جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب المكاسب المحرمة
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 31)

وتخليلها لصاحبها، ثمّ أخذ الخلّ وفاءً عن الدراهم(1) .

هذا، ولكن ذكرالاُستاذالماتن (قدس سره) أنّه يمكن أن يكون المرادمن عليّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، ويمكن أن يكون المراد عليّ بن حديد الواقع في سلسلة رواة الحديث(2) .

وكيف كان، فقد أورد المحقّق الايرواني على الشيخ بأنّ المالك لم يعط الخلّ وفاءً، وإنّما أعطى الخمر، فكيف يأخذ الخلّ وفاءً بلا إذن جديد من المالك ؟ مع أنّ هذا مبنيّ على اجتهاد ابن أبي عمير من كون المراد من الإفساد التخليل، لِمَ لا يكون المراد منه جعلها خمراً فاسدة لا يرغب فيها؟ وليس في الرواية إشارة إلى أخذها بدلاً عن الدرهم . نعم ، هو مجرّد إيهام لا حجّية فيه، فيحكم ببقاء الدراهم في الذمّة . وأمّا الخمر فيفسدها حسماً لمادّة الفساد(3) .

أقول : الظاهر من الرواية أنّ المديون إنّما يعطي الخمر بدلاً عمّا هو عليه من الدين، وحينئذ فالظاهر دلالتها على أنّه بعد التخليل يجوز للدائن استيفاء دينه منه، وحينئذ إن قلنا بأنّ المراد من عليّ أمير المؤمنين ـ كما هو مستبعد جدّاًـ يكون المراد من التخليل استيفاء الدين منه، ولو فرض كونه تقاصّاً وأنّ التقاصّ يحتاج إلى إذن من الحاكم يكون ذلك إذناً من المولى بالإضافة إلى التقاصّ ، كما أنّ الأمر كذلك بناءً على التفسير الثاني وإن كان لا حجّية فيه بوجه ، غاية الأمر أنّ الآذن حينئذ الإمام الصادق (عليه السلام) ، فتدبّر .

ومن جملة ما يحرم التكسّب به المنيّ، فقد ذكر الشيخ الأعظم (قدس سره) أنّه لا إشكال في حرمة بيع المنيّ لنجاسته وعدم الانتفاع به إذا وقع خارج الرحم ، ولو وقع فيه


  • (1) المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 1: 42.
  • (2) المكاسب المحرّمة للإمام الخميني(رحمه الله) 1: 46.
  • (3) حاشية كتاب المكاسب للايرواني 1: 39 ـ 40.

(الصفحة 32)

فكذلك لاينتفع به المشتري; لأنّ الولد نماء الاُمّ في الحيوانات عرفاً، وللأب في الإنسان شرعاً ، لكنّ الظاهر أنّ حكمهم بتبعيّة الاُمّ متفرّع على عدم تملّك المني، وإلاّ لكان بمنزلة البذر المملوك يتبعه الزرع ، فالمتعيّن التعليل بالنجاسة، لكن قد منع بعض من نجاسته إذا دخل عن الباطن إلى الباطن(1) ، انتهى موضع الحاجة فعلاً .

أقول : هنا جهات من الكلام لابدّ من الإشارة إليها :

الاُولى : أنّ عدم الانتفاع بالمني لو وقع خارج الرحم إنّما كان بحسب المعمول المتداول في تلك الأزمنة، وإلاّ ففي زماننا قد اُسّست مؤسّسات في الخارج وفي الداخل لصيرورة المرأة التي كانت عقيماً صاحبة الولد بتزريق منيّ الزوج في رحمها مع رعاية شرائط مقرّرة وخصوصيّات معيّنة، وصيرورتها صاحبة الولد بعد مدّة، وهذا مع قطع النظر عن المقارنات المحرّمة من جهة تصدّي الرجل له، أو المرأة التي يحرم عليها أيضاً النظر إلى عورة مثلها، أو الالتزام بالجواز في بعض موارد الضرورة يوجب اتّصاف المنيّ بقابليّة الانتفاع; لصيرورة المنيّ الواقع خارج الرحم ولداً بعد مدّة، وهذا ثابت لا بالنقل العادي ومثل خبر الواحد ، بل متواتر جدّاً، فالتعليل بعدم الانتفاع بالمنىّ الواقع خارج الرحم غير صحيح بالإضافة إلى هذه الأزمنة .

