكَ تَعَبُّداً

(الصفحة165)

وَرِقّاً ، لا اِلهَ إلاّ أَنْتَ حَقّاً حَقّاً ، اَلاَْوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيء ، وَالاْخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيء ، وَها اَناذا بَيْنَ يَدَيْكَ ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ ، فَاغْفِرْ لِي اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظيمَ غَيْرُكَ ، فَاغْفِرِ لِي فَاِنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي عَلى نَفْسِي ، وَ لا يَدْفَعُ الذَّنْبَ الْعَظيمَ غَيْرُكَ .

ثمّ رفع رأسه ووجهه من البكاء كأنّما غمس في الماء .


(الصفحة166)





(الصفحة167)


الفصل السادس: السعي وأحكامه

مسألة  : يجب بعد أداء صلاة الطواف السعي بين الصفا والمروة; وهما جبلان معروفان .
مسألة  : المراد من السعي هو الذهاب من جبل الصفا إلى المروة والرجوع من المروة إلى الصفا .
مسألة  : يجب السعي بين الصفا والمروة سبع مرّات وكلّ مرّة يعدّ شوطاً واحداً; أي أنّ الذهاب من الصفا إلى المروة شوط ، والرجوع من المروة إلى الصفا شوط آخر .
مسألة  : يجب الابتداء بالصفا والختم بالمروة في الشوط السابع ، ولو بدأ بالمروة وجب عليه الإعادة أينما تذكّر . وإذا تذكّر أثناء السعي وجب عليه الاستئناف

(الصفحة168)

والابتداء من الصفا .
مسألة  : الأحوط الابتداء من الجزء الأوّل للصفا ، فلو صعد على الجبل وسعى على النحو المتعارف كفى .
مسألة  : يجوز السعي راكباً وعلى المحمل وإن كان بغير عذر ، لكن الأفضل المشي .
مسألة  : لايعتبر في السعي الطهارة من الحدث والخبث ولا ستر العورة ، وإن كان الأحوط مراعاة الطهارة من الحدث .
مسألة  : يجب أن يكون السعي بعد الطواف وصلاته ، فإذا قدّمه عليهما عمداً وجب إعادته بعد أدائهما .
مسألة  : لو قدّم السعي على الطواف نسياناً فالأقوى الإعادة ، وكذلك إذا كان التقديم لجهل في الحكم .
مسألة  : يجب أن يكون الذهاب والإياب من الطريق المتعارف ، فلو ذهب إلى الصفا والمروة من طريق غير متعارف بطل سعيه .


(الصفحة169)

مسألة  : لو بني الطريق بين الصفا والمروة على شكل طوابق وكانت جميع الطوابق بين الجبلين جاز السعي من أيّ طبقة ، وإن كان الأحوط السعي من نفس الطريق المتعارف الأوّل .
مسألة  : لو اُنْشِأَ نفق وكان لكلّ من الصفا والمروة جذر بحيث يعتبر السعي في النفق سعياً بين الصفا والمروة لا تحتهما ، صحّ السعي في النفق على الظاهر ، والأحوط السعي على الطريق المتعارف .
مسألة  : يجب عند السعي إلى المروة أو الصفا استقبالهما والتوجّه إليهما ، فلا يجوز المشي إلى الخلف أو إلى أحد الجانبين ، لكن يجوز النظر إلى الجانبين ، بل وحتّى إلى الخلف أيضاً .
مسألة  : يجوز الجلوس أو النوم على الصفا والمروة لأجل الاستراحة ، كما يجوز ذلك بينهما ولو بغير عذر
على الأقوى ، والأحوط أن يكون ذلك بمقدار لايضرّ


(الصفحة170)

بالموالاة العرفية .
مسألة  : يجوز تأخير السعي عن الطواف وصلاته لأجل الاستراحة أو تخفيف الحرّ ، ويجوز التأخير بلا عذر إلى الليل وإن كان الاحتياط في عدم التأخير .
مسألة  : لايجوزالتأخيرإلى الغدبغيرعذر كالمرض .
مسألة  : السعي عبادة ، فيجب أداؤه بنيّة خالصة امتثالا لأمر الله تعالى .
مسألة  : السعي كالطواف ركن ، وحكم تركه عمداً أو سهواً كحكم من ترك الطواف كما مرّ .
مسألة  : لو زاد في السعي على سبع مرّات عمداً بطل بنفس التفصيل الذي مرّ فى الطواف .
مسألة  : لو زاد فيه نسياناً مرّة أو أكثر فسعيه صحيح ، وإن استحبّ أن يتمّه إلى سبع مرّات أُخر .
مسألة  : لو نقص في السعي سهواً بعد إتمام الشوط الرابع وجب عليه الإتمام عند التذكّر ، ولو رجع إلى وطنه

(الصفحة171)

