جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه84)

وقد بالغ في المخالفة مع الروحانيّين إلى حدّ لم يوجد معمّم إلاّ قليلاً، واللاّزمعليهم الإجازة، وقد بذلوا جهدهم في تربية جماعة كثيرة على هيئة رجلالدِّين الروحاني، والفاقد لما هو معتبر فيه من العلم والعمل، بل كانوا مروّجينللطاغوت مرتزقين منه لأجل تبليغ السوء وإسقاط الروحانى الواقعي عنمقامه ومنزلته.

ثمّ إنّ الدليل على لزوم الإنكار حينئذٍ ولو لم يكن مؤثّراً في قلع الفساد، بللم يكن مؤثّراً أصلاً ـ مضافاً إلى لزوم حفظ عقائد المسلمين، والمنع من هتكالإسلام ـ شهادة التاريخ بأنّه لو لم يتحقّق الإنكار لكان المسلمون في مستقبلالزمان لعلّ بعضهم يقبل البدعة؛ نظراً إلى عدم إنكار العلماء.

(صفحه 85)

مسألة 8 : لو كان في سكوت علماء الدين ورؤساء المذهب ـ أعلى اللّه‏كلمتهم ـ خوف أن يصير المنكر معروفاً أو المعروف منكراً، يجب عليهم إظهارعلمهم، ولايجوز السكوت ولو علموا عدم تأثير إنكارهم في ترك الفاعل، وليلاحظ الضرر والحرج مع كون الحكم ممّا يهتمّ به الشارع الأقدس جدّاً1.

مسألة 9: لو كان في سكوت علماء الدين ورؤساء المذهب ـ أعلى اللّه‏ كلمتهم تقوية للظالم وتأييد له ـ والعياذ باللّه‏ ـ يحرم عليهم السكوت، ويجب عليهم الإظهارولو لم يكن مؤثّراً في رفع ظلمه2.

1ـ هذه المسألة عين المسألة السابقة إلاّ في مجرّد أنّ موضوعها كان هناكالبدعة وعدم إنكار المنكر، وهنا خوف صيرورة المنكر معروفاً وبالعكس.

2ـ والوجه في وجوب الإظهار عليهم ولو لم يكن مؤثّراً في رفع ظلمه،كون المفروض أنّ سكوتهم تقوية للظالم وتأييد له، والحكم ثابت ولو لم يكنمن قصدهم التقوية والتأييد له في جهة ظلمه، وقد تقرّر في المكاسب المحرّمة(1)أنّ معونة الظالمين في ظلمهم حرام ولو كان الفرد عاديّاً غير معدود من العلماءوالرؤساء.

بل قديظهر أنّ معونتهم ولو فيغير جهة ظلمهم كأداء دين ونحوه، بل محبّة


  • (1) المقنعة: 589، المراسم العلويّة: 172، النهاية: 365، السرائر 2: 222، تذكرة الفقهاء 12: 143 مسألة 648،تحرير الأحكام 2: 260 الرقم 3017، الدروس الشرعيّة 3: 163، اللمعة الدمشقيّة: 61، جامع المقاصد4: 25 ـ 26، الروضة البهيّة 3: 213، رياض المسائل 8 : 79، المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 2: 53 ـ 57،المكاسب المحرّمة للإمام الخميني رحمه‏الله 2: 142 ـ 158، مصباح الفقاهة 1: 654 ـ 659، تفصيل الشريعة فيشرح تحرير الوسيلة، المكاسب المحرّمة: 189.
(صفحه86)

بقائهم لأجل هذا الحقّ مبغوض، وقصّة صفوان الجمّال معروفة(1).

وأمّا العلماء والرؤساء، فحيث إنّهم يكونون اُمناء الدين وحفّاظ الشريعة،يكون تقويتهم للظالم موجبة لهتك الإسلام وتزلزل عقائد المسلمين؛ فإنّ كثيرمن الناس تكون عقائدهم تابعة لأعمالهم وطرز سلوكهم مع الظالم والفاجر،فإذا رأوا السكوت وعدم الإظهار يشتبه عليهم الأمر، ولعلّ بعضهم يتخيّلعدم كونه ظالماً، فالعلماء في هذه الجهة لهم شأن خاصّ.