وحينئذ يجوز للزوج أخذ العوض في مقابل منيّه التي أراقها حتّى من الزوجة، ومجرّد النجاسة غير صالحة للمنع، فقد عرفت(2) اشتمال رواية تحف العقول على التعليل المقتضي لقصر الحكم بالفساد والحرمة على صورة عدم الانتفاع بالمحرّم، كما


  • (1) المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 1: 29.
  • (2) في ص 11 .

(الصفحة 33)

عرفت في الدم والميتة(1) .

الثانية : أنّ ما اُشير إليه في كلام الشيخ المتقدّم ـ من أنّ الولد تابع للاُمّ في الحيوان وللأب في الإنسان ـ إنّما هو مبنيّ على ما استقرّت عليه السيرة العقلائية الممضاة من قبل الشرع، الثابتة في أذهان المتشرّعة من أنّه إذا أولد الفحل حيواناً اُنثى كالشاة مثلاً يكون ولدها ملحقاً بها، من دون فرق بين اختلاف المالكين واتّحادهما، ومن دون فرق بين ما إذا كان الفحل معلوماً أو مجهولاً، فإذا أرسل شاته الاُنثى إلى ماشية لغيره ثمّ صارت شاته حبلى يكون الولد ملحقاً بالاُمّ مطلقاً .

وأمّا في الإنسان فيكون الولد للأب وإن كان العمل عن غير وطء صحيح; لأنّ انتفاء النسبة لا يكون مبتنياً على الشرع والوطء الصحيح، بل النسبة العرفيّة متحقّقة بالإضافة إلى جميع الموارد ، غاية الأمر عدم ترتّب التوارث شرعاً . وأمّا سائر الأحكام المترتّبة على ثبوت النسبة العرفيّة فهي مترتّبة على الوطء غير الصحيح أيضاً، كحرمة الزواج مع الولد إذا كان اُنثى وجواز النظر إليها، وهكذا سائر الأحكام على ما في كتاب النكاح .(2)

الثالثة : أنّ المني إذا دخل من صلب الفحل إلى رحم الاُنثى من دون أن يرى لون الخارج يكون طاهراً ظاهراً، كالدم والبول الثابتين في الباطن; فإنّهما غير نجسين مادام كونهما كذلك، فالتعليل بالنجاسة على فرض كونها من حيث هي مانعة غير جار هنا .

الرابعة : أنّه قد أفاد الشيخ (قدس سره) أنّه قد ذكر العلاّمة من المحرّمات بيع عسيب


  • (1) في ص 23 ـ 29 .
  • (2) تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة، كتاب النكاح: 136 ـ 137.

(الصفحة 34)

الفحل(1); وهو ماؤه قبل الاستقرار في الرحم ، كما أنّ الملاقيح هو ماؤه بعد الاستقرار، كما في جامع المقاصد(2) وعن غيره(3)، وعلّل في الغنية بطلان بيع ما في أصلاب الفحول بالجهالة وعدم القدرة على التسليم(4) ،(5).

واُورد على التعليل بالجهالة بأنّ الغرر المنهي في البيع إنّما هو بالإضافة إلى مايختلف الأغراض بالنظر إلى مقداره وكمّيته . وأمّا فيما لا أثر له من هذه الجهة فلامانع من صحّة البيع من هذه الجهة، وهذا كما في المقام على ما لا يخفى . كماأنّه قدأورد على التعليل بالثاني بأنّ المعتبر من القدرة هي القدرة العرفيّةوهي حاصلة(6).

