جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الصلاة
صفحات بعد
صفحات قبل
( الصفحه 683 )

من الماء المغصوب الذي حصل العلم به بعد إكمال الغسل وقبل المسح» .

واستجوده صاحب الجواهر (قدس سره) في هذه المسألة من كتاب الغصب معلّلا له باقتضاء ملك المالك القيمة خروج المغصوب عن ملكه لكونها عوضاً شرعياً عنه .

ومن العجيب تصريح صاحبي جامع المقاصد والمسالك بعدم خروج الخيوط عن ملك المالك وتصريح صاحب الجواهر بخلافه وان ملك القيمة يقتضي خروج المغصوب عن ملكه مع حكمهم بخلاف ذلك في مسألة بدل الحيلولة حيث إنّه يظهر من الأوّلين خروجه عن ملك مالك المبدل ومن الأخير الخلاف . قال المحقّق الثاني في محكي جامعه : «انّ هنا إشكالا فإنّه كيف يجب القيمة ويملكها الأخذ ويبقى العين على ملكه وجعلها في مقابلة الحيلولة لا يكاد يتّضح معناه» .

وقال الشهيد الثاني (قدس سره) : «إنّ هذا لا يخلو عن إشكال من حيث اجتماع العوض والمعوض على ملك المالك من دون دليل واضح ولو قيل بحصول الملك لكلّ منهما متزلزلا وتوقّف تملّك المغصوب منه للبدل على اليأس من العين وإن جاز له التصرّف كان وجهاً في المسألة» .

وقال صاحب الجواهر بعد حكاية الكلامين : «لكنّه مخالف لما عرفته من الإتفاق المؤيّد بمعلومية عدم اعتبار توقّف ملكية المالك القيمة على الغاصب على خروج المغصوب عن قابلية التملّك إلى أن قال : فالقيمة المدفوعة ـ حينئذ ـ مملوكة والعين باقية على الملك للأصل ولأنّها مغصوبة وكلّ مغصوب مردود وأخذ القيمة غرامة للدليل الشرعي لا ينافي ذلك إلى أن قال في الاستدلال على ذلك : مضافاً إلى أصالة بقائه على ملكه وإلى ما عرفته من الاتفاق عليه ولذا لم يذكروا خلافاً بل ولا إشكالا في ملك نمائه المنفصل له ودعوى انّه من الجمع بين العوض والمعوض عنه الممنوع عنه شرعاً واضحة الفساد» .

( الصفحه 684 )

وكيف كان فمسألة صحّة الصلاة في الثوب المخيط بخيط مغصوب وبطلانها يبتني على بقاء الخيط على ملك مالكه وعدمه وصيرورته تالفاً عرفاً والعمدة في هذه الجهة ملاحظة انّ أدلّة لزوم الغرامة هل تقتضي ثبوت معاوضة شرعية قهرية أم لا؟ والظاهر هو الثاني لظهور دليل الغرامة في لزوم تدارك ما فات عن المالك بسبب التصرّف في العين المغصوبة أو كونها بيده ، ومن الواضح انّ ما فات عن المالك في مسألة الخيوط ليس إلاّ الأوصاف التي لها دخل في المالية ، وامّا الملكية فهي باقية بحالها ضرورة عدم دورانها مدار المالية فملكية المغصوب منه للقيمة بدلا لا تقتضي زوال ملكيته عن الخيوط المغصوبة بل هي بعد باقية على ملكها ويدلّ على عدم كون الغرامة ملازمة لتحقّق المعاوضة وضوح ثبوتها مع التلف الحقيقي للعين مع أنّه لا يعقل هناك معاوضة فالغرامة لا دلالة لها على المعاوضة وأدلّة نفي الضرر بناء على ارتباطها بباب الأحكام الشرعية قاصرة عن إفادة الملكية خصوصاً مع كون مقتضى الأصل أيضاً البقاء على ملك المالك فالإنصاف هو البطلان في مسألة الصلاة .

الرابع : الفروع التي نفى الإشكال عن الصحّة فيها في المتن والوجه في الحكم بها واضح لأنّ منع الأجير كالصبّاغ والخيّاط عن أجرته لا يوجب حقّاً له في العين أصلا وهكذا سائر الفروض .

( الصفحه 685 )

الثالث : أن يكون مذكّى من مأكول اللحم فلا تجوز الصلاة في جلد غير مذكّى ولا في سائر أجزائه التي تحلّه الحياة ولو كان طاهراً من جهة عدم كونه ذا نفس سائلة كالسمك على الأحوط ، ويجوز فيما لا تحلّه الحياة من أجزائه كالصوف والشعر والوبر ونحوها 1 .

1 ـ ظاهر المتن انّ اعتبار التذكية في لباس المصلّي وكونه من غير ما يحرم أكل لحمه يرجع إلى اعتبار أمر واحد ومدخلية شيء فارد مع أنّ الظاهر من كلمات الأصحاب(قدس سرهم) انّ هنا أمرين : أحدهما اعتبار التذكية في مثل الجلد الذي يتّخذ لباساً ويصلّى فيه ، والآخر عدم كونه من غير المأكول ولو لم يعرض له الموت كما إذا صلّى في وبره أو شعره مثلا ولأجله نتكلّم نحن في أمرين :

