جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه12)

الآخر الحالات المذكورة.

وما هو المهمّ في البحث أنّ المكلّف هنا مختصّ بالمجتهد أو أعمّ منه، ولقرينة في كلام الشيخ قدس‏سره لتعيين أحدهما، ويستفاد من عبارة صاحب الكفاية قدس‏سره اختصاصه بالمجتهد بلحاظ قوله: متعلّق به أو بمقلّديه، كما قال به المحقّقالنائيني قدس‏سره (1).

ومعلوم أنّ القطع حجّة سواء كان بالنسبة إلى الحكم أو الموضوع، وإن كانمخالفاً لنظر مقلّد القاطع، فإنّ حجّيّة فتواه له تكون بعنوان الأمارة، وقدعرفت أنّ العمل بها وظيفة غير القاطع، وحجّيّة القطع أمر ذاتي وبديهيّ وليتوقّف على أمر المفتي، كما أنّ أصل التقليد ومراجعة الجاهل بالعالم يكونكذلك، فعموميّة دائرة القطع وشموله للمجتهد والمقلّد لا شكّ فيه، وهكذالاُصول العمليّة والأمارات الجارية في الموضوعات، مثل استصحاب نجاسةالثوب وقيام البيّنة على خمريّة مائع لا يرتبط بالمجتهد، إلاّ من جهة قوله بحجّيّةالاستصحاب والأمارة.

إنّما الإشكال في الأمارات الدالّة على أصل الحكم والاُصول العمليّةالجارية في الشبهات الحكميّة، والمحقّق النائيني قدس‏سره قائل بعدم ارتباطها بالمقلّدالعامّي؛ لعدم اطّلاعه بقيام الأمارة على وجوب صلاة الجمعة ـ مثلاً ـ وعدمعلمه بحجّيّة الخبر الواحد ـ مثلاً ـ بعد اختلاف العلماء فيها، واختلاف القائلينبالحجّيّة بأنّ خبر العادل حجّة أو الثقة، أو موثوق به، وعدم علمه بالخبرالمعارض، وتشخيصه عن غير المعارض، مع أنّه لابدّ في جريان الاُصولالعمليّة في الشبهات الحكميّة من الفحص عن الدليل واليأس عن الظفر به، فلمحالة يكون المكلّف المقسم عبارة عن المجتهد.


  • (1) فوائد الاُصول 3: 6.
(صفحه 13)

وأنكره المحقّق العراقي قدس‏سره (1) بأنّ المجتهد إذا انتهى نظره بحسب الروايات بأنّالماء الكرّ إذا تغيّر أحد أوصافه الثلاثة بالنجاسة يصير نجساً، ولكنّه لاحظخارجاً أنّ الماء المذكور زال تغيّره من قبل نفسه بعد مدّة، فهو حينئذٍ صارشاكّاً ببقاء نجاسته وعدمه، فإن كان قائلاً بحجّيّة الاستصحاب يجريالاستصحاب ويحكم بنجاسته.

وأمّا المقلّد في أصل الحكم بالنجاسة يقول به حسب فتوى المجتهد، ولكنّهبعد زوال تغيّر الماء من قبل نفسه أيضاً يشكّ في بقاء النجاسة ثمّ يرجع إلىالمجتهد ويسأل منه بأنّ هذا هل وقع مورد تعرّض الروايات نفياً أو إثباتاً أملا؟ ويقول المجتهد بعدم تعرّضها له وكونه مشكوكاً عنده، وحينئذٍ يجريالاستصحاب نيابة عن المقلّد، فلا دليل لاختصاص جريان «لا تنقض اليقينبالشكّ» في الشبهات الحكميّة بالمجتهد، فالمكلّف المقسم لا يختصّ بالمجتهد، بليعمّ المجتهد والعامّي معاً.

