جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه103)

الإنكار بالقلب، وقد تبع في ذلك بعض الروايات الّتي ظاهرها ذلك(1). ومنالمعلوم أنّ مجرّد ذلك لا يوجب صدق عنواني الأمر والنهي؛ لأنّ ذلك أمرباطنيّ قلبيّ، ولا يطّلع عليه غيره.

فاللاّزم أن يقال بأنّ المراد ما أفاده في المتن من أن يعمل عملاً خارجيّلا يكون مفاده مجرّد عدم الرضا بذلك، بل كان ظاهراً في الانزجار القلبي عنالمنكر في أنّه طلب منه بذلك فعل المعروف وترك المنكر، وله درجات مذكورةفي المتن، وهذا ينطبق عليه العنوانان، ويظهر ذلك من بعض الروايات، مثل:

ما حكي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام من أنّه قال: أمرنا رسول‏اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن نلقي أهلالمعاصي بوجوهٍ مكفهرّة(2).

وعن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام : أنّه قد حقّ لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم، وكيفلا يحقّ لي ذلك؟! وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه، ولتهجرونه، ولا تؤذونه حتّى يترك(3).

وغير ذلك من الروايات(4) الّتي يساعدها الاعتبار أيضاً.


  • (1) وسائل الشيعة 16: 137 ـ 143، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أبواب الأمر والنهي ب5.
  • (2) الكافي 5: 58 ح10، تهذيب الأحكام 6: 176 ح356، وعنهما وسائل الشيعة 16: 143، كتاب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر، أبواب الأمر والنهي ب6 ح1.
  • (3) تهذيب الأحكام 6: 181 ح375، المقنعة: 809 ، وعنهما وسائل الشيعة 16: 145، كتاب الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر، أبواب الأمر والنهي ب7 ح4.
  • (4) وسائل الشيعة 16: 144 ـ 145، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أبواب الأمر والنهى ب7ح1، 2 و 3.
(صفحه104)

مسألة 1: يجب الاقتصار على المرتبة المذكورة مع احتمال التأثير ورفع المنكربها، وكذا يجب الاقتصار فيها على الدرجة الدانية فالدانية، والأيسر فالأيسر، سيّمإذا كان الطرف في مورد يهتك بمثل فعله، فلا يجوز التعدّي عن المقدار اللاّزم،فإن احتمل حصول المطلوب بغمض العين المفهم للطلب، لا يجوز التعدّيإلى مرتبة فوقه1.

1ـ هذه المسألة متعرّضة لأمرين:

أحدهما: وجوب الاقتصار على هذه المرتبة الّتي هي أدنى المراتبالثلاث مع احتمال التأثير ورفع المنكر بها، فلا يجوز التعدّي إلى المرتبتينالآتيتين.

ثانيهما: إنّ هذه المرتبة أيضاً لها درجات الدانية فالدانية،والأيسر فالأيسر، ويجب المشي فيها بهذا الترتيب، سيّما إذا كان الطرففي مورد يهتك بمثل فعله، وحفظ احترام المؤمن وعرضه لازم وإن كانفاسقاً، فلا يجوز التعدّى عن المقدار اللاّزم ولو كان في نفس هذه المرتبة،كمثال المتن.

(صفحه105)

مسألة 2: لو كان الإعراض والهجر مثلاً موجباً لتخفيف المنكر لا قلعه،ولم يحتمل تأثير أمره ونهيه لساناً في قلعه، ولم يمكنه الإنكار بغير ذلك،وجب1.

1ـ لو كان الإعراض والهجر مثلاً ـ الّذي يكون من درجات هذه المرتبة موجباً لتخفيف المنكر لا قلعه من أصله، ولم يحتمل تأثير أمره ونهيه لسانـ الّذي هو واقع في المرتبة الثانية، كما سيجيء(1) إن شاء اللّه‏ تعالى، ولم يمكنهالإنكار بغير ذلك ـ وجب الإعراض والهجر؛ لأنّ تخفيف المنكر أيضاً مطلوبللشارع كقلعه من رأس، غاية الأمر الوقوع في الرتبة المتأخّرة، فالإعراضوالهجر في مفروض المسألة واجب.


  • (1) في ص111.
(صفحه106)

مسألة 3: لو كان في إعراض علماء الدين ورؤساء المذهب ـ أعلى اللّه‏ كلمتهم عن الظلمة وسلاطين الجور احتمال التأثير ـ ولو في تخفيف ظلمهم ـ يجب عليهمذلك، ولو فرض العكس ـ بأن كانت مراودتهم ومعاشرتهم موجبة له ـ لابدّ منملاحظة الجهات وترجيح الجانب الأهمّ.

ومع عدم محذور آخر ـ حتّى احتمال كون عشرتهم موجباً لشوكتهم وتقويتهم،وتجرّيهم على هتك الحرمات، أو احتمال هتك مقام العلم والروحانيّة، وإساءةالظنّ بعلماء الإسلام ـ وجبت لذلك المقصود1.

1ـ لو كان في إعراض العلماء عن الظلمة وسلاطين الجور احتمال التأثيرولو في تخفيف ظلمهم، كما مرّ في المسألة السابقة، وجب عليهم الإعراضوالهجر، ولو كان المفروض عكس ذلك؛ بأن كانت مراودتهم ومعاشرتهمموجبة لاحتمال التأثير ولو كذلك، لابدّ من ملاحظة الجهات وترجيح الجانبالأهمّ، ومع عدم شيء من المحذورين تجب العشرة لذلك المقصود، والمحذورانعبارة:

1ـ عن احتمال كون عشرتهم موجباً لشوكتهم وتقويتهم وتجرّيهم على هتكالحرمات الإلهيّة.

2ـ وعن احتمال هتك مقام العلم والروحانيّة، وإساءة الظنّ بعلماء الإسلام،وقد عرفت(1) اتّصال عقائد المسلمين سيّما الضعفاء بهم.


  • (1) في ص86 ـ 91.
(صفحه107)

مسألة 4: لو كانت عشرة علماء الدين ورؤساء المذهب خالية عن مصلحةراجحة لازمة المراعاة، لا تجوز لهم، سيّما إذا كانت موجبة لاتّهامهم وانتسابهمإلى الرضا بما فعلوا1.

1ـ لو كانت عشرة العلماء خالية عن مصلحة راجحة لازمة المراعاةلاتجوز لهم؛ لعدم رجحان فيها أصلاً، بل المرجوحيّة نوعاً، خصوصاً إذا كانموجبة لاتّهامهم وانتسابهم إلى الرضا بما فعلوا، وخصوصاً إذا كان الظالم مثلالطاغوت، الّذي كان يريد الاتّصال بهم في مقابل الإمام الماتن قدس‏سره لكسر قوّةالمظاهرات وسلب عقائد الناس عن خطّ الإمام ومشيه.

والعلماء حيث يكونون بأنفسهم صالحين لا يكونون واردين في الاُمورالسياسيّة الّتي لها خطّ خاصّ من الإبهام، وعدم وضوح الوجه الواقعيللأفعال الصادرة منهم ومن حواشيهم، ولذا قد عرفت(1) أنّ هذه مرحلةخطيرة جدّاً، واللاّزم جعل الإنسان نفسه في حفظ اللّه‏ ويتوكّل عليه إنّه قريبمجيب.


  • (1) في ص89 ـ 90.