جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه62)

المقيّد؛ إذ يمكن أن يقال في مثل: «اعتق رقبة» و«لا تعتق الرقبة الكافرة»، بأنّعتق الرقبة الكافرة مجمع للعنوانين لتعلّق الوجوب بعنوان عتق الرقبة،والحرمة بعنوان عتق الرقبة الكافرة، كما هو الحال في الصلاة في الدارالمغصوبة، فلا مجال لحمل المطلق على المقيّد.

ولا يخفى أنّ العموم المطلق على نوعين؛ إذ هو قد يكون نظير الرقبة والرقبةالكافرة، ومن البعيد الالتزام بدخول مثله في مسألة اجتماع الأمر والنهي، وقديتحقّق عنوانان متغايران، ولا ينتقل الإنسان من إطلاق أحدهما إلى الآخر،مثل: عنوان الحيوان والإنسان، ففي مثل ذلك ما قال به صاحب الفصول قابلٌللمساعدة، بخلاف ما إذا اُخذ في الخاصّ عنوان العامّ مع قيدٍ آخر، فإنّ لازمذلك أن تتعلّق إرادة جدّية للمولى بعتق الرقبة بلا قيد وشرط، وإرادته الجدّيةالاُخرى بعتق الرقبة الغير الكافرة، وهذا مخالف لما حقّقناه سابقاً، وما نحن فيهمن هذا القبيل، فإنّ متعلّق الوجوب هي صلاة الجمعة، ومتعلّق الحرمة أيضعبارة عن صلاة الجمعة مع قيد كونها مقطوعة الوجوب وبحسب الواقعواجبة، فلا يمكن هنا اجتماع الأمر والنهي.

وأمّا القسم الرابع ـ أي أخذ القطع بالحكم في موضوع الحكم المماثل ـ فقدذكر في وجه استحالته الاُمور المذكورة في القسم الثالث:

الأوّل: ما عن صاحب الكفاية قدس‏سره (1) من استلزامه لاجتماع المثلين، وهومحال.

وجوابه: أنّ الأحكام الشرعيّة اُمور اعتباريّة، ولا تجري فيها مقولة التضادّوالتماثل كما عرفت.

الثاني: لزوم اجتماع المصلحتين والإرادتين على شيء واحد، وهو محالٌ.


  • (1) كفاية الاُصول 2: 25.
(صفحه 63)

وجوابه ما عرفته هناك.

الثالث: لزوم اللغويّة؛ إذ لا يترتّب على جعل الحكم المماثل فائدة ولا أثربعد جعل الحكم المقطوع به.

وجوابه: أنّ عنوان محرّكيّته وباعثيّته محفوظ بالنسبة إلى بعض الأفراد، فإنّبعض المكلّفين لا يتحرّك بحكم واحد، ولكن يتأثّر بحكمين؛ لما يراه من كثرةالتبعات وازدياد العقاب عند المخالفة، فلذا لا مانع من نذر العمل الواجبكصلاة الصبح مثلاً، وفائدته العقلائيّة هي المحرّكيّة والباعثيّة.

والتحقيق في المسألة: هو الفرق بين كون القطع تمام الموضوع أو جزءالموضوع، وأنّ اجتماع الحكمين المتماثلين على الأوّل ممكن وعلى الثاني ممتنع.

وأمّا القسم الخامس ـ أي أخذ القطع بالحكم في موضوع نفس ذلكالحكم ـ ففيه أقوال مختلفة:

الأوّل: ما اختاره جمع من الأعاظم، وهو أنّه مستحيل؛ لاستلزامه الدورالمحال، فإنّ القطع بالحكم يتوقّف على الحكم، والحكم يتوقّف على القطع به؛لتوقّف كلّ حكم على موضوعه، وهذا دور صريحٌ، وسيأتي الكلام في هذالقول في توضيح كلام الإمام قدس‏سره .

