جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 310)

الشبهة الرابعة

الروايات الكثيرة الواردة في هذا الباب وادّعي تواترها (1) ، وهي وإن كان أكثرها ضعيفاً من حيث السند ; لأجل اشتماله على أحمد بن محمّد السيّاري ، الذي اتّفق على فساد مذهبه واتّصافه بالوضع والجعل(2) ، أو على عليّ بن أحمد الكوفي الذي حكي عن علماء الرجال في حقّه: أ نّه فاسد المذهب ، وأ نّه كذّاب(3) ، إلاّ أنّ دعوى التواتر الإجمالي فيها الذي مرجعه إلى العلم الإجمالي بصدور بعضها لا تنبغي المناقشة فيها ، ولكن لابدّ من ملاحظتها ليظهر حالها من حيث الدلالة على القول بالتحريف ، وانطباقها على مدّعى القائل به .

فنقول : هذه الروايات على طوائف مختلفة:

الطائفة الاُولى: ما تدلّ على وقوع التحريف بعنوانه ، أو التغيير والتبديل وما يشابهها من العناوين ، وهي كثيرة :

1 ـ ما رواه الشيخ الكشّي في أوّل رجاله ـ على ما حُكي عنه ـ عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير قالا: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الرازي قال: حدّثني عليّ بن حبيب المدائني ، عن عليّ بن سويد السائي قال : كتب إليّ أبو الحسن الأوّل (عليه السلام) وهو في السجن : وأمّا ما ذكرت يا عليّ ممّن تأخذ معالم دينك ؟ لا تأخذنّ معالم دينك عن غير شيعتنا ، فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين ، الذين خانوا الله ورسوله

  • (1) اُنظر هذه الروايات في كتاب فصل الخطاب للمحدّث النوري الذي اعتمدها دليلاً على ما ذهب إليه ، الدليل الحادي عشر: 211 ـ 227 .
    (2) يأتي تضعيفه تفصيلاً في ص333 ـ 336.
    (3) معجم رجال الحديث: 11 / 246، الرقم 7876.

(الصفحة 311)

وخانوا أماناتهم ، إنّهم اؤتمنوا على كتاب الله ـ عزّوجلّ ـ فحرّفوه وبدّلوه ، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة (1) .

2 ـ ما عن عليّ بن إبراهيم القمّي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الجارود ، عن عمران بن هيثم ، عن مالك بن ضمرة ، عن أبي ذرّ (رحمه الله) قال : لمّا نزلت هذه الآية (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (2) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ترد عليَّ اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات ، فراية مع عجل هذه الاُمّة ، فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّاالأكبر فحرّفناهونبذناهوراء ظهورنا ، وأمّا الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه ، فأقول: ردّوا إلى النار ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم .

ثمّ ترد عَليّ راية مع فرعون هذه الاُمّة ، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فحرّفناه ومزّقناه وخالفناه ، وأمّا الأصغر فعاديناه وقاتلناه ، فأقول : ردّوا إلى النار ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم .

ثمّ ترد عليَّ راية مع سامريّ هذه الاُمّة ، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فعصيناه وتركناه ، وأمّا الأصغر فخذلناه وضيّعناه وصنعنا به كلّ قبيح ، فأقول: ردّوا إلى النار ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم .

ثمّ ترد عَليّ راية ذي الثدية مع أوّل الخوارج وآخرهم ، فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر ففرّقناه ( فمزّقناه  خ ل) وبرئنا منه ، وأمّا الأصغر فقاتلناه وقتلناه ، فأقول لهم: ردّوا إلى النار ظماءً مظمئين

  • (1) اختيار معرفة الرجال ، المعروف بـ «رجال الكشي»: 3 ، الرقم 4 ، وعنه وسائل الشيعة 27: 150 ، كتاب القضاء ، أبواب صفات القاضي ب11 ح42، وبحار الأنوار 2: 82 ح2، وعوالم العلوم 3: 408 ح3 .
    (2) سورة آل عمران 3: 106 .

(الصفحة 312)

مسودّة وجوهكم .

ثمّ ترد عليَّ راية مع إمام المتّقين ، وسيِّد الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ووصيّ رسول ربّ العالمين ، فأقول لهم : ماذا فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فاتّبعناه ، وأمّا الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتّى اُهرقت فيهم دماؤنا ، فأقول : ردّوا الجنّة رواءً مرويّين مبيضّة وجوهكم ، ثمّ تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (يوم تبيضّ وجوه . . .) الآية (1) .

3 ـ ما رواه سعد بن عبدالله القمّي في محكي بصائره على ما نقله عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في محكيّ منتخبه ، عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري، المعروف بالشاذكوني ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك بن عبدالله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنى فقال : يا أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ; فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .

ثمّ قال: أيّها الناس  : إنّي تارك فيكم حرمات ثلاث : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام .

ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام) : أمّا كتاب الله فحرّفوا ، وأمّا الكعبة فهدموا ، وأ مّا العترة فقتلوا ، وكلّ ودائع الله قد نبذوا ، ومنها قد تبرّؤوا (2) .

