جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احكام و فتاوا
دروس
معرفى و اخبار دفاتر
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
اخبار
مناسبتها
صفحه ويژه
تفسير الميزان ـ ج6 « قرآن، حديث، دعا « صفحه اصلى  

<<        الفهرس        >>




قال تعالى: "فقال الملأ الذين كفروا من قومه - يعني قوم نوح - ما نراك إلا بشرا مثلنا و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي و ما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين، قال يا قوم أ رأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون": "هود: 28".

و قال تعالى حكاية عن عاد قوم هود: "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله و اشهدوا أني بريء مما تشركون، من دونه": "هود: 55" يريدون باعتراء بعض آلهتهم إياه بسوء ابتلائه (عليه السلام) بمثل جنون أو سفاهة و نحو ذلك.

و قال تعالى حكاية عن آزر: "قال أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك و اهجرني مليا، قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا": "مريم: 47".
و قال تعالى حكاية عن قوم شعيب (عليه السلام): "قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة و إنا لنظنك من الكاذبين، قال يا قوم ليس بي سفاهة و لكني رسول من رب العالمين، أبلغكم رسالات ربي و أنا لكم ناصح أمين": "الأعراف: 68".

و قال تعالى: "قال فرعون و ما رب العالمين، قال رب السماوات و الأرض و ما بينهما - إلى أن قال - قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون، قال رب المشرق و المغرب و ما بينهما إن كنتم تعقلون": "الشعراء: 28".

و قال تعالى حكاية عن قوم مريم: "قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء و ما كانت أمك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، قال إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا" "إلخ": "مريم: 30".

و قال تعالى يسلي نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما رموه به من الكهانة و الجنون و الشعر: "فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن و لا مجنون، أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون، قل تربصوا فإني معكم من المتربصين": "الطور: 31".

و قال: "و قال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا، انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا": "الفرقان: 9".

إلى غير ذلك من أنواع الشتم و الرمي و الإهانة التي حكي عنهم في القرآن، و لم ينقل عن الأنبياء (عليهم السلام) أن يقابلوهم بخشونة أو بذاء بل بالقول الصواب و المنطق الحسن اللين اتباعا للتعليم الإلهي الذي لقنهم خير القول و جميل الأدب قال تعالى خطابا لموسى و هارون (عليهما السلام): "اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى": "طه: 44" و قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): "و إما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا": "الإسراء: 28".

و من أدبهم في المحاورة و الخطاب أنهم كانوا ينزلون أنفسهم منزلة الناس فيكلمون كل طبقة من طبقاتهم على قدر منزلته من الفهم، و هذا ظاهر بالتدبر فيما حكي من محاوراتهم الناس على اختلافهم المنقولة عن نوح فمن بعده، و قد روى الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم".

و ليعلم أن البعثة بالنبوة إنما بنيت على أساس الهداية إلى الحق و بيانه و الانتصار له فعليهم أن يتجهزوا بالحق في دعوتهم، و ينخلعوا عن الباطل و يتقوا شبكات الضلال أيا ما كانت سواء وافق ذلك رضى الناس أو سخطهم، و استعقب طوعهم أو كرههم و لقد ورد منه تعالى أشد النهي في ذلك لأنبيائه و أبلغ التحذير حتى عن اتباع الباطل قولا و فعلا بغرض نصرة الحق فإن الباطل باطل سواء وقع في طريق الحق أو لم يقع، و الدعوة إلى الحق لا يجامع تجويز الباطل و لو في طريق الحق و الحق الذي يهدي إليه الباطل و ينتجه ليس بحق من جميع جهاته.
و لذلك قال تعالى: "و ما كنت متخذ المضلين عضدا": "الكهف: 51" و قال: "و لو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، إذن لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا": "الإسراء: 75" فلا مساهلة و لا ملابسة و لا مداهنة في حق و لا حرمة لباطل.

و لذلك جهز الله سبحانه رجال دعوته و أولياء دينه و هم الأنبياء (عليهم السلام) بما يسهل لهم الطريق إلى اتباع الحق و نصرته، قال تعالى: "ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل و كان أمر الله قدرا مقدورا، الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله و كفى بالله حسيبا": "الأحزاب: 39" فأخبر أنهم لا يتحرجون فيما فرض الله لهم و يخشونه و لا يخشون أحدا غيره فليس أي مانع من إظهارهم الحق و لو بلغ بهم أي مبلغ و أوردهم أي مورد.

