جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الصلاة
صفحات بعد
صفحات قبل
( صفحه 182 )

الثاني: أن يكون الاعتبار باستتارها عن أرض المصلّي، بحيث لا يكاد يراها أحد من الساكنين في أرضه ولو لم يكن حاجب ومانع.

الثالث: أن يكون الاعتبار باستتارها عن أرض المصلّي، وكذا عن جميع الأراضي الموافقة لها من حيث الاُفق.

الرابع: أن يكون المراد استتارها عن الاُفق الحقيقي المنصف للكرة.

وكلمة الاستتار والغيبوبة وإن لم تكن مجملة من حيث المفهوم، إلاّ أنّه يجري فيها باعتبار المستور عنه هذه الاحتمالات الأربعة، وتصير الروايات من هذه الجهة مجملة.

وعليه: فيمكن أن يقال بأنّ أخبار الحمرة ترفع الإجمال; لأنّ التنافي بين الطائفتين إنّما يتوقّف على كون المراد من أخبار الاستتار واحداً من الاحتمالين الأوّلين; ضرورة أنّه لو كان المراد منها واحداً من الاحتمالين الأخيرين لا يكون بينهما تعارض أصلاً.

وعليه: فلا مانع من الالتزام بأنّ أخبار الحمرة حاكمة عليها ومفسِّرة للمراد منها، وشارحة لما هو المستور عنه، وناظرة إلى أنّ المراد من الغيبوبة ليس هي الغيبوبة عن نظر المصلّي أو أرضه فقط، بل الغيبوبة عن جميع الأراضي المتساوية لها في الاُفق، أو عن جميع نقاط الاُفق الحقيقي(1).

أقول: وإن كان يؤيّد هذا الجمع رواية بريد بن معاوية المتقدّمة(2)، التي تدلّ على ثبوت الملازمة بين غيبوبة الحمرة من جانب المشرق، وغيبوبة


  • (1) نهاية التقرير 1: 130 ـ 131.
  • (2) في ص167.

( صفحه 183 )

الشمس من شرق الأرض وغربها; نظراً إلى دلالتها على أنّ الاعتبار ليس بمجرّد الغيبوبة، بل بالغيبوبة من شرق الأرض وغربها، بناءً على ما فسّرناه من أنّ المراد من الشرق والغرب هو جميع الأراضي المتوافقة في الاُفق لئلاّ يلزم الكذب، وإلى أنّ غيبوبة الشمس كذلك لا تتحقّق إلاّ بذهاب الحمرة من المشرق.

فالرواية تدلّ من ناحية على عدم اعتبار مجرّد الغيبوبة، ومن ناحية اُخرى على أنّ الغيبوبة المعتبرة لا تتحقّق إلاّ بذهاب الحمرة المشرقيّة، ومن هذه الجهة تصير شاهدة للجمع المذكور.

إلاّ أنّه يأبى عن الجمع بهذه الكيفيّة بعض أخبار الاستتار، كمرسلة علي ابن الحكم المتقدّمة(1)، الدالّة على أنّ غيبوبة القرص إنّما هو بأن تنظر إليه فلم تره، ورواية زرارة المتقدّمة(2) أيضاً، المشتملة على قول أبي جعفر (عليه السلام) : «وقت المغرب إذا غاب القرص، فإن رأيت بعد ذلك وقد صلّيت أعدت الصلاة...»; فإنّه لو كان المراد من الغيبوبة هو ما ذكر، لامتنع فرض الرؤية بعد ذلك.

ورواية أبان بن تغلب وربيع بن سليمان، وأبان بن أرقم، وغيرهم قالوا: أقبلنا من مكّة حتى إذا كنّا بوادي الأخضر إذا نحن برجل يصلّي، ونحن ننظر إلى شعاع الشمس، فوجدنا في أنفسنا، فجعل يصلّي ونحن ندعو عليه حتّى صلّى ركعة، ونحن ندعو عليه ونقول: هذا شبابّ من شباب أهل المدينة، فلمـّا أتيناه إذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) ، فنزلنا فصلّينا معه


  • (1) في ص165.
  • (2) في ص164 ـ 165.

( صفحه 184 )

وقد فاتتنا ركعة، فلمـّا قضينا الصلاة قمنا إليه فقلنا: جعلنا فداك، هذه الساعة تصلّي؟! فقال: إذا غابت الشمس فقد دخل الوقت(1).

فإنّه لو كان المراد من غيبوبة الشمس هو استتارها عن جميع الأراضي المتساوية في الاُفق، لما كان وجه لاعتراضهم عليه (عليه السلام) ، ولما كان وجه لبقاء شعاع الشمس ونظرهم إليه; فإنّه مع ذهاب الحمرة المشرقيّة لا يبقى لشعاع الشمس أثر، فلا محيص عن أن يكون المراد هو استتار القرص عن أرض المصلّى ونظره.

ولا منافاة بينه، وبين بقاء الشعاع والنظر إليه; لإمكان أن يكون الشعاع خلف الجبل إلى ناحية المغرب، وقد رآه الجماعة من أعلى الجبل، كما قد حكي ذلك عن الشيخ (قدس سره) (2); وإن كان يبعّده قلّة الفاصلة بين ثبوت النظر إلى الشعاع، ودرك الصلاة معه (عليه السلام) بحيث لم تفت إلاّ ركعة واحدة فقط، فتدبّر.

