جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه 507)

لتحريك العضلات نحو المراد ـ أنّه ليس لها سوى المرتبة الواحدة فهو مخالف لمنحسّه ونراه بالوجدان، إلاّ أن يلتزم بتحقّق المراتب للشوق المؤكّد من التأكّدالضعيف والشديد.

وأمّا الكاشف عن شدّة الإرادة وضعفها فقد يكون ما يتحقّق بعد تحقّقها فيالنفس من الأعمال والأفعال، فإنّ بين إرادة نجاة الغريق مغايرة وإرادة إصلاحاللّحية ـ مثلاً ـ فرق واضح؛ إذ الاُولى لا تكون قابلة للزوال بل تجرّ المريدبالشدّة والسرعة نحو المراد، بخلاف الثاني، وقد تكون عوامل دخيلة فيتكوين الإرادة، والمهمّ منها مقدار إدراك المريد أهمّيّة المراد وعظمته، فكلّمكان إدراك الأهميّة أقوى تكون إرادة الإيصال إليه أقوى، فإنّا نعبد اللّه‏ تعالىعن إرادة ـ مثلاً ـ والأئمّة عليهم‏السلام أيضاً يعبدون اللّه‏ تعالى عن إرادة، ولكن بينإرادتنا وإرادتهم عليهم‏السلام بالنسبة إلى تحقّق العبادة في الخارج فرق واضح؛ للفرقبين إدراكنا وإدراكهم عليهم‏السلام عن عظمته تعالى وأهمّيّة عبادته تعالى.

ومن هنا نشير بالمناسبة إلى مسألة العصمة، فإنّ المعصوم لايمكن صدورالمعصية منه مع أنّه قادر على فعلها. ومن عوامل العصمة الإدراك الكاملوالعلم المحيط بالنسبة إلى قُبح المعاصي وشناعتها، فالأئمّة عليهم‏السلام بلحاظ علمهمبالآثار وعواقب المعاصي والمحرّمات كانوا معصومين منها، مع أنّهم ليسومجبورين على تركها، كما أنّ العصمة تتحقّق لأكثر المتشرّعة بالنسبة إلى بعضالمعاصي ـ مثل كشف العورة في الملأ العامّ والزنا مع المحارم ـ بلحاظ علمهمبشناعتهما مع قدرتهم على فعلهما.

الثالث: أنّ كلّ فعل اختياري بمعنى الأعمّ يدلّ بدلالة عقليّة على وجودالإرادة في النفس، فالقول أيضاً فعل اختياريّ للقائل وكاشف عن الإرادة

(صفحه508)

ومسبوق بها، ولابدّ لكلّ إرادة من المبادئ والمقدّمات ومن العنايات الإلهيّةإهداء خلاّقيّة الإرادة إلى نفس الإنسان، فإنّه إذا تكلّم ساعة لابدّ له من إرادةكلّ واحد من الألفاظ وإرادة معناه وهيئته وتركيبه مع لفظ آخر، وكلّ ذلكيتحقّق سريعاً بلحاظ خلاّقيّة النفس، فيكون صدور هيئة «افعل» عن المولىفعلاً اختياريّاً له ومسبوقاً بالإرادة.

إذا عرفت هذا فنرجع إلى أصل المسألة، وأنّ هيئة «افعل» وضعت للبعثوالتحريك الوجوبي، أو الأعمّ منه ومن الندبي، أو وضعت لكليهما بنحوالاشتراك اللفظي.

واستدّل للأوّل بوجوه: الأوّل: التبادر، قال المحقّق الخراساني قدس‏سره (1): لايبعدتبادر الوجوب عند استعمالها بلا قرينة.

الثاني: الانصراف الناشئ من كثرة الاستعمال.

الثالث: الاستفادة من الإطلاق ومقدّمات الحكمة، وأنّ نتيجة الإطلاقالحمل على الوجوب، فإنّه عبارة عن البعث والتحريك الاعتباري بدون قيدزائد، بخلاف الندب، كما مرّ عن المحقّق العراقي قدس‏سره في مادّة الأمر.

