جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه56)

عوارضه الذاتيّة، وليس هو إلاّ عبارة عن جامع محمولات المسائل الذيعرفت في المقدّمة الثانية: أنّ تمايز العلوم بتمايزه.

ثمّ يؤيّد ادّعاءه الثاني بقوله: ولذلك تراهم يقولون: إنّ الموضوع في الإلهيّاتبالمعنى الأعمّ هو الوجود، مع أنّ الوجود يصير محمولاً في القضايا المعقودة،ويكون جامعاً بين المحمولات لا الموضوعات(1). هذا تمام كلامه.

ويرد عليه إشكالات متعدّدة:

أحدها: في نتيجة المقدّمة الاُولى وانحصار المسألة في الموضوع والمحمول،وأنّ النسبة معنى آلي توجد في جميع القضايا بنحو واحد، مع أنّا نسلّم أنّ قوامالمسألة بالموضوع والمحمول، ولكنّ الأصل في تحقّق المسألة إيجاد الارتباطبينهما، والنسبة مجهولة عند المخاطب، والمتكلّم بصدد إثباتها له، ومعلوم أنّالمعاني الحرفيّة مقصودة بالتفهيم والإفهام وكلّ المسائل تدور مدارها، فكيفتكون النسب في جميع القضايا بنحو واحد مع أنّ قضيّة «اللّه‏ تعالى موجودٌ»وقضيّة «زيد قائمٌ» بينهما بون بعيد؟!

وثانيها: على المقدّمة الثانية بأنّه لا تكون محمولات المسائل في جميع العلومأمراً واحداً كما في الفلسفة، بل يكون بالعكس، مثل: علم العرفان، فإنّالموضوع فيه وموضوعات مسائله عبارة عن اللّه‏ تعالى، فهل يمكن أن يقالههنا: إنّ تمايز كلّ مسألة منه بتمايز موضوعاته؟ وهل يتفاوت اللّه‏ تعالى فيمسألة مع مسألة اُخرى؟ تعالى عن ذلك.

ثالثها: على التأييد الذي ذكره أخيراً، بأنّ المشهور قائل بأنّ الموضوع فيعلم النحو هو الكلمة والكلام، مع أنّهما جامع بين الموضوعات ولا ربط لهم


  • (1) نهاية الاُصول 1: 10 ـ 13.
(صفحه 57)

بالمحمولات، فإنّ كلاًّ من الفاعل والمفعول والمضاف إليه كلمةٌ، لا المرفوعوالمنصوب والمجرور؛ إذ الجامع هو كيفيّة آخر الكلمة. هذا أوّلاً.

وثانياً: أنّ القضايا في العلم الإلهي تكون بصورة عكس الحمل، وأنّ الأصلفي قضيّة «الجسم موجودٌ» عبارة عن «الموجود هو جسمٌ»، وإذا كان الأمركذلك فيكون موضوع الفلسفة هو الجامع بين الموضوعات.

ويمكن أن يقال: إنّ الوجود ليس موضوعاً في الفلسفة، وهذا مبنيٌّ علىأصالة الوجود، بل الموضوع فيه عبارة عن الواقعيّة، وتكون موضوعاتالمسائل مصاديقاً لها، وهي الجامع بينها، وعلى هذا فالذي له واقعيّة خارجيّةهو الوجود عند من يقول بأصالته واعتباريّة الماهيّة، أو الماهيّة عند من يقولبأصالتها واعتباريّة الوجود، ولو كان الوجود فيه موضوعاً يلزم أن يكونالبحث فيه بناءً على أصالة الماهيّة إمّا خارجاً عن الفلسفة، وإمّا يكونالموضوع عندهم أمراً اعتباريّاً، وكلاهما كما ترى.

والأصل في الإشكال أنّه لاشكّ في أنّ بحث التمايز لا يكون بحثاً علميّاً بحتاً،بل ضابطة لتمييز مسائل مشكوكة في العلوم، مثلاً: لا نعلم أنّ الاستصحابمسألة اُصوليّة لا يجوز التقليد فيها، أو مسألة فقهيّة يجوز التقليد فيها، وهذالبحث طريق لإحراز وضع المسائل المشكوكة، فإن كان التمايز بالغرض فكلّمسألة كان لها دخل في غرض أيّ علم تكون هذه من مسائله، وإن لم يكن لهدخل في غرضه فليست من مسائله. ولاشكّ أيضاً في أنّ المراد من جامعالمحمولات لا يكون إلاّ الجامع بين كلّ محمولات المسائل الذي يوجب التمايزبين العلوم.

إذا عرفت هذا فنقول: لو فرض لعلم النحو ـ مثلاً ـ ألف مسألة معيّنةومشخّصة وعشرة مسائل مشكوكة، وأنت تقول: إنّ الجامع بين المحمولات

(صفحه58)

طريق لتشخيص هذه المسائل المشكوكة، فإن اشتمل الجامع عليها فهي منمسائل علم النحو، وإلاّ فلا.

قلنا: هل الجامع يؤخذ من ألف مسألة أو من ألف وعشرة مسائل، وهليكون للمسائل المشكوكة دخل في تحقّق الجامع أم لا؟

لو قلت: بدخالتها في تشكيل الجامع، قلنا: من أين علمت أنّ لها دخلاً فيهبعنوان مسائل نحويّة؟ مع أنّه لو كان الأمر كذلك فلا نحتاج إلى البحث عنمسألة التمايز.

وإن قلت: ليس لها دخل فيه بل الدخيل في تحقّق الجامع هو ألف مسألة،قلنا: «ثبّت العرش ثمّ انقش»، من أين علمت أنّ كلّ مسائل علم النحو عبارةعن ألف مسألة؟ فلعلّ المسائل المشكوكة أيضاً كانت من مسائله، مع أنّه لوكان الأمر كذلك فليست لنا مسألة مشكوكة.

