جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه نهاية التقرير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 30)

حديث المؤلِّف حول كتاب نهاية التقرير:

في عام 1369، كان لي من العمر تسع عشرة سنة، وفّقني الله تعالى لحضور بحث استاذنا البروجردي، وبكلّ شوق ونشاط وبسبب قوّة ذاكرتي كنت أدوّن حين الدرس عناوين البحث ورواياته فقط لأكمل كتابته ليلاً، هذه كانت طريقتي في كتابة تقريرات سيدنا الاستاذ.
كان يتمتع سيّدنا الاستاذ بدقّة في التعبير وعمق في المنهج، إلاّ أن وروده في البحث وخروجه منه لم يكن يخلو من غموض، ولهذا كانت كتابة هذه الدروس لا تخلو من صعوبة.
كما كان سماحة السيّد في دروسه كالقاضي الذي يحمل معه ملفّاً خاصّاً لكل قضية، ففي كلّ مسألة من مسائل الفقه يحتفظ بملفّ خاص لها في صدره، والملف يحتوي على روايات المسألة وأقوال الفقهاء من العامة والخاصة فيها وآرائهم المختلفة حولها وحول الرواية الواحدة ، وبالتالي يوضّح المسألة المذكورة بشكل جليّ لينتهي أخيراً إلى رأيه بشأنها.
وفي يوم من الأيّام حضر سماحة سيدنا الاستاذ مجلس تعزية لأهل البيت(عليهم السلام)عقد في بيتنا، وبعد انتهاء المجلس وتفرّق الناس حيث لم يبقَ في البيت غيرنا، قال والدي لسماحة الاستاذ: هل تعلمون أنّ ابني يكتب بحوثكم التي تتفضّلون بإلقائها في دروسكم وهو ممّن وفّق لحضورها؟
فأجاب سيدنا الاستاذ: لا.
فقال لي والدي: هات كتاباتك، وقدّمها إلى سماحة السيد.
فجئت بها ووضعتها بين يديه.
فقضى نصف ساعة في قراءتها، ثمّ أورد إشكالاً على نقل كتاب الوسائل لرواية ، ثم التفت لي وراح يشجّعني على مواصلة ما قمت به ، ومن ثَمَّ لم أتأخَّر عن كتابة دروس سيدنا في يوم إلقائها. وإذا لم اُوفق لكتابتها في يومها كتبتها
(الصفحة 31)

في  الليلة التالية، وكنت اُقدّم لسماحته كلّ ما أكتبه فيقرأه ويرشدني إلى مواضع الخلل فيه.
وقد كتبت بحث اللباس المشكوك وهو من البحوث المهمة في كتاب الصلاة، وقد تناوله الاستاذ بجميع جوانبه الفقهية والاُصولية، كتبته بشكل كامل في كراسة مستقلّة وقدّمته إلى سماحته، وبعد انتهائه من مطالعته أخذ يبعث في نفسي العزيمة ويشجّعني على مواصلة الكتابة، وقد أعطاني في وقتها خمسمائة تومان وهو مبلغ كثير في ذلك الزمان.
ولما انتهيت من إكمال المجلّد الأوّل قدّمته له وقرأه ثمّ أمر بطبعه. وهكذا فعل مع المجلّد الثاني حينما أتممته ، فقد بقي عنده اسبوعاً كاملاً، وبعد أن أتمّ قراءة ثلثيه. قال: لم أجد فيه غلطاً ولا إشكالاً .
فقلت: أتجيزني لأطبعه؟
قال: اذهب واطبعه وعليَّ ثمنه.
هذا الكتاب يتناول مباحث الصلاة وهي ثمرة إحدى عشرة سنة من تدريس السيد الاستاذ. وفي اُخريات عمره الشريف درّس بعض كتاب القضاء.
وقد كان لاستاذنا اهتمام خاص به. وأذكر أنه قال في مجلس ضمّ اثنين أو ثلاثة أشخاص، وقد جرى الحديث حول هذا الكتاب: نحن نذهب من الدنيا ولا يبقى لنا إلاّ هذه الكتب التي اُلّفت باسمنا، وهي التي تحفظ ذكرنا.
كانت وسائل الطبع في ذلك الزمان رديئة، وليست هي كالتي في وقتنا من الجدة والتوفّر; لهذا فقد كتبت كتابي هذا ثلاث مرّات; مرّة مسودة، ومرّة مبيضة، وثالثة كتبت كلّ صفحة على وجه واحد من الورقة، وقدّمته إلى الطباعة. وهذا العمل كان من الصعوبة بمكان، ومع أنّه أتعبني كثيراً، ولكنه عمل كنت فرحاً به لما كان يعكس من عطاء سيّدنا الاُستاذ(قدس سره)، وقد تمّ بعونه تعالى وتوفيقه.
وأنا أشكر اللجنة العلمية في مركز فقه الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) التي هيّأت هذا
(الصفحة 32)