الرابع: أنّ هيئة «افعل» كانت إمارة عقلائيّة لكونها مسبوقة بالإرادةالحتميّة التي لا يرضى المولى بمخالفتها، وهذا معنى الوجوب.

الخامس: أنّ صدور هيئة «افعل» من قبل المولى حجّة تامّة على الوجوببحكم العقل والعقلاء، فلابدّ من إجابته بالإطاعة والامتثال.

وأمّا التبادر فنبحث فيه في مقامين: أحدهما: مقام الثبوت، والآخر مقامالإثبات، فنقول: هل يمكن وضع هيئة «افعل» في مقام الوضع للبعث


  • (1) كفاية الاُصول 1: 102.
(صفحه 509)

والتحريك الوجوبي أم لا؟ ويستفاد من كلام اُستاذنا السيّد الإمام قدس‏سره (1)الاستحالة إلاّ في بعض الصور، ولكن لابدّ لنا من ذكر مقدّمة توضيحلكلامه قدس‏سره ، وهي:

أنّه قد مرّ في باب الحروف أنّ الوضع في الحروف عامّ، وأمّا الموضوع لهوالمستعمل فيه فكانا خاصّين فيها، بخلاف ما قاله به صاحب الكفاية قدس‏سره من أنّكلّ واحد من المستعمل فيه والموضوع له فيها كالوضع عامّ، وقلنا: إنّ هذا منالمشترك اللفظي الذي يكون اللفظ الواحد لمعاني لاتعدّ ولا تحصى، فكلمة«من» وضعت لمصاديق الابتداء لا لمفهومه الكلّي، ومرّ أيضاً أنّ المعانيالحرفيّة واقعيّات محتاجة إلى شيئين، وكان مقام وجودها أدنى من مقام وجودالأعراض، ولكنّ الحروف على قسمين: أحدهما: الحكائيّة مثل «من» و«إلى»و «في»، وثانيهما: الإيجاديّة مثل «واو القسم» و «ياء النداء» وكما أنّ الحروفالحكائيّة لا تحكي إلاّ عن المعاني الجزئيّة كذلك الحروف الإيجاديّة لا يوجدبها إلاّ المعاني الجزئيّة. ويلحق بالحروف في خصوصيّة المعنى وجزئيّته وسائرأحكام الهيئات، وهي أيضاً على قسمين: الحكائيّة كهيئة فعل الماضيوالإيجاديّة كهيئة «افعل»، فعلى هذا وضعت هيئة «افعل» لمصاديق البعثوالتحريك الاعتباري لا لمفهومه الكلّي، ومعلوم أنّ مفاد هيئة «افعل» متقوّمبشيئين ـ أي الباعث والمبعوث ـ فتعامل معها معاملة الحروف.

ثمّ قال الإمام قدس‏سره بعد ما عرفت من المقدّمة: إنّ هيئة «افعل» لو دلّت علىالوجوب بالدلالة الوضعيّة يتصوّر لها ثلاث صور: إحداها: أن يقيّد البعثوالتحريك الاعتباري بمفهوم الإرادة الحتميّة، وهو مستحيل، فإنّك عرفت أنّ


  • (1) تهذيب الاُصول 1: 137 ـ 141.
(صفحه510)

مفاد الهيئة جزئيّ فكيف يمكن تقييد المعنى الجزئي بالمفهوم الكلّي؟! والثانية: أنيقيّد البعث والتحريك الاعتباري بوجود ومصداق الإرادة الحتميّة، وهو أيضمستحيل، فإنّه تقييد المعلول بعلّته؛ إذ البعث والتحريك معلول للإرادة ولوبمراتب، فلو تقيّد البعث بوجوده الخارجي بوجود الإرادة الحتميّة لزم كونالمتقدّم متأخّراً أو المتأخّر متقدّماً.

