جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 135)

الرابع: وليعلم العالم بأسره مَنْ هم أولئك القوم الذين نزلت في حقّهم آية التطهير ورفعتهم فوق ذرى المجد والفضيلة ، ونزّهتهم وإلى الأبد عن كلّ دنس وجهل وشكّ؟
وليعلم الجميع مَنْ هم قادة الإسلام الحقيقيّون ، وأيّ منزلة من منازل الفضيلة يرتقون؟
وليعلم أمثال عكرمة أنّ النظريات التي تفرزها نار العصبية والحقد والحسد لا تستطيع أن تحرف مسير الإنسانية الواعية والقلوب المؤمنة عن جادّة الحقّ والحقيقة .
وليعلم بعض المفسِّرين الذين ابتلوا بداء العصبية ، أنّ القرآن الكريم لا يخضع وبأيّ شكل من الأشكال لمثل تلك الأفكار والنظريات المنحرفة ، وأنّ هذا الكتاب المقدّس حصر طريق الوصول إلى الفضيلة به لا بسواه ، وأنّ تعاليمه الإلهية وقوانينه العالية لا تنسجم مع الأفكار المنبعثة عن الهوى ، والناجمة عن القناعات الشخصية والآراء الفردية .
وأخيراً لكي يتسلّح طالبو الحقيقة بالبرهان الساطع والدليل النيّر المستند إلى كلام سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله)  .

ثمرة التحقيق :

إنّ هذا الأسلوب المبتكر في تحقيق كلمة «أهل البيت» جديرٌ أن يصون البحث ويخرجه من حالة القال والقيل ، وإنّ أخذ هذا الأسلوب بنظر الاعتبار واعتماد نتائجه يؤدّي إلى أن يصبح البحث والجدل في مفهوم «أهل البيت» لغواً لا فائدة فيه ، وأن لا موضوع حينئذ للبحث عن سعة وضيق هذا المفهوم ، من قبيل: ماذا تعني كلمة الأهل؟ ومَنْ هم
(الصفحة 136)

أهل البيت؟ وهل الآية تشمل نساء النبيّ أم لا؟ وكذلك التعصّب الفكري لحصر هذا المفهوم بنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) . كلّ ذلك لا يتعدّى ـ بعد هذا التحقيق ـ عن كونه ادّعاءً فارغاً وأمراً عارياً عن الحقّ والحقيقة . وإذا كان هناك بحث في كلمة «أهل البيت» فيمكن أن يدّعى أنّ مصطلح «أهل البيت» قرينة لـ «أهل بيت النبوّة» ممّا يجعل دخول النساء في نطاقه أمراً له وجه ما; لأنّ التداول العرفي للعبارة يشمل النساء أيضاً ، ولكن التحقيق الدقيق حدّد كون «أهل البيت» في آية التطهير عنواناً مشيراً يقصد الخمسة المتميّزة المجتمعة في أحد بيوت النبيّ(صلى الله عليه وآله) في دار اُمّ سلمة ، تماماً كما هي عبارة «أصحاب الكساء» في كونها عنواناً مشيراً إلى العظماء الخمسة(عليهم السلام) .
إذن فكما أنّ أحداً من العلماء والمحقّقين ، وأيّاً من أهل الحلّ والعقد لم يبحث في مفهوم كلمة «الكساء» ، وتسالموا على أنّ «أصحاب الكساء» عنوان يشير إلى المجتمعين تحت ذلك الغطاء ، كذلك لا ينبغي البحث في مفهوم كلمة «أهل البيت» ، إذ لا أهمّية للكلمة بنفسها ، ولم تكن معنيّة في ذاتها ، إذ لم يكن مفهوم «أهل البيت» هو موضوع آية التطهير ، ولم يكن هذا المفهوم هو الذي نزلت الآية بعصمته وطهارته ، حتّى نبحث ـ بعد ذلك ـ في شمولها لزوجات النبيّ من عدمه؟
فهذه العبارة لم تكن إلاّ إشارة إلى الأشخاص الخمسة ، وحتّى اُمّ سلمة التي كانت شاهداً نزيهاً على الحدث بقيت مستثناة وخارجة عن كساء القدس الذي شمل تلك النخبة والصفوة . ولعلّ الأمر يقتضي مزيداً من التوضيح .

(الصفحة 137)