ثم وعدهم النصر فيما انتهضوا له فقال: "و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، و إن جندنا لهم الغالبون": "الصافات: 137" و قال: "إنا لننصر رسلنا": "المؤمن: 51".



و لذلك نجدهم فيما حكي عنهم لا يبالون شيئا في إظهار الحق و قول الصدق و إن لم يرتضه الناس و استمروه في مذاقهم، قال تعالى حاكيا عن نوح يخاطب قومه: "و لكني أراكم قوما تجهلون": "هود: 29" و قال عن قول هود: "إن أنتم إلا مفترون": "هود: 50" و قوله لقومه: "قد وقع عليكم من ربكم رجس و غضب أ تجادلونني في أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما نزل الله بها من سلطان": "الأعراف: 71"، و قال تعالى يحكي عن لوط: "بل أنتم قوم مسرفون": "الأعراف: 81" و حكى عن إبراهيم من قوله لقومه: "أف لكم و لما تعبدون من دون الله أ فلا تعقلون": "الأنبياء: 67" و حكى عن موسى في جواب قول فرعون له: "إني لأظنك يا موسى مسحورا، قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات و الأرض بصائر و إني لأظنك يا فرعون مثبورا": "الإسراء: 120" أي ممنوعا من الإيمان بالحق مطرودا هالكا، إلى غير ذلك من الموارد.

فهذه كلها من رعاية الأدب في جنب الحق و اتباعه، و لا مطلوب أعز منه و لا بغية أشرف منه و أغلى، و إن كان في بعضها ما ينافي الأدب الدائر بين الناس لابتناء حياتهم على اتباع جانب الهوى و السلوك إلى أمتعة الحياة بمداهنة المبطلين و الخضوع و التملق إلى المفسدين و المترفين سياسة في العمل.

و جملة الأمر أن الأدب كما تقدم في أول هذه المباحث إنما يتأتى في القول السائغ و العمل الصالح، و يختلف حينئذ باختلاف مسالك الحياة في المجتمعات و الآراء و العقائد التي تتمكن فيها و تتشكل هي عنها، و الدعوة الإلهية التي تستند إليها المجتمع الديني إنما تتبع الحق في الاعتقاد و العمل، و الحق لا يخالط الباطل و لا يمازجه و لا يستند إليه و لا يعتضد به فلا محيص عن إظهاره و اتباعه، و الأدب الذي يتأتى فيه أن يسلك في طريق الحق أحسن المسالك و يتزيى فيه بأظرف الأزياء كاختيار لين القول إذا صح أن يتكلم بلينة و خشونة، و اختيار الاستعجال في الخبر إذا أمكن فيه كل من المسارعة و التبطي.

و هذا هو الذي يأمر به في قوله تعالى: "و كتبنا له - أي لموسى - في الألواح من كل شيء موعظة و تفصيلا لكل شيء فخذها بقوة و أمر قومك يأخذوا بأحسنها": "الأعراف: 154" و بشر عباده الآخذين به في قوله: "فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب": "الزمر: 18" فلا أدب في باطل و لا أدب في ممزوج من حق و باطل فإن الخارج من صريح الحق ضلال لا يرتضيه ولي الحق و قد قال: "فما ذا بعد الحق إلا الضلال": "يونس: 32".

و هذا هو الذي دعا أنبياء الحق إلى صراحة القول و صدق اللهجة و إن كان ذلك في بعض الموارد مما لا يرتضيه سنة المداهنة و التساهل و الأدب الكاذب الدائر في المجتمعات غير الدينية.

