جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه ثلاث رسائل
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 179)

الفجر في الليالي المقمرة


(الصفحة 180)

(الصفحة 181)

الفجر في الليالي المقمرة



الحمد لله الذي فلق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً والصلاة والسلام على شمس الوجود محمد وآله الطيبين الأبرار المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين .

أمّا بعد فهذه رسالة نفيسة في تعيين الفجر في الليالي المقمرة وهي التي ألقاها أستاذنا الكبير فقيه أهل البيت آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد الفاضل اللنكراني دام ظله الوارف في ليالي شهر رمضان سنة 1418 هـ .ق .
ولمّا كان هذا البحث مورد التدقيق من الوجهة العلميّة للعلماء والمجتهدين ومورد الحاجة من الوجهة العمليّة للمكلّفين والمقلّدين فأردت أنّ أُنَظِّمَ بحث الأستاذ مدّ ظلّه العالي حتّى يستفيد منه روّاد الفقه واسألُ الله تعالى أن يجعل هذا ذخيرة ليوم فقري وحاجتي وأن يجعلني من خَدَمة فقه أهل البيت عليهم آلاف التحيّة والثناء .
قم المقدسة ـ اكبر خادم الذاكرين (خادمي)
27 ربيع الثاني 1420 هـ . ق

(الصفحة 182)


بسم الله الرحمن الرحيم

ماهو حكم الصلاة والصوم في الليالي المقمرة الّتي يتأخّر فيها ظهور نور الفجر ويتأخر فيها غلبة نوره على نور القمر؟ وهذه المسألة من المسائل المبتلى بها خصوصاً في شهر رمضان وهي أنّ طلوع الفجر في الليالي المقمرة متأخّر عن الساعات المعينة بحسب القواعد النجومية أو لا .
ومن المعلوم انّ الليالي المقمرة تتحقّق من الليلة الثانية عشر إلى الرابعة والعشرين من كلّ شهر وهي التي يكون ضوء القمر فيها شديداً بالنسبة إلى سائر الليالي . والظاهر أنّ هذا البحث لم يكن مطروحاً في كتب القدماء والمتوسطين والّذي طرحه أولاً بهذا الشكل صاحب الجواهر (رحمه الله)واحتاط في تأخير صلاة الفجر في الليالي البيض والغيم حتّى يتبين الفجر بنحو الاحتياط الاستحبابي(1) .
ثمّ المحقّق الهمداني (رحمه الله) فرّق بين الليالي المقمرة والليالي المغيمة بتأخير الصلاة حتّى يتبين الفجر في الأول دون الثاني(2) . وهذه المسألة تكون ذات آثار أحدها في الدخول في صلاة الصبح وثانيها في امتداد وقت صلاة العشاء أو العشاءين وثالثها في جواز الأكل والشرب في سحر رمضان ورابعها في نافلة الصبح فإنّ أوّل وقتها طلوع الفجر وإن جوّز تقديمه وإتيانه بعد نافلة الليل لمن صلى نافلة الليل ويعبّر عنه بإقحام نافلة الصبح في نافلة الليل .

  • 1  . قال صاحب الجواهر: «ينبغي التربص فيه (أي القمر) حتّى يتبين ويظهر ، خصوصاً في ليالي البيض والغيم ، للاحتياط في أمر الصلاة وإيماء التشبيه بالقبطية البيضاء ونهر سوري إليه وخبر ابن مهزيار» جواهر الكلام ، ج 7 ، ص 97 ـ 98 ، طبع دار الكتب الإسلامية .
  • 2  . مصباح الفقيه ، ج 2 ، ص 25 .

(الصفحة 183)

وبعد هذا المحقّق ، من أصرّ على هذا المبنى هو الإمام الخميني (قدس سره) فإنّه (قدس سره) دوّن رسالة موجزة في تعيين طلوع الفجر في الليالي المقمرة وكنت استنسخه في السنوات الماضية وتلك النسخة موجودة عندي ولكن في زماننا هذا طبعت هذه الرسالة وهذه الرسالة كما قلنا مختصرة في حد صفحة أو صفحتين . واختار هو مختار الهمداني (رحمه الله) باستناد الكتاب والسنّة وقال المحقّق الهمداني: «مقتضى ظاهر الكتاب والسنة وكذا فتاوى الأصحاب اعتبار اعتراض الفجر وتبيّنه في الاُفق بالفعل فلا يكفي التقدير مع القمر لو أثّر في تأخّر تبين البياض المعترض في الاُفق» وسيأتي بيان إنّه لماذا قال ظهور «فتاوى الأصحاب» مع أنّ هذه المسألة لم تكن معنونة في كلمات الفقهاء .
والعمدة هو البحث عن الكتاب وهو قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الاَْبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الاَْسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)(1) .
ذكر المفسرون ذيل هذه الآية وجوهاً في وجه نزولها وقال الطبرسي (رحمه الله) في المجمع: «روى علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام): قال كان الأكل محرّماً في شهر رمضان بالليل بعد النوم وكان النكاح حراماً بالليل والنهار في شهر رمضان وكان رجل من أصحاب رسول الله يقال له مطعم بن جبير أخو عبدالله بن جبير الذي كان رسول الله وكلّه بِفَم الشعب يوم أحد في خمسين من الرماة وفارقه أصحابه وبقي في اثني عشر رجلاً فقتل على باب الشعب وكان أخوه
  • 1  . البقرة: 186 .