وكيف كان، فالرواية آبية عن الجمع المذكور.

ثانيها: ما اُفيد من حمل أخبار الحمرة على إرادة أنّ زوال الحمرة طريق قطعيّ إلى غياب الشمس عن دائرة الاُفق، بحيث لا يبقى احتمال كونها محجوبة بحائل من جبل أو غيره، ولاسيّما وأنّ تصرّف الشارع الأقدس في الغروب وفي الليل ونحوهما ممّا جعل مبدأ الوقت لو كان ثابتاً لاشتهر النقل عنه; لتوفّر الدواعي إليه للابتلاء به في كلّ يوم، فحمل لزوم الانتظار


  • (1) أمالي الصدوق: 140 ح143، وعنه وسائل الشيعة 4: 180، كتاب الصلاة، أبواب المواقيت ب16 ح23.
  • (2) الاستبصار 1: 266 ذح 962، تهذيب الأحكام 2: 29 ذح87 ، وحكى عن الشيخ في وسائل الشيعة 4: 181، كتاب الصلاة، أبواب المواقيت ب16 ذ ح23 وص 199 ذ ح2.

( صفحه 185 )

على كونه حكماً ظاهريّاً عند الشكّ أولى من حمله على كونه حكماً واقعيّاً لتصرّف الشارع الأقدس في مفهوم الغروب.

ويشير إليه اختلاف أخبار الذهاب في التعبير عنه تارة: بزوال الحمرة، واُخرى: بتغيّرها، وثالثة: بالتأخير قليلاً، كما في رواية يعقوب بن شعيب المتقدّمة(1)، وملاحظة التعليلات الواردة فيها(2).

ويرد عليه: عدم دلالة شيء من أخبار الحمرة بل وعدم إشعاره بكونه حكماً ظاهريّاً مجعولاً لخصوص الشاك في الاستتار، بل ظاهرها كونه حكماً واقعيّاً مجعولاً للجميع، فالتصرّف فيها بالحمل على الحكم الظاهري تصرّف بلا قرينة.

مضافاً إلى أنّ لازمه جعل الانفصال ـ أي انفصال الحمرة عن المشرق ـ أمارة للشاكّ; لملازمة سقوط القرص مع انفصالها عن نقطة المشرق، فلا وجه لجعل الأمارة زوالها عن قمـّة الرأس، المستلزم لتأخير صلاة المغرب عن أوّل وقتها بما يتجاوز عن عشر دقائق مع شدّة العناية بوقوعها في أوّل وقتها، بحيث ورد فيها التبرّي واللعن على من أخّرها طلباً لفضلها(3); وإن كان يمكن تنزيله على أمر آخر. وكيف كان، فهذا الحمل والجمع ممـّا لا سبيل إليه أصلاً.

ثالثها: حمل أخبار الحمرة على أنّ المراد بزوالها هو انفصالها عن نقطة


  • (1) في ص177.
  • (2) مستمسك العروة الوثقى 5: 77 ـ 81 .
  • (3) وسائل الشيعة 4: 187، كتاب الصلاة، أبواب المواقيت ب18.

( صفحه 186 )

المشرق ولو بقدر أصابع وإن لم يصل إلى قمـّة الرأس، فضلاً عن التجاوز عنها; لأنّ زوال الحمرة بهذا المعنى مقارن لاستتار القرص عن النظر(1).

ويدفعه ـ مضافاً إلى ظهور بعضها بل صراحته في اعتبار التجاوز عن قمـّة الرأس، كما عرفت(2) في مرسلة ابن أبي عمير، وظهور أكثرها في زوالها عن ناحية المشرق بالكلّية، بحيث لا يرى الناظر حمرة في تلك الناحية أصلاً ـ :

أنّه لو كان المراد من أخبار الحمرة هو ما يدلّ عليه أخبار الاستتار، ولم يكن فتوى أئمـّتنا المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ مخالفة لفتوى فقهاء سائر المسلمين، لما كان وجه لإلقاء هذه الكلمة الموهمة للخلاف بين شيعتهم، مع عدم ترتّب فائدة عليه إلاّ التعرّض للخطر والمهلكة، خصوصاً مع كون غرضهم (عليهم السلام) مراعاة الاتّحاد وعدم الاختلاف مهما أمكن، فهذا الجمع أيضاً لا سبيل إليه بوجه.

رابعها: حمل أخبار الحمرة على الاستحباب والفضيلة(3).

ويدفعه: أنّ هذا تصرّف في ظواهر تلك الأخبار من غير دلالة، مع أنّه لا يناسب فضيلة أوّل الوقت وشدّة العناية بالإتيان بجميع الصلوات في أوّل أوقاتها، خصوصاً صلاة المغرب على ما عرفت، ومع وقوع أكثرها في مورد السؤال عن أوّل وقت المغرب، وعدم وقوعها بلسان الأمر الذي يسهّل حمله على الاستحباب، بل بلسان آخر لا يلائم مع هذا الحمل أصلاً، فراجع.


  • (1) اُنظر نهاية التقرير 1: 133 ـ 134.
  • (2) في ص171.
  • (3) كتاب الصلاة للمحقّق الحائري (قدس سره) : 14، وقد حكاه عنه في نهاية التقرير 1: 134.