جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 28)

رأي زيد بن صوحان :

عندما وصلت عائشة مع صحبها إلى البصرة لإثارة الفتنة وإشعال الحرب ، كتبت إلى زيد بن صوحان تؤلّبه على أمير المؤمنين(عليه السلام) ، (وقد أثبت ابن الأثير هذه الرسالة وجوابها في الكامل في التاريخ) وقد أدرجها صاحب قاموس الرجال أيضاً في ترجمة زيد(1) ، وهكذا سائر كتب التراجم مع اختلاف يسير ، ونحن هنا ننقل نص «الكامل»:
«من عائشة اُمّ المؤمنين حبيبة رسول الله(!) إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان: أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فأقدم فانصرنا ، فإن لم تفعل فخذّل الناس عن عليّ» .
أمّا زيد ، وهو أخو صعصعة ومن كبار التابعين ، وهو كاُويس القرني ، الذي لم يحظ بصحبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولكن الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله)بشّره بالجنّة(2) ، وقد أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن أمير المؤمنين(عليه السلام)في جهاده الناكثين في حرب الجمل ، فقد كتب في جوابها:
«أمّا بعد ، فأنا ابنك الخالص ، لئن اعتزلت ورجعت إلى بيتك وإلاّ فأنا أوّل من نابذك»(3) .
وهذا الجواب يكشف بوضوح إحاطة عموم المسلمين بوظيفة

  • (1) قاموس الرجال 4: 558 .
  • (2) قال فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) : يسبقه عضو منه إلى الجنّة ، فقطعت يده يوم مؤتة ، وقتل مع عليّ(عليه السلام) يوم الجمل (ج1 من الأحاديث الغيبية / مؤسسة المعارف الإسلامية ، وقد ذَكر له عشرين مصدراً) .
  • (3) الكامل في التاريخ 3 : 216 .

(الصفحة 29)

وبواجب كلّ فئة منهم ، ففي رؤية زيد كان يمكن لعائشة أن تكون اُمّاً للمؤمنين وتتمتّع بمميّزات هذا اللقب ، إذا ما قرّت في بيتها وانشغلت بدور ربة البيت ، وإن لم تفعل فليست للمؤمنين باُمّ ولا يمكن لزيد أن يكون ابناً لها .
لقد أشار زيد إلى ما رسمه القرآن الكريم في آيات النساء وخطّه كمنهج وبرنامج عملي لنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) وذكّر عائشة به ، فطالبها بالرجوع إلى بيتها ، وأن تترك أمر الرجال للرجال ، ودون ذلك فلا حرمة لها ولا حقّ لها بالافتخار بلقب «اُمّ المؤمنين» ، بل إنّ زيداً أشار إلى وظيفة اُخرى تترتّب على عموم المسلمين في مثل هذه الحالات ، وهي الأخذ على يد الناكث ، وسل السيف في وجه عائشة ومنابذتها حتّى يردّها إلى بيتها ويجتثّ الفتنة . ويذكر الطبري أنّ زيداً كان يقول عقب هذه الرسالة:
«رحم الله اُمّ المؤمنين ، اُمرت أن تلزم بيتها واُمرنا أن نقاتل ، فتركت ما اُمرت به وأمرتنا به ، وصنعت ما اُمرنا به ونهتنا عنه»(1) .
ونرى هنا أنّ زيداً يعلم بأنّ الآية الكريمة
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ }تأبى لعائشة ما تكلّفته من دور ، وتحظر عليها ما تصدّت له من مهمّة ادّعت أنّ الوظيفة والواجب الشرعي يمليه عليها ، فركبت جملها وخرجت تدّعي الطلب بدم عثمان! وهو يعلم كذلك أنّ آية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} أوكلت أمر زعامة الاُمّة وإمامتها لأمير المؤمنين الذي هو من «أهل البيت(عليهم السلام) » ، وأنّ عليه نصرة هذا الإمام والدفاع
  • (1) تاريخ الاُمم والملوك للطبري 4: 477 .

(الصفحة 30)