و من أدبهم مع الناس في معاشرتهم و سيرتهم فيهم احترام الضعفاء و الأقوياء على حد سواء و الإكثار و المبالغة في حق أهل العلم و التقوى منهم فإنهم لما بنوا على أساس العبودية و تربية النفس الإنسانية تفرع عليه تسوية الحكم في الغني و الفقير و الصغير و الكبير و الرجل و المرأة و المولى و العبد و الحاكم و المحكوم و الأمير و المأمور و السلطان و الرعية، و عند ذلك لغا تمايز الصفات، و اختصاص الأقوياء بمزايا اجتماعية، و بطل تقسم الوجدان و الفقدان و الحرمان و التنعم و السعادة و الشقاء بين صفتي الغنى و الفقر و القوة و الضعف، و أن للقوي و الغني من كل مكانة أعلاها، و من كل عيشة أنعمها، و من كل مجاهدة أروحها و أسهلها، و من كل وظيفة أخفها بل كان الناس في ذلك شرعا سواء، قال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم": "الحجرات: 13" و تبدل استكبار الأقوياء بقوتهم و مباهاة الأغنياء بغنيتهم تواضعا للحق و مسارعة إلى المغفرة و الرحمة، و تسابقا في الخيرات و جهادا في سبيل الله و ابتغاء لمرضاته.

و احترم حينئذ للفقراء كما للأغنياء، و تؤدب مع الضعفاء كما مع الأغنياء بل اختص هؤلاء بمزيد شفقة و رأفة و رحمة، قال تعالى يؤدب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): "و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا": "الكهف: 28" و قال تعالى: "و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين": "الأنعام: 52"، و قال: "لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم و لا تحزن عليهم و اخفض جناحك للمؤمنين، و قل إني أنا النذير المبين": "الحجر: 89".

و يشتمل على هذا الأدب الجميل ما حكاه الله من محاورة بين نوح (عليه السلام) و قومه إذ قال: "فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي و ما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين، قال يا قوم أ رأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون، و يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله و ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم و لكني أراكم قوما تجهلون - أي في تحقيركم أمر الفقير الضعيف - و يا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أ فلا تذكرون، و لا أقول لكم عندي خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول إني ملك - أي لا أدعي شيئا يميزني منكم بمزية إلا أني رسول إليكم - و لا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم - أي من الخير و السعادة اللذين يرجيان منهم - إني إذا لمن الظالمين": "هود: 31".

و نظيره في نفي التمييز قول شعيب لقومه على ما حكاه الله: "و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب": "هود: 88"، و قال الله تعالى يعرف رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم": "التوبة: 182" و قال أيضا: "و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين و رحمة للذين آمنوا منكم": "التوبة: 61" و قال أيضا: "و إنك لعلى خلق عظيم": "القلم: 4" و قال أيضا و فيه جماع ما تقدم: "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين": "الأنبياء: 170".

و هذه الآيات و إن كانت بحسب المعنى المطابقي ناظرة إلى أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسنة دون أدبه الذي هو أمر وراء الخلق إلا أن نوع الأدب - كما تقدم بيانه - يستفاد من نوع الخلق، على أن نفس الأدب من الأخلاق الفرعية.

بحث روائي آخر


الآيات القرآنية التي يستفاد منها خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريم و أدبه الجميل أكثرها واردة في صورة الأمر و النهي، و لذلك رأينا أن نورد في هذا المقام روايات من سننه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها مجامع أخلاقه التي تلوح إلى أدبه الإلهي الجميل، و هي مع ذلك متأيدة بالآيات الشريفة القرآنية.

