جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 46)

الآية الشريفة ، وهذا لا يمس ـ كما أسلفنا ـ شأن النزول وبأنّ الآية نزلت في حقّ أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ، بل أنّها أقرّت بذلك وأمضته .

ملكيون أكثر من الملك !

ومع أنّ زوجَتي النبيّ(صلى الله عليه وآله); اُمّ سلمة وعائشة اعترفتا وأذعنتا بأنّ آية التطهير لم تُردهما ولم تُرد أيّاً من نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وأنّها تختصّ بالخمسة أصحاب الكساء ، إلاّ أنّ هناك من أبى إلاّ أن يُدخل نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) في خصوص الآية ويلحقهنّ بأهل البيت(عليهم السلام) ، بل يختصّهنّ بها دون أهل البيت!
هنا نسلّط الضوء على هؤلاء «المتطفّلين» ، وينقسمون إلى طائفتين: الاُولى ، بعض رواة صدر الإسلام أمثال عكرمة ، مقاتل بن سليمان ، وعروة بن الزبير . والطائفة الثانية ، جمع من مفسِّري العامّة .

الطائفة الأولى :

ينبغي التنويه إلى أنّ هذه الطائفة طرحت بشكل عام موقفها من الآية من منطلق رؤيتها الشخصية وتحليلها الخاص ، لا أنّها تنسبه برواية إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو أزواجه أو صحابته ، ومن المسلّمات أنّ آراء هؤلاء لا تضفي على الموضوع أيّة مشروعية ولا تشكِّل أيّة حجّة ، إذ تبقى آراؤهم الخاصّة ، هذا لو لم يكونوا مطعونين ومشكوكين فكيف وقد كانوا كذلك؟!
هذا عكرمة يقول: «إنّ آية التطهير لا تشمل إلاّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)»!
(الصفحة 47)

ويمعن ويغرق في الأمر إلى حدّ الدعوة إلى مباهلة من ينكر ذلك ، وكان يرفع صوته المنكر في الأسواق منادياً بأنّ آية التطهير نزلت في نساء النبيّ! ولعمري ما قيمة كلام عكرمة وما هي خصوصيّة هذا الرجل وما هو محلّه من الإعراب حتّى يرجّح رأيه على رأي الآخرين؟!
وينضمّ عروة بن الزبير إلى عكرمة وصفّ مصفّه في الادّعاء وفي الردّ ، أمّا ما ينسبه عكرمة أو غيره إلى ابن عبّاس ويرويه عنه من نزول آية التطهير في نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فممّا ينبغي البحث عنه في الدواعي والبواعث التي حدت بهم إلى هذا الافتراء ، الذي خالفوا به ما اتّفق عليه المعتبر من روايات العامّة ، وما صرّحت به عائشة وأمّ سلمة ، ولنبحث في أفكارهم وشخصيّاتهم ونستخلص البواعث على مواقفهم تلك .

عكرمة (مولى ابن عبّاس) :

يُعدّ عكرمة من ألد أعداء أمير المؤمنين(عليه السلام) ، ولا يبعد أن يكون موقفه هذا تفريغاً لحقد أمَضّه ، ولحساب شخصي أو غِلّ في تصفيته!
يذكر السيّد الجليل العلاّمة شرف الدين في كتابه «الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(عليها السلام)»:
وكان عكرمة ينادي في الأسواق(1) تحاملاً على أصحاب الكساء ، ولا عجب ، فإنّ عكرمة من الدعاة إلى عداوة عليّ(عليه السلام)
  • (1) فيما نقله عنه جماعة كثيرون منهم الواحدي في كتاب أسباب النزول: 240 ، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 141 ، الفصل الأوّل في الآيات الواردة فيهم(عليهم السلام) .

(الصفحة 48)

والسعاة في تضليل الناس عنه بكلّ طريق . فعن يحيى بن بكير قال: قدم عكرمة مصر وهو يريد المغرب ، قال: فالخوارج الذين هم في المغرب عنه أخذوا(1) . وعن خالد بن عمران قال: كنّا في المغرب وعندنا عكرمة في وقت الموسم فقال: وددت أنّ بيدي حربة ، فاعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً ـ لبنائه على كفر عدا الخوارج من أهل القبلة ـ .
وعن يعقوب الحضرمي ، عن جدّه قال: وقف عكرمة على باب المسجد فقال: ما فيه إلاّ كافر ، قال: وكان يرى الأباضية ـ وهم من غلاة الخوارج ـ  .
وعن ابن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري ـ وكان نجدة من أشدّ الخوارج عداوة لأمير المؤمنين ـ  .
وعن مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج .
وعن عطاء: كان عكرمة أباضياً .
وعن أحمد بن حنبل: أنّ عكرمة كان يرى رأي الصفرية ـ وهم من غلاة الخوارج أيضاً ـ  .
وحدّث أيّوب عن عكرمة أنّه قال: إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليُضلّ به! ـ فانظر إلى آرائه ما أخبثها ـ  .
وعن عبدالله بن الحارث قال: دخلت على عليّ بن عبدالله بن
  • (1) نقل ياقوت الحموي في معجم الأُدباء 12 : 184 عن القاضي الجعابي بأنّه حيث أتى على ذكر عكرمة في كتاب الموالي: أنّ عكرمة دخل في رأي الحرورية الخوارج ، ونقل عن أبو عليّ الأهوازي أنّه يميل إلى استماع الغناء ، قال: وقيل عنه: إنّه كان يكذب على مولاه .

