جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه العروة الوثقي
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 213)

سفراً أن يعلم إخوانه ، وحقّ على إخوانه إذا قدم أن يأتوه» .
سابعها : العمل بالمأثورات ; من قراءة السور والآيات والأدعية عند باب داره ، وذكر الله والتسمية والتحميد وشكره عند الركوب ، والاستواء على الظهر ، والإشراف والنزول ، وكلّ انتقال وتبدّل حال ، فعن الصادق (عليه السلام) : «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره إذا هبط سبّح ، وإذا صعد كبّر». وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «من ركب وسمّى ردفه ملك يحفظه ، ومن ركب ولم يسمّ ردفه شيطان يمنّيه حتّى ينزل» .
ومنها : قراءة «القدر» للسلامة حين يسافر ، أو يخرج من منزله ، أو يركب دابّته ، و«آية الكرسيّ» و«السخرة» و«المعوّذتين» و«التوحيد» و«الفاتحة» والتسمية وذكر الله في كلّ حال من الأحوال .
ومنها : ما عن أبي الحسن (عليه السلام) «أنّه يقوم على باب داره تلقاء ما يتوجّه له ، ويقرأ «الحمد» و«المعوّذتين» و«التوحيد» و«آية الكرسي» أمامه، وعن يمينه وعن شماله ، ويقول : «اللهمّ احفظني واحفظ ما معي، وبلّغني وبلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل» يحفظ ويبلغ ويسلم هو وما معه .
ومنها : ما عن الرضا (عليه السلام) : «إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : بسم الله وبالله توكّلت على الله ، ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، تضرب به الملائكة وجوه الشياطين ، وتقول : ما سبيلكم عليه وقد سمّى الله وآمن به وتوكّل عليه» .
ومنها : كان الصادق (عليه السلام) إذا وضع رجله في الركاب يقول : {سُبْحانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 43 / 13] ، ويسبّح الله سبعاً ، ويحمد الله سبعاً، ويهلّل الله سبعاً». وعن زين العابدين (عليه السلام): «أنّه لو حجّ رجل ماشياً وقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر ما وجد ألم المشي» . وقال : «ما قرأه أحد حين يركب دابّته إلاّ نزل منهاسالماًمغفوراًله، ولقارئهاأثقل على الدوابّ من الحديد». وعن أبي جعفر (عليه السلام): «لوكان شيء يسبق القدر لقلت: قارئ إنّا أنزلناه في ليلة القدر حين يسافر أو يخرج
(الصفحة 214)

من منزله سيرجع» . والمتكفّل لبقيّة المأثور منها ـ على كثرتها ـ الكتب المعدّة لها .
وفي وصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «يا عليّ إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها : اللهمّ إنّي أسألك خيرها ، وأعوذ بك من شرّها ، اللهمّ حبّبنا إلى أهلها ، وحبّب صالحي أهلها إلينا» . وعنه (صلى الله عليه وآله) : «يا عليّ إذا نزلت منزلاً فقل : اللهمّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين; ترزق خيره ويدفع عنك شرّه». وينبغي له زيادة الاعتماد والانقطاع إلى الله سبحانه ، وقراءة ما يتعلّق بالحفظ من الآيات والدعوات، وقراءة ما يناسب ذلك كقوله تعالى : {كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 26 / 62] . وقوله تعالى : {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 9 / 40] . ودعاء التوجّه ، وكلمات الفرج ونحو ذلك ، وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «يسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ويقرأ آية الكرسي عندما يأخذ مضجعه في السفر ، يكون محفوظاً من كلّ شيء حتّى يصبح» .
ثامنها : التحنّك بإدارة طرف العمامة تحت حنكه ، ففي المستفيضة عن الصادق والكاظم (عليهما السلام) : «الضمان لمن خرج من بيته معتمّاً تحت حنكه أن يرجع إليه سالماً ، وأن لايصيبه السرق ولا الغرق ولا الحرق» .
تاسعها : استصحاب عصاً من اللوز المرّ ، فعنه (عليه السلام) : «من أراد أن تطوى له الأرض فليتّخذ النقد من العصا» ، والنقد : عصا لوز مرّ ، وفيه نفي للفقر ، وأمان من الوحشة والضواري وذوات الحمّة . وليصحب شيئاً من طين الحسين (عليه السلام) ليكون له شفاء من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف ، ويستصحب خاتماً من عقيق أصفر مكتوب على أحد جانبيه : «ما شاء الله ، لا قوّة إلاّ بالله ، أستغفر الله» . وعلى الجانب الآخر : «محمّد وعليّ». وخاتماً من فيروزج مكتوب على أحد جانبيه : «الله الملك» وعلى الجانب الآخر : «الملك لله الواحد القهّار» .
عاشرها : اتّخاذ الرفقة في السفر ، ففي المستفيضة الأمر بها والنهي الأكيد
(الصفحة 215)