الكتاب بطباعة جديدة، فهي خدمة جليلة لفقه أهل البيت(عليهم السلام) أسأل الله تعالى أن يبارك لهم في مجهودهم وأن يمنّ عليهم بالتوفيق والسداد.
* * *

كلمة أخيرة

قد تمّ هذا المشروع المبارك بجهود جماعة من الفضلاء في مركز فقه الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) :
1) حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين الواثقي ـ إشراف مباشر .
2) حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ إبراهيم أميري القزويني ـ تخريج مصادر الكتاب.
3) حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد علي المقدادي ـ تنسيق بحوث الكتاب.
4) حجّة الإسلام الشيخ عباد الله سرشار الطهراني الميانجي ـ المقابلة والمراجعة.
5) الاُستاذ محسن الأسدي ـ كتابة هذه المقدّمة.
ولابدّ لنا أخيراً من تقديم شكرنا لحجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني نجل آية الله العظمى الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني على جهوده التي واكبت مشروع اخراج هذا الكتاب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

مركز فقه الأئمة الأطهار (عليهم السلام)

قم المقدّسة

(الصفحة 33)

مقدّمة المؤلّف


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح لعباده دلائل معرفته ، وأنهج سبيل هدايته ، وأبان عن طريق توحيده وحكمته ، وبعث إليهم أنبياء ، وجعلهم سفراء بينه وبينهم ، يدعونهم إلى طاعته ، ويحذّرونهم من معصيته ، وصلّى الله على خاتم أنبيائه ، وسيّد أصفيائه محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين الهداة المهدييّن ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين .
وبعد ، فيقول العبد المحتاج إلى رحمة ربّه الغني ، محمّد الموحدي اللنكراني : إنّ العلم من أعظم الكمالات النفسانيّة ، وأشرف الفضائل المعنوية ، وأهمّ ما يجب للإنسان تحصيله ، وألذّ ما يتلذّذ الإنسان به ، فإنّه نور وضياء ، ولمعان وصفاء . وعلم الفقه من بين العلوم مع تشعّب فنونها ، وتشتّت شعبها قد اختصّ بمزيّة زائدة ، وشرافة فاضلة ، لانتهائه إلى الله سبحانه ، وتكفّله نظام المعاش والمعاد ، وحفظه سعادة الدارين للعباد .
(الصفحة 34)

والفقهاء هم عمد الدين ، ونقلة شرع رسول ربّ العالمين ، وحفظة فتاوى الأئمّة المهدييّن صلوات الله عليهم أجمعين ، وهم ورثة الأنبياء(1) ، ومدادهم يفضل على دماء الشهداء(2) ، والنظر عليهم عبادة(3) ، والمجالسة لهم سعادة ، ويجب على كلّ أحد تتبّع مسالكهم ، واقتفاء آثارهم ، والاقتداء بهم ، لأنّهم بذلوا في تحقيق مباحث الفقه جهدهم ، وأكثروا في تنقيح مسائله كدهم ، فكم فتحوا فيه مقفلا ، وكم شرحوا منه مجملا ، وكم صنّفوا فيه من كتاب يهدي في ظلم الجهالة إلى الصواب .
وقد انتهى الأمر في هذا العصر إلى شمس فلك الفقاهة والاجتهاد ، وقطب رحى النظر والانتقاد ، جامع المعقول والمنقول ، وحاوي الفروع والاُصول ، الحجّة الكبرى ، والآية العظمى ، من قد ألقت إليه الرياسة الدينيّة ، والزعامة الروحانيّة ، أزمتها في القرن الحاضر ، الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي متّع الله الإسلام والمسلمين بشريف وجوده ; وقد بذل ـ مد ظلّه ـ جهده في تحقيق مباحث هذا الفنّ ، وأكثر كدّه في تنقيح مسائله ، بحيث لم يبق فيه مقفلا إلاّ وقد فتحه ببنان أفكاره ، ولم ير فيه مجملا إلاّ وقد شرحه ببيان آثاره ، وقد أحيا من قدماء الأصحاب ما بقي منهم من الأثر وجدّد من كتبهم الفقهيّة ما دثر ، وقد منّ الله عليّ بأن أهلني للاستضاءَةِ بنور علمه ، والاستفادة من بياناته الشافية ، وتحقيقاته الكافية ، فنحمد الله تعالى عليه ، ونشكره على أعظم نعمه .
وهذا الذي بين يديك هو ما استفدته من بحثه الشريف ، وتلقّيته من دروسه العالية حسبما أدّى إليه فهمي القاصر ، ونظري الفاتر ، وسمّيته «نهاية التقرير» وقد
  • (1) الكافي 1 : 32 ح2 ، الوسائل 27 : 78 ، أبواب صفات القاضي ب8 ح2 .
  • (2) بحار الأنوار 2 : 14 ح26 وص 16 ح35 .
  • (3) بحار الأنوار 71 : 73 ح59 وص 279 ح1 ; و ج38 : 196 ح3 .