وأمكنه الرجوع بلا مشقّة وجب ، وإلاّ وجب الاستنابة .
مسألة  : إذا سعى أقلّ من ثلاث مرّات ونسي الباقي ، فالأحوط وجوباً الاستئناف عند التذكّر .
مسألة  : إذا أتمّ السعي لا تحلّ له تروك الإحرام .
مسألة  : إذا نسي مقداراً من السعي في عمرة التمتّع ثم أحلّ بتخيّل إتمام أعمال العمرة وجامع زوجته
وجب عليه الرجوع وإتمام السعي ، والأقوى التكفير بذبح بقرة .
مسألة  : إذا نسي مقداراً من السعي في عمرة التمتّع ثمّ قصرّ ، فالأحوط وجوباً العمل بما جاء في المسألة السابقة ، بل الأحوط الأولى شمول هذين الحكمين للسعي في غير عمرة التمتّع في الكفّارة والإتمام .
مسألة  : لو شك في عدد أشواط السعي بعد التقصير فلا يعتني بشكّه ، سواء شكّ في الزيادة أو النقصان ، وكذلك إذا شكّ بعد الفراغ من العمل في الزيادة

(الصفحة172)

وعدمها . وأمّا إذا شكّ في النقيصة بعد الفراغ والانصراف فالبناء على التمام وعدم الاعتناء لايخلو من إشكال ، فالأحوط إتمام النقص المحتمل .
مسألة  : لو شكّ بعد الفراغ من السعي أو الشوط في صحّته بنى على الصحّة ، وكذا إذا شكّ في الأثناء في صحّة أداء الجزء السابق بنى على صحّته .
مسألة  : لو شكّ وهو في المروة بين السبع والزيادة كالتسع مثلاً ، فلا يعتني بشكّه ، وإذا شكّ قبل الوصول إلى المروة في أنّه الشوط السابع أو الأقلّ ، فالظاهر بطلان سعيه . ومثله الشك بين الواحد والثلاث ، والاثنين والأربع وهكذا .
مسألة  : لو شكّ بعد اليوم الذي أدّى فيه الطواف في أنّه هل سعى أم لا ؟ لايبعد البناء على الإتيان به وإن كان الأحوط الإتيان ، إلاّ إذا شك بعد التقصير ، ففي هذه الصورة لايجب السعي .


(الصفحة173)

مستحبّات السعي
يستحبّ بعد الفراغ من صلاة الطواف قبل السعي أن يذهب إلى بئر زمزم ويشرب من مائه ويصبّ منه على رأسه وظهره وبطنه ويقول : اَللَّهمَّ اجعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً ، وَرِزْقاً واسِعاً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم .
ثمّ يأتي إلى الحجر الأسود لاستلامه وتقبيله ، وإن لم يتمكّن فالإشارة إليه . ويستحبّ التوجّه إلى الصفا من الباب المحاذي للحجر الأسود ، ويصعد على الصفا بقلب وبدن مطمئنَّين ، وينظر إلى الكعبة ويستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود ، ويؤدّي الحمد والثناء لله ويتذكّر نعمه ، ثمّ يقرأ هذه الأذكار :
«اَللهُ أَكْبَرُ» سبع مرّات .
«اَلحَمْدُ لِلّه» سبع مرّات .
«لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ» سبع مرّات .
لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ

(الصفحة174)

الحَمْدُ ، يُحْيِىْ وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لايَمُوتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ ثلاث مرّات .
ثمّ يصلّي على محمّد وآل محمّد ثم يقول :
اللهُ اَكْبَرُ اَلْحَمْدُ لِلّهِ عَلى ما هَدانا ، وَالحَمْدُ لِلّهِ عَلى ما أَبلاَنا ، وَالحَمْدُ لِلّه الحَيِّ القَيِّومِ ، وَالحَمْدُ لِلّهِ الحَيِّ الدائِمِ ثلاث مرّات .
ثم يقول : أَشهَدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، لانَعْبُدُ إلاَّ إيِّاهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ثلاث مرّات .
ثمّ يقول : اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافِيةَ واليَقينَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ثلاث مرّات .
ثمّ يقول : اَللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ ثلاث مرّات .
ثمّ يقول :
«الله أكبر» مائة مرّة .

(الصفحة175)

«لاَ إلهَ إلاّ الله» مائة مرّة .
«الحَمْدُ لله» مائة مرّة .
«سُبحانَ الله» مائة مرّة .
ثمّ يقول : لا اِلهَ اِلاَّ الله وَحْدَهُ ، اَنْجَزَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الاَْحْزابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَحدَهُ وَحْدَهُ ، اَللّهُمَّ بارِك لِي فِي الْمَوْتِ وَفيما بَعْدَ الْمَوْتِ ، اَللّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ ، اَللّهُمَّ اَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ اِلاَّ ظِلُّكَ .
ثمّ يكرِّر كثيراً استيداع نفسه وأهله وماله عند الله ربّ العالمين .
ثمّ يقول : اَسْتَوْدِ عُ اللهَ الرَّحْمنَ الرَّحيمَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدائِعُهُ دِينِي وَنَفْسِي وَاَهْلِي ، اَللّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلى كِتابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ ، وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ وَاَعِذْنِي مِنَ الْفِتْنَةِ .

