جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 53)

المسلمين ما أراق؟»(1) .
ويكفي هذا المقدار لبيان مستوى هذا الرجل ومدى عدائه ومعاندته لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وهكذا جهله وحقده ، ويصدق في حقّه أنّه ممّن لو ولج بحر القرآن المتلاطم لما حظي حتّى بقطرة منه ، ولو انقدحت من نفسه الخبيثة شرارة ما كانت لتوقد إلاّ من لهيب الحقد ، وإن نسب قولاً فما يفرغ إلاّ عن الافتراء والبهتان!

الطائفة الثانية :

ذكرنا آنفاً أن الطائفة الثانية ممّن يرى أنّ آية التطهير شملت نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو نزلت فيهنّ على وجه الحصر ، تضمّ فئة من علماء العامّة وأرباب التفاسير عندهم . وقد انصبّت حجّة هؤلاء على أدلّة ثلاثة ، نقول في ردّها:
1 ـ إذا كان الدليل على الانحصار أو الشمول هو وقوع الآية الشريفة (التطهير) ضمن آيات كانت تخاطب نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فإن ردّ ذلك قد تبيّن في كون الآيات المتعلّقة بالنساء لا تحكي عن الإرادة التكوينية للباري عزّوجلّ في عصمتهنّ ، وهي خلوّ ممّا يثبت فضلهنّ وحتمية طهارتهنّ ، أمّا آية التطهير فهي في مقام تقرير المشيئة الربانية الحتمية في طهارة ثلّة معيّنة هي «أهل البيت(عليهم السلام)» ، يثبت بذلك فضلها وأفضليّتها ، فكيف يمكن أن تشمل آية تحوي هكذا دلالة اُناساً احتملت الآيات السابقة سقوطهنّ في الرجس واتّباعهنّ زينة الدنيا
  • (1) قاموس الرجال 7 : 193 ـ 194 .

(الصفحة 54)

(نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)) ، وسيأتي لاحقاً المزيد من التفصيل في هذا الباب .
2 ـ إذا كان دليلهم أنّ تتابع الآيات ووحدة السياق يقتضي ما ذهبوا إليه من الانحصار أو الشمول ، فإنّ هذا لا يربو إلاّ أن يكون قرينة لا دليلاً قائماً بذاته ، وقد رأينا كيف تهافتت هذه القرينة وسقطت أمام الأحاديث المتّفقة على التصريح بأنّ الآية عنت الخمسة أصحاب الكساء لا غيرهم ، وكيف أقرّت النسوة: عائشة وأمّ سلمة أنفسهنّ بهذه الحقيقة وأذعنتا لها .
3 ـ وإن كانت حجّتهم في وجود روايات معارضة دلّت على شمول الآية لزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فقد بيّنا أنّ رواة هذه الأحاديث من أضراب عكرمة ومقاتل وعروة إنّما نقلوا آراءهم الخاصّة أو افتروا على ابن عبّاس ، واتّضح فيما سبق أنّ علماء العامّة أنفسهم فيما بحثوه من أحوال هؤلاء في كتب الجرح والتعديل أسقطوهم عن الاعتبار والوثاقة ، ونسبوهم إلى الكذب وفساد العقيدة .
وعلى هذا لا يبقى لذي ضمير حيّ وإنصاف ، بعيد عن الجدل الأجوف من سبيل إلاّ الإذعان بأنّ آية التطهير إنّما نزلت في الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام) ، ولا مناص من الإقرار بأنّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا نصيب لهنّ من هذه المنقبة العظيمة والفضل الإلهي الجزيل .

القسم الثاني : روايات أهل البيت(عليهم السلام)

تناول البحث فيما مضى الروايات الواردة عن طرق العامّة ، وفي هذا الباب نستعرض بعض الأحاديث الشريفة التي نقلت عن أهل
(الصفحة 55)

