جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 257)

شبهات القائلين بالتحريف

الشبهة الاُولى

ما جعله المحدّث المعاصر في كتابه الموضوع في هذا الباب أوّل الأدلّة ، واعتمد عليه غاية الاعتماد ، وفصّل القول فيه(1) .

وملخّصه : وقوع التحريف في التوراة والإنجيل ، وقيام الدليل على أنّ كلّ ماوقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة مثله .

أ مّا وقوع التحريف في الكتابين ، فمن الاُمور المسلّمة التي لا ينبغي الارتياب فيه أصلاً ، وتعدّد الأناجيل مع وجود الاختلاف فيها والتناقض ، حتّى في صفات المسيح ، وأيّام دعوته ، ونسبه ، ووقت صلبه بزعمهم ، كاف في إثبات وقوع التغيير والتحريف فيه ، وإن جعل كلّها في مصحف واحد يعرف بالأناجيل الأربعة .

وأ مّا الدليل على أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة مثله ـ مضافاً إلى دلالة بعض الآيات عليه ، كقوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) (2); حيث صرّح جمع من المفسّرين بأنّ المراد : لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم من الأوّلين وأحوالهم ، ونقله في مجمع البيان عن الصادق (عليه السلام) قال : «والمعنى: أ نّه

  • (1) فصل الخطاب: 35 ـ 73 ، الباب الأوّل ، الدليل الأوّل .
    (2) سورة الانشقاق 84 : 19 .

(الصفحة 258)

يكون فيكم ما كان فيهم ، ويجري عليكم ما جرى عليهم حذو القذّة بالقذّة (1)ـ وقد وردت الروايات الكثيرة من طرق الفريقين الدالّة على ذلك :

1 ـ ما رواه عليّ بن إبراهيم ، في تفسير قوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) يقول :  . . . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لتركبنّ سنّة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، ولا تخطئون طريقتهم شبر بشبر ، وذراع بذراع ، وباع بباع ، حتّى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى تعني يارسول الله؟ قال : فمن أعني ؟ لينقضّ عرى الإسلام عروةً عروةً ، فيكون أوّل ماتنقضون من دينكم الإمامة (الأمانة خ ل) ، وآخره الصلاة (2) .

2 ـ ولعلّها أظهرها; ما رواه الصدوق في «كمال الدين» عن علي بن أحمد الدقّاق (رضي الله عنه)  ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : «كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» (3) .

3 ـ غير ذلك من الروايات الواردة بمثل هذا المضمون .

قال العلاّمة المجلسي(قدس سره) في «البحار» : تواتر عن النّبي(صلى الله عليه وآله) أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة (4) ، فكلّما ذكر سبحانه في القرآن الكريم من

  • (1) مجمع البيان في تفسير القرآن: 10 / 275 .
    (2) تفسير القمي : 2 / 413 ، وعنه تفسير الصافي 5: 306، والبرهان في تفسير القرآن 5: 617 ذح11491 ، وبحار الأنوار 9: 249 قطعة من ح154 ، و ج 24: 350 بيان ، وج28: 8 ح11 ، وتفسير كنز الدقائق 11: 271 ، وتفسير نور الثقلين 5: 539 ذ ح 9 .
    (3) كمال الدين: 576 ب 54 ، وعنه بحار الأنوار: 28 / 10 ح 15 .
    (4) بحار الأنوار: 28 / 20 .

(الصفحة 259)

القصص فإنّما هو زجر هذه الاُمّة عن أشباه أعمالهم ، وتحذيرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات ، حيث علم وقوع نظيرها منهم وعليهم .

وقد أفرد له بالتصنيف الصدوق (رحمه الله) وسمّاه (كتاب حذو النعل بالنعل) (1) .

وقال المحدِّث الحرّ العاملي (رحمه الله) في «الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة» : إنّه يمكن أن يستدلّ عليه . . . وبإجماع المسلمين في الجملة ; فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طريق العامّة والخاصّة (2) .

ومن طريق العامّة : روى البخاري في صحيحه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : «لتتبَعُنَّ سنن من كان قبلكم شبراً شبراً ، وذراعاً بذراع ، حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم ، قلنا : يارسول الله (صلى الله عليه وآله) اليهود والنصارى؟ قال : فمن ؟»(3) .

ورواه غير أبي سعيد ، كأبي هريرة(4) ، وابن عبّاس(5) ، وحذيفة(6) ، وابن مسعود (7) ، وسهل بن سعد (8) ، وعمرو بن عوف (9) ، وشدّاد بن أوس (10) ،

  • (1) رجال النجاشي: 391 ـ 392 ، الرقم 1049 ، الفهرست للشيخ الطوسي: 237 ، الرقم 710 ، معالم العلماء: 112 ، الرقم 764 .
    (2) الإيقاظ من الهجعة: 113 ، الباب الرابع .
    (3) صحيح البخاري: 8 / 191 ، كتاب الاعتصام ب 14 ح 7320 .
    (4) صحيح البخاري: 8 / 191 ، كتاب الاعتصام ب14 ح7319 ، المصنّف في الأحاديث والآثار 8: 434 ، كتاب 40 ح268 .
    (5) المستدرك على الصحيحين 4: 502 ح8404  .
    (6) المصنّف في الأحاديث والآثار 8: 636، كتاب 40 ح379 .
    (7) المعجم الكبير للطبراني 2: 39 ح9882 . (8) المسند لابن حنبل 8 : 443 ح22941 ، المعجم الكبير للطبراني 6: 186 ح5943 وص204 ح6017 . (9) المعجم الكبير للطبراني 17: 13 ، مجمع الزوائد 7: 259 ـ 260 . (10) مسند أبي داود الطيالسي: 153 ح1121 ، مسند ابن حنبل 6: 80 ح17135 ، مسند ابن الجعد: 491 ح3424 ، المعجم الكبير للطبراني 7: 281 ح7140 ، مجمع الزوائد 7: 261 .

