جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه238)

خلاف الظاهر، فإنّ المفسّرين يحتاجون إليهم عليهم‏السلام في التفسير.

وأمّا المرجع لحيثيّة الأوّل فهو التواتر فقط، ولا ربط له بالأئمّة عليهم‏السلام أصلاً،فطريق إثبات الكتاب أو إثبات جزئيّة الآية المشكوكة ـ مثلاً ـ منحصرٌبالتواتر، كما صرّح به المفسّرون، ولعلّه كان سهواً من القلم؛ لأنّ هذا المعنى ممّاتّفق عليه علماء المسلمين، كما يستفاد من استدلالهم في موارد مختلفة، مثلقول المالكيّة(1): بأنّ «بسم اللّه‏» الذي ذكر في ابتداء السور ليس من القرآن،فإنّه لم يثبت قرآنيّتها متواتراً.

واُجيبوا بثبوت قرآنيّتها متواتراً، ويشهد لذلك وجودها في جميع المصاحفالمكتوبة في صدر الإسلام، مع أنّهم لم يكتبوا شيئاً سوى القرآن حتّى أساميالسور، فهذا دليل على ثبوتها متواتراً.

وقال السيوطي في كتاب الإتقان: إنّ فخر الدِّين الرازي نقل عن بعضالكُتب القديمة أنّ ابن مسعود اعتقد بأنّ فاتحة الكتاب وكذا المعوّذتين في آخرالقرآن ليس من الكتاب. واستبعده السيوطي: بأنّه كيف يمكن إنكار ما ثبتبالتواتر مع أنّه يُوجب الكُفر؟! ولو قال بعدم اشتراط ثبوت القرآن بالتواترفيوجب التزلزل في قرآنيّة القرآن، فلابدّ من توجيه كلامه أو تكذيب النسبةإليه، فهذا دليل على أنّه لابدّ من إثبات القرآنيّة بالتواتر.

وأمّا الدليل على شرطيّة التواتر فيه فلا يخفى أنّه ليس إلاّ عبارة عن كلاماللّه‏، فإنّ لنا مطالب اُخر باسم الأحاديث القدسيّة الّتي تنسب إليه تعالى، ومعذلك لا يشترط في إثباتها التواتر، ولا لأنّه معجزة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كما هوالمعلوم، بل لخصوصيّة موجودة في نفس القرآن التي تقتضي انحصار طريق


  • (1) البيان في تفسيرالقرآن: 432 ـ 448.
(صفحه 239)

إثباته بالتواتر، وهو كونه أساساً للإسلام، وكتاب هداية للناس من الضلالة،ومعجزة باقية إلى يوم القيامة، ولم يأتِ لبيان الأحكام خاصّة، بل كان إتيانهلبيان جميع ما له دخل في سعادة الإنسان، وهو الكتاب الذي قال اللّه‏ تعالى فيشأنه: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُو لَحَـفِظُونَ»(1)، وحيث كان شأنه كذلكفلا معنى لإثباته بخبر عادل، بل لابدّ فيه من التواتر، فكان المسلمونيستبقون إلى حفظه من الابتداء، وكذلك الكفّار الذين كانوا في أعلى درجة منالفصاحة والبلاغة يستبقون إلى حفظه لوهنه وإيراد الخدشة عليه؛ إذ القرآنناداهم بأعْلى صوت بقوله: «وَ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْبِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِى»(2)، ولذا كانت الدواعي لحفظ القرآن وافرة ولم تصل النوبةإلى خبر الواحد حتّى يقال: إنّه يثبت به أم لا.

وقد أخطأ خطأ بيّناً من قال: بعدم جمع القرآن في عهد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بلكان جمعه واتّصال الآيات بمعنى تأليف الكتاب وتنظيم السور في عهد رسولاللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ومرتبطاً بالوحي، بل جمعه واتّصاله وارتباطه بالوحي ضروريّاً؛ إذروي إتيان جبرئيل بكلّ آية آية من القرآن، وقوله لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : ضعها فيسورة كذا.

وأمّا الجمع الذي نسب إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام أو أبي بكر أو عثمان فلايرتبطبتأليف القرآن وتنظيم الآيات والسور، فإنّ جمع مولى الموحِّدين عليه‏السلام عبارة عنكتابة جميع خصوصيّات الآيات، من تفسيرها وتبيين غوامضها وشأن نزولهوسائر ما له دخل بها، مع رعاية نظمها وترتيبها، كما فعل ذلك ابن مسعود


  • (1) الحجر: 9.
  • (2) البقرة: 23.
(صفحه240)

بربع القرآن.

وأمّا جمع أبي بكر فعبارة عن جمعه من الأوراق والأخشاب والجلود فيالقرطاس، كما يشهد له بعض روايات العامّة بأنّ أوّل من جمع القرآن فيالقرطاس هو أبو بكر(1).

وأمّا جمع عثمان فعبارة عن جمع الناس على قراءة واحدة، فإنّ في عصرهبسبب انتشار القرآن بين قبائل العرب واختلافهم في الألسنة اختلفتقراءتهم، ولذا أمر بإحراق المصاحف المكتوبة بسائر القراءات، فيستفاد منهذا انحصار طريق إثبات القرآن بالتواتر فقط.

ولابدّ في كلّ آية من إثبات اُمور ثلاثة فيها بالتواتر: الأوّل: كونها جزء منالقرآن، والثاني: كونها جزء من سورة كذا، والثالث: كونها قبل آية كذا وبعدآية كذا. فكيفيّة إيصال القرآن إلينا مثل كيفيّة إيصاله إلى سائر المسلمين، وهذهو التواتر لا نقل الأئمّة عليهم‏السلام .