عنه حينما تشتدّ المحنة ويحتدم الصراع في ميادين الحروب .
إنّ حديث وفعل زيد ، كلامه وموقفه العملي ، يكشف عن علمه بأنّ قضايا الإسلام المصيرية لم توكل إلى النساء ، وبأنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} لم تطهّر عائشة ولم تنزّهها; لأنّها ما نزلت في شأنها ، لذا فهو عَجِبٌ ومذهول ، عَجَبُ استنكار وذهولُ رفض من تصرّفات عائشة .
فما كان لزيد أن يتردّد ويرتاب في موقف عائشة لو أنّه كان يرى أنّ آية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} قد نزلت في اُمّهات المؤمنين وشملتهنّ ، وأنّ الإرادة التكوينيّة لله سبحانه وتعالى عصمتهنّ عن الرجس والعيب والخطأ ، وما كان ليصنّف عملها هتكاً لحدود الله ومخالفة لأحكامه ، وكأنّي به يقول: إنّ عمل عائشة هو حجّة على الآخرين إذ نزّهها الله ، وأراد إرادة تكوينية أزلية أن لا ترتكب خطيئةً ولا خطأً ، فلا يصحّ أن نشكّ في أعمالها ونتردّد في مواقفها ، ولكنّنا نجد في المقابل أنّ جملة واحدة مختصرة من اُمّ سلمة أقنعته بتولّي أمير المؤمنين(عليه السلام) وطاعته ما قاله حال استشهاده . لماذا يعتمد زيد بن صوحان رضوان الله عليه حديث اُمّ سلمة في حقّ عليّ(عليه السلام)ويبادر في اتخاذه حجّة ، وفي المقابل يصنِّف سلوك عائشة هتكاً لحرمات الإسلام ومخالفة للشريعة الغرّاء؟ هل الأمر إلاّ رؤيته وفهمه بأنّ آية التطهير لا تشمل عائشة وزوجات النبي(صلى الله عليه وآله) ، وأنّ الرعاية الربّانيّة في العصمة والتنزيه تشمل عليّاً(عليه السلام) وبقية أهل البيت(عليهم السلام)فقط ، وأنّ اُمّ سلمة رضي الله عنها صارت أهلاً للثقة والاعتبار; لتمسّكها بالوظائف وعملها بالواجبات التي شرعها القرآن الكريم لخصوص نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فبلغت
(الصفحة 31)

ذلك المستوى من الوثاقة بحيث ضحّى الرجل بنفسه وبلغ الشهادة في سبيل الدفاع عن أمير المؤمنين(عليه السلام)اعتماداً على حديث نقلته رضوان الله عليها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حقّ عليّ(عليه السلام)وفضله؟

موقف ابن عبّاس :

لمّا هزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أصحاب الجمل بعث عبدالله بن عبّاس إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلّة العرجة .
قال ابن عبّاس: «فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة ، فطلبت الإذن عليها فلم تأذن ، فدخلت عليها من غير إذنها ، فإذا بيت قفار لم يعدّ لي فيه مجلس! فإذا هي من وراء سترين فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة ، فمددت الطنفسة فجلست عليها ، فقالت من وراء الستر: يا ابن عبّاس أخطأت السنّة! دخلت بيتنا بغير إذننا وجلست على متاعنا بغير إذننا ، فقال ابن عبّاس(رحمه الله): نحن أولى بالسنّة منك ، ونحن علّمناك السنّة وإنّما بيتك الذي خلّفك فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتبة على ربّك عاصية لرسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلاّ بإذنك ، ولم نجلس على متاعك إلاّ بأمرك . . .»(1) .
إنّ قول ابن عبّاس هذا ـ وهو حبر الأمّة ومفسِّر القرآن ـ يبيّن أنّ الآيات الواردة في نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) حظرت عليهنّ التدخّل في القضايا
  • (1) اختيار معرفة الرجال ، المعروف برجال الكشي: 57 ـ 58 الرقم 108 ، قاموس الرجال 6 : 419 ـ 420 ، بحار الأنوار 32: 269 ح210  .

(الصفحة 32)

السياسية ، وأنهنّ يفقدن اعتبارهنّ بل ويفقدن حتّى ما للمرأة المسلمة العادية من احترام إذا ما تخلّفن عن الالتزام بهذه الآيات والأحكام .
كانت هذه نماذج من فهم وانتزاع وعمل بعض رموز الطبقة الاُولى من شخصيات الإسلام حول آيات نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر توخّياً للاختصار وحذراً من الإطالة .

المهمّة والدور الآخر :

سبق أنْ بيّنا أنّ ممّا أرادته آية التطهير هو إناطة دور ومهمّة خاصّة بأهل البيت(عليهم السلام) ، مهمّة تتطلّب الطهارة والنزاهة في أعلى سطوحها وأرفع مستوياتها ، وسنرى أنّ هذه المهمّة ليست إلاّ إمامة المسلمين وقيادتهم بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)  ، هذا ما صرّح به أهل البيت(عليهم السلام)مراراً وتكراراً ، وهنا سنذكر بعض النماذج التي ذكر فيها أئمّة الحقّ والهدى آية التطهير في معرض استدلالهم على حقّهم فيما تناولوه وتصدّوا له من مناظرات ومحاججات حول الخلافة:

1 ـ في سقيفة بني ساعدة:

بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) تنازع المهاجرون والأنصار ، وكان أوّل من تجمّع في السقيفة عدّة من الأنصار من الذين نهضوا بنصرة رسول الله(صلى الله عليه وآله)عند هجرته إلى المدينة ، وكان سعد بن عبادة أكثرهم سعياً لتولّي الخلافة والاستحواذ عليها ، ولكن أبا بكر وعمر لم يدّخرا