جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 25)

وجوه إعجاز القرآن



* آيات التحدّي .
* القرآن معجزة خالدة .
* عدم اختصاص إعجاز القرآن بوجه خاصّ .
* التحدّي بمن أنزل عليه القرآن .
* التحدّي بعدم الاختلاف وبالسلامة والاستقامة .
* التحدّي بأنّه تبيان كلّ شيء .
* التحدّي بالإخبار عن الغيب .
* القرآن ومعارفه الاعتقادية .
* القرآن وأسرار الخلقة .
* التحدّي بالبلاغة .
* القرآن وقوانينه التشريعية .

(الصفحة 26)

(الصفحة 27)

وجوه إعجاز القرآن

آيات التحدّي

ليس في الكتاب العزيز ما يدلّ بظاهره على توصيفه بالإعجاز الاصطلاحي بهذه اللفظة ، بل وقع فيه التحدّي به ، الذي هو الركن الأعظم للمعجزة ، وتتقوّم به حقيقتها ، والآيات الدالّة على التحدّي بمجموع القرآن أو ببعضه لا تتجاوز عن عدّة آيات:

أوّلها : الآية الكريمة الواردة في سورة الإسراء : (قُل لَّـئـِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوابِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِوَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيرًا) (1) .

والظاهر من الآية الكريمة الإخبار عن عدم الإتيان بمثل القرآن ; لأجل عدم تعلّق قدرتهم به ، وأنّ القرآن يشتمل على خصوصيّات ومزايا من جهة اللفظ والمعنى لا يكاد يقدر عليها الإنس والجنّ ، وإن اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيراً ، فاتّصاف القرآن بأنّه معجز إنّما هو من جهة الخصوصيّة الموجودة في نفسه ،

  • (1) سورة الإسراء 17 : 88 .

(الصفحة 28)

البالغ بتلك الخصوصيّة حدّاً يعجز البشر عن الإتيان بمثله .

وعليه: فما ذهب إليه من وصف بأنّه شيطان المتكلِّمين(1); من القول بالصرف في إعجاز القرآن ، وأنّ الله صرف الناس عن الإتيان بمثله مع ثبوت وصف القدرة لهم ، وتوفّر دواعيهم عليه (2) ، مناف لما هو ظاهر الآية الشريفة ، المعتضد بما هو المرتكز في أذهان المتشرّعة من بلوغ القرآن علوّاً وارتفاعاً إلى حدٍّ لا تصل إليه أيدي الناس ، ولا محيص لهم إلاّ الاعتراف بالعجز والقصور والخضوع لديه .