القول الثاني: ما اختاره المحقّق النائيني قدس‏سره (1) من التفصيل بين التقييداللحاظي ونتيجة التقييد؛ باستحالة الأوّل وإمكان الثاني.

توضيح ذلك: أنّ الانقسامات قد تكون في رتبة متقدّمة على الحكمكالاستطاعة بالنسبة إلى وجوب الحجّ، فإنّ انقسام المكلّف بالمستطيع وغيرالمستطيع لا يتوقّف على جعل وجوب الحجّ، ويعبّر عنها بالانقسامات السابقةعلى الحكم، وقد يكون في رتبة متأخّرة عن الحكم، مثل: تقسيم المكلّف بأنّه


  • (1) فوائد الاُصول 3: 11 ـ 13.
(صفحه64)

إمّا عالمٌ بالحكم وإمّا جاهلٌ به، ويعبّر عنها بالانقسامات اللاّحقة للحكم.

ثمّ إنّ التقييد اللحاظي بالنسبة إلى الانقسامات السابقة ممكنٌ، كما تراه فيقوله تعالى: «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»(1)، يعني إذاستطعتم يجب عليكم الحجّ، وإذا أمكن التقييد اللحاظي فيها أمكن الإطلاقأيضاً.

وأمّا في الانقسامات اللاّحقة فلا يمكن التقييد اللحاظي، فإنّ أخذ المتأخّرعن الحكم ـ كالعلم به ـ في رتبة الحكم بعنوان القيد يستلزم الدور الممتنع، وإذامتنع التقييد امتنع الإطلاق أيضاً؛ لأنّ التقابل بين الإطلاق والتقييد تقابلالعدم والملكة، ولكن بما أنّ الإهمال في مقام الثبوت غير معقول فلابدّ إمّا مننتيجة الإطلاق أو من نتيجة التقييد؛ إذ الملاك الذي يقتضي تشريع الحكم إمّأن يكون محفوظاً في كلتا حالتي الجهل والعلم، فلابدّ حينئذٍ من نتيجةالإطلاق، وإمّا أن يكون محفوظاً في حالة العلم فقط، فلابدّ حينئذٍ من نتيجةالتقييد، وحيث لا يمكن أن يكون الجعل الأوّل متكفّلاً لبيان ذلك فلابدّ منجعل آخر يستفاد منه نتيجة الإطلاق أو نتيجة التقييد، وهذا الجعل الثانييصطلح عليه بمتمّم الجعل، فاستكشاف كلّ من نتيجة الإطلاق والتقييد يكونمن دليل آخر.

وقد ادّعى تواتر الأدلّة على اشتراك الأحكام في حقّ العالم والجاهل،والظاهر قيام الإجماع بل الضرورة على ذلك، ومن تلك الأدلّة والإجماعوالضرورة يستفاد نتيجة الإطلاق، وأنّ الحكم مطلق في حقّ العالم والجاهل،ولكن تلك الأدلّة قابلة للتخصيص، وقد خصّصت في غير مورد كما في موردالجهر والإخفات والقصر والإتمام، حيث قام الدليل على اختصاص الحكم في


  • (1) آل عمران: 97.
(صفحه 65)

حقّ العالم(1)، ففيما نحن فيه بلحاظ كون القطع من الانقسامات اللاحقة وعدمإمكان التقييد اللحاظي فيه في ضمن جعلٍ واحدٍ، فلابدّ من بيان إطلاقالحكم أو تقييده في ضمن متمّم الجعل ودليل مستقلٍّ، ويعبّر عنه بنتيجةالتقييد، وهذا ليس بممتنع. هذا تمام كلامه قدس‏سره .

ويناقش فيه في عدّة جهات:

الاُولى: أنّه لا يمكن جريان نتيجة التقييد في جميع الانقسامات اللاّحقةللحكم، بيان ذلك: أنّ الانقسامات اللاحقة على قسمين:

أحدهما: ما يمكن تقييد الحكم به بنحو نتيجة التقييد، وذلك مثل قصدالقربة ـ بمعنى إتيان العمل بداعويّة أمره ـ في العبادات، ففي مثل ذلك يصحّالتفصيل المذكور، بخلاف ما ذكره صاحب الكفاية قدس‏سره في بحث الواجب التوصّليوالتعبّدي من استحالته وإن كان بصورة نتيجة التقييد.

