جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 36)

قبل بيعتهم لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان ، ولكنّهم قد بايعوا .

2 ـ في الشورى :

يروي السيّد هاشم البحراني قدّس الله نفسه الزكية ـ وهو من أجلّة علماء ومحدِّثي القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر الهجري ، وله مؤلّفات كثيرة ، منها تفسيره المعروف «البرهان» ـ في كتابه «غاية المرام» في الصفحة 265 عن ابن بابويه القمي حديثاً معتبراً عن عامر بن واثلة ، وهو من كبار أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) ، وضمن تلك الرواية نلمح هذه العبارة ، ثمّ ذكر ما احتج به أمير المؤمنين(عليه السلام) على أهل الشورى ، فقال في ذلك: نشدتكم هل فيكم أحدٌ أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . . .} ؟ قالوا: اللهمّ لا»(1) .
ويلاحظ هنا أنّ أُسلوب المولى سلام الله عليه في المحاججة لا يكتفي بالتقرير بل يأخذ شكل الاستفهام ، وأنّه يدين القوم بألسنتهم وبما لا يمكنهم إنكاره ، فيقول: هل نزل في أحد منكم آية التطهير؟
إذن فإمامنا العزيز سلام الله عليه أشار في موضعين حسّاسين إلى الآية الكريمة ، وأنّها تثبت استحقاقه وتعيّن الأمر فيه بمفهوم: أنّ آية التطهير حسمت مسألة القيادة ، وأن من قصدتهم الآية هم الوحيدون
  • (1) في كتاب الاحتجاج للطبرسي هناك رواية أخرى عن الإمام الباقر(عليه السلام) في احتجاجات أمير المؤمنين(عليه السلام) على الستّة أصحاب الشورى ، يذكر فيها أمير المؤمنين(عليه السلام)آية التطهير في جملة ما احتجّ به على القوم ، ج1 ص192 .

(الصفحة 37)

القادرون على إمامة المسلمين والنهوض بزعامتهم:
الأوّل: عند وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وفي خضم تعيين الخليفة ، ولم يكن قد مضى الكثير في ذلك الحين من زمن نزول الآية .
الثاني: في شورى عمر السداسية التي أوكل إليها تعيين الخليفة من بعده ، وتمكّن بالاحتيال بها من إقصاء عليّ(عليه السلام) عن حقّه مرّة ثالثة هناك في تلك الشورى ، التي تشكّلت بعد ثلاث عشرة سنة تقريباً من وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وثلاث عشرة سنة وبضعة شهور على نزول آية التطهير ، نجد أنّ علياً(عليه السلام) يذكّرهم بها ، ويطرح من جديد أولويته بخلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وانفراده دونهم بهذا الحقّ من خلال التذكير والاستدلال بآية التطهير الشريفة .

3 ـ في خلافة الإمام الحسن(عليه السلام) :

عندما آلت الخلافة إلى السبط الأكبر الإمام الحسن بن علي(عليهما السلام)قام خطيباً فقال:
«أيّها . . . الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ،  . . . أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله ، وأنا ابن السراج المنير ،  . . . وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(1) .
نرى هنا كيف أنّ ثاني أئمّة المسلمين في معرض استدلاله على كفاءته ولياقته لمسند الإمارة والخلافة يشير ـ فضلاً عن تميّزه النَسَبي ـ
  • (1) الأمالي للشيخ الطوسي: 270 ح501 ، بحار الأنوار 43: 361 ح3 .

(الصفحة 38)

إلى آية التطهير ويستشهد بها .
ولو لم تكن هذه الآية في معرض تعريف وتحديد خصائص القائد ومميّزاته وما يجب أن يتحلّى به من العدالة والعصمة والبراءة من كلّ عيب ونقص لما استدلّ واستشهد بها ثاني أئمّة الهدى صلوات الله عليه لإثبات حقّه ومشروعيّة تصدّيه لهذا المقام .
إنّ هذه الشواهد الحيّة تفيض دلالة على مكانة أهل البيت(عليهم السلام)واختصاصهم بالولاية والإمامة ، وخروج الزوجات من هذا العنوان . . .

(الصفحة 39)


النكتة الثانية:



البحث في شأن نزول الآية وترتيبها



سنتعرّض في هذا المبحث لأمرين مهمّين:
1 ـ هل جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت بصورة منفصلة عن آيات النساء ، أم أنّها جاءت في سياق تلك الآيات وأعقبتهنّ؟
2 ـ وإن كان نزولها منفصلاً ، فلماذا جاء ترتيبها بعد آية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ولم تنفرد بآية مستقلّة؟

1 ـ استقلالية جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} :

حتّى نقف على موقع الآية من حيث الاستقلال والانفصال ، لابدّ أن نركِّز التحقيق على شأن النزول ، إذ سيتّضح لنا أنّ جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} نزلت في شأن خاصّ ولقضيّة هامّة ، وواقعة وظرف زماني ومكاني منفصل تماماً عن ظرف آيات النساء ، ومن الطبيعي أن لا سبيل للبحث في شأن النزول إلاّ بتتبّع الأخبار الواردة عن طرق العامّة والخاصّة . وغاية ما نستفيده من البحث القرآني والتدبّر في تلك الآيات أنّ جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} لمّا جاءت في إثر آيات النساء ، وعقب آية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ . . .} فلا مناص من القول بأنّها نزلت جميعاً في واقعة واحدة ، إذ أنّنا نعتقد بأنّ منهج تدوين القرآن الكريم ـ الذي تمّ
(الصفحة 40)

بأمر من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ وترتيب الآيات فيه خاضع لقاعدة خاصّة يحكمها ترابط الآيات ، وطبقاً لهذا الأصل المتّفق عليه فنحن نرى أن آية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت في حال توجّه الخطاب الإلهي لزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله)بجملة من الوظائف والواجبات المفروضة عليهنّ .
من هنا يتّضح أنّه لا سبيل للتحقّق من نزول هذا المقطع {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} بشكل منفصل عن بقيّة الآيات إلاّ بتتبّع الروايات التي تتحدّث عن شأن نزول هذه الآية .
ومع كثرة هذه الروايات ـ حتّى إنّ المحدّث الكبير السيّد هاشم البحراني نقل في «غاية المرام» إحدى وأربعين منها من طرق العامّة ، وأربعاً وثلاثين رواية من طرق الإماميّة(1) ـ لابدّ في البداية من سرد بعض هذه الروايات ، ونرى أن نبدأ بما روي من طرق العامّة .

القسم الأوّل : روايات العامّة

هذه مجموعة من الروايات المعتبرة ، المرويّة بأسانيد معتمدة وفق قواعد أبناء العامّة في الجرح والتعديل وتصحيح الأسانيد ، ممّا ذكر في كتاب «تفسير ابن كثير» الذي يُعدّ من أشهر تفاسيرهم ، نسردها بحذف الإسناد توخّياً للاختصار .
1 ـ تقول أمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ : إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ببرمة فيها خزيرة ، فدَخَلتْ عليه بها ، فقال لها: أُدعي زوجك وابنيك ، قالت: فجاء عليٌّ وحسنٌ وحسينٌ ـ رضي الله
  • (1) غاية المرام: 287 ـ 300 .