جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب المكاسب المحرمة
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 177)

وأيضاً مثلها رواية حفص قال : ما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه من موسى ابن جعفر (عليه السلام) ، ولا أرجى للناس منه، وكانت قراءته حزناً، فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنساناً(1) .

ورواية معاوية بن عمّار قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام)  : الرجل لا يرى أنّه صنع شيئاً في الدعاء وفي القراءة حتّى يرفع صوته ، فقال : لا بأس، إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان يرفع صوته حتّى يسمعه أهل الدار، وإنّ أبا جعفر (عليه السلام) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان إذا قام من الليل وقرأ رفع صوته فيمرّ به مارّ الطريق من الساقين وغيرهم فيقومون فيستمعون إلى قراءته(2) .

ورواية اُخرى لعبد الله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : لكلّ شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن(3) .

ورواية أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام)  : إذا قرأت القرآن فرفعت صوتي جاءني الشيطان فقال : إنّما ترائي بهذا أهلك والناس ، قال : يا أبا محمّد اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك، ورجّع بالقرآن صوتك; فإنّ الله ـ عزّوجلّ ـ يحبّ


  • (1) الكافي 2:606 ح10، وعنه وسائل الشيعة 6: 209، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب22 ح3 وبحار الأنوار 48: 111 ح18، وفي ج92: 191 ذ ح 3 ومستدرك الوسائل 4: 270، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ذ ح 4672 عن دعوات الراوندي 23 ذ ح30.
  • (2) مستطرفات السرائر: 97 ح17، وعنه وسائل الشيعة 6: 209، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب23 ح2 وبحار الأنوار 85 : 82 ح23 وج92: 194 ح9.
  • (3) الكافي 2: 615 ح9، وعنه وسائل الشيعة 6: 211، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب24 ح3.
  • ورواه في بحار الأنوار 92: 190 ضمن ح2 ومستدرك الوسائل 4: 273، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب20 ح4680 عن جامع الأخبار: 131 ح263 عن أنس، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله).

(الصفحة 178)

الصوت الحسن، يرجّع فيه ترجيعاً(1) .

وذكر في الوسائل بعد نقل الحديث أنّ هذا محمول على التقيّة .

ورواية دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : حسّنوا القرآن بأصواتكم; فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً الخ.(2) .

وغير ذلك من الروايات(3) الدالّة على رجحان رفع الصوت بالقرآن أوّلاً، وقراءته بالصوت الحسن ثانياً ، ولكنّه غير الغناء الذي كان مقتضى إطلاق أدلّة حرمته الشمول للقرآن والدعاء ونحوهما .

ويدلّ عليه رواية ثالثة لعبد الله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : إقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر; فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لايجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم(4) .


  • (1) الكافي 2: 616 ح13، وعنه وسائل الشيعة 6: 211ـ 212، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب24 ح5.
  • (2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 69 ح322، وعنه وسائل الشيعة 6: 212، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب24 ح7، و بحارالأنوار 79: 255 ح4 وج92: 193 ـ 194 ح6، وتفسير كنز الدقائق 8 : 318، وتفسير نور الثقلين 4: 350 ح23.
  • و رواه في كنز العمّال 1: 605 ح2765 عن البراء بن عازب ، عنه(صلى الله عليه وآله) مثله، وفي المستدرك على الصحيحين 1: 768 ح2125 عن البراء، عنه(صلى الله عليه وآله) باختلاف يسير.
  • (3) وسائل الشيعة 6: 210 ـ 212، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب 24، وبحار الأنوار 79: 254ـ 256 ب101 وج92: 190 ـ 195 ب21 وغيرها.
  • (4) الكافي 2: 614 ح3، مجمع البيان 1: 17 ـ 18، الكشكول للبهائي 2: 16، وعنها وسائل الشيعة 6: 210، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب24 ح1.
  • وفي بحار الأنوار 92: 190 ضمن ح2 ومستدرك الوسائل 4: 272، كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن ب20 ح4675 و4677 عن دعوات الراوندي: 24 ح32 وجامع الأخبار: 130 ح260.
  • ورواه في المعرفة والتاريخ 2: 480 والمعجم الأوسط للطبراني 8 : 108 ح7219 وشعب الإيمان 4: 208 ح2406، والعلل المتناهية 1: 118 ح160، ومجمع الزوائد 7: 169، و مختصر قيام الليل: 135 ، والجامع الصغير للسيوطي 1: 83 ح1339 باختلاف يسير، وفي ربيع الأبرار 2: 555 ذيله باختلاف يسير.

(الصفحة 179)

وسيأتي في المقام الثاني تحقيق معنى الغناء إن شاء الله تعالى .

المقام الثاني : في تحقيق موضوع الغناء ومفهومه، وقبل الخوض في هذا المجال ينبغي التنبيه على نكتة نافعة في التفسير وفي الفقه في الموارد التي يكون لها ارتباط بالكتاب ; وهي أنّ الاُصول التي يعتمد عليها في التفسير والوصول إلى مراد الله ـ تعالى ـ من الكتاب ـ كما بيّناها في مدخل التفسير(1) ـ قد تكون هي ظواهر الكتاب بلحاظ ما قرّر في الاُصول(2) من حجّية ظواهر الكتاب كالروايات .

ومن الواضح توقّفها على عدم وجود قرينة على خلافها ولو كانت القرينة عقليّة ، ففي مثل قوله ـ تعالى ـ : {وَ جَآءَ رَبُّكَ}(3) قامت القرينة العقليّة القائمة على عدم جسميّة الربّ وعدم إمكان المجيء في حقّه ، فلابدّ من أن يحمل على حذف المضاف  ويقال: إنّ المراد «وجاء أمر ربّك» .

