جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه 517)

(صفحه518)

في الجمل الخبريّة

المبحث الثالث

دلالة الجملة الخبريّة على الطلب والوجوب

إنّا نرى في كثير من الروايات بيان الحكم بصورة الجمل الخبريّة المضارعيّةكقوله عليه‏السلام في جواب السائل: «يعيد صلاته ويغسل ثوبه ويتوضّأ»(1)، وأمّاستعمال الجمل الخبريّة الماضويّة في هذا المقام فليس إلاّ فيما إذا وقعت جزاءلشرط كقوله عليه‏السلام : مثلاً «من تكلّم في صلاته أعاد»، وإنّما البحث والكلام في أنّهبعد المفروغيّة من عدم حملها على المعنى الحقيقي، أي الحكاية عن وقوع النسبةفي المضارع أو تحقّقها في الماضي فهل تدلّ على الوجوب أم لا؟

قال المحقّق الخراساني قدس‏سره (2): الظاهر الأوّل، بل تكون أظهر من الصيغة،ولكنّه لا يخفى أنّه ليست الجمل الخبريّة الواقعة في ذلك المقام ـ أي الطلب مستعملة في غير معناها، بل تكون مستعملة فيه، إلاّ أنّه ليس بداعي الإعلام،بل بداعي البعث بنحو آكد، حيث إنّه أخبر بوقوع مطلوبه إظهاراً بأنّه ليرضى إلاّ بوقوعه، فيكون آكد في البعث من الصيغة، كما هو الحال في الصيغالإنشائيّة، على ما عرفت من أنّها أبداً تستعمل في معانيها الإيقاعيّة لكن


  • (1) الوسائل 3: 466، 477، 479 و 482، الباب 37، 41، 42 و 44 من أبواب النجاسات.
  • (2) كفاية الاُصول 1: 104.
(صفحه 519)

بدواع اُخر كما مرّ.

ثمّ أشكل على نفسه بأنّه كيف تكون الجمل الخبريّة مستعملة في معناهالإخباري دون الإنشائي، مع أنّه مستلزم للكذب غالباً؛ لكثرة عدم وقوعالمطلوب كذلك في الخارج، تعالى اللّه‏ وأولياؤه عن ذلك علوّاً كبيراً.

وأجاب عنه بقوله: إنّما يلزم الكذب إذا أتى بها بداعي الإخبار والإعلام للداعي البعث؛ إذ كيف يكون الإخبار بداعي البعث مستلزماً للكذب؟! ولوكان كذلك لزم الكذب في غالب الكنايات، فمثل «زيد كثير الرماد» أو «مهزولالفصيل» لا يكون كذباً إذا قيل كناية عن جوده ولو لم يكن له رماد وفصيلأصلاً، وإنّما يكون كذباً إذا لم يكن بجواد وإن كان له رماد كثير، فيكون الطلببصورة الخبر في مقام التأكيد أبلغ من الطلب بالصيغ الإنشائيّة، فإنّه مقالبمقتضي الحال.

فأثبت قدس‏سره إلى هنا أظهريّة الجمل في الوجوب، ثمّ أقام دليلاً لظهورها فيه.

وتوضيحه: أنّ مقدّمات الحكمة تقتضي حلمها على الوجوب؛ إذ المفروضأنّ الإمام عليه‏السلام حين سأله زرارة كان في مقام البيان لا في مقام الإهمالوالإجمال، ولم ينصب قرينة على الندب، فاستفاد زرارة من جملة «يعيدصلاته» الوجوب، بقرينة سؤاله عن مسألة اُخرى ولشدّة مناسبة الإخباربالوقوع مع الوجوب، وتلك النكتة إن لم تكن موجبة لظهورها فيه فلا أقلمن كونها موجبة لتعيّنه من بين محتملات ما هو بصدده. هذا تمام كلامصاحب الكفاية قدس‏سره في مقابل القول بالتوقّف وإنكار أصل الظهور، وأنّاستعمالها في الإنشاء ـ سواء كان وجوبيّاً أو استحبابيّاً ـ مجاز، ولا يحمل بدونالقرينة على الوجوب.

