جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه124)

لا يكون جواباً عنه.

والتحقيق هنا: أنّ حلّ الإشكال يكون برفع يد الشارع عن الحكم الواقعيكرفع يده عن أحد الحكمين في باب التزاحم.

توضيح ذلك: أنّه لابدّ للشارع إمّا من إيجاب الاحتياط في جميع موارداحتمال تحقّق التكليف، وإمّا اعتبار الطرق والأمارات العقلائيّة التي تكون غالبمطابقة للواقع، والأوّل يوجب انزجار الناس عن أساس الدين وينافيالسمحة والسهلة التي يكون تشريع الدِّين على أساسها، ويوجب تعطيل اُمورمعاش الناس؛ لاشتغالهم في أكثر الأوقات بإتيان الواجبات المحتملة والتحرّزعن المحرّمات المحتملة، فيتعيّن الثاني بأنّ مصلحة حفظ أساس الدين تقتضيجعل الشارع قاعدة الطهارة والحلّية في الموارد المشكوكة من باب المسامحةوالسهولة، والمصلحة المذكورة تقتضي رفع اليد عن الحكم الواقعي مع فعليّتهوتحقّق مناطه، وهذه مسألة عقلائيّة.

ومن ذلك ظهر: أوّلاً: أنّه لا محذور في الجمع بين الحكم الظاهري والواقعيبما ذكرناه.

وثانياً: أنّ التعبّد بالمظنّة لا يستلزم أيّ محذور من المحذورات المذكورة.

(صفحه 125)

حكم الشكّ في الحجّيّة

حكم الشكّ في الحجّيّة

إذا كان مفاد الدليل القطعي هو اعتبار الأمارات وحجّيتها فيجب متابعتهوالأخذ به، وإن كانت الأمارة مشكوكة الحجّية، ولم يقم دليل على إثباتحجّيتها ولا نفيها فقد ذكرت وجوه لإثبات أنّ مقتضى القاعدة هنا عدمالحجّية:

الأوّل: ما ذكره الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‏سره (1) من أنّ التعبّد بالظنّ الذي لميدلّ على التعبّد به دليل محرمّ بالأدلّة الأربعة:

أمّا الكتاب فيكفي منه قوله تعالى: «قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِتَفْتَرُونَ»(2)، حيث دلّ على أنّ ما ليس بمأذون من قبل اللّه‏ تعالى فإسناده إليهمحرّم وافتراء.

وأمّا السنّة فمنها قول الإمام الصادق عليه‏السلام في عداد القضاة: «القضاة أربعة،ثلاثة في النار وواحد في الجنّة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجلقضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو فيالنار، ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة»(3).


  • (1) الرسائل 30: 31.
  • (2) يونس: 59.
  • (3) الوسائل 27: 22، الباب 4 من أبواب صفات القاضي، الحديث 6.
(صفحه126)

فقوله عليه‏السلام : «رجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو في النار» يدلّ على التوبيخلأجل القضاء بما لا يعلم.

وأمّا الإجماع فقد ادّعاه الوحيد البهبهاني قدس‏سره في بعض رسائله من أنّ حرمةالعمل بما لا يعلم من البديهيّات عند العوام، فضلاً عن العلماء والخواص.

وأمّا العقل فقد أطبق العقلاء على تقبيح العبد وتوبيخه على اعتقاده وتديّنهبما لا يعلم بوروده من المولى وإسناده إليه.

وفيه: أوّلاً: أنّ هذه الأدلّة لا تنطبق على المدّعى؛ إذ المدّعى أنّ الأمارة التيلم يدلّ دليل على اعتبارها وشكّ في حجّيتها متّصفة بعدم الحجّية، وغاية ميستفاد من الأدلّة هو حرمة الإسناد إلى الشارع بغير علم، إلاّ أن تتحقّقالملازمة بين حرمة الإسناد وعدم الحجّية، فتماميّة هذا الاستدلال تتوقّف علىثبوت الملازمة بينهما.

وقد ذكر كثير من العلماء موارد النقض لهذه الملازمة:

الأوّل: ما عن المحقّق الخراساني قدس‏سره (1) من أنّ الظنّ على الحكومة حجّة،ولكن لا يصحّ إسناد المظنون في مورده إلى الشارع كما هو واضح.

والتحقيق: أنّ هذا النقض ليس بوارد عليه؛ إذ الحجّة في مورد الظنّالانسدادي على الحكومة ليس هو الظنّ كما تخيّل، بل الحجّة هي العلمالإجمالي بثبوت التكاليف اللزوميّة من الوجوبيّة والتحريميّة في الشريعة،فإطلاق الحجّة على الظنّ مسامحة.

