جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه العروة الوثقي
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 210)

كتب أصحابنا ، بل في روايات مخالفينا أيضاً عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) الأمر بها والحثّ عليها .
وعن الباقر والصادق (عليهما السلام) : «كنّا نتعلّم الاستخارة كما نتعلّم السورة من القرآن» . وعن الباقر (عليه السلام) : «أنّ عليّ بن الحسين (عليهما السلام) كان يعمل به إذا همّ بأمر حجّ أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق» . بل في كثير من رواياتنا النهي عن العمل بغير استخارة ، وأنّه من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لم يؤجر . وفي كثير منها : «ما استخار الله عبد مؤمن إلاّ خار له ، وإن وقع ما يكره» ، وفي بعضها : «إلاّ رماه الله بخيرة الأمرين» ، وفي بعضها : «استخر الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ انظر أحزم الأمرين لك فافعله ، فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله تعالى» ، وفي بعضها : «ثمّ انظر أيّ شيء يقع في قلبك فاعمل به» ، وليكن ذلك بعنوان المشورة من ربّه ، وطلب الخير من عنده ، وبناء منه أنّ خيره فيما يختاره الله له من أمره .
ويستفاد من بعض الروايات أن يكون قبل مشورته ; ليكون بدء مشورته منه سبحانه، وأن يقرنه بطلب العافية، فعن الصادق (عليه السلام) : «ولتكن استخارتك في عافية، فإنّه ربّما خير للرجل في قطع يده وموت ولده وذهاب ماله» ، وأخصر صورة فيها أن يقول : «أستخير الله برحمته» ، أو «أستخير الله برحمته خيرة في عافية» ، ثلاثاً أو سبعاً أو عشراً أو خمسين أو سبعين أو مائة مرّة ومرّة ، والكلّ مرويّ ، وفي بعضها في الاُمور العظام مائة، وفي الاُمور اليسيرة بما دونه ، والمأثور من أدعيته كثيرة جدّاً.
والأحسن تقديم تحميد وتمجيد وثناء وصلوات وتوسّل وما يحسن من الدعاء عليها ، وأفضلها بعد ركعتين للاستخارة أو بعد صلوات فريضة أو في ركعات الزوال ، أو في آخر سجدة من صلاة الفجر ، أو في آخر سجدة من صلاة الليل ، أو في سجدة بعد المكتوبة ، أو عند رأس الحسين (عليه السلام) ، أو في مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله)والكلّ مرويّ . ومثلها كلّ مكان شريف قريب من الإجابة ، كالمشاهد المشرّفة ، أو حال أو زمان كذلك ، ومن أراد تفصيل ذلك فليطلبه من مواضعه ، كـ «مفاتيح الغيب»
(الصفحة 211)

للمجلسي (قدس سره) ، و«الوسائل» و«مستدركه» .
وبما ذكر من حقيقة هذا النوع من الاستخارة وأنّها محض الدعاء والتوسّل وطلب الخير وانقلاب أمره إليه ، وبما عرفت من عمل السجاد (عليه السلام) في الحجّ والعمرة ونحوهما يعلم أنّها راجحة للعبادات أيضاً ، خصوصاً عند إرادة الحجّ ، ولايتعيّن فيما يقبل التردّد والحيرة ، ولكن في رواية اُخرى : «ليس في ترك الحجّ خيرة» . ولعلّ المراد بها الخيرة لأصل الحجّ أو للواجب منه .
ثانيها : اختيار الأزمنة المختارة له من الاُسبوع والشهر ، فمن الاُسبوع يختار السبت ، وبعده الثلاثاء والخميس ، والكلّ مرويّ ، وعن الصادق (عليه السلام) : «من كان مسافراً فليسافر يوم السبت ، فلو أنّ حجراً زال عن جبل يوم السبت لردّه الله إلى مكانه» . وعنهم  (عليهم السلام) : «السبت لنا والأحد لبني اُميّة» . وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «اللهمّ بارك لاُمّتي في بكورها يوم سبتها وخميسها» .
ويتجنّب ما أمكنه صبيحة الجمعة قبل صلاتها، والأحد ، فقد روي : «أنّ له حدّاً كحدّ السيف» ، والاثنين فهو لبني اُميّة ، والأربعاء فإنّه لبني العبّاس ، خصوصاً آخر أربعاء من الشهر ، فإنّه يوم نحس مستمرّ ، وفي رواية ترخيص السفر يوم الاثنين مع قراءة سورة «هل أتى» في أوّل ركعة من غداته ، فإنّه يقيه الله به من شرّ يوم الاثنين ، وورد أيضاً اختيار يوم الاثنين وحملت على التقيّة.
وليتجنّب السفر من الشهر والقمر في المحاق ، أو في برج العقرب أو صورته ، فعن الصادق (عليه السلام) : «من سافر أو تزوّج والقمر في العقرب لم ير الحسنى» . وقد عدّ أيّام من كلّ شهر وأيّام من الشهر منحوسة يتوقّى من السفر فيها ، ومن ابتداء كلّ عمل بها ، وحيث لم نظفر بدليل صالح عليه لم يهمّنا التعرّض لها ، وإن كان التجنّب منها ومن كلّ ما يتطيّر بها أولى ، ولم يعلم أيضاً أنّ المراد بها شهور الفرس أو العربيّة ، وقد يوجّه كلّ بوجه غير وجيه ، وعلى كلّ حال فعلاجها لدى الحاجة
(الصفحة 212)