نعم، هناك تصوير آخر وإن كان يدفع به الاستحالة في مقام الثبوت، إلاّ أنّالتبادر والتفاهم في مقام الإثبات على خلافه، فإنّه قد مرّ آنفاً أنّ الوضع فيباب الحروف عامّ والموضوع له خاصّ بأنّ الواضع حين الوضع يتصوّر معنىعامّاً كلّيّاً فيضع اللفظ لمصاديقه. إنّما الكلام في أنّ هذا المعنى العامّ الكلّيالمتصورّ هل يكون معنى حرفيّاً حتّى يكون جامعاً ذاتيّاً للمصاديق أو يكونمعنى اسمّياً حتّى يكون جامعاً عرضيّاً لها؟ ولابدّ من القول بكونه معنى اسمّياً؛لأنّ تصوّر هذا المفهوم العامّ لا يحتاج إلى شيئين، مع أنّ المعنى الحرفي الجزئيلا يقبل الجامعيّة، فيكون هذا المعنى العامّ معنى اسميّاً وجامعاً عرضيّاً للمعانيالحرفيّة، فيتصوّر الواضع حين الوضع معنى كلّيّاً اسميّاً بعنوان جامع عرضيللمعاني الحرفيّة، وهكذا في باب هيئة «افعل» يتصوّر الواضع مفهوم الكلّيللبعث والتحريك الاعتباري ووضع الهيئة لمصاديقه، فإذا كان المتصوّر أمركلّيّاً فلا إشكال في تقييده، فالمتصوّر عبارة عن البعث والتحريك الاعتباريالناشئ من الإرادة الجدّيّة والحتميّة، فالكلّي قد قيّد بكلّي آخر، ولا استحالةفي مقام الثبوت، ولكنّ المتبادر من الهيئة لدى العرف في مقام الإثبات هو كلّيالبعث والتحريك الاعتباري لا المقيّد. هذا تمام كلام الإمام قدس‏سره مع توضيحه.

ولكن يستفاد من كلامه قدس‏سره صدراً وذيلاً مالا يكون قابلاً للالتزام، وهو أنّ

(صفحه 511)

البعث والتحريك في نفسه لا ينقسم إلى قسمين، بل الانقسام يكون باعتبارالمنشأ والعلّة؛ بأنّ الإرادة إن كانت قويّة وشديدة يكون البعث والتحريكوجوبيّاً، وإن كانت ضعيفة يكون البعث والتحريك استحبابيّاً، مع أنّ ماهيّةالبعث والتحريك الاعتباري تنقسم إلى قسمين مع قطع النظر عن المنشوالعلّة، كما أنّ البعث والتحريك التكويني والخارجي يكون كذلك.

على أنّ وجود الاختلاف والانقسام في المنشأ والعلّة لايدلّ على عدمه فيالمعلول.

ويؤيّده أنّ المولى إذا قال لعبده: «اشتر اللحم وإلاّ عاقبتك»، وإمّا إذا قال:«وإن شئت إشتر الخبز» فلا شكّ في أنّ العرف والعقلاء يفهمون منهما نوعانمن البعث والتحريك بدون الالتفات إلى المنشأ والعلّة، فالبعث والتحريكالاعتباري كالإرادة ينقسم إلى قسمين، وحينئذٍ لا يبعد ادّعاء تبادر نوعواحد من البعث والتحريك الاعتباري من الهيئة في مقام الإثبات.

فالحقّ في مقام الثبوت مع اُستاذنا السيّد الإمام قدس‏سره ، وأمّا في مقام الإثباتفمع المحقّق الخراساني قدس‏سره ، فإذا كان البعث والتحريك منقسماً إلى قسمين لا يبعدالقول: بأنّ المتبادر من الهيئة هي المرتبة الشديدة من البعث والتحريك. هذتمام الكلام في مسألة التبادر.

وأمّا دعوى الانصراف الناشئ من كثرة استعمال اللّفظ في معنى وتحقّقالارتباط والاستئناس بين اللفظ والمعنى بحيث ينسبق هذا المعنى إلى الذهنعند إطلاق اللفظ فيدّعي في المقام أنّ هيئة «افعل» كثير مّا استعملت فيالوجوب وهو يوجب الانصراف إليه في جميع الموارد هل هو صحيح أم لا؟

وكان لصاحب المعالم قدس‏سره (1) كلام يوجب التزلزل في الانصراف، وهو أنّه بعد


  • (1) معالم الدين: 53.