بيان ذلك: أنّ مقدّمات دليل الانسداد على الحكومة لا تنتج حجّية الظنّ،بل نتيجتها التبعيض في مقابل الاحتياط، وذلك بالأخذ بالمظنونات دونالمشكوكات والموهومات؛ إذ الاحتياط التامّ في جميعها بمقتضى العلم الإجمالي


  • (1) كفاية الاُصول 2: 80.
(صفحه 127)

موجب لاختلال النظام أو العسر والحرج، ولايصحّ ترجيح المشكوكاتوالموهومات على المظنونات؛ لكونه من ترجيح المرجوح على الراجح، فلابدّمن الاحتياط في مورد الظنّ فقط ومنشأه العلم الإجمالي بثبوت التكاليف،فكيف يصحّ إطلاق الحجّة عليه؟!

الثاني: ما عن المحقّق العراقي قدس‏سره (1) من أنّ الشكّ في الشبهات البدوية قبلالفحص حجّة يعني إن كان شرب التتن بحسب الواقع حراماً يوجب جريانالبراءة قبل الفحص، لتنجّز الحرمة الواقعيّة، لعدم جواز إجراء البراءة فيموردها، ومع ذلك لا يجوز إسناد المشكوك إلى الشارع بالبداهة.

ثمّ قال: وهكذا إيجاب الاحتياط في الشبهات البدوية حجّة ومنجّز للواقعبلا إشكال، إلاّ أنّه لا يجوز الإسناد في مورده كما هو واضح.

وجوابه: أنّ الشكّ البدوي قبل الفحص ليس بحجّة، بل الحجّة في الشبهاتالبدويّة قبل الفحص هو العلم الإجمالي بثبوت التكاليف في الشريعة، فإنّهيوجب اشتغال الذمّة عند عدم وجود المؤمّن، وهكذا إيجاب الاحتياط ليسبحجّة، وإنّما هو رافع لموضوع حكم العقل بقبح العقاب بلا بيان، فالحجّة هوالعلم الإجمالي السابق على الشكّ، إلاّ أنّ الشارع جعل مؤمّناً في الشبهاتالبدويّة بعد الفحص، وأمّا قبل الفحص فهو باقٍ على حاله.

ولكنّ الملازمة المذكورة تحتاج إلى دليل ولابدّ من إثباتها، وعدم إثباتهومشكوكيّتها يكفي لعدم تماميّة استدلال الشيخ الأنصاري قدس‏سره .

الوجه الثاني: هو استصحاب عدم الحجّية؛ لأنّ حجّية الأمارة منالحوادث، وكلّ حادث مسبوق بالعدم.

وأورد عليه الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‏سره (2) بأنّ حرمة العمل بالظنّ يكفي في


  • (1) نهاية الأفكار 3: 80 ـ 81.
  • (2) الرسائل: 31.
(صفحه128)

موضوعها عدم العلم بورود التعبّد، من غير حاجة إلى إحراز عدم ورودالتعبّد به ليحتاج في ذلك إلى استصحاب العدم ثمّ إثبات الحرمة.

والحاصل: أنّ أصالة عدم الحادث إنّما يحتاج إليها في الأحكام المترتّبة علىعدم ذلك الحادث، وأمّا الحكم المترتّب على عدم العلم بذلك الحادث فيكفيفيه الشكّ، ولا يحتاج إلى إحراز عدمه بالأصل، وهذا نظير قاعدة الاشتغالالحاكمة بوجوب حصول اليقين بالفراغ، فإنّه لا يحتاج في إجرائها إلى إجراءأصالة عدم فراغ الذمّة، بل يكفي فيها عدم العلم بالفراغ.

واعترض عليه المحقّق الخراساني قدس‏سره (1) بأمرين:

الأوّل: أنّ الحجّية من الأحكام الوضعية القابلة للجعل الشرعي، فيصحّإجراء الاستصحاب فيها وجوداً وعدماً، فإنّ استصحاب عدم الحجّيةكاستصحاب عدم الوجوب وعدم الحرمة، فكما أنّه لا يتوقّف استصحابعدم الوجوب والحرمة على أثر آخر وراء عدمها، فكذلك استصحاب عدمالحجّية بلا انتظار أثر آخر وراء عدم الحجّية.

الأمر الثاني: أنّ الحكم الشرعي إمّا أن يكون مترتّباً على الواقع فقطفلامجال حينئذٍ إلاّ للاستصحاب لإحراز الواقع، وإمّا أن يكون مترتّباً علىالشكّ فقط، فلا مورد حينئذٍ إلاّ للقاعدة المضروبة لحكم الشكّ، وقد يكونمترتّباً على كلّ من الواقع والشكّ، فيكون المورد قابلاً لجريان الاستصحابوالقاعدة، إلاّ أنّ الاستصحاب يجري دون القاعدة لحكومته عليها؛ لحكومةاستصحاب الطهارة على قاعدة الطهارة.

ولايخفى أنّ ما نحن فيه من قبيل القسم الأخير، فإنّ حرمة التعبّد كما هي


  • (1) حاشية الرسائل: 43.