(الصفحة 49)

العبّاس فإذا عكرمة في وثاق ، فقلت: ألا تتّقي الله؟ فقال: إنّ هذا الخبيث يكذب على أبي(1) .
وعن ابن المسيب أنّه قال لمولى له اسمه برد: لا تكذب عَلَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس(2) .
تتبلور لنا صورة وشخصية عكرمة من هذه العبارات التي نقلها العلاّمة شرف الدين ، وذكرها من مصادر العامّة وكتبهم الرجالية المعتبرة ، فعكرمة مفتر كذّاب ، عديم الضمير والإيمان ، ليس بثقة ، من ألدّ أعداء أمير المؤمنين(عليه السلام) ، ومن هنا يتّضح هدفه من تبنّي رأيه الشاذّ في آية التطهير ، والسرّ في هذا الشذوذ ، وما هو إلاّ بغض عليّ(عليه السلام)وعداؤه له ، واللهث في سبيل إزاحة منقبة من مناقب عليّ(عليه السلام) ، ونزع حلّة زيّنه بها القرآن وخلعها على غيره ، وإن كان سعيه عن طريق نسبة الحديث إلى ابن عبّاس ، فهذه هي طريقته في الافتراء على مولاه ، وإلاّ فإنّ النقل عن ابن عبّاس تعدّدت طرقه في أنّ آية التطهير لم تنزل في نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وأنّها لم تشملهنّ ، ومن هذه ما يرويه أحمد بن حنبل بسنده عن عمرو بن ميمون قوله: « . . . وأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
  • (1) هذا لفظ الذهبي في ميزان الاعتدال 3: 94 نقلاً عن عبدالله بن الحارث . والذي نقله ياقوت الحموي في ترجمة عكرمة من معجمه عن عبدالله بن الحارث قال: دخلت على عليّ بن عبدالله بن عبّاس ـ وعكرمة موثق على باب الكنيف ـ فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ فقال: إنّ هذا يكذب على أبي ، معجم الأُدباء 12 : 184 .
  • (2) الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء(عليها السلام) للعلاّمة السيّد عبد الحسين شرف الدين ، ص20 ـ 22 .

(الصفحة 50)

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»(1) .
وخلاصة القول: أنّ رأي عكرمة الجاهل بالقرآن ، المعادي لأهل البيت ساقط عن الاعتبار ، ولا حجّية له بتاتاً .

مقاتل(2) :

أمّا مقاتل ، فيذكر العلاّمة شرف الدين أعلى الله مقامه عنه «أنّه أيضاً كان عدوّاً لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وكان دأبه صرف الفضائل عنه حتّى افتضح بذلك . قال إبراهيم الحربي ـ كما في ترجمة مقاتل من وفيات الأعيان لابن خلكان ـ : قعد مقاتل بن سليمان فقال ـ إطفاءً لنور أمير المؤمنين(عليه السلام) ـ : سلوني عمّا دون العرش ، فقال له رجل: آدم صلّى الله عليه وسلّم حين حجّ مَنْ حَلَقَ رأسه(3)؟ فقال له: ليس هذا من علمكم . وقال الجوزجاني ـ كما في ترجمة مقاتل في ميزان الذهبي ـ كان مقاتل دجّالاً جسوراً ، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فأسند ظهره إلى القبلة وقال: سلوني عمّا دون العرش قال: وحدّثت أنّه قال بمثلها بمكّة ، فقام إليه رجل فقال: أخبرني عن النملة أين
  • (1) المسند لأحمد بن حنبل 1: 709 ح3062 .
  • (2) مقاتل بن سليمان البلخي أو البجلي المتوفّى في البصرة 150هـ  ، ذكر الزركلي في أعلامه أنه كان متروك الحديث (ج7 : 281) وذكره المامقاني في رجاله حيث نقل أنه قيل لأبي حنيفة: قدّم مقاتل ، قال: إذن يجئك بكذب كثير ، ثمّ علق «ويلٌ لمن كفره نمرود»! (تنقيح المقال 3 : 244 طبعة النجف) .
  • (3) وفيات الأعيان 5: 255 ، الرقم 733 .