مزيد من التوضيح

إنّ الأحكام والتبعات التي تُحمل على موضوع ما ، تُحمَل تارةً بصورة قضيّة حقيقيّة واُخرى على نحو القضيّة الخارجيّة ، كما يصطلح في لغة أهل الفنّ والاختصاص . ففي القضايا الخارجية قد يحدّد موضوع القضية الأشخاص المعينين في الخارج صراحة ، وقد يشير إليهم إشارة خاصّة تحت عنوان ما يرمز إليهم ويدلّ عليهم ولا يمكن أن يضمّ غيرهم .
على سبيل المثال قد يأخذ شكل القضية الصورة التالية: «يجب احترام العالم» هذه قضية حقيقية ، هنا يجب البحث في مفهوم العالم ، وعلى قدر ما يسع هذا المفهوم من مصاديق فيجب احترامهم ، أي كلّ من يكون عالماً فيجب احترامه .
وقد يأخذ شكل القضية صورة اُخرى وتكون على هذا النحو: «احترم زيداً وعمرواً» هذه قضية خارجية ، ومن يجب احترامه في هذه القضية هما زيد وعمرو ، اللذان هما اسما عَلَم لشخصين معيّنين ، وقد يقال في نفس هذه القضية الخارجية: «احترم الشخصين ذوي الجبّة الخضراء» ، والقضية هنا جعلت «الجبّة الخضراء» عنواناً يشير إلى زيد وعمرو ، ومن ينبغي احترامه في هذه القضية هما زيد وعمرو فقط ، ولا يصحّ بحال أن تكون «الجبّة الخضراء» محور البحث في هذه القضية! بحيث يُبحث في مفهوم «الجبّة» و«الخضراء» وفي إضافة الجبّة إلى الخضراء ، ثم يتمّ ـ في ضوء ذلك ـ استنتاج أيّ الناس يجب احترامهم؟!
إذن البحث في القضايا الحقيقية يتناول المفهوم ويتعرّض لطبيعة موضوع الحكم ، ولكن في القضايا الخارجية ـ سواء في حالة التصريح
(الصفحة 138)

بتعيين الموضوع أو حالة الإشارة له ـ لا ينبغي البحث في مفهوم ما وقع موضوعاً للقضية ، فيُبحث ـ وفق المثال ـ عمّن يجب احترامه ، إذ من المسلّم أنّ الاحترام يجب أن لا يكون إلاّ لزيد وعمرو ، ولا يتجاوز الحكم عن موضوعه بأيّ نحو من الأنحاء . إنّ آية التطهير التي جعلت «أهل البيت»(عليهم السلام) مورد اهتمامها وطهّرتهم من الرجس والذنب طهارة أزلية ـ من قبيل المثال الثالث لقد انصب اهتمام الآية على عنوان «أهل البيت»(عليهم السلام) ولكن باعتباره عنواناً مشيراً إلى المجتمعين في دار اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ وكناية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) .
كما أنّ الجبّة الخضراء في المثال عنوان مشير لزيد وعمرو . وإذا كان الاحترام في المثال الثالث منحصراً بزيد وعمرو ، وغيرهم خارج عن هذا الحكم ، كذلك في آية التطهير ، فإنّ العناية الإلهية لا تشمل غير هؤلاء الخمسة ، وغيرهم خارج عن حكم الآية . وعلى هذا فلا شكّ ولا ترديد ولا يبحث في أنّ أهل البيت مَن هم؟ وما هي سعة وضيق هذا المفهوم؟ وأنّ التطهير يشمل أيّ الأفراد؟
نعم ، كما أشرنا سابقاً أنّ الكلمة في حين نزول الآية كانت عنواناً مشيراً ، ولكن بمرور الأيّام اصطبغت بصبغة التعيّن وأصبحت لقباً واسماً مشخّصاً لهؤلاء الخمسة(عليهم السلام) ، بحيث كلّما ذكرت هذه الكلمة يتبادر إلى الذهن أصفياء الله تعالى وهم الرسول الأكرم وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) .
كما أنّ مصطلح «خاصِف النعل» والذي استعمله الرسول(صلى الله عليه وآله)في بادئ الأمر كعنوان مشير إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) ، وبعد ذلك تحوّل إلى لقب خاصّ لأمير المؤمنين(عليه السلام)  .

(الصفحة 139)

بعد هذا التحليل والتحقيق المبتكر من نوعه نستطيع القول: إنّا سحبنا البساط من تحت أقدام المتعصّبين والجهّال واللااُباليين بحيث أصبحت أيديهم جذّاء وحجّتهم باطلة ودعواهم عارية عن الدليل .
وبعد ذلك لا حاجة إلى الادّعاء العاري عن الدليل والقول بأنّ أهل البيت اصطلاح قرآني خاصّ بالخمسة من «أهل البيت»(عليهم السلام)(1) .
لأنّنا أثبتنا سابقاً أنّه لم يستعمل في هذه الكلمة أيّ اصطلاح . وما ورد فيها لا يخرج عن كونه عنواناً مشيراً إلى هذه الثلّة المختارة المجتمعة في بيت أمّ سلمة . والشاهد على أنّ كلمة «أهل البيت» لم تستعمل في القرآن كاصطلاح خاصّ بالخمسة من «أهل البيت»(عليهم السلام)هو ورود هذه الكلمة في قصّة إبراهيم(عليه السلام) وزوجته(2) ، ولو كانت هذه الكلمة خاصّة بأهل البيت وأنّها استعملت بحقّهم كمصطلح ، فلا معنى لاستعمالها في القرآن الكريم في حقّ أفراد آخرين غيرهم .

تساؤل :

إذا كانت كلمة «أهل البيت» خاصّة بهؤلاء الخمسة فقط فحينئذ يطرح السؤال التالي: ألم يكن سائر الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) من أهل البيت ، وأنّ آية التطهير تشملهم بالعناية والفضيلة؟
إنّ الإجابة عن هذا التساؤل تظهر بين مطاوي كلمات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام):
فما نُقِلَ عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن طريق أبي سعيد الخدري حيث قال(صلى الله عليه وآله):
  • (1) كما ذهب إلى ذلك السيّد الطباطبائي في تفسير الميزان 16: 312 .
  • (2) في ص128 .