جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 136)

أهل البيت؟ وهل الآية تشمل نساء النبيّ أم لا؟ وكذلك التعصّب الفكري لحصر هذا المفهوم بنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) . كلّ ذلك لا يتعدّى ـ بعد هذا التحقيق ـ عن كونه ادّعاءً فارغاً وأمراً عارياً عن الحقّ والحقيقة . وإذا كان هناك بحث في كلمة «أهل البيت» فيمكن أن يدّعى أنّ مصطلح «أهل البيت» قرينة لـ «أهل بيت النبوّة» ممّا يجعل دخول النساء في نطاقه أمراً له وجه ما; لأنّ التداول العرفي للعبارة يشمل النساء أيضاً ، ولكن التحقيق الدقيق حدّد كون «أهل البيت» في آية التطهير عنواناً مشيراً يقصد الخمسة المتميّزة المجتمعة في أحد بيوت النبيّ(صلى الله عليه وآله) في دار اُمّ سلمة ، تماماً كما هي عبارة «أصحاب الكساء» في كونها عنواناً مشيراً إلى العظماء الخمسة(عليهم السلام) .
إذن فكما أنّ أحداً من العلماء والمحقّقين ، وأيّاً من أهل الحلّ والعقد لم يبحث في مفهوم كلمة «الكساء» ، وتسالموا على أنّ «أصحاب الكساء» عنوان يشير إلى المجتمعين تحت ذلك الغطاء ، كذلك لا ينبغي البحث في مفهوم كلمة «أهل البيت» ، إذ لا أهمّية للكلمة بنفسها ، ولم تكن معنيّة في ذاتها ، إذ لم يكن مفهوم «أهل البيت» هو موضوع آية التطهير ، ولم يكن هذا المفهوم هو الذي نزلت الآية بعصمته وطهارته ، حتّى نبحث ـ بعد ذلك ـ في شمولها لزوجات النبيّ من عدمه؟
فهذه العبارة لم تكن إلاّ إشارة إلى الأشخاص الخمسة ، وحتّى اُمّ سلمة التي كانت شاهداً نزيهاً على الحدث بقيت مستثناة وخارجة عن كساء القدس الذي شمل تلك النخبة والصفوة . ولعلّ الأمر يقتضي مزيداً من التوضيح .

(الصفحة 137)

مزيد من التوضيح

إنّ الأحكام والتبعات التي تُحمل على موضوع ما ، تُحمَل تارةً بصورة قضيّة حقيقيّة واُخرى على نحو القضيّة الخارجيّة ، كما يصطلح في لغة أهل الفنّ والاختصاص . ففي القضايا الخارجية قد يحدّد موضوع القضية الأشخاص المعينين في الخارج صراحة ، وقد يشير إليهم إشارة خاصّة تحت عنوان ما يرمز إليهم ويدلّ عليهم ولا يمكن أن يضمّ غيرهم .
على سبيل المثال قد يأخذ شكل القضية الصورة التالية: «يجب احترام العالم» هذه قضية حقيقية ، هنا يجب البحث في مفهوم العالم ، وعلى قدر ما يسع هذا المفهوم من مصاديق فيجب احترامهم ، أي كلّ من يكون عالماً فيجب احترامه .
وقد يأخذ شكل القضية صورة اُخرى وتكون على هذا النحو: «احترم زيداً وعمرواً» هذه قضية خارجية ، ومن يجب احترامه في هذه القضية هما زيد وعمرو ، اللذان هما اسما عَلَم لشخصين معيّنين ، وقد يقال في نفس هذه القضية الخارجية: «احترم الشخصين ذوي الجبّة الخضراء» ، والقضية هنا جعلت «الجبّة الخضراء» عنواناً يشير إلى زيد وعمرو ، ومن ينبغي احترامه في هذه القضية هما زيد وعمرو فقط ، ولا يصحّ بحال أن تكون «الجبّة الخضراء» محور البحث في هذه القضية! بحيث يُبحث في مفهوم «الجبّة» و«الخضراء» وفي إضافة الجبّة إلى الخضراء ، ثم يتمّ ـ في ضوء ذلك ـ استنتاج أيّ الناس يجب احترامهم؟!
إذن البحث في القضايا الحقيقية يتناول المفهوم ويتعرّض لطبيعة موضوع الحكم ، ولكن في القضايا الخارجية ـ سواء في حالة التصريح
(الصفحة 138)

بتعيين الموضوع أو حالة الإشارة له ـ لا ينبغي البحث في مفهوم ما وقع موضوعاً للقضية ، فيُبحث ـ وفق المثال ـ عمّن يجب احترامه ، إذ من المسلّم أنّ الاحترام يجب أن لا يكون إلاّ لزيد وعمرو ، ولا يتجاوز الحكم عن موضوعه بأيّ نحو من الأنحاء . إنّ آية التطهير التي جعلت «أهل البيت»(عليهم السلام) مورد اهتمامها وطهّرتهم من الرجس والذنب طهارة أزلية ـ من قبيل المثال الثالث لقد انصب اهتمام الآية على عنوان «أهل البيت»(عليهم السلام) ولكن باعتباره عنواناً مشيراً إلى المجتمعين في دار اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ وكناية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) .
كما أنّ الجبّة الخضراء في المثال عنوان مشير لزيد وعمرو . وإذا كان الاحترام في المثال الثالث منحصراً بزيد وعمرو ، وغيرهم خارج عن هذا الحكم ، كذلك في آية التطهير ، فإنّ العناية الإلهية لا تشمل غير هؤلاء الخمسة ، وغيرهم خارج عن حكم الآية . وعلى هذا فلا شكّ ولا ترديد ولا يبحث في أنّ أهل البيت مَن هم؟ وما هي سعة وضيق هذا المفهوم؟ وأنّ التطهير يشمل أيّ الأفراد؟
نعم ، كما أشرنا سابقاً أنّ الكلمة في حين نزول الآية كانت عنواناً مشيراً ، ولكن بمرور الأيّام اصطبغت بصبغة التعيّن وأصبحت لقباً واسماً مشخّصاً لهؤلاء الخمسة(عليهم السلام) ، بحيث كلّما ذكرت هذه الكلمة يتبادر إلى الذهن أصفياء الله تعالى وهم الرسول الأكرم وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) .
كما أنّ مصطلح «خاصِف النعل» والذي استعمله الرسول(صلى الله عليه وآله)في بادئ الأمر كعنوان مشير إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) ، وبعد ذلك تحوّل إلى لقب خاصّ لأمير المؤمنين(عليه السلام)  .