1 - في معاني الأخبار، بطريق عن أبي هالة التميمي عن الحسن بن علي (عليهما السلام) و بطريق آخر عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، و بطريق آخر عن رجل من ولد أبي هالة عن الحسن بن علي (عليهما السلام): قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، و كان وصافا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و أنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع و أقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن تفرقت عقيقته فرق و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المشربة، كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا متماسكا، سواء البطن و الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين و القدمين، سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، فسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا، و يمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط في صبب، و إذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة يبدر من لقيه بالسلام. قال: فقلت له: صف لي منطقه، فقال: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل ا - أحزان، دائم الفكر ليس له راحة، طويل الصمت لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام و يختتمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه و لا تقصير، دمثا ليس بالجافي و لا بالمهين، يعظم عنده النعمة و إن دقت، لا يذم منها شيئا غير أنه كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه، و لا تغضيه الدنيا و ما كان لها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه كلها، و إذا تعجب قلبها، و إذا تحدث اتصل بها فضرب راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، و إذا غضب أعرض و انشاح، و إذا غضب غض طرفه جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام:. قال الصدوق: إلى هنا رواية القاسم بن المنيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد، و الباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره: قال الحسن (عليه السلام): فكتمتها الحسين (عليه السلام) زمانا ثم حدثته به فوجدته قد سبقني إليه فسألته عنه فوجدته قد سأل أباه (عليه السلام) عن مدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و مخرجه و مجلسه و شكله فلم يدع منه شيئا. قال الحسين (عليه السلام) قد سألت أبي (عليه السلام) عن مدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: كان دخوله في نفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، و جزء لأهله، و جزء لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه و بين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة، و لا يدخر عنهم منه شيئا. و كان من سيرته (صلى الله عليه وآله وسلم) في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه، و قسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، و منهم ذو الحاجتين، و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم، و يشغلهم فيما أصلحهم و الأمة من مسألته عنهم، و بإخبارهم بالذي ينبغي، و يقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، و أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك، و لا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا، و لا يفترقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة. و سألته عن مخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخزن لسانه إلا عما كان يعنيه، و يؤلفهم و لا ينفرهم، و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه، و يتفقد أصحابه، و يسأل الناس عن الناس، و يحسن الحسن و يقويه، و يقبح القبيح و يوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا و يميلوا، و لا يقصر عن الحق و لا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين، و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة. قال (عليه السلام) فسألته عن مجلسه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: كان لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر، لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك، و يعطي كل جلسائه نصيبه، و لا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابرة حتى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا، و كانوا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم و حياء و صدق و أمانة، و لا ترفع فيه الأصوات، و لا يؤبن فيه الحرم، و لا تثنى فلتاته، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون الكبير، و يرحمون الصغير، و يؤثرون ذا الحاجة، و يحفظون الغريب. فقلت: كيف كانت سيرته (صلى الله عليه وآله وسلم) في جلسائه؟ فقال (عليه السلام): كان (صلى الله عليه وآله وسلم) دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ و لا غليظ و لا صخاب و لا فحاش و لا عياب، و لا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه و لا يخيب منه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء و الإكثار و ما لا يعنيه، و ترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا و لا يعيره، و لا يطلب عثراته و لا عورته، و لا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، و لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون منه، و يتعجب مما يتعجبون منه، و يصبر للغريب على الجفوة في مسألته و منطقه حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم، و يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، و لا يقبل الثناء إلا من مكافىء، و لا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عن سكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (عليه السلام) كان سكوته (صلى الله عليه وآله وسلم) على أربع: على الحلم و الحذر و التقدير و التفكير: فأما التقدير ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس، و أما تفكره ففيما يبقى و يفنى، و جمع له الحلم و الصبر فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزه، و جمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدي به، و تركه القبيح لينتهي عنه، و اجتهاده الرأي في صلاح أمته، و القيام فيما جمع له خير الدنيا و الآخرة:. أقول: و رواه في مكارم الأخلاق نقلا من كتاب محمد بن إسحاق بن إبراهيم الطالقاني بروايته عن ثقاته عن الحسن و الحسين (عليهما السلام) قال في البحار: و الرواية من الأخبار المشهورة روته العامة في أكثر كتبهم، انتهى.



و قد روي في معناها أو معنى بعض أجزائها روايات كثيرة عن الصحابة.

قوله: "المربوع" الذي بين الطويل و القصير، و المشذب الطويل الذي لا كثير لحم على بدنه، و رجل الشعر من باب علم فهو رجل بالفتح و السكون أي كان بين السبط و الجعد، و العقيقة الخصلة السبطة من الشعر، و أزهر اللون أي لونه مشرق صاف، و الأزج من الحاجب ما رق و طال، و السوابغ من الحاجب هي الواسعة، و القرن بفتحتين اقتران ما بينها، و الشمم ارتفاع قصبة الأنف مع حسن و استواء، و كث اللحية المجتمع شعرها إذا كثف من غير طول، و سهل الخد مستوية من غير لحم كثير، و ضليع الفم أي وسيعه و يعد في الرجال من المحاسن، و المفلج من الفلجة بفتحتين إذا تباعد ما بين قدميه أو يديه أو أسنانه، و الأشنب أبيض الأسنان.

و المشربة الشعر وسط الصدر إلى البطن، و الدمية بالضم الغزال، و المنكب مجتمع رأس الكتف و العضد، و الكراديس جمع كردوس و هو العظمان إذا التقيا في مفصل، و أنور المتجرد كان المتجرد اسم فاعل من التجرد و هو التعري من لباس و نحوه، و المراد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان جميل الظاهر حسن الخلقة في بدنه إذا تجرد عن اللباس.