وأمّا ما قال به صاحب المحاضرات تبعاً للمحقّق النائيني قدس‏سره فلا يخلو منمناقشة، فإنّه إن كان المراد من الفرض الثاني ـ أي قوله: «نعم، لو فرض كلاموصل إلينا من النبيّ الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بلا واسطة الأئمّة عليهم‏السلام فيمكن أن تظهر الثمرة فيهإذا فرض الشكّ في مراده صلى‏الله‏عليه‏و‏آله منه، إلاّ أنّه فرض في فرض» ـ عدم وجدانمورد نشكّ فيه، قلنا: عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود.

وإن كان مراده عدم الوجود بحسب الواقع قلنا: إنّ هذا الادّعاء متوقّفعلى التتبّع والإحاطة بجميع الكتب الروائيّة من المسلمين جميعاً، وهو مشكلجدّاً مع تعدّدها وتنوّعها. فقبول هذا الادّعاء بعيدٌ.


  • (1) الإتقان في علوم القرآن: 78.
(صفحه 241)

وأمّا على الفرض الأوّل ـ أي نقل السنّة من النبيّ الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بواسطةالأئمّة عليهم‏السلام ـ فقد يكون نقل الأئمّة عليهم‏السلام نقلاً بالمعنى.

ولا شكّ في حمل الألفاظ على المعاني المتعارفة لابدّ من مراجعة العرفوالحقيقة المتشرّعة، كما أنّه لا شكّ في حملها عليها إن فسّرت السنّة بواسطةالأئمّة عليهم‏السلام ، وكما أنّه لا شكّ في حملها عليها إذا نقل عن الأئمّة عليهم‏السلام مسألة ثمّاستشهد بكلامه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

وقد يكون نقلهم عليهم‏السلام بلا دخل وتصرّف في اللفظ، بل كان لهم عنوان«الرواة المعلوم صدقهم» كرواية سائر الصحابة عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مثل قول محمّد بنمسلم، قال الصادق عليه‏السلام : قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : صلّ عند رؤية الهلال(1).

ومعلوم أنّا نشكّ فيه، فهل مراده صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عبارة عن المعنى المتعارف عندالمتشرّعة، أو المعنى الحقيقي اللغوي؟ وتظهر ثمرة بحث الحقيقة الشرعيّة في هذالمورد، فإنّه على القول بالثبوت وتأخّر الاستعمال يحمل على المعنى الحادث،وعلى القول بعدم الثبوت أو عدم العلم بتأخّر الاستعمال يحمل على المعنىالحقيقي اللغوي، فلا يكون ترتّب الثمرة قابلاً للإنكار، مع أنّ موارد الشكّ لتكون كثيرة، بل هي قليلة جدّاً.

فإذا كان الأمر كذلك فلابدّ لنا من البحث في هذه المسألة مختصراً، مع قطعالنظر عن الجهات الثلاثة المذكورة في السابق، فقد مرّت إشارتنا إلى قولالمحقّق الخراساني قدس‏سره وأنّه ذكر طريقاً آخر لإثبات الحقيقة الشرعيّة، وهو: أنّهلما كانت دعوى الوضع التعييني في عهد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في غاية الإشكال؛ إذ لوكان لنُقل إلينا، فادّعى إمكانه بقوله: إنّ الوضع التعييني كما يحصل بالتصريح


  • (1) هذه الجملة مضمون حديث.
(صفحه242)

بإنشائه ـ كأن يقول: إنّي وضعت لفظ كذا لمعنى كذا ـ كذلك يتحقّق بنفساستعمال اللفظ في معنى يقصد الوضع له والحكاية عنه، لا بالقرينة المجازيّة، وإنكان لابدّ حينئذٍ من نصب القرينة، إلاّ أنّه للدلالة على ذلك لا على إرادة المعنىكما في المجاز، مثل قول الأب الذي لم يوضع لولده اسماً بعدُ: «جئني بولديعليّ» قاصداً به تسمية ولده بـ «عليّ»، فيصير بنفس الاستعمال معنى حقيقيّللّفظ.

ولكن أشكل عليه المحقّق النائيني قدس‏سره (1) بدعوى أنّ حقيقة الاستعمال إفناءاللفظ في المعنى وإلقاء المعنى في الخارج، بحيث تكون الألفاظ مغفولاً عنها،فالاستعمال يقتضي أن يكون النظر إلى الألفاظ آليّاً، والوضع يستدعي أنيكون النظر إلى الألفاظ استقلاليّاً، فالجمع بين الوضع والاستعمال في شيءيلازم الجمع بين اللحاظ الآلي والاستقلالي، وهو غير معقول، بل محالٌ.

وأجاب عنه الشيخ ضياء الدين العراقي قدس‏سره (2) على ما في مقالات الاُصول:بأنّ توهّم اجتماع اللحاظين غلطٌ؛ إذ النظر الآلي والمرآتي متوجّه إلى شخصاللفظ المستعمل في مقام الاستعمال، وأمّا النظر الاستقلالي فمتوجّه إلى طبيعةاللفظ ونوعه في مقام الوضع، فإنّ الواضع إذا قال: وضعت لفظ «عليّ» اسماً لهذالمولود لا يكون مراده شخص هذا اللفظ الخارج من فمه، بل يكون مرادهطبيعة هذا اللفظ من أي مستعمل في أيّ مكان يتحقّق، فلا يجتمع اللحاظانفي شيء واحد، فإنّ متعلّق اللحاظ الآلي عبارة عن شخص اللفظ، ومتعلّقاللحاظ الاستقلالي عبارة عن طبيعة اللفظ كما لا يخفى. ثمّ قال في آخر كلامه:


  • (1) أجود التقريرات 1: 33 ـ 34.
  • (2) مقالات الاُصول: 67 ـ 68.