وقد تكون هي الرواية المعتبرة عن الأئمّة (عليهم السلام) ، الدالّة على أنّ المراد خلاف ما يقتضيه ظهور الآية، أو أنّ المراد من المتشابهات ماذا ؟ فإنّ قولهم (عليهم السلام) قرينة عليه بعد اعتقادنا بأنّ ما أفادوه فهو مأخوذ من الوحي ومُتَّك عليه .

نعم ، لو كانوا في مقابل مخالفيهم في مقام الاستشهاد بالآية على مرامهم لابدّ وأن يكون المستند ظاهر الآية ودلالتها في نفسها على ذلك، وإلاّ لايبقى مجال


  • (1) مدخل التفسير : 161 ـ 172.
  • (2) سيرى كامل در اصول فقه 10: 241 ـ 275.
  • (3) سورة الفجر 89 : 22.

(الصفحة 180)

للاستشهاد والتمسّك بالكتاب في قبالهم ، كما أنّهم قد يستدلّون بالقرآن. ولابدّ وأن يكون الاستدلال بالظاهر في مقابل بعض رواة الشيعة لحديث المسح على بعض الرأس، الذي سأل فيه زرارة عن الإمام (عليه السلام) من أين علمت و قلت: إنّ المسح ببعض الرأس؟... فقال : لمكان الباء(1) ، مشيراً إلى قوله ـ تعالى ـ: {وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ}(2) .

هذا، ولكنّ القرينة مطلقاً ـ ولو في الاستعمالات العرفيّة ـ إنّما تجدي في مورد يكون أصل الاستعمال صحيحاً ، غاية الأمر تردّد المراد بين أن يكون معناه الحقيقي أو المجازي مثلاً، ففي مثل قوله : «رأيت أسداً يرمي» إنّما يجدي القرينة وتفيد أنّ المراد المعنى المجازي الأعمّ من الاستعارة فيما لو كان الرجل شبيهاً بالأسد في الشجاعة، بحيث كانت علاقة المشابهة موجودة . ومن المعلوم صحّة الاستعمالات المجازيّة وكثرتها كالحقيقيّة أو أزيد .

وأمّا لو اُريد بالأسد رجل لا يكون شبيهاً بالأسد بوجه، ولم يكن في الاستعمال شيء من علائق المجاز مع كثرتها، كما هي المذكورة في محلّه، فالقرينة لاتفيد تصحيح الاستعمال، ولا تجدي في ذلك أصلاً ، فالاستعمال الصحيح الذي يكون أمر المراد


  • (1) الفقيه 1: 56 ح212، علل الشرائع : 279 ب190 ح1، الكافي 3: 30 ح4، تهذيب الأحكام 1: 61 ح168، الاستبصار 1: 62 ـ 63 ح186، وعنها وسائل الشيعة 1: 412 ـ 413، كتاب الطهارة، أبواب الوضوء ب23 ح1.
  • وفي تفسير الصافي 2: 18 عن الفقيه وتفسير العيّاشي 1: 299 ح52.
  • وفي البرهان في تفسير القرآن 2: 256 ح2974 عن الكافي، وفي ص259 ح2984 عن العيّاشي.
  • وفي بحار الأنوار 80 : 289 ح46 عن العلل والعيّاشي.
  • وفي تفسير كنز الدقائق 3: 27ـ28 عن الكافي.
  • (2) سورة المائدة 5: 6.

(الصفحة 181)

فيه دائراً بين المعنى الحقيقي، وبين المعنى المجازي مثلاً، يحمل بمعونة القرينة على خلاف الظاهر مع قطع النظر عن القرينة .

وبعبارة اُخرى: تنقلب أصالة الظهور في المعنى الحقيقي بمقتضى الوضع إلى أصالة الظهور في المعنى المجازي بمعونة القرينة، وقد قرّر في محلّه(1) أنّ أصالة الظهور أعمّ من أصالة الحقيقة ، فتدبّر .

إذا عرفت ذلك فاعلم: أنّ العناوين القرآنيّة المفسّرة في الروايات بالغناء ـ وفيها صحاح وموثّقات معتبرات ـ عناوين أربعة: وهي عبارة عن قول الزور، ولهو الحديث، والزور، واللّغو كما مرّ(2)، هذا من ناحية .

ومن ناحية اُخرى: قد فسّر الغناء كما في المتن بمدّ الصوت وترجيعه بكيفيّة خاصّة مطربة تناسب مجالس اللهو، ومحافل الطرب، وآلات اللهو والملاهي، ولاارتياب في أنّ الغناءبناءً على ذلك كيفيّة للصوت مشتملة على خصوصيّة مذكورة.

وعليه: يقع السؤال عن أنّه إذا كان الغناء عبارة عن الكيفيّة، ولم يكن له أيّ ارتباط بالكلام الذي يقع فيه الغناء ـ ولذا عرفت(3) جريان الحرمة في الغناء في القرآن والأدعية والمراثي ـ كيف يقع تفسيراً لعنواني قول الزور، ولهو الحديث، بناءً على كونه من إضافة الصفة إلى الموصوف، كما هو الظاهر  وإن كان وقوعه تفسيراً لعنواني الزور واللغو ممّا لا مانع منه; ضرورة أنّ العنوانين الأوّلين من مقولة الكلام، والغناء من خصوصيّات كيفيّة الصوت، فكيف يقع تفسيراً لهما.

وقد عرفت أنّ قول الإمام (عليه السلام) وإن كان حجّة علينا بالإضافة إلى خلاف الظاهر،


  • (1) نهاية الأفكار 3: 86.
  • (2) في ص164 ـ 167.
  • (3) في ص175 ـ 178.