جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه64)

التمايز والتمايز بالذات وبالموضوع، مع أنّ الغرض في هذا البحث ليس إلاّ بيانالضابطة للتمايز.

مع أنّه لا نعلم مراده من التمايز بالذات أو الموضوع هل التمايز فيه يكونمن جهتين: أحدهما: بالذات والآخر: بالموضوع، أو التمايز فيه إن لوحظ مععلم الثاني يكون بالذات وإن لوحظ مع الثالث يكون بالموضوع؟ فإنّا مع عدمالأثر من هذين الاحتمالين في كلامه لا نرى ملاكاً فيه لإرادة أحدهما.

والحاصل: أنّ البحث عن التمايز من غير إعطاء الضابط والملاك له يرجعإلى عدم التمايز.

والنظر الأخير في المسألة نظر بعض المعاصرين من الفلاسفة، وهو: أنّ تمايزالعلوم يكون بتمايز الاُسلوب في البحث «مِتدُ» وأنّ التغيير في الاُسلوبيوجب التعدّد والتمايز في العلوم وإن كان الموضوع فيها واحداً، مثلاً: في مسألةمعرفة الإنسان، قد يبحث فيها من ناحية التعقّل والبرهان ويسمّى باسم«معرفة الإنسان من ناحية الفلسفة» أو علم النفس، وقد يبحث فيها منناحية الآيات والروايات، ويسمّى باسم «معرفة الإنسان من ناحية الدين»،وقد يبحث فيها من ناحية التجربة والآثار الباقية من المتقدّمين، ويسمّى باسم«معرفة الإنسان من ناحية التجربة» أو الجسم، وهذا الاُسلوب يوجب التمايزفي العلوم، مع أنّ الموضوع في الجميع عبارة عن الإنسان.

وهكذا في معرفة اللّه‏ تعالى إذا لاحظنا هذا البحث في علم الفلسفة يثبت منطريق الاستدلال والبرهان، وإذا لاحظنا في علم العرفان يتحقّق عن طريقالكشف والمشاهدة، مع أنّ الموضوع في كليهما واحدٌ.

أقول: يحتمل أن يكون مرادهم من هذا الكلام بيان قاعدة كلّيّة في جميع

(صفحه 65)

العلوم المتشابهة وغيرها، وحينئذٍ يترتّب عليه التالي الفاسد الذي لا يلتزم بهأحد، وهو أنّه يلزم أن تكون معرفة الإنسان ومعرفة اللّه‏ تعالى من العقل علمواحداً؛ إذ الاُسلوب فيهما يكون واحداً، وهذا خلاف البداهة والضرورة.

ويحتمل قريباً أن يكون مورد كلامهم العلوم المتشابهة التي يكون الموضوعفيها واحداً كالمثالين المذكورين، فإن كان مرادهم هذا يرد عليه:

أوّلاً: أنّه خارج عن محلّ البحث، فإنّ البحث في تمايز العلوم مطلقاً من دونالتقييد بموضوع خاصّ، وهو ليس كذلك.

وثانياً: أنّ هذا الكلام في مورده أيضاً ليس بصحيح؛ لأنّ إثبات المدّعىيتوقّف على دفع جميع الاحتمالات المخالفة.

سلّمنا أنّ التمايز في تلك الموارد لا يكون بالموضوع، فإنّه في عدة منهيكون واحداً.

ولكنّه يحتمل قويّاً أن يكون التمايز فيها بالأغراض؛ إذ الأغراض في كلّمنها متفاوتة ومتباينة، فالغرض في الفلسفة كان معرفة الإنسان، وأمّا فيالآيات والروايات فكان الإيصال إلى اللّه‏ تعالى، مع أنّ الموضوع فيها لايكونواحداً؛ إذ لو كان للموضوع أبعاد مختلفة لكان كلّ واحد منها علماً واحداً يتمايزعن الآخر بلاشكّ وبلا كلام، مثلاً: العدالة على رأي أمير المؤمنين عليه‏السلام والعدالةعلى رأي المادّيّين موضوعان مختلفان. هذا تمام الكلام في نقل الأقوال في هذالمطلب.

والأرجح منها تبعاً لاُستاذنا السيّد الإمام ـ دام ظلّه ـ أنّ التمايز في العلوميكون بسنخيّة ثابتة بين المسائل ذاتاً، كما صرّح بها اُستاذنا السيّد المرحومالبروجردي في المقدّمة الاُولى، ولكنّه قائل بأنّ النسبة معنى آلي ولا يعتمد

(صفحه66)

عليه في المسألة، وقد ذكرنا فيما تقدّم أنّ المسألة وإن كان قوامها بالموضوعوالمحمول ولكنّ الأصل في تحقّق المسألة إيجاد النسبة والارتباط بينهما، وكانبين النسب والروابط سنخيّة ذاتيّة توجب التمايز بين العلوم، مثلاً: «الفاعلمرفوع» و«المفعول منصوب» كانت بينهما سنخيّة لم تكن بين «الفاعل مرفوع»و«الصلاة واجبة»، وهكذا.

ولا يخفى أنّ الغرض وإن كان مقدّماً عليها من حيث الرتبة، فإنّ غرضالتدوين بوجوده الذهني موجود قبل التدوين وتشكيل مسائل العلم، لكنّالموصل إلى الغرض وأوّل ما يواجه به في المسألة هي السنخيّة الذاتيّة. ولذذكرنا فيما تقدّم أنّه لا تكون العلّة متقدّمة على المعلول، بل لابدّ من ملاحظةالكاشف والمعلوم منهما ابتداءً حتّى يكون هو المقدّم على الآخر.

وبالجملة، فالمعيار لتشخيص المسائل المشكوكة في العلوم هي السنخيّة،ولا فرق فيها بين قلّة المسائل وكثرتها، بخلاف الجامع.

(صفحه 67)

(صفحه68)

في موضوع علم الاُصول

المطلب السادس

في موضوع علم الاُصول

بعد اتّفاقهم على تحقّق الموضوع لعلم الاُصول اختلفوا في أنّه هل هو عنوانمشخّص ومعلوم أو عنوان غير مشخّص وإنّما يشار إليه عن طريق الآثار؟وعلى فرض تشخّصه ما اسمه؟ فالمشهور ومنهم المحقّق القمي صاحبالقوانين قدس‏سره (1) يقولون بأنّ موضوعه عبارة عن الأدلّة الأربعة مع وصف كونهأدلّة.

ويرد عليه: أوّلاً بأنّه قد سبق من المشهور القول بوحدة الموضوع في جميعالعلوم، فكيف يقولون في موضوع علم الاُصول بأنّه عبارة عن الأدلّة الأربعةبوصف كونها أربعة؟!

إن قلت: إنّ الموضوع في علم الاُصول لا يكون الأدلّة الأربعة بوصفكونها أربعة، بل هو عبارة عن القدر الجامع والمشترك بينها مثل الحجّة فيالفقه.

قلنا: إنّ الإشكال يدفع بذلك، ولكنّه لا يناسب تصريحهم في الكتب


  • (1) قوانين الاُصول 1: 9.