جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر مدخل التفسير
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 262)

موسى بتسع آيات بيّنات(1) ، وولادة عيسى من غير أب(2) ، ومسخ كثير من السابقين قردةً وخنازير(3) ، وغير ذلك من الوقائع التي لم يصدر مثلها في هذه الاُمّة ، وبعضها غير قابل للصدور فيما بعد من الأزمنة أيضاً ، كما هو واضح لا يخفى .

وممّا ذكرنا ظهر أ نّه لو كان المراد ممّن كان من قبلكم خصوص اليهود والنصارى أيضاً ـ كما يؤيّده بعض الروايات المتقدّمة على تأمّل ـ فالجواب أيضاً باق على قوّته ; لأنّ كثيراً من الموارد التي ذكرناها قد وقع في خصوص الاُمّتين : اليهود والنصارى ، ولم يقع أو لن يقع فينا أصلاً .

وعلى ما ذكر فلابدّ من ارتكاب خلاف الظاهر فيها ، والحمل على إرادة المشابهة في بعض الوجوه ، وعلى ذلك فيكفي في وقوع التحريف في هذه الاُمّة عدم اتّباعهم لحدود القرآن ، وعدم رعايتهم لأحكامه وحدوده ، وقوانينه وشرائعه ، وهذا أيضاً نوع من التحريف . كما أنّ الاختلاف والتفرّق بين الاُمّة وانشعابها إلى مذاهب مختلفة ، وافتراقها إلى ثلاث وسبعين فرقة ـ كما افترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين ، واليهود إلى إحدى وسبعين على ما هو مقتضى الروايات الكثيرة ، بل المتواترة(4) الدالّة على هذا المعنى ـ تحريف أيضاً ; لأجل استناد كلّ منهم إلى القرآن الذي فسّروه على طبق الرأي والاعتقاد ، والاستنباط والاجتهاد ، ويؤيّده أ نّ العلاّمة المجلسي(قدس سره) أورد رواية الصدوق المتقدّمة(5) في باب افتراق الاُمّة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة .

ويؤيّد كون المراد هو التشابه ما رواه ابن الأثير في محكيّ جامع الاُصول عن

  • (1) سورة الإسراء 17: 101 .
    (2) سورة البقرة 2: 45 ـ 47 .
    (3) سورة المائدة 5: 60 .
    (4) بحار الأنوار 28: 2 ـ 36، باب افتراق الاُمّة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله)  .
    (5) في ص258 .

(الصفحة 263)

سنن الترمذي ، عن أبي واقد الليثي: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا خرج إلى خيبر مرّ بشجرة للمشركين يُقال لها : ذاتُ أنواط يُعلّقون عليها أسلحتهم ، فقالوا : يارسول الله ، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط . فقال النبي  (صلى الله عليه وآله)  : سبحان الله هذا كما قال قوم موسى  (عليه السلام) : ( اجْعَل لَّنَآ إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ) (1) ، والذي نفسي بيده لتركبنّ سُنّة من كان قبلكم (2) .

وما رواه في الكافي عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) (3) قال : يا زرارة أولم تركب هذه الاُمّة بعد نبيّها طبقاً عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان؟!(4) .

قال بعض المحقّقين(5) : «أي كانت ضلالتهم بعد نبيّهم مطابقة لما صدر من الاُمم السابقة من ترك الخليفة واتّباع العجل والسامريّ وأشباه ذلك » .

  • (1) سورة الأعراف 7: 138 .
    (2) سنن الترمذي: 4 / 475 ، كتاب الفتن ب 18 ح 2185 . وفي هامشها: ذات أنواط: شجرة ذات تعاليق تعلّق بها سيوفهم ، ويعكفون عليها ، كما كان يفعل المشركون ، جامع الاُصول: 10 / 34 ح 7492، وفيه: غزوة حنين .
    (3) سورة الانشقاق 84: 19 .
    (4) الكافي: 1 / 415 ، كتاب الحجّة ب 108 ح 17 . وعنه بحار الأنوار 24: 350 ح64، وتفسير كنز الدقائق 11: 271، وتفسير نور الثقلين 5: 539 ح21 . وفي تفسير الصافي 5: 306، والبرهان في تفسير القرآن 5: 619 ح11497 و 11498 عنه وعن تفسير القمّي 2: 413 .
    (5) أي المجلسي في بحار الأنوار: 24 / 350 ذ ح64 .

(الصفحة 264)

الشبهة الثانية

إنّ كيفيّة جمع القرآن وتأليفه مستلزمة عادةً لوقوع التغيير والتحريف فيه ، وقد أشار إلى ذلك العلاّمة المجلسي(قدس سره) في محكيّ «مرآة العقول» ، حيث قال : والعقل يحكم بأنّه إذا كان القرآن متفرّقاً منتشراً عند الناس ، وتصدّى غير المعصوم لجمعه يمتنع عادةً أن يكون جمعه كاملاً موافقاً للواقع (1) .

وهذه الشبهة تتوقّف :

أوّلاً : على عدم كون القرآن مجموعاً مرتّباً في عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله)  ، وإنّما كان منتشراً متشتّتاً عند الأصحاب في الألواح والصدور ، مع احتمال أ نّه لم يكن بعضه عند أحد منهم ، كما اُشير إليه في بعض الأخبار . نعم ، جمعت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) نسخة متفرّقة في الصحف والحرير والقراطيس ، ورثها عليّ (عليه السلام)  ، ولمّا جمعها بعده بأمره ووصيّته ، وألّفه كما أنزل الله تعالى ، ثمّ عرضها عليهم ، فأعرضوا عنه وعمّا جاء به لدواع كانت ملازمة لدعوى الخلافة وطلب الرئاسة .