البيت(عليهم السلام) .
تزخر كتب الشيعة ومجاميعهم الروائية بأحاديث كثيرة حول آية التطهير ذكرت في مواضع وبمناسبات مختلفة ، وقد أشرنا في صدر البحث إلى الأربعة وثلاثين حديثاً التي نقلها السيّد هاشم البحراني في كتابه «غاية المرام» وسنذكر هنا بعض الأحاديث التي أوردها المحدِّث الجليل الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفّى (1112 هـ) في تفسيره القيم «نور الثقلين»:
1 ـ في تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر(عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} قال: نزلت هذه الآية في رسول الله وعليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وذلك في بيت اُمّ سلمة زوج النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، ثمّ ألبسهم كساءً خيبريّاً ودخل معهم فيه ، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فقالت أمّ سلمة: وأنا معهم يارسول الله؟ قال: أبشري يا أمّ سلمة فإنّك إلى خير(1) .
2 ـ في كتاب الخصال ، في احتجاج أمير المؤمنين(عليه السلام) على الناس يوم الشورى ، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحدٌ أنزل الله فيه آية التطهير على رسول الله(صلى الله عليه وآله):
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كساءً
  • (1) تفسير القمّي 2 : 193 ، تفسير نور الثقلين 4 : 270  .

(الصفحة 56)

خيبريّاً فضمّني فيه وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ قال: ياربّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً غيري؟ قالوا: اللهمّ  لا(1) .
3 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ، أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيّام خلافة عثمان: أيّها الناس أتعلمون أنّ الله عزّوجلّ أنزل في كتابه {إِنِّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} فجمعني وفاطمة وابنيَّ حسناً وحسيناً وألقى علينا كساءً ، وقال: اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويحرجني ما يحرجهم ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ، فقالت اُمّ سلمة: وأنا يارسول  الله؟ فقال: أنت ـ أو إنّك ـ على خير ، إنّما اُنزلت فيّ وفي أخي وابنتي وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة ليس معنا فيها أحد غيرنا ، فقالوا: كلّهم : نشهد أنّ اُمّ سلمة حدّثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ سلمة رضي الله عنها(2) .
4 ـ في رواية صحيحة يرويها أبو بصير ، عن الإمام الصادق(عليه السلام)ننقل منها موضع الشاهد لما نحن بصدده: « . . . ولكن الله عزّوجلّ أنزله في كتابه لنبيّه(صلى الله عليه وآله) {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ، ثمّ قال: اللّهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي
  • (1) الخصال 2: 560 ، تفسير نور الثقلين 4: 272 .
  • (2) كمال الدين وتمام النعمة 1 : 278 ، تفسير نور الثقلين 4: 272 .

(الصفحة 57)

وثقلي . فقالت أمّ سلمة: ألست من أهلك؟ قال: إنّك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي»(1) .

تناسق الأخبار وانسجامها (ثمرة البحث):

بلغ مجموع ما ذكرناه في القسمين عشر روايات شملت مختارات من الأحاديث المعتبرة المنقولة بالطريقين ، ستّة أحاديث من طرق العامّة وأربعة من طرق الخاصّة: أي شيعة أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) ، ويقف المتتبّع على تناسق قلّ نظيره بين هاتين الطائفتين من الأخبار على اختلاف طرق النقل وتباين المدارس المذهبية والعقائدية! واستناداً إلى هذه الأخبار العشرة يمكننا الخروج بنتائج واضحة نعرضها ملخّصة مختصرة كبنود أساسية تمثّل حصيلة البحث وثمرته:
1 ـ إنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت مستقلّة ومنفصلة ، وتدوينها ضمن الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب ، بعد الآيات التي خاطب فيها الشارع المقدّس أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله) وحدّد فيها بعض تكاليفهنّ ، لا يحمل أيّ مدلول على تتابع الخطاب واستمرار الموضوع . وهذه الثمرة هي الهدف الأساسي من هذا البحث .
2 ـ الآية الكريمة نزلت في بيت أمّ سلمة رضوان الله تعالى عليها .
3 ـ إنّ اُمّ سلمة وعائشة كلتيهما اعترفتا بأنّ الآية لا تشملهنّ ، بل أقرّتا بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أكّد لهنّ بأنّ عليهنّ أن لا يتوقعن أن يكنَّ في نطاق آية تضع اُسس بُنية المجتمع الإسلامي ، وترسم الاستراتيجية الإسلامية
  • (1) الكافي 1: 287 ، تفسير العياشي 1: 250 ، تفسير نور الثقلين 4: 274 .