بالتوكّل والمضي ، خلافاً على أهل الطيرة ، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «كفّارة الطيرة التوكّل» . وعن أبي الحسن الثاني (عليه السلام) : «من خرج يوم الأربعاء لايدور خلافاً على أهل الطيرة وقي من كلّ آفة ، وعوفي من كلّ عاهة، وقضى الله حاجته» . وله أن يعالج نحوسة ما نحس من الأيّام بالصدقة ، فعن الصادق (عليه السلام) : «تصدّق واخرج أيّ يوم شئت». وكذا يفعل أيضاً لو عارضه في طريقه ما يتطيّر به الناس ووجد في نفسه من ذلك شيئاً ، وليقل حينئذ : «اعتصمت بك يا ربّ من شرّ ما أجد في نفسي فاعصمني». وليتوكّل على الله وليمض خلافاً لأهل الطيرة .
ويستحبّ اختيار آخر الليل للسير ، ويكره أوّله ، ففي الخبر : «الأرض تطوى من آخر الليل» . وفي آخر : «إيّاك والسير في أوّل الليل، وسر في آخره» .
ثالثها ـ وهو أهمّها ـ : التصدّق بشيء عند افتتاح سفره ، ويستحبّ كونها عند وضع الرجل في الركاب ، خصوصاً إذا صادف المنحوسة أو المتطيّر بها من الأيّام والأحوال ، ففي المستفيضة رفع نحوستها بها ، وليشتري السلامة من الله بما يتيسّر له ، ويستحبّ أن يقول عند التصدّق : «اللهمّ إنّي اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري ، اللهمّ احفظني واحفظ ما معي ، وسلّمني وسلّم ما معي ، وبلّغني وبلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل» .
رابعها : الوصيّة عند الخروج ، لاسيّما بالحقوق الواجبة .
خامسها : توديع العيال ; بأن يجعلهم وديعة عند ربّه ويجعله خليفةً عليهم ، وذلك بعد ركعتين أو أربع يركعها عند إرادة الخروج، ويقول : «اللهمّ إنّي أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذرّيتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي» . فعن الصادق (عليه السلام) : «ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل منها ، ولم يدع بذلك الدعاء إلاّ أعطاه ـ عزّ وجلّ ـ ما سأل» .
سادسها : إعلام إخوانه بسفره ، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «حقّ على المسلم إذا أراد
(الصفحة 213)

