جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول دراسات في الاُصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه412)

مدّة مديدة.

ومن الواضح توقّف الاستدلال على كون المشتقّ موضوعاً للأعمّ، وإلاّ لمصحّ التعريض؛ لانقضاء تلبّسهم بالظلم وعبادتهم للصنم حين التصدّيللخلافة، فلابدّ من وضع المشتقّ للأعمّ؛ ليصدق عليهم عنوان الظالم فعلفيندرجوا تحت الآية.

وجوابه: ـ كما قال المحقّق الخراساني قدس‏سره ـ : أنّ المشتقّات التي تؤخذ فيموضوعات الأحكام تكون على ثلاثة وجوه:

الأوّل: أن تكون لمحض الإشارة إلى ما هو الموضوع من دون دخل لها فيموضوعيّته أصلاً، فالعنوان الملحوظ يكون مشيراً إلى الموضوع ومعرّفاً له،كقوله عليه‏السلام : «عليك بهذا الجالس»(1)، وأشار إلى زرارة. وقولك: «أكرم من فيالدار»، ونحو ذلك.

الثاني: أن تكون للإشارة إلى عليّة المبدأ للحكم، بحيث يكون اتّصافالذات به آناً مّا كافياً في تشريع الحكم من دون دورانه مدار المبدأ بقاءً،فصدق المشتقّ على الذات كافٍ في الحكم حدوثاً وبقاءً، نظير موضوعيّةالسارق والزاني والجاني ونحو ذلك لوجوب الحدّ.

الثالث: أن تكون للإشارة إلى علّيّة المبدأ للحكم حدوثاً وبقاءً، بحيثيكون الحكم منوطاً بوجود المبدأ وبقائه، نظير العالم والعادل في دوران الحكممن جواز التقليد والاقتداء وغيرهما مدار وجود العلم والعدالة، وعدم كفايةوجودهما آنا مّاً في بقاء الحكم.

إذا عرفت هذا فنقول: إنّ أخذ العنوان في الآية الشريفة يكون على النحو


  • (1) الوسائل 27: 143، الباب 11 من أبواب صفات القاضي، الحديث 19.
(صفحه 413)

الثاني؛ بقرينة صدر الآية، وأنّها في مقام بيان جلالة منصب الإمامة، وأنّها منأعظم المناصب الشامخة الإلهيّة التي لا يليق بها كلّ أحد، فمن اتّصف في آنٍ منآنات عمره برذيلة من الرذائل لا يليق بأن تناله الخلافة، فلا يتمّ استدلالالقائلين بالأعمّ بالآية الشريفة، فالمشتق حقيقة في خصوص المتلبّس بالمبدكما لا يخفى.

ثمّ إنّ المحقّق الخراساني قدس‏سره (1) بعد نقل أدلّة القولين في المسألة والنقضوالإبرام فيها نبّه على اُمور:

بساطة مفهوم المشتق

الأوّل: في أنّ مفهوم المشتقّ ومعناه التصوري بسيطٌ أم مركّب؟

ولا شكّ في أنّ صدق عنوان الاشتقاقي متوقّف على تحقّق الذات والمبدوالارتباط بينهما، وإنّما البحث في أنّ ما ينسبق من سماع لفظ المشتقّ إلى الذهنهل هو معنى بسيط أو مركّب؟ ولا يخفى أنّ معنى البساطة بحسب المفهوم ـ كمقال صاحب الكفاية قدس‏سره ـ وحدته إدراكاً وتصوّراً، بحيث لا يتصوّر عند تصوّرهإلاّ شيء واحد لا شيئان وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين كإنحلال مفهومالشجر أو الحجر إلى شيء له الحجريّة أو الشجريّة مع وضوح بساطةمفهومهما.

واعلم أنّ أصل كلامه في مفهوم البسيط في كمال الصحّة والمتانة، إلاّ أنّالتشبيه المذكور ليس بصحيح؛ إذ المراد من التحليل العقلي في باب المشتقّ ميرتبط بمقام الدلالة والموضوع له للهيئة، وأمّا تحليل الحجر بشيء له الحجريّة


  • (1) كفاية الاُصول 1: 82 .
(صفحه414)

فلا يرتبط بهذا المقام، بل هو مربوط بواقعيّة الحجر أو الشجر.

وإذا كان هذا معنى البسيط فالتركيب هو ما ينسبق إلى الذهن معنيان منسماع اللّفظ مثل ما ينسبق إليه من سماع اللفظين، نحو «ابن زيد»؛ إذ لاشكّ فيانسباق المعنيين إلى الذهن من سماع لفظ المضاف والمضاف إليه وإن كانتالنسبة ناقصة، فالتركيب ههنا ـ يعني انسباق المعنيين إلى الذهن ـ من لفظالضارب ـ مثلاً ـ نحو ذات ثبت له الضرب.

وقال بعض الأعلام(1): «هذا المعنى غريبٌ من المحقّق صاحب الكفاية قدس‏سره ؛لأنّ مورد النزاع هو البساطة والتركيب بحسب التحليل والواقع لا بحسبالإدراك والتصوّر، وذلك لأنّ البساطة الإدراكيّة تجتمع مع تركّب المفهومحقيقة؛ ضرورة أنّ المتفاهم في مرحلة التصوّر من كلّ لفظ مفرد عند الإطلاقمعنى بسيطٌ، سواء كان في الواقع أيضاً بسيطاً أم كان مركّباً، فلا معنى لأنيجعل مركز البحث البساطة والتركيب بحسب التصوّر والإدراك».