(الصفحة176)

ثمّ يقول: «الله أكبر» ثلاث مرّات .
ثمّ يكرِّر الدعاء السابق مرّتين ، ثمّ يكبّر مرّة واحدة ثمّ يعيد الدعاء ، وإذا لم يستطع أداء العمل السابق كلّه فليؤدِّ منه ما استطاع .
و يستحبّ استقبال الكعبة وقراءة هذا الدعاء : اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ قَطُّ ، فَاِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ ، فَاِنَّكَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ ، اَللّهُمَّ افْعَلْ بِي ما اَنْتَ اَهْلُهُ ، فَاِنَّكَ اِنْ تَفْعَلْ بِي ما اَنْتَ اَهْلُهُ تَرْحَمْنِي ، وَاِنْ تُعَذِّبْنِي فَاَنْتَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي ، وَاَنَا مُحْتاجٌ اِلى رَحْمَتِكَ ، فَيامَنْ اَنَا مُحْتاجٌ اِلى رَحْمَتِهِ ارْحَمْنِي ، اَللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بِي ما اَنَا اَهْلُهُ ، فَاِنَّكَ اِنْ تَفْعَلْ بِي ما اَنَا اَهْلُهُ تُعَذِّبْنِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي ، اَصْبَحْتُ اَتَّقِي عَدْلَكَ وَلا اَخافَ جَوْرَكَ ، فَيامَنْ هُوَ عَدْلٌ لا يَجُورُ ارْحَمْنِي .
ثمّ يقول : يَا مَنْ لاَيَخِيبُ سَائِلُهُ ، وَلاَ يَنفَدُ نائِلُهُ ، صَلِّ عَلَى مُحمَّد وَآلِ مُحمّد، وأَعِذْنِي مِنَ النّاربِرَحمَتِكَ.

(الصفحة177)

وجاء في الحديث الشريف : من أراد زيادة المال فليطل الوقوف على الصفا ، وعند نزوله من الصفا يقف على الدرجة الرابعة ويستقبل الكعبة ويقول : اَللّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ وَغُرْبَتِهِ وَوَحْشَتِهِ وَظُلْمَتِهِ وَضيقِهِ وَضَنْكِهِ ، اَللّهُمَّ اَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ اِلاّ ظِلُّكَ .
ثمّ ينزل من الدرجة الرابعة ويرفع الإحرام عن ظهره ويقول : يا رَبَّ العَفوِ ، يا مَنْ اَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يا مَنْ هُوَ اَوْلى بِالْعَفْوِ ، يا مَنْ يُثيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ، يا جَوادُ يا كَريمُ يا قَريبُ يا بَعيدُ ، اُرْدُدْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَ مَرْضاتِكَ .
ويستحبّ السعي ماشياً ، وأن يمشي على سكينة ووقار حتّى تصير إلى المنارة . ثمّ منها يهرول إلى أن يصل إلى موضع سوق العطّارين ، ومنه يمشي على سكينة ووقار إلى

(الصفحة178)

المروة ، وعند الرجوع يرجع بنفس الترتيب ; وليس على النساء هرولة ، وإذا كان راكباً يسرع بمقدار يقرب من الهرولة .
ويستحبّ عند وصوله المنارة أن يقول : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَاللهُ اَكْبَرُ ، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ اِنَّكَ اَنْتَ الاَْعَزُّ الاَْكْرَمُ ، وَاهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ اَقوَمُ ، اَللّهُمَّ اِنَّ عَمَلِي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لِي ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي ، اَللّهُمَّ لَكَ سَعْيِي ، وَبِكَ حَوْلِي وَقُوَّتِي ، تَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلِي ، يا مَنْ يَقْبَلُ عَمَلَ الْمُتَّقينَ .
وعندما يتجاوز موضع سوق العطّارين يقول : يَاذَا الْمَنِّ وَالفَضْلِ وَالكَرَمِ والنَعْمَاءِ وَالجُودِ اغفِر لِي ذُنُوبِي ، اِنَّهُ لاَيَغفِرُ الذُنُوبَ إِلاَّ أَنتَ .
وعندما يصل إلى المروة يصعد عليها فيصنع عليها كما

(الصفحة179)

صنع على الصفا ، ويقرأ هناك الأدعية المذكورة بنفس الترتيب ، وبعد ذلك يقول :
يا مَنْ اَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يا مَنْ يُجزِي عَلَى العَفوِ ، يا مَنْ دَلَّ عَلَى العَفْوِ ، يامَنْ زَيَّنَ العَفْوَ ، يا مَنْ يُثيبُ عَلَى العَفوِ ، يا مَنْ يُحِبُّ الْعَفْوَ ، يا مَنْ يُعْطِي عَلَى الْعَفْوِ ، يا مَنْ يَعْفُو عَلَى الْعَفْوِ ، يا رَبَّ الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ .
ويستحبّ أن يجتهد في البكاء ، وأن يتباكى ، وأن يدعو كثيراً حال السعي ، ويقرأ هذا الدعاء : اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ حُسْنَ الظَّنِ بِكَ عَلى كُلِّ حال وَصِدْقَ النِّيَة فِي التَّوَكُّل عَلَيْكَ .


(الصفحة180)

<<التالي الفهرس السابق>>