(صفحه520)

ولكن لابدّ لنا من ملاحظة الوجوه التي حكيناها لإثبات ظهور الهيئة فيالوجوب، والوجه الأخير منها ما اختاره الإمام والبروجردي، وخلاصته:أنّ صدور الأمر وإقامة الحجّة من المولى يحتاج إلى الجواب بالامتثالوالإطاعة، ويترتّب على مخالفتها استحقاق العقوبة بحكم العقل، وهذا معنىالوجوب، فإن اخترنا هذا المسلك ههنا فهل هو منحصرٌ بالحجّة الصادرةبصورة هيئة «افعل» أو الأعمّ منها ومن الحجّة الصادرة بصورة الجملةالخبريّة؟ لا شكّ في أنّ الأساس والملاك في هذا الوجه هو ثبوت الحجّة منالمولى وصدورها منه، ولا دخل لكيفيّة صدورها فيه بعد القطع بأنّ الإمام عليه‏السلام كان في مقام بيان الحكم، وصدور الجمل عنه عليه‏السلام لا يكون في مقام الإخبار،بل كان في مقام الإنشاء، فلا شكّ في حجّيّتها، بل قد يكون صدور الحجّة منالمولى بالإشارة المفهمة، فالحجّة تامّة مع أنّها لم تصدر بالقول.

وبالنتيجة: أنّ الجمل الخبريّة ـ مثل هيئة «افعل» ـ ظاهرة في الوجوب،ويكون كلاهما من حيث الظهور في رتبة واحدة، ولا أظهريّة لأحدهما علىالآخر، ولا فرق بينهما من حيث الظهور، إلاّ أنّ الوجوب كان معنى حقيقيّلهيئة «افعل» ومعنى مجازيّاً للجمل الخبريّة، فيكون المستعمل فيه في جميعالجمل الخبريّة، سواء استعملت في مقام الإخبار أو الإنشاء هو ثبوت النسبةبين الفعل وفاعله، إلاّ أنّها إذا استعملت في مقام الإخبار يثبت المستعمل فيالمعنى الحقيقي، وإذا استعملت في مقام إنشاء الحكم بداعي البعث والتحريكيتجاوز عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي.

وإذا ثبت ظهور الهيئة في الوجوب بالتبادر ـ كما هو المختار ـ فلا ريب فيانحصار التبادر بهيئة «افعل» وأشباهها، وحينئذٍ لابدّ من القول بأنّ التبادر في

(صفحه 521)

هيئة «افعل» يدلّ على شيئين: أحدهما: أنّها ظاهرة في الوجوب، وثانيهما: أنّهوضعت للبعث والتحريك الوجوبي، ولكن في الجمل الخبريّة نحن بصدد إثباتالظهور فقط، وهو أعمّ من الحقيقة؛ إذ لا شكّ في جريان أصالة الظهور فيالاستعمالات الحقيقيّة والمجازيّة، فيستفاد ظهورها في الوجوب ـ بعد القطعبعدم جريان التبادر فيها ـ من نفس الروايات؛ بأنّ محطّ النظر ومحور سؤالالراوي يشهد على ذلك، فإنّ زرارة ـ مثلاً ـ قال: قلت له عليه‏السلام : أصاب ثوبي دمرعاف أو غيره أو شيء من المني، فعلّمت أثره إلى أنّ اُصيب له الماء،فحضرت الصلاة ونسيت أنّ بثوبي شيئاً وصلّيت، ثمّ إنّي ذكرت بعد ذلك؟قال عليه‏السلام : «تغسله وتعيد الصلاة...»(1).

ومعلوم أنّه لا يتوهّم أحد أنّ زرارة سئل عن استحباب الإعادة وعدمه،بل العرف يستفيد أنّه سئل عن وجوب الإعادة وعدمه، فتحمل جملة «تعيدالصلاة» ـ لمطابقة الجواب مع السؤال ـ على الوجوب، والغرض من هذالتعبير أنّ الإمام عليه‏السلام لمّا كان في مقام البعث فالمناسب له الإتيان بما يؤكّد،وحيث إنّ الإخبار بالوقوع يدلّ على شدّة الطلب والاهتمام بالمطلوب وإرادةإيجاده بحيث لا يرضى بتركه، ولذا أخبر بوقوع المطلوب وأتى بالجملةالخبريّة.

هذا ما يستفاد من كلام صاحب الكفاية قدس‏سره .

ويستفاد من كلام الإمام قدس‏سره (2) أنّ البعث والتحريك في الجمل الخبريّةمتضمّن للتشويق بلسان الإخبار، فقول الوالد لولده: ولدي يصلّي أو يقر


  • (1) الوسائل 3: 479، الباب 42 من أبواب النجاسات، الحديث 2.
  • (2) تهذيب الاُصول 1: 145.