4 ـ ما عن الصدوق في الخصال بإسناده عن جابر قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّوجل : المصحف ، والمسجد ، والعترة ، يقول المصحف : ياربّ حرّقوني ومزّقوني ، ويقول المسجد : ياربّ

  • (1) تفسير القمي: 1 / 109 ، وعنه بحار الأنوار: 37 / 346 ح 3 .
    (2) مختصر بصائر الدرجات : 213 ح254 ، وأخرجه في بحار الأنوار 23: 140 ب7 ح91 عن بصائر الدرجات: 413 ، الجزء 8 ب 17 ح 3 باختلاف .

(الصفحة 313)

عطّلوني وضيّعوني ، وتقول العترة: ياربّ قتلونا وطردونا وشردونا (1) .

5 ـ ما رواه الشيخ جعفر بن محمّد بن قولويه في محكي «كامل الزيارة» ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن الحسن بن عطيّة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا دخلت الحائر فقل ـ إلى قوله (عليه السلام) ـ  : اللّهم العن الذين كذّبوا رسلك ، وهدموا كعبتك ، وحرّفوا كتابك ، وسفكوا دماء أهل بيت نبيّك(2) .

6 ـ ما رواه السيّد ابن طاوس في «مهج الدعوات» بإسناده إلى سعد بن عبدالله في كتاب فضل الدّعاء عن أبي جعفر محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الرضا (عليه السلام)  ، وبكير بن صالح ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضا (عليه السلام) قالا: دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر ، فأطال السجود ثمّ رفع رأسه ، فقلنا له : أطلت السجود؟ فقال: من دعا في سجدة الشكر ، بهذا الدعاء كان كالرّامي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر ، قالا: قلنا: فنكتبه؟ قال: اُكتبا: إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فقولا :

اللّهم العن الّذَين بدّلا دينك ـ إلى قوله (عليه السلام) ـ : وحرّفا كتابك (3) .

7 ـ ما رواه الخوارزمي في محكيّ «مقتل الحسين (عليه السلام) » بإسناده إلى عبدالله بن

  • (1) الخصال: 175 باب الثلاثة ح 232 ، وعنه بحار الأنوار 7: 222 ح137 و ج24: 186 ح3 وج83 : 368 ح26 وج92: 49 ح9، ووسائل الشيعة 5: 202 ، كتاب الصلاة ، أبواب أحكام المساجد ب5 ح2. وفي بحار الأنوار 24: 186 ح6 عن ابن البطريق في المستدرك نقلاً من الفردوس بمأثور الخطاب 5: 499 ح8880 .
    (2) كامل الزيارات: 362 ب 79 قطعة من ح 617 ، وعنه بحار الأنوار 101: 150 قطعة من ح1 ، وفي ص209 قطعة من ح33 عن المزار الكبير: 375 ـ 376 ب15 .
    (3) مهج الدعوات: 461 ، دعاء مولانا الرضا (عليه السلام) في سجدة الشكر، وعنه بحار الأنوار: 86 / 223 ، كتاب الصلاة ، باب سجدة الشكر وفضلها (66) ح 44 ، ومستدرك الوسائل: 5 / 139 ، كتاب الصلاة ، أبواب سجدتي الشكر ب5 ح5516 .

(الصفحة 314)

محمّد بن سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عبدالله بن الحسن في خطبة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء ، وفيها : فإنّما أنتم من طواغيت الاُمّة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام ومحرّفي الكتاب ، الخطبة (1) .

قال المحدّث المعاصر ـ بعد نقل هذه الرواية: ونسبته (عليه السلام) التحريف إليهم مع كونه من فعل أسلافهم، كنسبة قتل الأنبياء إلى اليهود المعاصرين لجدّه (صلى الله عليه وآله) في القرآن العظيم; لرضاهم جميعاً بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم ، واقتدائهم بسيرتهم (2) .

8 ـ ما رواه السيّد ابن طاوس في «مصباح الزائر» ومحمّد بن المشهدي في مزاره ـ كما في البحار ـ عن الأ ئـمّة (عليهم السلام) في زيارة جامعة طويلة معروفة ، وفيها في ذكر ما حدث بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «وعقّت سلمانَها ، وطردت مقدادها ، ونفت جندبها ، وفتقت بطن عمّارها ، وحرّفت القرآن ، وبدّلت الأحكام . . .» (3) .

مناقشة الطائفة الاُولى:

والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة: أ نّ المراد بالتحريف وما يشابهه من العناوين المذكورة في هذه الطائفة ليس هو التحريف بالمعنى المتنازع فيه ; وهو تنقيص الكتاب وحذف بعض آياته وكلماته ، بل المراد به ـ كما عرفت(4) في أوّل البحث في معاني التحريف وإطلاقاته ـ هو حمل الآيات على غير معانيها ، وإنكار فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ونصب العداوة لهم وقتالهم وهضم حقوقهم .

  • (1) مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي: 2 / 6 ـ 7 ، بحار الأنوار: 45 / 8 ، عوالم العلوم 17: 251ـ 252 .
    (2) فصل الخطاب للمحدث النوري: 222 ، الدليل الحادي عشر .
    (3) مصباح الزائر: 464 ، المزار الكبير: 297 ، وعنهما بحار الأنوار: 102 / 166 ، كتاب المزار ب 57 .  (4) في ص197.