جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الصلاة
صفحات بعد
صفحات قبل
( الصفحه 192 )

مرّ تحقيقه من كون اختلاف الوقتين بالفضيلة والاجزاء ، وامّا مبدأ وقت الفضيلة فهو الغروب لما يدلّ على أنّ أوّل الوقت أفضله وعلى ما ذكرنا فلا حاجة إلى دليل خاصّ لبيان وقت الفضيلة أوّلاً وآخراً .

وامّا العشاء فوقت فضيلتها من ذهاب الشفق إلى ثلث الليل ولابدّ في إثبات ذلك من وجود دليل خاص لأنّك عرفت انّ الروايات الواردة فيها الدالّة على دخول وقتها بذهاب الشفق وإن كان يمكن حملها على بيان أوّل وقت الفضيلة إلاّ انّ اشتمالها على بعض الخصوصيات يوجب حملها على التقية مع أنّها خالية عن التعرّض لبيان المنتهى وعليه فالدليل على ذلك جملة من الروايات :

منها : موثقة ذريح عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : أتى جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه مواقيت الصلاة فقال : صلِّ الفجر حين ينشق الفجر وصلِّ الاُولى إذا زالت الشمس وصلِّ العصر بعيدها وصلِّ المغرب إذا سقط القرص وصلِّ العتمة إذا غاب الشفق ، ثمّ أتاه من الغد فقال : اسفر بالفجر فأسفر ثمّ أخّر الظهر حين كان الوقت الذي صلّى فيه العصر وصلّى العصر بعيدها وصلّى المغرب قبل سقوط الشفق وصلّى العتمة حين ذهب ثلث الليل ، ثمّ قال : ما بين هذين الوقتين وقت .

ورواية زرارة قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يصلّي من النهار شيئاً حتّى تزول الشمس فإذا زالت قدر نصف اصبع صلّى ثماني ركعات . . . وصلّى المغرب حتّى تغيب الشمس (وفي محكي الحدائق : حين تغيب الشمس وهو الظاهر) فإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء ، وآخر وقت المغرب إياب الشفق فإذا آب الشفق دخل وقت العشاء وآخر وقت العشاء ثلث الليل . . .

هذا ولكنّه ورد في جملة من الروايات ما يظهر منه انّ الأفضل الأولى أن تؤخّر العشاء إلى ثلث الليل منها :

( الصفحه 193 )

موثقة ذريح عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث : انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : لولا اني أكره أن أشقّ على اُمّتي لأخّرتها يعني العتمة إلى ثلث الليل .

ورواية أبي بصير عن أبي جعفر (أبي عبدالله) (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : لولا انّي أخاف أن أشقّ على اُمّتي لأخّرت العشاء إلى ثلث الليل وأنت في رخصة إلى نصف الليل وهو غسق الليل . . .

ورواية اُخرى لأبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : لولا نوم الصبي وغلبة (علّة) الضعيف لأخّرت العتمة إلى ثلث الليل .

وهنا رواية ثالثة له تدلّ على النصف وهي ما رواه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : لولا أن أشقّ على اُمّتي لأخّرت العشاء إلى نصف الليل .

ولكن الظاهر عدم تعدّد رواية أبي بصير عن إمام واحد ، غاية الأمر انّ التعدّد إنّما هو بلحاظ من روى عنه ، وعليه فيتردّد ما رواه عن أبي جعفر (عليه السلام) بناء على كون روايته الاُولى عنه بين أن يكون الصادر عنه (عليه السلام) هو الثلث أو النصف ولا مجال لاعمال قواعد باب التعارض في مثله .

وكيف كان فقد ذكر بعض الأعلام بعد زعم المعارضة بين هذه الطائفة وبين ما تقدّم ممّا يدلّ على أنّ الأفضل تقديم العشاء الآخرة على الثلث انّ الجواب عن ذلك انّ غاية ما تقتضيه هذه الطائفة انّ المقتضى للتأخير إلى الثلث موجود في صلاة العشاء ولكنّها لم تؤخّر لمانع وهو خوف استلزامه المشقّة على الأمّة لأنّه ليس المراد من قوله (صلى الله عليه وآله) : لأخّرت العتمة ، هو تأخيره (صلى الله عليه وآله) عملاً صلاة نفسه ، بل المراد هو الأمر بالتأخير فعدم الأمر به إنّما هو لابتلائه بالمانع وقد أمر بالإتيان بها مقدّمة على الثلث لمراعاة تلك المصلحة .

أقول : الظاهر انّ هذه الطائفة لا دلالة لها على التأخير عن الثلث فإنّ التأخير

( الصفحه 194 )

إلى الثلث يغاير التأخير عن الثلث ومفاد العبارة الاُولى هو التأخير إلى زمان قريب من الثلث ويشهد له مضافاً إلى ظهور نفس العبارة فيما ذكرنا انّ ما دلّ على التأخير إلى النصف هل يمكن أن يتوهّم كون مفاده هو التأخير عن النصف مع أنّ التعبير فيه وفي الثلث واحد فغاية مفاد هذه الطائفة انّ آخر وقت فضيلة العشاء أفضل من أوّل وقت فضيلتها وهذا لا ينافيه شيء من الروايات حتّى ما يدلّ على أنّ أوّل الوقت أفضل لأنّه قد خصّص بالعشاء جزماً لأنّ مبدأ وقت فضيلتها هو سقوط الشفق وهو يغاير أوّل وقت الاجزاء الذي هو بعد مضي مقدار ثلاث ركعات من الغروب .