والتحقيق: أنّ التفكيك بين المراحل الثلاثة ـ أي مرحلة نجاسة الماء بالتغيّر،ومرحلة المشكوكيّة بزوال التغيّر، ومرحلة جريان الاستصحاب ـ من حيثالرجوع إلى المجتهد ليس بصحيح، وهذا أمر بديهيّ، مع أنّ السيرة العمليةللمتشرّعة في الرجوع إلى المجتهد ليس كما ذكره؛ إذ المقلّد يراجع الرسالةالعمليّة التي ذكر فيها خلاصة الأحكام والنتائج، مع أنّ النيابة أمرٌ مخالفٌللقاعدة ويحتاج إلى الدليل، ولايتحقّق هنا دليل، فلابدّ من القول باختصاصالمقسم بالمجتهد؛ إذ القطع وإن كان حجّة للقاطع، ولكنّه خارج عن مسائل علمالاُصول، وتعميمه للمقلّد والمجتهد لا يقتضي تعميم ما هو من الاُصول ـ أيتعميم المقسم لهما ـ بعد أنّ التقسيم يكون بلحاظ الاُصوليّة.


  • (1) نهاية الأفكار 3: 3.
(صفحه14)

وهكذا في جريان الأمارات والاُصول العمليّة في الشبهات الموضوعيّة،وإن كان الشاكّ هو المقلّد ـ مثلاً ـ ولكن لابدّ من بيان حكم الشكّ من ناحيةالمجتهد، مثل: الحكم بجريان الاستصحاب عند الشكّ في البقاء، وجريان أصالةالبراءة في الشبهة التحريميّة الموضوعيّة، ونحو ذلك، فإنّ جميعها من شأنالمجتهد.

والمهمّ هنا البحث في الجهة الثانية، وقد عرفت من الشيخ الأعظم قدس‏سره التقسيمالثلاثي، وأنّ المكلّف إذا التفت إلى حكم شرعيّ فإمّا أن يحصل له الشكّ فيه أوالقطع أو الظنّ، والظاهر منها الشكّ الشخصي والقطع والظنّ الشخصيّين.

واُشكل عليه: أوّلاً: بأنّ الظنّ الشخصي إذا لم يكن معتبراً ـ مثل حصوله منطريق الشهرة الفتوائيّة ـ فهو في حكم الشكّ ومجرى الاُصول العمليّة. وهذالإشكال وارد عليه؛ لعدم تقييده بالظنّ الشخصي المعتبر.

وثانياً: أنّ الأمارة المعتبرة قد تقوم عند المجتهد ولم يحصل له القطع ولا الظنّالشخصي، مع أنّه لابدّ له من الحكم بمفاده؛ إذ لا ضرورة لإفادة الخبر الواحدالصحيح السند للظنّ الشخصي، فيرد على هذا التقسيم إشكال التداخلوالاختلاط.

وقال المحقّق النائيني قدس‏سره (1) في مقام الدفاع عنه: إنّ بيانه قدس‏سره هنا بيان تمهيديولتوجيه الأذهان إلى التقسيم إجمالاً، وبيان المسائل بالتفصيل في محلّه، ولتكون للعناوين المذكورة خصوصيّة عنده.

ولكنّه ليس بتامّ؛ إذ التقسيم في أوّل الكتاب يكون بمنزلة الأساس للبحث،ولابدّ من ملاحظة جميع خصوصيّاته.

ولا يخفى أنّ الملتفت إليه في كلام الشيخ قدس‏سره هو الحكم الواقعي وإن لم يقيّده


  • (1) فوائد الاُصول 3: 4.
(صفحه 15)

به ولكن يتحقّق في العبارة ما هو شاهد عليه، وهو أنّ مجرى الاُصول العمليّةهو الشكّ في الحكم الواقعي، فإنّ بعد جريانها واستفادة الحكم الظاهري منهلا يبقى شكّ في البين، ومعلوم أنّ الحكم الواقعي هو الذي يصلح لتعلّق الشكّبه بخلاف الحكم الظاهري.

