جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 50)

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»(1) .
وخلاصة القول: أنّ رأي عكرمة الجاهل بالقرآن ، المعادي لأهل البيت ساقط عن الاعتبار ، ولا حجّية له بتاتاً .

مقاتل(2) :

أمّا مقاتل ، فيذكر العلاّمة شرف الدين أعلى الله مقامه عنه «أنّه أيضاً كان عدوّاً لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وكان دأبه صرف الفضائل عنه حتّى افتضح بذلك . قال إبراهيم الحربي ـ كما في ترجمة مقاتل من وفيات الأعيان لابن خلكان ـ : قعد مقاتل بن سليمان فقال ـ إطفاءً لنور أمير المؤمنين(عليه السلام) ـ : سلوني عمّا دون العرش ، فقال له رجل: آدم صلّى الله عليه وسلّم حين حجّ مَنْ حَلَقَ رأسه(3)؟ فقال له: ليس هذا من علمكم . وقال الجوزجاني ـ كما في ترجمة مقاتل في ميزان الذهبي ـ كان مقاتل دجّالاً جسوراً ، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فأسند ظهره إلى القبلة وقال: سلوني عمّا دون العرش قال: وحدّثت أنّه قال بمثلها بمكّة ، فقام إليه رجل فقال: أخبرني عن النملة أين
  • (1) المسند لأحمد بن حنبل 1: 709 ح3062 .
  • (2) مقاتل بن سليمان البلخي أو البجلي المتوفّى في البصرة 150هـ  ، ذكر الزركلي في أعلامه أنه كان متروك الحديث (ج7 : 281) وذكره المامقاني في رجاله حيث نقل أنه قيل لأبي حنيفة: قدّم مقاتل ، قال: إذن يجئك بكذب كثير ، ثمّ علق «ويلٌ لمن كفره نمرود»! (تنقيح المقال 3 : 244 طبعة النجف) .
  • (3) وفيات الأعيان 5: 255 ، الرقم 733 .

(الصفحة 51)

أمعاؤها؟ فسكت(1) .
وكان مقاتل مع ذلك كلّه من كبار المرجئة وغلاة المشبهة بنص جماعة ، منهم: ابن حزم في كتابه «الفصل»(2) وعدّه الشهرستاني في الملل والنحل من رجال المرجئة(3) ، وقال أبو حنيفة ـ كما في ترجمة مقاتل من ميزان الاعتدال ـ : أفرط جهم في نفي التشبيه حتّى قال: إنّه تعالى ليس بشيء ، وأفرط مقاتل ـ يعني في الإثبات ـ حتّى جعله مثل خلقه ، وقال أبو حاتم بن حبان البستي ـ كما في ترجمة مقاتل من تهذيب الكمال للمزّي ـ : كان مقاتل يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبّهاً يشبّه الرب عزّوجلّ بالمخلوقين ، وكان يكذب مع ذلك في الحديث»(4) ،(5) .
وبهذه الترجمة لمقاتل التي أثبتها العلاّمة الفقيد شرف الدين من كتب القوم ومصادرهم يسهّل الحكم على رأيه في آية التطهير ، وما زعمه من نزولها في نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ! فالتهافت نال وقدح في شخصه وشخصيّته ، وليس مجرّد دعواه ومقالته . وحقّ أن نتمثّل:
تصدّر للتدريس كلّ مهوّس بليد يُسمّى بالفقيه المدرّس

  • (1) أحوال الرجال للجوزجاني: 202 ، الترجمة 373 ، ميزان الاعتدال 4 : 174 الرقم 8741  .
  • (2) الفصل في الملل والأهواء والنحل 4: 205 .
  • (3) الملل والنحل 1 : 128 .
  • (4) كتاب المجروحين لابن حبّان 3: 14 ، تهذيب الكمال 28: 450 .
  • (5) الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء للعلاّمة السيد عبد الحسين شرف الدين : ص19 ـ 20 .

(الصفحة 52)

يحقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا ببيت قديم شاع في كلّ مجلس
لقد هزلت حتّى بدا من هزالها كلاها وحتّى رامها كلّ مفلس(1)

عروة :