المسألة الثالثة : في وقت فضيلة الفجر ، والمشهور بين الأصحاب (رض) انّ وقت فضيلة الصبح من طلوع الفجر إلى حدوث الحمرة في المشرق وقد أورد عليهم بأنّه ليس من حدوث الحمرة وظهورها في الروايات التي بأيدينا عين ولا أثر فإنّ العناوين الواردة فيها وإن كانت متعدّدة إلاّ انّه ليس حدوث الحمرة منها فإنّ منها :

عنوان الأسفار الوارد في موثقة ذريح المتقدّمة في المسألة السابقة حيث قال فيها : أسفر بالفجر فأسفر .

ومنها : عنوان التنوير الوارد في موثقة معاوية بن وهب المشتملة على نزول جبرئيل على النبي واعلامه بالوقت أيضاً الوارد فيها قوله : ثمّ أتاه حين نور الصبح فأمره فصلّى الصبح .

ومنها : عنوان الإضاءة الوارد في رواية يزيد بن خليفة عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : وقت الفجر حين يبدو حتى يضيء .

ومنها : عنوان التجلّل الوارد في روايتين صحيحتين :

( الصفحه 195 )

الاُولى : صحيحة الحلبي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : وقت الفجر حين ينشق الفجر إلى أن يتجلّل الصبح السماء . . .

الثانية : صحيحة عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : لكلّ صلاة وقتان وأوّل الوقتين أفضلهما ووقت صلاة الفجر حين ينشق الفجر إلى أن يتجلّل الصبح السماء . . . بعد حملهما على كون المراد آخر وقت الفضيلة كما مرّ في بحث وقت الاجزاء وليس عنوان ظهور الحمرة مذكوراً في رواية أصلاً والظاهر عدم التلازم بينه وبين العناوين المتقدّمة التي يكون المراد منها أمراً واحداً لأنّ الحمرة تبدو متأخّرة عن التجلّل وغيره من العناوين فكيف جعل المشهور آخر وقت الفضيلة هو حدوث الحمرة المشرقية؟!

وقد ذكر سيّدنا العلاّمة الاستاذ (قدس سره) انّ الشهرة تكشف عن وجود نصّ دالّ على ذلك ، غاية الأمر انّه لم يصل إلينا إذ ليست الروايات الواصلة إلينا مجموع الروايات الصادرة عنهم المنقولة في الجوامع والكتب كما هو ظاهر .

هذا ويظهر من رواية انّ ظهور الحمرة مساوق للأسفار وانّهما متحقّقان في زمان واحد وهي صحيحة علي بن يقطين قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الرجل لا يصلّي الغداة حتّى يسفر وتظهر الحمرة ولم يركع ركعتي الفجر أيركعهما أو يؤخّرهما؟ قال : يؤخّرهما . فإنّ الظاهر كون العطف في كلام السائل عطف بيان وتفسير لا بمعنى اتحاد المفهومين وكون الاسفار معناه ظهور الحمرة ، بل بمعنى عدم الفصل الزماني بينهما والدليل عليه مضافاً إلى ظهوره فيه في نفسه انّه على تقدير ثبوت الفصل وتأخّر ظهور الحمرة عن الأسفار يكون ذكر الأسفار لغواً لا يترتّب عليه فائدة أصلاً; لأنّ الملاك هو ظهور الحمرة وهو متأخّر عن الاسفار دائماً فلا وجه لذكر الاسفار .

( الصفحه 196 )

ولكنّه أورد عليها بعض الأعلام باشعارها بأنّ السائل قد ارتكز في ذهنه انّ تقدّم النافلة على الفريضة إنّما هو فيما إذا أتى بها قبل ظهور الحمرة والإمام قرّره على هذا ، وعليه فتدلّ الصحيحة على جواز الإتيان بالنافلة قبل فريضة الفجر إلى ظهور الحمرة ومعنى ذلك جواز التنفل والتطوّع في وقت فضيلة الفريضة وجواز تقديمها عليها عند المزاحمة وهذا ممّا لا يمكن الالتزام به; لأنّ المستفاد من الروايات الواردة في الظهرين ونافلتهما عدم جواز الإتيان بالنوافل المرتّبة في وقت الفريضة وقد ورد في بعضها : أتدري لِمَ جعل الذراع والذراعان؟ قلت : لِمَ جعل ذلك؟ قال : لمكان النافلة ولك أن تتنفّل من زوال الشمس إلى أن يمضي ذراع فإذا بلغ فيئك ذراعاً من الزوال بدأت بالفريضة وتركت النافلة .

ويدفعه وضوح تحقّق المزاحمة في وقت الفضيلة حتّى في الظهرين; لأنّ مبدأ وقت الفضيلة فيهما هو الزوال وكذا مضي مقدار اداء الظهر وإن اُريد المزاحمة في آخر وقت الفضيلة فمع عدم إشعار الرواية بها نقول لا مانع منها أيضاً ، غاية الأمر دوران الأمر بين درك فضيلة النافلة ودرك فضيلة الوقت ولا دليل على تعين الثاني والرواية المذكورة لا يستفاد منها هذه الجهة أصلاً فتدبّر .