جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه384)

المؤمنين صلوات اللّه‏ وسلامه عليه في صحيفته، وهو أعلم الناس بعد رسولاللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بذلك، لكنّهم أعرضوا عنه وزعموا استغنائهم بكتاب اللّه‏؛ لأجلاستيلاء الشياطين على اُمورهم وتبعيّتهم لهم.

والشاهد عليه ما أفاده أمير المؤمنين عليه‏السلام في جواب سليم بن قيس منتقسيم الصحابة إلى أربع طوائف، وتفصيل القضيّة: أنّه حكى أبان عن سليم،قال: قلت يا أمير المؤمنين، إنّي سمعت من سلمان والمقداد وأبيذر شيئاً منتفسير القرآن، ومن الرواية عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعتمنهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القران ومن الأحاديثعن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله تخالف الذي سمعته منكم، وأنتم تزعمون أنّ ذلك باطل، أفترىالناس يكذبون على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله متعمّدين ويفسّرون القرآن برأيهم؟ قال:فأقبل عليّ عليه‏السلام فقال لي: «يا سليم، قد سألت فافهم الجواب:إنّ في أيدي الناسحقّا وباطلاً، وصدقا وكذبا، وناسخا منسوخا، وخاصّا وعامّا، ومحكممتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول‏اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على عهده حتّى قامخطيبا فقال: أيّها الناس، قد كثرت عليّ الكذّابة، فمن كذب عليّ معتمّدا فليتبوّءمقعده من النار، ثمّ كذب عليه من بعده حتّى توفّي رحمة اللّه‏ على نبيّ الرحمةوصلّى اللّه‏ عليه وآله، وإنّما يأتيك بالحديث أربعة نفر ليس لهم خامس:

رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالإسلام، لايتأثّم ولا يتحرّج أن يكذبعلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله متعمّدا، فلو علم المسلمون أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولميصدّقوه، ولكنّهم قالوا: هذا صاحب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، رآه وسمع منه، وهو ليكذب ولا يستحلّ الكذب على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وقد أخبر اللّه‏ عن المنافقين بمأخبر ووصفهم بما وصفهم، فقال اللّه‏ عزّ وجلّ «وَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْوَ إِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ»(1)، ثمّ بقوا بعده وتقرّبوا إلى أئمّة الضلال والدعاة


  • (1) المنافقون: 4.
(صفحه 385)

إلى النار، بالزور والكذب والنفاق والبهتان، فولّوهم الأعمال، وحملوهم علىرقاب الناس، وأكلوا بهم من الدنيا، وإنّما الناس مع الملوك في الدنيا إلاّ منعصم اللّه‏، فهذا أوّل الأربعة.

ورجل سمع من رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فلم يحفظه على وجهه، ووهم فيه ولم يتعمّدكذبا، وهو في يده يرويه ويعمل به ويقول: أنا سمعته من رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، فلو علمالمسلمون أنّه وهم لم يقبلوا، ولو علم هو أنّه وهم فيه لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شيئا أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم، أوسمعه نهى عن شيء ثمّ أمر به وهو لا يعلم، حفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ،فلو علم أنّه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون أنّه منسوخ إذ سمعوه لرفضوه.

ورجل رابع لم يكذب على اللّه‏ ولا على رسول اللّه‏؛ بغضا للكذب، وتخوّفا مناللّه‏، وتعظيما لرسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، ولم يوهم، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كمسمعه، ولم يزد فيه ولم ينقص، وحفظ الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخورفض المنسوخ، وأنّ أمر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ونهيه مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وعامّوخاصّ، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الكلام له وجهان:كلام خاصّ وكلام عامّ، مثل القرآن يسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه‏ به، وما عنى بهرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، وليس كلّ أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان يسأله فيفهم، وكان منهممن يسأله ولا يستفهم حتّى أن كانوا يحبّون أن يجيئ الطارئ [أي الغريب الذيأتاه عن قريب من غير اُنس به وبكلامه [والأعرابي، فيسأل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حتّىيسمعوا منه، وكنت أدخل على رسول‏اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، كلّ يوم دخلة، وكلّ ليلة دخلة،فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه لم يكنيصنع ذلك بأحد من الناس غيري، وربّما كان ذلك في منزلي يأتيني رسول

(صفحه386)

اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي وأقام نساءه، فلم يبق غيريوغيره، وإذا أتاني للخلوة في بيتي لم تقم من عندنا فاطمة ولا أحد من ابنيّ، وإذسألته أجابني، وإذا سكت اُو نفدت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية منالقرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ، فكتبتها بخطّي، ودعا اللّه‏ أن يفهّمني إيّاهويحفّظني، فما نسيت آية من كتاب اللّه‏ منذ حفظتها، وعلّمني تأويلها فحفظته،وأملاه عليّ فكتبته، وما تَرك شيئا علّمه اللّه‏ من حلال وحرام، أو أمر ونهي، أوطاعة ومعصيّة، كان أو يكون إلى يوم القيامة، إلاّ وقد علّمنيه وحفظته، ولم أنسمنه حرفا واحدا...»(1)، إلى آخر.