عن الوحدة ، ففي وصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) : «لاتخرج في سفر وحدك ، فإنّ الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد» . و«لعن ثلاثة : الآكل زاده وحده ، والنائم في بيت وحده ، والراكب في الفلاة وحده» . وقال : «شرّ الناس من سافر وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده» ، و«أحبّ الصحابة إلى الله تعالى أربعة ، وما زاد على سبعة إلاّ كثر لَغَطُهُم» أي تشاجرهم ، ومن اضطرّ إلى السفر وحده فليقل : «ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، اللهمّ آنس وحشتي ، وأعنّي على وحدتي ، وأدّ غيبتي» . وينبغي أن يرافق مثله في الإنفاق ، ويكره مصاحبته دونه أو فوقه في ذلك ، وأن يصحب من يتزيّن به ، ولايصحب من يكون زينته له ، ويستحبّ معاونة أصحابه وخدمتهم ، وعدم الاختلاف معهم ، وترك التقدّم على رفيقه في  الطريق .
الحادي عشر : استصحاب السفرة والتنوّق فيها ، وتطييب الزاد والتوسعة فيه ، لاسيّما في سفر الحجّ ، وعن الصادق (عليه السلام) : «إنّ من المروءة في السفر كثرة الزاد وطيبه ، وبذله لمن كان معك». نعم، يكره التنوّق في سفر زيارة الحسين (عليه السلام)، بل يقتصر فيه على الخبز واللبن لمن قرب من مشهده ، كأهل العراق لا مطلقاً في الأظهر ، فعن الصادق (عليه السلام) : «بلغني أنّ قوماً إذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السفرة فيها الجداء والأخبصة وأشباهه ، لو زاروا قبور آبائهم ما حملوا معهم هذا» ، وفي آخر : «تالله إنّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه أنتم بالسفر ، كلاّ حتّى تأتونه شعثاً غبراً» .
الثاني عشر : حسن التخلّق مع صحبه ورفقته ، فعن الباقر (عليه السلام) : «ما يعبأ بمن يؤمّ هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال : خلق يخالق به من صحبه ، أو حلم يملك به غضبه ، أو ورع يحجزه عن معاصي الله» . وفي المستفيضة : «المروءة في السفر ببذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمزاح في غير المعاصي» . وفي بعضها : «قلّة
(الصفحة 216)

الخلاف على من صحبك ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم» . وعن الصادق (عليه السلام) : «ليس من المروءة أن يحدّث الرجل بما يتّفق في السفر من خير أو شرّ» . وعنه (عليه السلام) : «وطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك ، وكفّ لسانك ، واكظم غيظك ، وأقلّ لغوك ، وتفرش عفوك ، وتسخو نفسك» .
الثالث عشر : استصحاب جميع ما يحتاج إليه من السلاح والآلات والأدوية ، كما في ذيل ما يأتي من وصايا لقمان لابنه، وليعمل بجميع ما في تلك الوصيّة .
الرابع عشر : إقامة رفقاء المريض لأجله ثلاثاً ، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «إذا كنتم في سفر ومرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيّام» . وعن الصادق (عليه السلام) : «حقّ المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثاً» .
الخامس عشر : رعاية حقوق دابّته ، فعن الصادق (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «للدابّة على صاحبها خصال : يبدأ بعلفها إذا نزل ، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به ، ولايضرب وجهها فإنّها تسبّح بحمد ربّها ، ولايقف على ظهرها إلاّ في سبيل الله ، ولايحملها فوق طاقتها ، ولايكلّفها من المشي إلاّ ما تطيق» . وفي آخر : «ولا تتورّكوا على الدوابّ ، ولا تتّخذوا ظهورها مجالس» . وفي آخر : «ولايضربها على النفار ، ويضربها على العثار ، فإنّها ترى ما لاترون» .
ويكره التعرّس على ظهر الطريق ، والنزول في بطون الأودية ، والإسراع في السير ، وجعل المنزلين منزلاً إلاّ في أرض جدبة ، وأن يطرق أهله ليلاً حتّى يعلمهم ، ويستحبّ إسراع عوده إليهم ، وأن يستصحب هديّة لهم إذا رجع إليهم ، وعن الصادق (عليه السلام) : «إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسّر ولو بحجر . . .» الخبر .
ويكره ركوب البحر في هيجانه ، وعن أبي جعفر (عليه السلام) : «إذا اضطرب بك البحر
(الصفحة 217)

فاتّكئ على جانبك الأيمن وقل : بسم الله اسكن بسكينة الله ، وقرّ بقرار الله، واهدأ بإذن الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله». ولينادي إذا ضلّ في طريق البرّ : «يا صالح أو يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق رحمكم الله» . وفي طريق البحر : «يا حمزة». وإذا بات في أرض قفر فليقل : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ ـ إلى قوله : ـ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}» [الأعراف: 7 / 54] .
وينبغي للماشي أن ينسل في مشيه ; أي يسرع ، فعن الصادق (عليه السلام) : «سيروا وانسلوا فإنّه أخفّ عنكم» . وجاءت المشاة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)فشكوا إليه الإعياء ، فقال : «عليكم بالنَسَلان» ففعلوا فذهب عنهم الإعياء . وأن يقرأ سورة «القدر» لئلاّ يجد ألم المشي كما مرّ عن السجّاد (عليه السلام) ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خناء» . وفي نسخة : «جفاء» وفي اُخرى «حنان». وليختر وقت النزول من بقاع الأرض أحسنها لوناً ، وألينها تربة ، وأكثرها عشباً .
هذه جملة ما على المسافر . وأمّا أهله ورفقته، فيستحبّ لهم تشييع المسافر وتوديعه وإعانته والدعاء له بالسهولة والسلامة ، وقضاء المآرب عند وداعه ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «من أعان مؤمناً مسافراً فرّج الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة ، وأجاره في الدنيا والآخرة من الغمّ والهمّ ، ونفّس كربه العظيم يوم يغصّ الناس بأنفاسهم» ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ودّع المؤمنين قال : «زوّدكم الله التقوى ، ووجّهكم إلى كلّ خير ، وقضى لكم كلّ حاجة، وسلّم لكم دينكم ودنياكم ، وردّكم سالمين إلى سالمين» . وفي آخر : «كان (صلى الله عليه وآله) إذا ودّع مسافراً أخذ بيده ثمّ قال : أحسن الله لك الصحابة ، وأكمل لك المعونة ، وسهّل لك الحزونة ، وقرّب لك البعيد ، وكفاك المهمّ ، وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ، ووجّهك لكلّ خير ، عليك بتقوى الله ، استودع الله نفسك ، سر على بركة الله عزّ وجلّ» .