وبعبارة اُخرى: أنّ ههنا شبيه الدور، فإنّ استكشاف وضع المسائلالمشكوكة متوقّف على تحقّق الجامع، وتحقّق الجامع بين جميع المسائل متوقّفعلى إحراز وضع المسائل المشكوكة.

وهذا الإشكال يرد على المشهور أيضاً، فإنّهم قالوا: بأنّ تمايز العلوم يكونبتمايز الموضوعات، أي بموضوع كلّ علم. ونسبة الموضوع لموضوعاتالمسائل نسبة الكلّي إلى أفراده، فموضوع العلم عبارة عن الجامع بينموضوعات المسائل، فنقول: إنّ هذا الجامع لابدّ أن يكون جامعاً بين جميعموضوعات المسائل، وأنّ الغرض من بحث التمايز لا يكون إلاّ لاستكشافوضع المسائل المشكوكة.

وهذان الكلامان غير قابلين للجمع، فإنّا نسأل هل المسائل المشكوكةدخيلة في تشكيل الجامع أم لا؟ إن قلت: نعم، لها دخل فيه. قلنا: هذا دليل

(صفحه 59)

على إحراز وضع المسائل المشكوكة، وأنّها تكون جزء من مسائل هذا العلم،فلا فائدة لبحث التمايز. وإن قلت: لا نلاحظ المسائل المشكوكة عند انتزاعالجامع، فلا يكون لها دخل في تحقّقه. قلنا: من أين علمت خروجها عنمسائل العلم؟ فكيف يكون هذا الجامع جامعاً بين جميع المسائل حتّى يستفادمنه بعنوان ملاك التمايز؟

ولا يخفى أنّ هذا الإشكال لا يرد على صاحب الكفاية؛ إذ لا فرق فيالغرض بين كثرة المسائل وقلّتها، وأمّا في الجامع فخروج مسألة من المسائلودخولها فيه دخيل كما هو واضح.

ويرد على المشهور والمرحوم البروجردي إشكال آخر أيضاً، وهو متوقّفعلى بيان مقدّمتين:

إحداهما: أنّ الجامع على ثلاثة أقسام: أوّلاً: جامع جنسي، مثل: الحيوانبالنسبة إلى أنواعه. ثانياً: جامع نوعي، مثل: الإنسان بالنسبة إلى أصنافه.ثالثاً: جامع صنفي، مثل: الإنسان الأبيض بالنسبة إلى أفراده.

وثانيتهما: أنّ المراد من الجامع في كلامهما هو الجامع النوعي، فإنّ فيكلامهما قرائن تدلّ على ذلك، منها: أنّ المشهور قائل بأنّ نسبة موضوع العلمإلى موضوعات مسائله نسبة الكلّي إلى أفراده والطبيعي إلى مصاديقه. ومعلومأنّ هذا التعبير مختصٌّ بالجامع النوعي؛ إذ لو كان مرادهم الجامع الجنسيلعبّروا بدل الأفراد بالأنواع. وهكذا في الجامع الصنفي.

ومنها: أنّهم جعلوا المبنيّات في علم النحو صنفاً له، والمعربات صنفاً آخر،وجعلوا كلاهما علماً واحداً، ومعلوم أنّهما مشتركٌ في نوع واحد، وهو عبارةعن الكلمة والكلام.

(صفحه60)

ومنها: أنّهم يقولون: إنّ موضوع علم النحو هو الكلمة والكلام من حيثالإعراب والبناء، وموضوع علم الصرف هو الكلمة والكلام من حيث الصحّةوالإعلال، ولو كان مرادهم الجامع الجنسي فلابدّ من جعلهم الكلمة والكلاملكليهما موضوعاً، فلا احتياج إلى جعلهم لكلّ واحد منهما نوعاً من الكلمةوالكلام موضوعاً، فالمراد من الجامع عندهم الجامع النوعي، ومعناه أنّه يشملجميع أفراده بتمامه.

إذا عرفت هاتين المقدّمتين فنقول: إنّ مجرّد ذكر عنوان الجامع لا يوجبحلّ المسألة ههنا، بل لابدّ من أن يكون الجامع نوعيّاً، ولاشكّ في أنّ انتزاعهلا يمكن في صورة مشكوكيّة عدّة من المسائل، فإنّا لو فرضنا ـ مثلاً ـ لعلمالنحو ألف مسألة مسلّمة وعشرة مسائل مشكوكة، فمن أين ينتزع الجامع؟ إنانتُزِع من ألف مسألة معلومة يمكن أن يكون هذا الجامع صنفاً والمسائلالمشكوكة صنفاً آخر لها، ولا معنى لانتزاعه من المسائل المشكوكة وغيرها،فإنّ اللازم عدم شمول الجامع النوعي غير أفراد مسائله. وكيف كان، فالجامعلا يكون موجباً للتمايز.

ولا يخفى أنّ هذا الإشكال وسابقه غير قابلين للدفع.

والنظر الآخر في المسألة ما عن بعض الأعلام على ما في المحاضرات(1) وهوبعد نقل كلام المشهور وكلام صاحب الكفاية في المقام قال: والتحقيق في المقامأن يقال: إنّ إطلاق كلّ من القولين ليس في محلّه، وبيان ذلك: أنّ التمايز فيالعلوم تارةً يراد به التمايز في مقام التعليم والتعلّم لكي يقتدر المتعلّم ويتمكّنمن تمييز كلّ مسألة ترد عليه، ويعرف بأنّها مسألة اُصوليّة أو مسألة فقهيّة


  • (1) محاضرات في اُصول الفقه 1: 26 ـ 28.