جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه190)

لا يقال: إنّ المجاز إن كان بعلاقة الجزء والكلّ يكون داخلاً تحت الدلالةالتضمنيّة.

لأنّا نقول: إنّ معناه عبارة عن دلالة اللفظ على الكلّ، ولمّا كان الكلّ مركّبمن الأجزاء يدلّ على الجزء بتبع الكلّ، وهكذا في الدلالة الالتزاميّة فإنّمدلول اللفظ الملزوم وبتبع مدلوليّته يدلّ على اللازم، لا أن يستعمل اللفظالموضوع للكلّ في الجزء، فلابدّ من القول باستعمال اللفظ في معناه الحقيقيحتّى يكون داخلاً تحت الدلالة المطابقيّة.

ويمكن أن يقال: إنّ المجاز محفوفٌ بالقرينة، مثل: «رأيت أسداً يرمي»ومعلوم أنّ للقرينة معنى مطابقيّاً، وتدلّ عليه بالدلالة المطابقيّة.

قلنا: إنّ هذا متّفقٌ عليه، ولكن على المبنى المشهور لفظ «الأسد» استعملفي الرجل الشجاع، وهو ليس بمدلول مطابقي له، مع أنّ القرينة قد تكونحاليّة، فلا يكون الاستعمال المجازي في غير ما وضع له.

قال المحقّق الخراساني قدس‏سره (1): لا شبهة في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه به، ولهمثالان: الأوّل: ما يشمل نفسه أيضاً مثل: «زيد لفظ»، والثاني: مالا يشملنفسه، مثل: «ضرب فعل ماضٍ».

وكذا إطلاق اللفظ وإرادة صنفه، وله أيضاً مثالين: أحدهما: ما يشمل نفسهأيضاً، مثل: قولك: «زيدٌ إذا وقع في ابتداء الكلام مبتدأ»، وثانيهما: ما لا يشملنفسه مثل: «زيدٌ في ضرب زيدٌ فاعلٌ» إذا لم يقصد به شخص القول.

وكذا إطلاق اللفظ وإرادة مثله كـ «زيد» في المثال المذكور، أو إذا سمعتكلمة «زيدٍ» وأنت تقول: «زيدٌ علمٌ شخصيٌّ».


  • (1) كفاية الاُصول 1: 19 ـ 20.
(صفحه 191)

(صفحه192)

إطلاق اللفظ وإرادة نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه

الأمر الرابع

إطلاق اللفظ وإرادة نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه

وههنا يتصوّر قسم رابع، وهو: إطلاق اللفظ وإرادة شخصه، ومثّله قدس‏سره بـ «زيد لفظٌ»، ولكنّ الأولى منه ما يقول به القائل بعد تكلّمه بكلام: «هذلفظي»، أو «هذا كلامي».

ولابدّ لنا من البحث في مقامين:

الأوّل: في صحّة هذه الإطلاقات وعدمها. وناقش صاحب الفصول قدس‏سره (1) فيالقسم الأخير منها.

واستدلّ صاحب الكفاية قدس‏سره لصحّة الأقسام الثلاثة الاُول بدليلين: الأوّل: ماختاره(2) في باب المجاز من أنّ صحّة الاستعمال عبارة عن حسنه، وفي هذهالموارد أيضاً لا يرى قُبحاً، بل الحسن موجودٌ، فيكون الإطلاق صحيحبالطبع لا بالوضع.

والثاني: أنّا نرى مثل هذه الإطلاقات في المهملات التي لا وضع لها أصلاً،مثل: «دَيزُ لفظٌ»، فلا يشترط في صحّة الإطلاق ترخيص الواضع.


  • (1) الفصول الغروية: 22.
  • (2) كفاية الاُصول 1: 19 ـ 20.
(صفحه 193)

ويؤيّده أوّلاً: شيُوع هذه الإطلاقات في المحاورات. وثانياً: انحصار بعضموارد التفهيم والتفهّم بهذه الإطلاقات، مثلاً: إذا أمر الاُستاذ تلميذه بتركيبجملة «جاء زيدُ من السفر» فلابدّ له من القول: بأنّ «جاء» فعل و«زيدٌ»فاعله، فلا دليل على انحصار الإطلاقات الصحيحة في الحقيقة والمجاز، بل هذهالإطلاقات أيضاً صحيحةُ.