وثانياً : على امتناع كون الجمع الصادر من غير المعصوم كاملاً موافقاً للواقع من دون تغيير .

فهنا دعويان :

الاُولى : عدم كون القرآن مجموعاً في عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله) وزمانه ، والدليل على إثباتها الروايات الكثيرة الواردة في هذا الباب ، الّتي سيجيء(2) نقلها والجواب عنها .

الثانية : امتناع كون الجمع والتأليف الواقع موافقاً للواقع ، وقد ذكر في إثباتها

  • (1) مرآة العقول : 3 / 31 ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمّة(عليهم السلام)  . واُنظر فصل الخطاب: 73 ـ 82  ، الباب الأوّل ، الدليل الثاني .
    (2) في ص 269 ـ 300 .

(الصفحة 265)

أ نّ الذين باشروا هذا الأمر الجسيم ، وضادّوا النبأ العظيم هم أصحاب السقيفة : أبوبكر وعمر ، وعثمان ، وأبو عبيدة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية ، واستعانوا بزيد بن ثابت .

ومن الواضح أ نّ مضامين القرآن ، ومطالبه ، ومعانيه ، وكيفيّة ترتيب آياته وكلماته وسوره ، لا تشبه كتاب مصنّف ، وتأليف مؤلّف ، وديوان شاعر ، ممّا يسهل جمعه وترتيبه لمن بلغ أدنى مرتبة من مراتب العلم ، وأخذ حظّاً قليلاً منه ، ويعلم نقصانه وتحريفه بأدنى ملاحظة ، ولا يمكن معرفة ترتيب القرآن وتماميّة جمعه من نفسه ; إذ هو موقوف على معرفة مراد الله تعالى ، وحكمة وضع ترتيب السور والآيات بالترتيب المخزون ، وكيفيّة ارتباط الآيات بعضها ببعض .

وهذا من العلوم التي قصرت أيدي المذكورين عن تناول أدنى مراتبه ، بل هم بمعزل عن تصوّر موضوعه ، وعن تصديق المتوقّف على تصديق أصله المفقود فيهم ، بل كانوا قاصرين عن معرفة نفس الآيات ، وأ نّها ممّا جاء به النبيّ (صلى الله عليه وآله) أو ممّا دسّها المدلّسون ، واختلقها الكذّابون ، فاحتاجوا إلى إقامة الشهود ، فضلاً عن معرفة ارتباط بعضها بالبعض الموقوف .

وكان أعرف هؤلاء بالقرآن : زيد بن ثابت ، الذي قال عمر في حقّه : إنّ زيداً أفرضنا»(1)، مع أنّه روى الشيخ (رحمه الله) في «التهذيب»، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : «وأشهد على زيد بن ثابت ، لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة»(2) . وأمّا كتابته الوحي فكان يكتبه هو أو أُبيّ إذا لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) أو عثمان حاضراً على

  • (1) الاستغاثة: 83 .
    (2) الكافي 7: 407 ح 2، تهذيب الأحكام: 6 / 218 ح 512 ، وعنهما وسائل الشيعة 27: 23 ، كتاب القضاء ، أبواب صفات القاضي ب4 ح8. وفي بحار الأنوار 104: 367 ح6 عن تفسير العيّاشي 1: 325 ح132 .

(الصفحة 266)

ما  ذكره أرباب السّير ، وقد طعن عليه اُبيّ بن كعب ، وعبدالله بن مسعود (1) .

روى السيّد المرتضى في «الشافي» عن شريك ، عن الأعمش قال : قال ابن مسعود : لقد أخذت من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعين سورة ، وأ نّ زيد بن ثابت لغلام يهوديّ في الكتّاب له ذؤابة (2) .

وأ مّا الخلفاء، فمقامهم في العلم غير خفيّ، حتّى أنّ الأوّل كان جاهلاً بمعنى الكلالة(3) .(4)

وقال السيوطي في «الإتقان» : ولا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلاّ آثاراً قليلة جدّاً ، لا تكاد تجاوز العشرة (5) .

وأمّا عمر ، فذكر الشيخ زين الدين البياضي في «الصراط المستقيم» أنّه اجتهد في حفظ سورة البقرة بسبع سنين،وقيل: اثنتي عشرة، ونحرجزوراًوليمة عند فراغه(6).

وفيه : ورووا أ نّه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء (7) ، وقد صحّ أ نّه أنكر موت

  • (1) فصل الخطاب : 74 ، الباب الأوّل، الدليل الأوّل .
    (2) الشافي في الإمامة 4: 284، تلخيص الشافي: 4 / 106 ، تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة 4: 1008 ، وفي سنن الترمذي 5: 285 ذح3113 وجامع الاُصول 2: 506 ، وبحار الأنوار 92: 77 هكذا: «وأنّه لفي صلب رجل كافر» يريد: زيد بن ثابت .
    (3) سورة النساء 4: 12 .
    (4) المصنّف لعبد الرزّاق 10: 304 ح19191 ، المصنّف في الأحاديث والآثار 7: 402 ب113 ح2 ، سنن الدارمي 2: 249 ب26 ح2968 ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) 4: 356 ح8747 و 8748 ، السنن الكبرى للبيهقي 9: 268 ح12518 وص271 ح12528 ، تفسير الخازن ، المسمّى «لباب التأويل في معاني التنزيل»1: 351 ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1: 460 ، بحار الأنوار 30: 506 ـ 507 ، الغدير 7: 140ـ 142 .
    (5) الإتقان: 4 / 233 ، النوع الثمانون .
    (6) الصراط المستقيم: 3 / 18 .
    (7) الصراط المستقيم: 3 / 38 .