فهذا القول باطل من أصله وإن استصوبه الفخر الرازي في تفسيره ، واختاره ،

  • (1) وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النظّام ، شيخ الجاحظ; وهو من زعماء المعتزلة ، ونسبت إليه الفرقة النظاميّة ، توفي سنة بضع وعشرين ومائتين في خلافة المعتصم العباسي أو الواثق . ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي 9 : 213 ـ 214 الرقم 1710 . وذكر الرافعي في إعجاز القرآن والبلاغة النبويّة : 101 ، بأنّ النظّام شيطان المتكلّمين ، وأنّه من شياطين أهل الكلام .
    (2) فقد ذهب إلى القول بالصرفة عددٌ من علماء المعتزلة وغيرهم وإن اختلفوا في المقصود منها . فأبو إسحاق النظّام ، ذهب إلى أنّ إعجاز القرآن إنّما كان بـ «الصِّرفة» أي: أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ صرف البشر عن معارضة القرآن مع قدرتهم عليها ، وخلق فيهم العجز عن محاكاته في أنفسهم وألسنتهم ، ولولا أنّ الله صرفهم عن ذلك لاستطاعوا أن يأتوا بمثله; أي كان مقدوراً لهم ، ولكن عاقهم أمر خارجيّ . . . وقد بالغ النظّام في القول بالصرفة حتى عُرِفت به ، فصوّبه فيه قوم وشايعه عليه آخرون فيما خالفه جمع كثير ، وكان من ردودهم عليه واعتراضاتهم أنّ قوله هذا يستلزم كون القرآن ليس معجزاً بذاته بل بأمر خارجي ، بل الصرفة هي المعجزة لا القرآن . . . .[  اُنظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت 671 هـ) دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، الجزء الأوّل: 75 ـ 76 ]  ، الإتقان في علوم القرآن 4 : 7 ، إعجاز القرآن والبلاغة النبويّة: 101 ، التبيان في علوم القرآن للصابوني: 149 . وممّن ذهب إلى هذا القول الشيخ المفيد; وهو من علماء الإماميّة ، حيث قال في جهة إعجاز القرآن: إنّ جهة ذلك هو الصّرف من الله ـ تعالى ـ لأهل الفصاحة واللّسان عن المعارضة للنبيّ (صلى الله عليه وآله) بمثله في النّظام عند تحدّيه لهم ، وجعل انصرافهم عن الإتيان بمثله ـ وإن كان في مقدورهم ـ دليلاً على نبوّته (صلى الله عليه وآله)  ، واللطف من الله ـ تعالىـ مستمرّ في الصّرف عنه إلى آخر الزمان ، وهذا من أوضح برهان في الإعجاز وأعجب بيان ، وهو مذهب النظّام ، وخالف فيه جمهور أهل الاعتزال .[ أوائل المقالات ، المطبوع ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد 4: 63 ]  .

(الصفحة 29)

خصوصاً بالإضافة إلى السور القصيرة ، كسورتي العصر والكوثر ; زاعماً أنّ دعوى خروج الإتيان بأمثال هذه السور عن مقدور البشر مكابرة ، والإقدام على أمثال هذه المكابرات ممّا يطرق التّهمة إلى الدين(1) . وسيأتي(2) البحث معه في اتّصاف السورة القصيرة بالإعجاز .

ثانيها : ما ورد في سورة يونس من قوله ـ تعالى ـ: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَئهُ قُلْ فَأْتُوابِسُورَة مِّثْلِهِوَ ادْعُوامَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ) (3) .

ثالثها : ما ورد في سورة هود من قوله ـ تعالى ـ: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَئهُ قُلْ فَأْتُوابِعَشْرِ سُوَر مِّثْلِهِمُفْتَرَيَـت وَ ادْعُوامَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ* فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُواأَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) (4) .

وهذه السور الثلاث على ما رواه الجمهور نزلت بمكّة متتابعات (5) ، وفي رواية عن ابن عبّاس: أنّ سورة يونس مدنيّة ، والرواية الاُخرى عنه الموافقة لقول الجمهور ولاُسلوبها ; فإنّه اُسلوب السور المكّية(6) .

وها هنا إشكال ، وهو: أنّ الترتيب الطبيعي في باب التحدّي يقتضي التحدّي أوّلاً بالقرآن بجملته ، ثمّ بعشر سور مثله ، ثمّ بسورة واحدة مثله ، مع أنّه على رواية

  • (1) التفسير الكبير للفخر الرازي: 1 / 349 .
    (2) في ص36 ـ 38.
    (3) سورة يونس 10 : 38 .
    (4) سورة هود 11 : 13 ـ 14 .
    (5) السور الثلاث (يونس وهود والإسراء) مكيّة إلاّ بعض الآيات على قول ، لاحظ كتب التفاسير ، منها: التفسير الكبير للفخر الرازي: 6 / 183 تفسير سورة يونس ، و ص 312 تفسير سورة هود، و ج 7: 291 تفسير سورة الإسراء . والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 8 / 304 تفسير سورة يونس ، و ج 9 / 1 تفسير سورة هود ، و ج10: 203 تفسير سورة الإسراء .
    (6) عمدة القاري: 13 / 41 ، الإتقان في علوم القرآن : 1 / 47 ، روح المعاني: 11 / 79 .