(الصفحة 139)

بعد هذا التحليل والتحقيق المبتكر من نوعه نستطيع القول: إنّا سحبنا البساط من تحت أقدام المتعصّبين والجهّال واللااُباليين بحيث أصبحت أيديهم جذّاء وحجّتهم باطلة ودعواهم عارية عن الدليل .
وبعد ذلك لا حاجة إلى الادّعاء العاري عن الدليل والقول بأنّ أهل البيت اصطلاح قرآني خاصّ بالخمسة من «أهل البيت»(عليهم السلام)(1) .
لأنّنا أثبتنا سابقاً أنّه لم يستعمل في هذه الكلمة أيّ اصطلاح . وما ورد فيها لا يخرج عن كونه عنواناً مشيراً إلى هذه الثلّة المختارة المجتمعة في بيت أمّ سلمة . والشاهد على أنّ كلمة «أهل البيت» لم تستعمل في القرآن كاصطلاح خاصّ بالخمسة من «أهل البيت»(عليهم السلام)هو ورود هذه الكلمة في قصّة إبراهيم(عليه السلام) وزوجته(2) ، ولو كانت هذه الكلمة خاصّة بأهل البيت وأنّها استعملت بحقّهم كمصطلح ، فلا معنى لاستعمالها في القرآن الكريم في حقّ أفراد آخرين غيرهم .

تساؤل :

إذا كانت كلمة «أهل البيت» خاصّة بهؤلاء الخمسة فقط فحينئذ يطرح السؤال التالي: ألم يكن سائر الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) من أهل البيت ، وأنّ آية التطهير تشملهم بالعناية والفضيلة؟
إنّ الإجابة عن هذا التساؤل تظهر بين مطاوي كلمات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام):
فما نُقِلَ عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن طريق أبي سعيد الخدري حيث قال(صلى الله عليه وآله):
  • (1) كما ذهب إلى ذلك السيّد الطباطبائي في تفسير الميزان 16: 312 .
  • (2) في ص128 .

(الصفحة 140)

«نزلت هذه الآية فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة»(1) .
أو ما ورد عنه(صلى الله عليه وآله) بعد نزول الآية: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(2) .
وهذان النوعان من التعبير ـ المنقولان عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـ يوحيان أن عنوان «أهل البيت» في الآية الشريفة يشير إلى الخمسة أصحاب الكساء على نحو الحصر ، وقد ذهب الإمام الصادق(عليه السلام) إلى هذا الرأي (اختصاص الآية بهؤلاء الخمسة) معقّباً أنّ ربط بقيّة الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)بآية التطهير وشمولهم بمدلولها وما تخلعه على مخاطبيها من العصمة والطهر يتمّ من خلال دخولهم (عليهم السلام) في قوله تعالى: {وَأُوْلُوا الاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ}(3) .
إنّ نطاق آية التطهير ـ بناءً على قول الصادق(عليه السلام)ـ لا يتجاوز الخمسة الذين نزلت في شأنهم ، وإذا كانت عبارة «أهل البيت» مطلقة ـ باصطلاح أهل الفنّ ـ بحيث تشمل جميع الأئمّة(عليهم السلام) فما كان الإمام الصادق(عليه السلام) ليستدلّ بآية {اُولوا الأرحام . . .} ويلجأ إلى الربط بين الآيتين ليخلص إلى نتيجة عصمة جميع الأئمّة وطهارتهم ، والقول:
«نحن تأويل آية التطهير»(4) إذن فـ «أهل البيت» هم أولئك النفر
  • (1) جامع البيان في تفسير القرآن 22: 5 ، مجمع البيان 8 : 138 ، تفسير نور الثقلين 4: 277 ، الدرّ المنثور 5 : 198 .
  • (2) جامع البيان في تفسير القرآن 22: 6 ، مجمع البيان 8: 138 ، تفسير نور الثقلين 4 : 276 كما وردت بهذا المضمون روايات أخرى ، راجع نفس المصدر .
  • (3) الأنفال : 75  .
  • (4) إذ يقول (في رواية عبد الرحمن بن كثير): «نزلت هذه الآية في النبيّ وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة(عليهم السلام) ، فلمّا قبض الله عزّوجلّ نبيّه(صلى الله عليه وآله) كان أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين(عليهم السلام) ، ثمّ وقع تأويل هذه الآية (واُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُم أَوْلَى بِبَعض فِي كِتابِ اللهِ) وكان علي بن الحسين(عليهما السلام) ، ثم جرت في الأئمّة من ولده الأوصياء(عليهم السلام) ، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزّوجلّ» (علل الشرائع: 205 ب156 ح2 ، تفسير نور الثقلين 4: 273) .