ثمّ حكى عن الفلاسفة والمتأخّرين من الاُصوليّين قولهم ببساطة المفاهيمالاشتقاقيّة، وأنّهم قد أصرّوا على أنّه لا فرق بين المشتقّات ومبادئها حقيقةوذاتاً، وإنّما الفرق بينهما بالاعتبار ولحاظ الشيء مرّةً «لا بشرط»، ومرّةاُخرى «بشرط لا»، فيكون معنى الضارب هو معنى الضرب الذي يجريويحفظ في جميع المشتقّات، يعني نفس الحدث الذي يعبّر عنه بالفارسيبـ «كتك»، إلاّ أنّ المبدأ إذا لوحظ «بشرط لا» فلا يكون قابلاً للحمل علىالذات، مثل: «زيدٌ ضرب»، وإذا لوحظ «لا بشرط» فيكون قابلاً له مثل«زيد ضاربٌ» فلا فرق بين الضارب والضرب من جهة المعنى أصلاً، فكما أنّ


  • (1) محاضرات في اُصول الفقة 1: 266 ـ 267.
(صفحه 415)

معنى الضرب لا يكون قابلاً للانحلال فمعنى الضارب أيضاً كذلك.

ولكنّ بطلانه أظهر من الشمس، فإنّه كما قلنا في المعاني الحرفيّة أنّهواقعيّات وحقائق تحتاج في تحقّقهما إلى تحقّق الظرف والمظروف والنسبة بينهما،وهكذا في المعنى الاشتقاقي كالضارب فلابدّ في تحقّقه من وجود الذات والمبدوتلبّسها به؛ إذ لا شكّ في أنّ صرف الاعتبار واللحاظ لا يوجب تحقّقه أصلاً،فيكون لفظ الضارب في جملة «زيد ضاربٌ» حاكياً عن الواقعيّة وهي تلبّسهبالمبدأ، بخلاف لفظ «الضرب» في قولك: «زيدُ ضربٌ»، فاعتبار المبدأ وتخيّله«لا بشرط» أو «بشرط لا» لايوجب إيجاد الواقعيّة أو تغييرها في الخارج،فكيف يكون معنى الضارب هو معنى الضرب؟! ومعلوم أنّ معنييهما متغايران،كما يستفاد من تعبير المحقّق الشريف عن معنى المشتقّ بالمعنى البسيط المنتزععن الذات المتلبّس بالمبدأ حين الاستدلال لبساطته، فالمنتزع غير المنتزع منه.

فالأولى أن يكون المراد من البساطة والتركيب بحسب الإدراك والتصوّر لبحسب التحليل العقلي حتّى لا يفضي الكلام إلى هذا القول الباطل.

إلاّ أنّ بعض الأعلام قال بأنّه: لو كان المراد البساطة والتركيب بحسبالإدراك فلا نحتاج إلى إقامة البرهان الذي أقامه المحقّق الشريف على البساطة،والظاهر أنّ إثبات البساطة اللحاظيّة لا يحتاج إلى مؤونة الاستدلال وإقامةالبرهان، فإنّ المرجع الوحيد لإثباتها فهم أهل العرف أو اللّغة، ولا إشكال فيأنّهم يفهمون من المشتقّ معنى واحداً كما يفهمون من غيره من الألفاظ المفردةذلك.

وجوابه متوقّف على نقل بيان المحقّق الشريف وإيراد شارح المطالع(1) على


  • (1) شرح المطالع: 11.
(صفحه416)

التعريف الذي ذكره الماتن للفكر، وهو: أنّ الفكر: ترتيب اُمور معلومةلتحصيل أمر مجهول. ثمّ استشكل عليه الشارح بأنّه لا يشمل التعريف بالفصلوحده أو بالخاصّة وحدها، مثل تعريف الإنسان بالحدّ الناقص أو بالرسمالناقص كقولنا: الإنسان ناطق أو ضاحك، ولا شكّ في تجويز المنطيقيّين لهذينالتعريفين للإنسان، فلا ضرورة لترتيب اُمور، بل يكفي أمر واحد معلوملتحصيل أمر مجهول.

فأجاب عنه بأنّ التعريف بالمفردات إنّما يكون بالمشتقّات، والمشتقّ وإنكان في اللفظ مفرداً إلاّ أنّه من حيث المعنى مركّب، فيكون معنى الناطق شيءله النطق، ومعنى الضاحك شيء له الضحك، فيتحقّق في التعريف بالفصل، أوالخاصّة أيضاً ترتيب اُمور معلومة بحسب دقّة النظر.

وأورد المحقّق الشريف في حاشيته(1) على شرح المطالع بما ملخّصه: أنّالشيء الذي هو جزء معنى المشتقّ إن اُريد به مفهومه لزم منه دخول العرضالعامّ في الفصل المقوّم للذات؛ لأنّ مفهوم الشيء من الأعراض العامّة؛ لصدقهعلى الاُمور المتباينة من جميع الجهات كالواجب والممكن والممتنع، وهو محال.وإن اُريد به مصداقه لزم انقلاب القضيّة الممكنة ضروريّة؛ لاستلزامه حملالشيء على نفسه وهي الضرورة، فإنّ قولنا: «الإنسان ضاحك» قضيّة ممكنةبالإمكان الخاصّ، والمصداق الذي له الضحك هو عين الإنسان، فيرجع معناهإلى قولنا: «الإنسان إنسان له الضحك»، ومن المعلوم أنّ حمل الشيء على نفسهضروري، فانقلبت جهة الإمكانيّة إلى الضروريّة، وهو أيضاً محال، فلابدّ منالالتزام ببساطة المشتقّ؛ لئلاّ يلزم شيء من هذين المحذورين.


  • (1) المصدر السابق.