(الصفحة 260)

ومستورد بن شدّاد(1) ، وعبدالله بن عمرو بن العاص(2) بألفاظ متقاربة ، وعبارات متشابهة .

والجواب أوّلاً : فلأنّ بلوغ هذه الروايات إلى مرحلة التواتر غير معلوم ، بل الظاهر أ نّها أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ; ولذا لم يذكر شيء من هذه الروايات في الكتب الأربعة ، ولا ادّعى أحد من المحدّثين تواترها ، بل غايته دعوى الصحّة .

قال الصدوق في «كمال الدين» : صحّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال : «كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة »(3) .

ثانياً : فلأنّ مفاد هذه الروايات إن كان الوقوع في هذه الاُمّة ولو بعد هذه الأعصار إلى يوم القيامة ; أي إن كان مفادها الإخبار عن الوقوع ولو فيما بعد ، فلا دلالة فيها على وقوع التحريف فعلاً كما هو المدّعى ، ولا مطابقة حينئذ بين الدليل والمدّعى ; فإنّ المدّعى وقوعه في صدر الإسلام في زمن الخلفاء الثلاثة ، والدليل يدلّ على وقوعه في زمان آخره يوم القيامة . وإن كان مفادها الوقوع في الصدر الأوّل ، فلازمه الدلالة على وقوع التحريف بالزيادة في القرآن ، كما وقع في التوراة والإنجيل ، مع أنّ القائل بالتحريف ينفيه في جانب الزيادة ، كما عرفت .

ثالثاً ـ وهو العمدة في الجواب ـ : فلأنّ هذه الكلّية المذكورة في رواية الصدوق التي هي العمدة في الاستدلال ، إن كانت بنحو تقبل التخصيص ، ولا تكون آبية عنه كسائر العمومات الواردة في سائر الموارد ، القابلة للتخصيص وعروض الاستثناء

  • (1) المعجم الأوسط للطبراني 1: 213 ح315 ، مجمع الزوائد 7: 261 .
    (2) سنن الترمذي 5: 26 ح2646 ، جامع الاُصول 10: 33 ح7491 ، الجامع الصغير للسيوطي: 461 ح7532 .
    (3) كمال الدين: 530 ، وعنه بحار الأنوار 52: 200 .

(الصفحة 261)

بالإضافة إلى بعض أفرادها ، فلا مانع حينئذ من أن يكون ما قدّمناه من الأدلّة السبعة القاطعة على عدم التحريف في القرآن المجيد بمنزلة الدليل المخصّص للعامّ ، ويكون مقتضى الرواية بعد التخصيص وقوع جميع ما وقع في الاُمم السالفة في هذه الاُمّة إلاّ التحريف الذي قام الدليل على عدمه فيها .

وإن كانت بنحو يكون سياقها آبياً عن التخصيص ، ويؤيّده قوله (صلى الله عليه وآله) في بعض تلك الروايات : «حتّى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه »(1) . و«حتّى لو أ نّ أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه» (2) .

فيردّه ـ مضافاً إلى مخالفته لصريح القرآن الكريم ، قال الله ـ تعالى ـ : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) (3)، حيث دلّ على عدم وقوع التعذيب مع كون النبيّ(صلى الله عليه وآله) في المسلمين ووجوده بينهم ، والضرورة قاضية بوقوع التعذيب في بعض الاُمم السالفة مع كون نبيّهم فيهم ـ : أ نّ كثيراً من الوقائع التي حدثت في الاُمم السابقة لم يصدر مثلها في هذه الاُمّة ، كعبادة العجل(4) ، وتيه بني إسرائيل أربعين سنة(5) ، وغرق فرعون وأصحابه(6) ، وملك سليمان للإنس والجنّ(7) ، ورفع عيسى إلى السماء(8) ، وموت هارون ـ وهو وصيّ موسى ـ قبل موت موسى نفسه(9) ، وإتيان

  • (1) تقدّمت في ص258 عن تفسير القمّي .
    (2) المستدرك على الصحيحين: 4 / 502 ، كتاب الفتن والملاحم ح 8404 .
    (3) سورة الأنفال 8: 33 .
    (4) سورة البقرة 2: 51 ، 54 ، 92 و 93 ، وسورة النساء 4: 153 ، وسورة الأعراف 7: 152 .
    (5) سورة المائدة 5 : 26 .
    (6) سورة الإسراء 17: 103 وغيرها .
    (7) سورة النمل 27: 17 . (8) سورة النساء 4: 157 ـ 158 . (9) تفسير القمّي 2: 137 ، وعنه بحار الأنوار 13: 27 قطعة من ح2 .