والمستفاد من الرواية ـ بعد كون سليم بن قيس وكتابه موردا للاعتماد بيان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جميع المسائل المربوطة بالحلال والحرام إلى يوم القيامةوضبطها في صحيفة على حدة غير القرآن بواسطة أمير المومنين عليه‏السلام ، والقرآنالمكتوب بيده عليه‏السلام واجد لجميع الخصوصيّات المربوطة بكلّ آية من البدو إلىالختم من شأن النزول والتأويل والتفسير، ولكنّه لا يكون زائدا ولا ناقصعن القرآن الموجود في أيدينا. نعم، يمكن أن يكون متفاوتا في ترتيب السور.

والمستفاد من الرواية قريب من الاحتمال الثاني المذكور في كلام الشيخ قدس‏سره إلأنّه يتحقّق الفرق بينهما بأنّ مفاد هذا الاحتمال أن تكون المخصّصات المنفصلةكاشفة عن اتّصال كلّ عام بمخصّصه، سواء صدر عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أو عنسائر الأئمّة عليه‏السلام ، وقد خفيت علينا ووصلت إلينا منفصلة، وما استفدناه منالرواية هو صدور جميع العمومات والمخصّصات من لسان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيزمانه، وما ذكره سائر الائمّة هو بيان ثانٍ لما صدر عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أوّلاً.

مضافا إلى تحقّق المخصّصات المنفصلة أيضا بلسان رسول اللّه‏ مع رعاية


  • (1) كتاب سليم بن قيس الكوفي: 181.
(صفحه 387)

شرطها ـ أي قبل وقت العمل بالعامّ ـ ومنشأ الاختلاف وعدم إيصالالأحكام إلينا بتمامها هو سدّ باب العلم وحرمان الناس من معدن الوحيوالحكمة.

وعلى هذا لا يلزم من الالتزام بالتخصيص في تلك المخصّصات الكثيرةتأخير البيان عن وقت العمل أصلاً.

إذا عرفت ذلك: يقع الكلام في تقديم التخصيص على النسخ أو العكس فيمإذا دار الأمر بينهما، وقد ذهب إلى كلٍّ فريق، ولا بدّ قبل الورود في البحث منبيان أنّ محلّ النزاع يختصّ بمجرّد دوران الأمر بينهما مع قطع النظر عن وجودما يدلّ بظاهره على ترجيح أحدهما.

فما أفاده المحقّق النائيني قدس‏سره ـ من تقدّم التخصيص على النسخ؛ نظرا إلى أنّالنسخ يتوقّف على ثبوت حكم العامّ لما تحت الخاصّ من الأفراد، ومقتضىحكومة أصالة الظهور في طرف الخاصّ على أصالة الظهور في طرف العامّ هوعدم ثبوت حكم العامّ لأفراد الخاصّ، فيرتفع موضوع النسخ(1) ـ موردللإشكال:

أوّلاً: بأنّ هذاالأمر مبنائيّ، وقد ذكرنا في مسألة علّة تقدّم الدليل الخاصّعلى الدليل العامّ نظر أعاظم أهل الفنّ وما التزم به المحقّق النائيني قدس‏سره ـ منكونهما من مصاديق القرينة وذي القرينة، وحكومة أصالة الظهور في طرفالقرينة على أصالة الظهور في طرف ذي القرينة بعنوان القاعدة الكلّيّة ـ وقلنا:إنّ علّة تقدّمه عليه عدم التنافي والتعارض بينهما عند العرف والعقلاء في محيطالتقنين، ولا يرتبط بمسألة القرينة وذي القرينة.

وثانياً: أنّ البحث فيما إذا دار الأمر بين النسخ والتخصيص قبل إحراز


  • (1) فوائد الاُصول 4: 738.
(صفحه388)

المخصّصيّة، بل كون كلّ منهما طرف الاحتمال. نعم، هذا الكلام صحيح فيما إذكان عنوان المخصّص محرزا.

وثالثاً: سلّمنا صحّة ماذكره قدس‏سره ونتيجته أنّ هذا ليس من الدوران بينالنسخ والتخصيص، ولكن نسأل أنّ التكليف في صورة الدوران بينهماماهو؟وما أفاده قدس‏سره لا يكون مبيّنا له، ولا يوجب التخلّص من التحيّر.