سفراً أن يعلم إخوانه ، وحقّ على إخوانه إذا قدم أن يأتوه» .
سابعها : العمل بالمأثورات ; من قراءة السور والآيات والأدعية عند باب داره ، وذكر الله والتسمية والتحميد وشكره عند الركوب ، والاستواء على الظهر ، والإشراف والنزول ، وكلّ انتقال وتبدّل حال ، فعن الصادق (عليه السلام) : «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره إذا هبط سبّح ، وإذا صعد كبّر». وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «من ركب وسمّى ردفه ملك يحفظه ، ومن ركب ولم يسمّ ردفه شيطان يمنّيه حتّى ينزل» .
ومنها : قراءة «القدر» للسلامة حين يسافر ، أو يخرج من منزله ، أو يركب دابّته ، و«آية الكرسيّ» و«السخرة» و«المعوّذتين» و«التوحيد» و«الفاتحة» والتسمية وذكر الله في كلّ حال من الأحوال .
ومنها : ما عن أبي الحسن (عليه السلام) «أنّه يقوم على باب داره تلقاء ما يتوجّه له ، ويقرأ «الحمد» و«المعوّذتين» و«التوحيد» و«آية الكرسي» أمامه، وعن يمينه وعن شماله ، ويقول : «اللهمّ احفظني واحفظ ما معي، وبلّغني وبلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل» يحفظ ويبلغ ويسلم هو وما معه .
ومنها : ما عن الرضا (عليه السلام) : «إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : بسم الله وبالله توكّلت على الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، تضرب به الملائكة وجوه الشياطين ، وتقول : ما سبيلكم عليه وقد سمّى الله وآمن به وتوكّل عليه» .
ومنها : كان الصادق (عليه السلام) إذا وضع رجله في الركاب يقول : {سُبْحانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 43 / 13] ، ويسبّح الله سبعاً ، ويحمد الله سبعاً، ويهلّل الله سبعاً». وعن زين العابدين (عليه السلام): «أنّه لو حجّ رجل ماشياً وقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر ما وجد ألم المشي» . وقال : «ما قرأه أحد حين يركب دابّته إلاّ نزل منهاسالماًمغفوراًله، ولقارئهاأثقل على الدوابّ من الحديد». وعن أبي جعفر (عليه السلام): «لوكان شيء يسبق القدر لقلت: قارئ إنّا أنزلناه في ليلة القدر حين يسافر أو يخرج
(الصفحة 214)

من منزله سيرجع» . والمتكفّل لبقيّة المأثور منها ـ على كثرتها ـ الكتب المعدّة لها .
وفي وصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «يا عليّ إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها : اللهمّ إنّي أسألك خيرها ، وأعوذ بك من شرّها ، اللهمّ حبّبنا إلى أهلها ، وحبّب صالحي أهلها إلينا» . وعنه (صلى الله عليه وآله) : «يا عليّ إذا نزلت منزلاً فقل : اللهمّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين; ترزق خيره ويدفع عنك شرّه». وينبغي له زيادة الاعتماد والانقطاع إلى الله سبحانه ، وقراءة ما يتعلّق بالحفظ من الآيات والدعوات، وقراءة ما يناسب ذلك كقوله تعالى : {كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 26 / 62] . وقوله تعالى : {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 9 / 40] . ودعاء التوجّه ، وكلمات الفرج ونحو ذلك ، وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «يسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ويقرأ آية الكرسي عندما يأخذ مضجعه في السفر ، يكون محفوظاً من كلّ شيء حتّى يصبح» .
ثامنها : التحنّك بإدارة طرف العمامة تحت حنكه ، ففي المستفيضة عن الصادق والكاظم (عليهما السلام) : «الضمان لمن خرج من بيته معتمّاً تحت حنكه أن يرجع إليه سالماً ، وأن لايصيبه السرق ولا الغرق ولا الحرق» .
تاسعها : استصحاب عصاً من اللوز المرّ ، فعنه (عليه السلام) : «من أراد أن تطوى له الأرض فليتّخذ النقد من العصا» ، والنقد : عصا لوز مرّ ، وفيه نفي للفقر ، وأمان من الوحشة والضواري وذوات الحمّة . وليصحب شيئاً من طين الحسين (عليه السلام) ليكون له شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف ، ويستصحب خاتماً من عقيق أصفر مكتوب على أحد جانبيه : «ما شاء الله ، لا قوّة إلاّ بالله ، أستغفر الله» . وعلى الجانب الآخر : «محمّد وعليّ». وخاتماً من فيروزج مكتوب على أحد جانبيه : «الله الملك» وعلى الجانب الآخر : «الملك لله الواحد القهّار» .
عاشرها : اتّخاذ الرفقة في السفر ، ففي المستفيضة الأمر بها والنهي الأكيد