ثالث من كان يُأوِّل آية التطهير بنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو عروة بن الزبير .
يذكر صاحب قاموس الرجال في ترجمة عروة: «روى المسعودي في مروجه عن حمّاد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذّر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم ، وحصره إيّاهم في الشعب وجمعه الحطب لتحريقهم ، ويقول: إنّما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما اُرهب بنو هاشم وجُمع لهم الحطب لإحراقهم فيما سلف (2)(يعني يوم السقيفة) . وقد تظاهرت الرواية عن عروة أنّه كان يأخذه الزمع عند ذكر عليّ(عليه السلام) فيسبّه ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ويقول: وما يعني أنّه لم يخالف إلى ما نُهي عنه ، وقد أراق من دماء
  • (1) الأبيات لأحمد بن الحسين المؤدب ، وصدر بيته الثالث «لقد هزلت» مَثَل يضرب في الاستصغار والاستخفاف بمن ادّعى ما ليس له وتلبّس بغير لباسه ، وقد قابلت بها بيتاً بالفارسية تمثّل به المؤلّف في المقام مؤثّراً ذلك على ترجمته ، إذ لا يفسد الشعر شيء مثل ترجمته ، والبيت هو:
    أي مگس عرصه سيمرغ نه جولانگه تست عرض خود مى برى و زحمت ما ميدارى
  • (2) مروج الذهب 3 : 77 .

(الصفحة 53)

المسلمين ما أراق؟»(1) .
ويكفي هذا المقدار لبيان مستوى هذا الرجل ومدى عدائه ومعاندته لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وهكذا جهله وحقده ، ويصدق في حقّه أنّه ممّن لو ولج بحر القرآن المتلاطم لما حظي حتّى بقطرة منه ، ولو انقدحت من نفسه الخبيثة شرارة ما كانت لتوقد إلاّ من لهيب الحقد ، وإن نسب قولاً فما يفرغ إلاّ عن الافتراء والبهتان!

الطائفة الثانية :

ذكرنا آنفاً أن الطائفة الثانية ممّن يرى أنّ آية التطهير شملت نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو نزلت فيهنّ على وجه الحصر ، تضمّ فئة من علماء العامّة وأرباب التفاسير عندهم . وقد انصبّت حجّة هؤلاء على أدلّة ثلاثة ، نقول في ردّها:
1 ـ إذا كان الدليل على الانحصار أو الشمول هو وقوع الآية الشريفة (التطهير) ضمن آيات كانت تخاطب نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فإن ردّ ذلك قد تبيّن في كون الآيات المتعلّقة بالنساء لا تحكي عن الإرادة التكوينية للباري عزّوجلّ في عصمتهنّ ، وهي خلوّ ممّا يثبت فضلهنّ وحتمية طهارتهنّ ، أمّا آية التطهير فهي في مقام تقرير المشيئة الربانية الحتمية في طهارة ثلّة معيّنة هي «أهل البيت(عليهم السلام)» ، يثبت بذلك فضلها وأفضليّتها ، فكيف يمكن أن تشمل آية تحوي هكذا دلالة اُناساً احتملت الآيات السابقة سقوطهنّ في الرجس واتّباعهنّ زينة الدنيا
  • (1) قاموس الرجال 7 : 193 ـ 194 .

(الصفحة 54)

(نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)) ، وسيأتي لاحقاً المزيد من التفصيل في هذا الباب .
2 ـ إذا كان دليلهم أنّ تتابع الآيات ووحدة السياق يقتضي ما ذهبوا إليه من الانحصار أو الشمول ، فإنّ هذا لا يربو إلاّ أن يكون قرينة لا دليلاً قائماً بذاته ، وقد رأينا كيف تهافتت هذه القرينة وسقطت أمام الأحاديث المتّفقة على التصريح بأنّ الآية عنت الخمسة أصحاب الكساء لا غيرهم ، وكيف أقرّت النسوة: عائشة وأمّ سلمة أنفسهنّ بهذه الحقيقة وأذعنتا لها .
3 ـ وإن كانت حجّتهم في وجود روايات معارضة دلّت على شمول الآية لزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فقد بيّنا أنّ رواة هذه الأحاديث من أضراب عكرمة ومقاتل وعروة إنّما نقلوا آراءهم الخاصّة أو افتروا على ابن عبّاس ، واتّضح فيما سبق أنّ علماء العامّة أنفسهم فيما بحثوه من أحوال هؤلاء في كتب الجرح والتعديل أسقطوهم عن الاعتبار والوثاقة ، ونسبوهم إلى الكذب وفساد العقيدة .
وعلى هذا لا يبقى لذي ضمير حيّ وإنصاف ، بعيد عن الجدل الأجوف من سبيل إلاّ الإذعان بأنّ آية التطهير إنّما نزلت في الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام) ، ولا مناص من الإقرار بأنّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا نصيب لهنّ من هذه المنقبة العظيمة والفضل الإلهي الجزيل .

القسم الثاني : روايات أهل البيت(عليهم السلام)

تناول البحث فيما مضى الروايات الواردة عن طرق العامّة ، وفي هذا الباب نستعرض بعض الأحاديث الشريفة التي نقلت عن أهل