و اللبة بالضم فالتشديد موضع القلادة من الصدر و السرة معروفة، و الزند موصل الذراع من الكف، و رحب الراحة أي وسيعها، و الشثن بفتحتين الغلظ في القدمين و الكفين، و سبط القصب أي سهل العظام مسترسلها من غير نتو، أخمص القدم، الموضع الذي لا يصل الأرض منها، و الخمصان ضامر البطن فخمصان الأخمصين أي كونهما ذا نتو و ارتفاع بالغ من الأرض، و الفسحة هي الوسعة، و القلع بفتحتين القوة في المشي.

و التكفؤ في المشي الميد و التمايل فيه، و ذريع المشية أي السريع فيها، و الصبب ما انحدر من الطريق أو الأرض، و خافض الطرف تفسيره ما بعده من قوله: "نظره إلى الأرض" "إلخ".

و الأشداق جمع شدق - بالكسر فالسكون - و هو زاوية الفم من باطن الخدين، و افتتاح الكلام و اختتامه بالأشداق كناية عن الفصاحة، يقال: تشدق أي لوى شدقه للتفصح، و الدمث من الدماثة و تفسيره ما بعده و هو قوله: "ليس بالجافي و لا بالمهين" و الذواق بالفتح ما يذاق من طعام، و انشاح من النشوح أي أعرض، و يفتر عن مثل حب الغمام افتر الرجل افترارا أي ضحك ضحكا حسنا، و حب الغمام البرد، و المراد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يضحك ضحكا حسنا يبدو به أسنانه.

و قوله: "فيرد ذلك بالخاصة على العامة" "إلخ"، المراد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) و إن كان في جزئه الذي لنفسه خلا بنفسه عن الناس لكنه لا ينقطع عنهم بالكلية بل يرتبط بواسطة خاصته بالناس فيجيبهم في مسائلهم و يقضي حوائجهم، و لا يدخر عنهم من جزء نفسه شيئا، و الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم القوم أو القافلة يطلب لهم مرعى أو منزلا و نحو ذلك.

و قوله: "لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها" المراد بها المجالس أي لا يعين لنفسه مجلسا خاصا بين الجلساء حذرا من التصدر و التقدم فقوله: "و إذا انتهى" "إلخ"، كالمفسر له، و لا تؤبن فيه الحرم أي لا تعاب عنده حرمات الناس، و الأبنة بالضم العيب، و الحرم بالضم فالفتح جمع حرمة.

و قوله: "و لا تثنى فلتاته" من التثنية بمعنى التكرار، و الفلتات جمع فلتة و هي العثرة أي إذا وقعت فيه فلتة من أحد جلسائه بينها لهم فراقبوا للتحذر من الوقوع فيها ثانيا، و البشر بالكسر فالسكون بشاشة الوجه، و الصخاب الشديد الصياح.

و قوله: "حديثهم عنده حديث أوليتهم" الأولية جمع ولي، و كان المراد به التالي التابع و المعنى أنهم كانوا يتكلمون واحدا بعد آخر بالتناوب من غير أن يداخل أحدهم كلام الآخر أو يتوسطه أو يشاغبوا فيه، و قوله: "حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم" أي يريدون جلبهم عنه و تخليصه منهم.

و قوله: "و لا يقبل الثناء إلا من مكافىء" أي في مقابل نعمة أنعمها على أحدهم و هو الشكر الممدوح من كافأه بمعنى جازاه، أو من المكافاة بمعنى المساواة أي ممن يثني بما يستحقه من الثناء على ما أنعم به من غير إطراء و إغراق، و قوله: "و لا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز" أي يتعدى عن الحق فيقطعه حينئذ بنهي أو قيام، و الاستفزاز الاستخفاف و الإزعاج.

2 - و في الإحياء،:: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) أفصح الناس منطقا و أحلاهم إلى أن قال و كان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول و لا تقصير كأنه يتبع بعضه بعضا، بين كلامه توقف يحفظه سامعه و يعيه، كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة.

3 - و في التهذيب، بإسناده عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها.

4 - و في مكارم الأخلاق، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.