ثمّ إنّ هنا عنواناً اُخر; وهي إجارة الفحول والتكسّب من هذه الناحية; لكون اجتماعها مع الاُنثى الموجب لصيرورتها ذات الولد نوعاً ويعدّ من منافعه العقلائيّة، فلا مانع من إيجادها واستئجارها لهذه الجهة والتكسّب به . والظاهر أنّ مقتضى التأمّل في الروايات الواردة في هذه الجهة من طريق العامّة(7) والخاصّة(8) هو الحكم بالكراهة وعدم المنع، كعطف كسب الحجّام عليه في بعض الروايات (9).


  • (1) تحرير الأحكام الشرعيّة 2: 255 ـ 256، تذكرة الفقهاء 10: 67 مسألة 39.
  • (2) جامع المقاصد 4: 53.
  • (3) نقله عن حواشي الشهيد في مفتاح الكرامة 12: 470.
  • (4) غنية النزوع: 212.
  • (5) المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 1: 29 ـ 30.
  • (6) حاشية كتاب المكاسب للايرواني 1: 34.
  • (7) صحيح البخاري 3: 74، ب 21، عسب الفحل ح2284، السنن الكبرى للبيهقي 8 : 249، باب النهي عن عسب الفحل ح11005ـ 11007.
  • (8) وسائل الشيعة 17: 95، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به ب5 ح13 و 14 وص111 ب12.
  • (9) المسند لأحمد بن حنبل 3: 159 ح7981 وص 227 ح8397 وص392 ح9383، سنن النسائي 7: 311، كتاب البيوع، باب بيع ضراب الجمل.

(الصفحة 35)

ومن مصاديق الأعيان النجسة: الكلب وإن لم يعطف على لحم الخنزير في الآيتين المتقدّمتين المشتملتين على لحم الخنزير(1) ، ولعل العلّة في عدم ذكره معه عدم تعارف أكل لحمه والاستفادة منه بخلاف الخنزير وإن كان مشتركاً معه عندهم في هذه الجهة، ولكن حيث إنّ بعض مصاديقه داخل وباق في المستثنى منه، وبعض مصاديقه أخرجه في ذيل العبارة في أصل المسألة المذكورة في المتن، فاللازم بيان حكم جميع المصاديق، خصوصاً مع أنّه إنّما ينتفع به في هذه الأزمنة لبعض الأغراض المهمّة; كالتجسّس بالإضافة إلى الموادّ المخدّرة بالنسبة إلى المسافرين الداخلين من مملكة إلى اُخرى .

فنقول: له مصداقان متيقّنان في جانبي النفي والإثبات :

أمّا المصداق المتيقّن في جانب النفي، فهو كلب الهراش الذي لا يترتّب عليه أيّة فائدة من الاصطياد والحراسة أصلاً ، بل الغرض نفسه وعنوانه كما يرى بالنسبة إلى الغربيّين الملازمين للكلب نوعاً، وهو داخل في أجزاء ما يعيشونه وفي منازلهم، بل وفي محالّ نومهم واستراحتهم، وربما يعدّون له الموادّ الغذائيّة وينظّفونه في الحمّام وغيره، ويكون معهم أينما كانوا ، ومن المؤسف سراية هذه الجهة إلى بعض الممالك الإسلاميّة والجوامع المتشرّعة شيئاً فشيئاً ، ولعلّ السرّ في ذلك أنّ وراء هذه القضيّة الاستكبار العالمي المخالف لعقائد الإسلام والساعي إلى تخريب عقائد المسلمين وتزلزل عقيدتهم، وإيقاف الثورة الإسلاميّة الموجبة لقطع أيادي المستعمرين وسلب منافعهم ودفع سلطتهم .

وكيف كان، فالمصداق المتيقّن في جانب الإثبات، فهو كلب الصيد المنسوب إلى


  • (1) في ص: 9 ـ 10.