وثانيهما: ما لا يمكن تقييد الحكم به بنحو نتيجة التقييد كالتقييد اللحاظي،وذلك مثل: أخذ القطع بالحكم في موضوع شخصه، فإنّ ملاك الامتناع هوالدور، يعني توقّف الحكم على القطع به وتوقّف القطع بالحكم على الحكم،وهذا المحذور يتحقّق، سواء كان التقييد في دليل واحد أو كان في دليلين، فتعدّدالدليل لا يجدي في رفع غائلة الدور.

وإذا قيل: إنّ أقوى شاهد على إمكان أخذ القطع بالحكم في موضوعشخصه وقوعه، وهو ما يستفاد من الروايات من أنّ الحكم بالجهروالإخفات، والقصر والإتمام يختصّ بالعالمين به.

قلت: إنّ المستفاد من الروايات هو عدم وجوب الإعادة في هذه الموارد؛لاختصاص أصل الحكم فيها بالعالمين به، ومعلوم أنّه لا ملازمة بين الأمرين؛


  • (1) الوسائل 6: 86، الباب 26 من أبواب القراءة، الحديث 1.
(صفحه66)

إذ يحتمل أن يكون عدم الإعادة من باب التخفيف والتسهيل والإرفاق علىالمكلّفين، وأمّا بحسب أصل الجعل فيكون الحكم مشتركاً بين العالم والجاهل،فالتشبيه ليس في محلّه.

الجهة الثانية: أنّ المراد من الإطلاق في مقابل التقييد اللحاظي هو الإطلاقاللحاظي ـ أي الإطلاق مع قيد اللحاظ ـ فعلى هذا يرد عليه:

أوّلاً: أنّ معنى الإطلاق لا يكون لحاظ السريان والشمول فيه، بل معناه أنّبعد تماميّة مقدّمات الحكمة يستفاد أنّ المولى لم يلحظ في متعلّق الحكمخصوصيّة زائدة على الماهيّة، كما مرّ في محلّه.

وثانياً: سلّمنا أنّ الإطلاق يعني لحاظ السريان والشمول فيكون التقابلحينئذٍ بينهما تقابل التضادّ، لا العدم والملكة؛ إذ التقييد متقوّم بلحاظ القيد،والإطلاق متقوّم بلحاظ السريان، ولحاظ القيد ولحاظ السريان أمرانوجوديّان متضادّان، وعلى المعنى الذي ذكرناه يكون التقابل بينهما تقابلالإيجاب والسلب.

وإن كان المراد من الإطلاق عدم لحاظ شيء في متعلّق الحكم مع كونهقابلاً له فحينئذٍ وإن كان التقابل بينه والتقييد اللحاظي تقابل العدم والملكة،إلاّ أنّنا لا نسلّم ما رتّبه قدس‏سره على ذلك بنحو القضيّة الكلّية من أنّه كلّما امتنعالتقييد امتنع الإطلاق أيضاً، فإنّ امتناع التقييد قد ينشأ من عدم قابليّة نفسالموضوع وقصوره عن ذلك، فحينئذٍ بامتناع التقييد يمتنع الإطلاق أيضاً، كمفي مثل البصر والعمى بالنسبة إلى الجدار، وقد ينشأ امتناع التقييد لأمرخارج عن نفس الموضوع مع كون الموضوع في نفسه قابلاً ومستعدّاً له، ففيهذه الصورة لا يلزم من امتناع التقييد امتناع الإطلاق أيضاً كما هو واضح،وذلك لاختصاص المانع بالتقييد دون الإطلاق، وهذا مثل ما نحن فيه؛ إذ