5 - و في الكافي، بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يذكر أنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ملك فقال: إن الله يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا. قال: فنظر إلى جبرئيل و أومأ بيده أن تواضع فقال: عبدا رسولا متواضعا، فقال الرسول: مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا، قال: و معه مفاتيح خزائن الأرض.

6 - و في نهج البلاغة، قال (عليه السلام): فتأس بنبيك الأطهر الأطيب إلى أن قال قضم الدنيا، قضما و لم يعرها طرفا، أهضم أهل الدنيا كشحا، و أخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا عرضا فأبى أن يقبلها، و علم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، و صغر شيئا فصغره، و لو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله و تعظيمنا لما صغر الله لكفى به شقاقا لله و محادة عن أمر الله، و لقد كان رسول الله يأكل على الأرض و يجلس جلسة العبد، و يخصف بيده نعله، و يركب الحمار العاري و يردف خلفه، و يكون الستر على باب بيته فيكون عليه التصاوير فيقول: يا فلانة لإحدى أزواجه غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا و زخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، و أمات ذكرها عن نفسه، و أحب أن يغيب زينتها عن عينه لكيلا يتخذ منها رياشا، و لا يعتقدها قرارا، و لا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس، و أشخصها عن القلب، و غيبها عن البصر، و كذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه و أن يذكر عنده.

7 - و في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن علي عن أبيه علي (عليه السلام) في خبر طويل: و كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز و جل من غير جرم، الحديث.

8 - و في المناقب،: و كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي حتى يغشى عليه فقيل له: أ ليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال: أ فلا أكون عبدا شكورا؟ و كذلك كان غشيات علي بن أبي طالب وصيه في مقاماته.



أقول: بناء سؤال السائل على تقدير كون الغرض من العبادة هو الأمن من العذاب و قد ورد: أنه عبادة العبيد، و بناء جوابه (صلى الله عليه وآله وسلم) على كون الداعي هو الشكر لله سبحانه، و هو عبادة الكرام، و هو قسم آخر من أقسام العبادة، و قد ورد في المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام): أن من العبادة ما تكون خوفا من العقاب و هو عبادة العبيد، و منها ما تكون طمعا في الثواب و هو عبادة التجار، و منها ما تكون شكرا لله سبحانه، و في بعض الروايات حبا لله تعالى، و في بعضها لأنه أهل له.

و قد استقصينا البحث في معنى الروايات في تفسير قوله تعالى: "و سيجزي الله الشاكرين": "آل عمران: 144" في الجزء الرابع من الكتاب، و بينا هناك أن الشكر لله في عبادته هو الإخلاص له، و أن الشاكرين هم المخلصون بفتح اللام من عباد الله المعنيون بمثل قوله تعالى: "سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين": "الصافات: 106".

9 - و في إرشاد الديلمي،: أن إبراهيم (عليه السلام) كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز الوجل من خوف الله تعالى، و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك.

10 - و في تفسير أبي الفتوح، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قوله تعالى: "اذكروا الله ذكرا كثيرا" اشتغل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذكر الله حتى قال الكفار: إنه جن.

11 - و في الكافي، بإسناده عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة، قلت: أ كان يقول: أستغفر الله و أتوب إليه؟ قال: لا و لكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوب و لا يعود، و نحن نتوب و نعود، قال: الله المستعان.

12 - و في مكارم الأخلاق، نقلا من كتاب النبوة عن علي (عليه السلام): أنه كان إذا وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: قال: كان أجود الناس كفا، و أجرأ الناس صدرا، و أصدق الناس لهجة، و أوفاهم ذمة، و ألينهم عريكة، و أكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، و من خالطه معرفة أحبه، لم أر قبله و لا بعده مثله، (صلى الله عليه وآله وسلم).

13 - و في الكافي، بإسناده عن عمر بن علي عن أبيه (عليه السلام) قال: كانت من أيمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا و أستغفر الله.

14 - و في إحياء العلوم،: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته الكريمة.

15 - و فيه،: و كان (صلى الله عليه وآله وسلم) أسخى الناس لا يثبت عنده دينار و لا درهم، و إن فضل شيء و لم يجد من يعطيه و فجأ الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر و الشعير، و يضع سائر ذلك في سبيل الله. لا يسأل شيئا إلا أعطاه ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى إنه
<<        الفهرس        >>