وأمّا القسم الرابع ـ يعني إطلاق اللفظ وإرادة شخصه ـ كما إذا قال الاُستاذلتلامذته: «تلفّظُوا كلّ واحد منكم بلفظ»، وقال أحدهم: «زيد لفظي»، وآخرمثلاً: «بكر لفظي»، وهكذا.

ولكن استشكل صاحب الفصول(1) في صحّته بأنّه إن اعتبر دلالته علىنفسه حينئذٍ لزم اتّحاد الدال والمدلول. وإن قيل: لا دلالة له على شيء لزمتركّب القضيّة من جزءين؛ لأنّ القضيّة اللفظيّة المركّبة من ثلاثة أجزاء تكونحاكية عن المحمول والنسبة لا الموضوع؛ إذ لم يكن لكلمة «زيد» مفادومدلول، ولم تكن حاكيةً عن شيء، فتكون القضيّة المحكيّة بها مركّبة منجزءين مع امتناع التركّب إلاّ من ثلاثة؛ ضرورة استحالة ثبوت النسبة بدونالمنتسبين.

وأجاب المحقّق الخراساني(2) عن الأوّل بقوله: يمكن أن يقال: إنّه يكفي تعدّدالدال والمدلول اعتباراً وإن اتّحدا ذاتاً، فمن حيث إنّه لفظ صادر عن لافظه كاندالاًّ، ومن حيث إنّه نفسه وشخصه مراده كان مدلولاً.

وعن الثاني بقوله: إنّ حديث تركّب القضيّة من جزءين لولا اعتبار الدلالة


  • (1) الفصول الغروية: 22.
  • (2) كفاية الاُصول 1: 20.
(صفحه194)

في البين إنّما يلزم إذا لم يكن الموضوع نفس شخصه، وإلاّ كان أجزاؤها الثلاثةتامّة، وكان المحمول فيها منتسباً إلى شخص اللفظ ونفسه، غاية الأمر أنّه نفسالموضوع لا الحاكي عنه، بمعنى أنّ الموضوع في القضيّة الملفوظة والمحكيّة هوكلمة «زيد» ولا إشكال فيه.

ولكنّ التحقيق في الجواب ـ بعد القول بأنّ كلام صاحب الكفاية في مقامالجواب كان في محلّه ـ : أنّ البحث ههنا في مقام إثبات صحّة هذه الإطلاقات،وأمّا البحث عن تسميتها فهل لها دخل بالاستعمال والدلالة أم لا فسيأتي إنشاء اللّه‏ في المقام الثاني، وهو متفرّع على إثبات أصل الصحّة.

وأمّا المقام الثاني: فهو هل أنّ لعنوان الاستعمال والدلالة دخلاً في هذهالإطلاقات أم لا؟ وتوضيح المقام يتوقّف على بيان مقدّمة: وهي أنّ الاستعمالعبارة عن طلب عمل اللفظ في المعنى بحيث إن سمع لفظ «زيد» ينقش صورةمنه في ذهن السامع لا عينه، فإنّ عين اللفظ كالوجود الخارجي لا يمكن إتيانهفي الذهن، فإنّهما متبائنان ولا يجتمعان، وهذه الصورة الذهنيّة تكون بمنزلةالمرأة للانتقال إلى المعنى.

إذا عرفت هذه فنبحث في كلّ واحد من الأقسام على حدة، ونبدأ منالقسم الأخير، وهو أن يقول: «زيدٌ لفظي» وأراد به شخصه ونفسه، فهلينطبق عنوان الاستعمال المذكور عليه بمعنى أنّه دالٌّ على شخصه، وأنّ المتكلّماستعمل اللفظ في شخصه أم لا؟ والظاهر أنّه لا ينطبق؛ إذ ملاك الاستعمالليس بموجود، فإنّ المتكلّم إذا قال: «زيدٌ» يوجد في الذهن الصورة الذهنيّةمنه، ثمّ يتوقّف فينظر إذا كان المحمول مثل «قائمٌ» وأمثال ذلك ينتقل منه إلىالوجود الخارجي، وإن كان المحمول كلمة «لفظي» وأمثاله فيتوقّف فيه ولم