الأوّل : اعتبار عدم كونه من أجزاء الميتة ولا إشكال في أصل الحكم ولا خلاف ظاهراً ، بل عن كثير من الكتب الفقهية دعوى الإجماع عليه ولم ينقل الخلاف فيه من أحد ولو بنحو الإجمال ولأجله اعترض على الشهيد في الذكرى حيث استثنى «من شذ» بأنّه لم يعلم المراد منه للاتفاق على عدم جواز الصلاة في أجزاء الميتة حتّى ممّن قال بطهارة الجلد بالدباغ خلافاً للعامة القائلين بجواز استعمالها والانتفاع بها في غير حال الصلاة وبصحّة الصلاة فيها إذا كانت مدبوغة والأخبار الواردة في هذه المسألة بالغة حدّ الاستفاضة بل ربّما ادّعى تواترها ولأجله لا حاجة إلى ذكرها للاستدلال بها فأصل الحكم يكون كالمسلّم بينهم فاللاّزم التكلّم في الجهات الاُخر :

منها : انّ اعتبار هذا الأمر في الصلاة هل هو بعنوان شرطية التذكية أو على نحو مانعية الميتة؟ ظاهر المتن الأوّل ولابدّ لتحقيق هذه الجهة من ملاحظة معنى المذكّى والميتة أوّلا فنقول : لا إشكال في أنّ التذكية عبارة عن الأمر الوجودي العارض

( الصفحه 686 )

لبعض الحيوانات حينما يزهق روحه ولا فرق في ذلك بين أن يقال : بأنّها عبارة عن مجرّد فري الأوداج الأربعة مع سائر الشرائط من الاستقبال والتسمية وغيرهما ، وبين أن يقال : بأنّها عبارة عن الأمر المتحصّل من ذلك بضميمة وجود القابلية المتحقّقة في خصوص ما يتّصف بكونه مذكّى من الحيوانات فإنّه على كلا التقديرين تكون التذكية من الاُمور الوجودية بلا إشكال .

وامّا الميتة فلا ينبغي الإشكال في أنّ معناها بحسب اللغة هو الحيوان الذي فقد وصف الحياة بعدما كان واجداً له وهو بهذا المعنى يشمل المذكّى أيضاً ، والظاهر انّ قوله تعالى : (حرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلاّ ما ذكيتم . . .) ناظر إلى هذا المعنى اللغوي بناء على رجوع الاستثناء إلى جميع المذكورات التي منها الميتة ما عدى الدم ولحم الخنزير ، كما لعلّه الظاهر من الآية وقد حكي عن عليّ (عليه السلام)وابن عبّاس .

وكيف كان فلا ينبغي الإشكال في أنّ الميتة بحسب المعنى اللغوي مقابل الحي لا المذكّى وهذا يدلّنا على أنّ استعمالها في مقابل المذكّى في لسان الروايات إنّما هو لأجل ثبوت الحقيقة الشرعية لها فانظر إلى موثقة سماعة قال : سألته عن جلود السباع ينتفع بها؟ قال : إذا رميت وسمّيت فانتفع بجلده وامّا الميتة فلا . حيث جعلت الميتة مقابلة للمذكّى أي ما رمى وسمّى به .

وبعد ذلك يقع الكلام في أنّ الميتة هل هي عنوان وجودي أو عدمي وهو غير المذكّى وتظهر الثمرة فيما لو شكّ في شيء انّه ميتة أم لا ، فعلى تقدير كونها أمراً وجودياً لا يثبت باستصحاب عدم التذكية بناء على جريانه ولا يترتّب عليه أحكام الميتة بخلاف ما لو كانت أمراً عدمياً . والظاهر انّ المتبادر من الميتة عند

( الصفحه 687 )

المتشرّعة عنوان وجودي وهو ما مات بسبب غير شرعي .

ثمّ إنّه على تقدير كون الميتة أمراً عدمياً لا مجال لاحتمال كونها مانعة لأنّ المانعية من شؤون وجود المانع وأوصافه ، وامّا على تقدير كونها أمراً وجودياً كما استظهرناه يقع الكلام في أنّها هل هي مانعة أو انّ التذكية شرط ـ كما اختاره صاحب الجواهر ـ ولا مجال لاحتمال كلا الأمرين للزوم اللغوية ضرورة والظاهر اختلاف الروايات فمن بعضها يستفاد المانعية ومن البعض الشرطية .

امّا الأوّل : فكصحيحة محمد بن مسلم قال : سألته عن الجلد الميّت أيلبس في الصلاة إذا دبغ؟ قال : لا ولو دبغ سبعين مرّة . ومرسلة ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبدالله (عليه السلام) في الميتة قال : لا تصلِّ في شيء منه ولا في شسع . والشسع بالكسر ما يشدّ به النعل وجه الاستفادة ظهور النهي الوارد فيهما في الإرشاد إلى المانعية كما هو شأن النواهي الغيرية المتعلّقة بالموانع .

وامّا الثاني : فكموثقة ابن بكير المعروفة الواردة في عدم جواز الصلاة في أجزاء ما يحرم أكل لحمه من الحيوانات المشتمل ذيلها على قوله (عليه السلام) : فإن كان شيء يؤكل لحمه فالصلاة في وبره وبوله وشعره وروثه وألبانه وكلّ شيء منه جائز إذا علمت انّه ذكّي وقد ذكّاه الذبح . . .

ورواية بن أبي حمزة قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) أو أبا الحسن (عليه السلام) عن لباس الفراء والصلاة فيها ، فقال : لا تصلِّ فيها إلاّ ما كان منه ذكياً ، قال قلت : أوليس الذكي ممّا ذكي بالحديد؟ قال : بلى إذا كان ممّا يؤكل لحمه ، الحديث .

فإنّهما ظاهران في شرطية التذكية واعتبارها ولكن ظهور أدلّة المانعية فيها أقوى من ظهور أدلّة الشرطية فيها وذلك لاستناد الاُولى إلى النهي الذي له ظهور قوي في الإرشاد إلى المانعية فيما إذا كان غيرياً ، وامّا الثانية فليس لها مثل هذا