ولكنّ الملتفت إليه عند صاحب الكفاية قدس‏سره أعمّ من الحكمالواقعي والظاهري، ولذا عدل من التقسيم الثلاثي إلى الثنائي، وقال:إنّ البالغ الذي وضع عليه قلم التكليف إذا التفت إلى حكم شرعي ـ سواءكان واقعيّاً أم ظاهريّاً ـ فإمّا أن يحصل له القطع بذلك الحكم أو لا،ويدخل الحكم المستفاد من الأمارات والاُصول الشرعيّة حتّى الظنّالانسدادي على القول بالكشف في الحكم الذي يقطع به، وإن لم يحصل لهالقطع به فلابدّ من انتهائه إلى ما استقلّ به العقل من اتّباع الظنّ لوحصل له، وقد تمّت مقدّمات الانسداد على تقدير الحكومة، وإلاّ فالرجوع إلىالاُصول العقليّة من البراءة والاشتغال والتخيير على تفصيل يأتي في محلّهإن شاء اللّه‏ تعالى.

وأشكل عليه الإمام قدس‏سره (1): أوّلاً بأنّ خروج الظنّ الانسدادي على الحكومةعن دائرة القطع ليس بتامّ؛ إذ لو كان مراده من القطع العلم التفصيلي فلا يبقىمجال للبحث عن العلم الإجمالي في مبحث القطع، وإن كان مراده منه الأعمّ منالعلم التفصيلي والإجمالي فلا يصحّ عدّ الظنّ الانسدادي من القسم الثاني، فإنّأساس دليل الانسداد هو العلم الإجمالي.

وثانياً: أنّ الأولى من كلامه جعل الملتفت إليه عنوان الوظيفة حتّى لا يبقىمجال للتقسيم؛ إذ المجتهد قاطع بالوظيفة دائماً حتّى في مورد جريان الاُصول


  • (1) تهذيب الاُصول 2: 7.
(صفحه16)

العقليّة كالبراءة والتخيير.

ويرد عليه إشكال آخر، هو: أنّه يستفاد من كلامه قدس‏سره في بحث الظنونالخاصّة أنّ الشارع في باب الأمارات لا يعمل عملاً سوى جعل الحجّيّة لهبمعنى المنجّزيّة والمعذّريّة، ولا يكون فيها من جعل الحكم الظاهري أثر ولخبر، إلاّ في مورد جريان أصالة الطهارة والحلّيّة والاستصحاب على القولبجعل الحكم المماثل، وفي مورد أصالة البراءة لا يكون سوى رفع الحكمحسب حديث الرفع، فكيف يمكن أن يكون الملتفت إليه أعمّ من الحكمالواقعي والظاهري؟!

ثمّ قال صاحب الكفاية قدس‏سره (1): وإن أبيت التقسيم إلاّ عن كونه ثلاثيّاً،فالأولى أن يقال: إنّ المكلّف إمّا أن يحصل له القطع أو لا، وعلى الثاني إمّا أنيقوم عنده طريق معتبر أو لا؛ لئلاّ يتداخل الأقسام فيما يذكر لها من الأحكام،ومرجعه على الأخير إلى القواعد المقرّرة عقلاً أو نقلاً لغير القاطع ومن يقومعنده الطريق.

والملتفت إليه عنده على هذا التقسيم هو الحكم الواقعي، والترتيب بينالحالات والطوليّة أيضاً ملحوظ عنده كما يدلّ عليه ظاهر كلامه، وعلى هذيرد عليه أنّ المقصود من الطريق المعتبر هل هو الطريق المعتبر الشرعي أوالأعمّ منه ومن الطريق المعتبر العقلي، وعلى الأوّل لا يشمل الأقسام للظنّالانسدادي على الحكومة؛ إذ هو ليس بقطع ولا من الطريق المعتبر الشرعي،ولا من الاُصول العمليّة.

إن قلت: إنّه داخل في دائرة القطع والعلم الإجمالي.

قلت: إنّ بعد فرض الترتّب والطوليّة في التقسيم يكون معناه تقدّم الظنّ


  • (1) كفاية الاُصول 2: 5.