ولا مجال لتوهّم أنّ محلّ سكوتهم يكون الخوف من الظالم واحتمال وقوعضرره عليهم، بل مع العلم بالضرر لا محيص من الإظهار وعدم السكوت،كمارأيناه في زمن الطاغوت من الإمام الماتن قدس‏سره ، كما ذكرت آنفاً، والعمدةالتوجّه إلى أنّ وقوعه في هذا المقام يوجب ثبوت تكاليف خاصّة له، ربملا يكون مثلها ثابتاً بالنسبة إلى الفرد العادي؛ لاتّصالهم بالإسلام وبعقائدالمسلمين.


  • (1) اختيار معرفة الرجال، المعروف بـ «رجال الكشّي»: 440، الرقم 828 ، وعنه وسائل الشيعة 17: 182،كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به ب42 ح17.
(صفحه 87)

مسألة 10: لو كان سكوت علماء الدين ورؤساء المذهب ـ أعلى اللّه‏ كلمتهم موجباً لجرأة الظلمة على ارتكاب سائر المحرّمات وإبداع البدع، يحرم عليهمالسكوت، ويجب عليهم الإنكار وإن لم يكن مؤثّراً في رفع الحرام الّذي يرتكب1.

1ـ لو كان سكوت العلماء المذكور موجباً لجرأة الظلمة على ارتكابهم سائرالمحرّمات، وإبداعهم البدعة كذلك، يحرم عليهم السكوت، ويجب عليهمالإظهار مطلقاً ولو لم يكن مؤثّراً في الاجتناب عن الحرام الّذي يرتكبه.

وذلك لما عرفت من أنّ وقوعهم في محلّ مخصوص ومرتبة خاصّة أوجبلهم تكاليف خاصّة لا تكون هذه التكاليف ثابتة بالإضافة إلى‏غيرهم؛ لأنّسكوتهم يصير موجباً للتزلزل في العقائد الإسلاميّة، وتضعيف الشريعة الحقّة؛لتبعيّة عقائد الملّة لأعمالهم وأفعالهم نفياً وإثباتاً، كما ذكرنا.

(صفحه88)

مسألة 11: لو كان سكوت علماء الدين ورؤساء المذهب ـ أعلى اللّه‏ كلمتهم موجباً لإساءة الظنّ بهم وهتكهم، وانتسابهم إلى ما لا يصحّ ولا يجوز الانتسابإليهم، ككونهم ـ نعوذ باللّه‏ ـ أعوان الظلمة، يجب عليهم الإنكار لدفع العار عنساحتهم ولولم يكن مؤثّراً في رفع الظلم1.

1ـ الوجه في وجوب الإنكار عليهم في الصورة المفروضة في المسألة،ما أشار إليه في المتن من دفع العار عن ساحتهم؛ لكون السكوتموجباً لإساءة الظنّ بهم، وانتسابهم إلى ما لا يصحّ ولا يجوز الانتسابإليهم، وتطبيق بعض العناوين عليهم، ككونهم أعوان الظلمة، مع لزومالتحفّظ على شأنهم وموقعيّتهم الخاصّة في المجتمع الإسلامي، واتّصالهمبعقائد المسلمين، سيّما الضعفاء منهم، الذين هم الغالبيّة في جميعالأزمنة والأمكنة.

وبالجملة: علماء الدين ورؤساء المذهب حيث إنّهم جلسوا مجلس النبيّوالإمام صلوات اللّه‏ عليه وعليهم، واعتمدوا على مسندهما، كما في المَثَلالمعروف بين العوام، فلذا عليهم تكاليف خاصّة ووظائف مخصوصة لا يُقاسبهم غيرهم، ويلزم عليهم التحفّظ على هذا العنوان لئلاّ يقع الخلل في الدينوفي عقائد المتديِّنين الموجب لتزلزلها، وخلاف ما كانوا يعتقدونه بالإضافةإليهم، وينتظرون من مثلهم.

والإنصاف أنّ هذه المرحلة خطيرة جدّاً؛ لثبوت تكاليف خاصّة، والتوجّهإليها مشكل، ولأجله يلزم أن يتوكّل على اللّه‏ ويستعين منه في تشخيصالوظيفة والعمل بها.