جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 39)


النكتة الثانية:



البحث في شأن نزول الآية وترتيبها



سنتعرّض في هذا المبحث لأمرين مهمّين:
1 ـ هل جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت بصورة منفصلة عن آيات النساء ، أم أنّها جاءت في سياق تلك الآيات وأعقبتهنّ؟
2 ـ وإن كان نزولها منفصلاً ، فلماذا جاء ترتيبها بعد آية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ولم تنفرد بآية مستقلّة؟

1 ـ استقلالية جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} :

حتّى نقف على موقع الآية من حيث الاستقلال والانفصال ، لابدّ أن نركِّز التحقيق على شأن النزول ، إذ سيتّضح لنا أنّ جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} نزلت في شأن خاصّ ولقضيّة هامّة ، وواقعة وظرف زماني ومكاني منفصل تماماً عن ظرف آيات النساء ، ومن الطبيعي أن لا سبيل للبحث في شأن النزول إلاّ بتتبّع الأخبار الواردة عن طرق العامّة والخاصّة . وغاية ما نستفيده من البحث القرآني والتدبّر في تلك الآيات أنّ جملة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} لمّا جاءت في إثر آيات النساء ، وعقب آية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ . . .} فلا مناص من القول بأنّها نزلت جميعاً في واقعة واحدة ، إذ أنّنا نعتقد بأنّ منهج تدوين القرآن الكريم ـ الذي تمّ
(الصفحة 40)

بأمر من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ وترتيب الآيات فيه خاضع لقاعدة خاصّة يحكمها ترابط الآيات ، وطبقاً لهذا الأصل المتّفق عليه فنحن نرى أن آية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت في حال توجّه الخطاب الإلهي لزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله)بجملة من الوظائف والواجبات المفروضة عليهنّ .
من هنا يتّضح أنّه لا سبيل للتحقّق من نزول هذا المقطع {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} بشكل منفصل عن بقيّة الآيات إلاّ بتتبّع الروايات التي تتحدّث عن شأن نزول هذه الآية .
ومع كثرة هذه الروايات ـ حتّى إنّ المحدّث الكبير السيّد هاشم البحراني نقل في «غاية المرام» إحدى وأربعين منها من طرق العامّة ، وأربعاً وثلاثين رواية من طرق الإماميّة(1) ـ لابدّ في البداية من سرد بعض هذه الروايات ، ونرى أن نبدأ بما روي من طرق العامّة .

القسم الأوّل : روايات العامّة

هذه مجموعة من الروايات المعتبرة ، المرويّة بأسانيد معتمدة وفق قواعد أبناء العامّة في الجرح والتعديل وتصحيح الأسانيد ، ممّا ذكر في كتاب «تفسير ابن كثير» الذي يُعدّ من أشهر تفاسيرهم ، نسردها بحذف الإسناد توخّياً للاختصار .
1 ـ تقول أمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ : إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ببرمة فيها خزيرة ، فدَخَلتْ عليه بها ، فقال لها: أُدعي زوجك وابنيك ، قالت: فجاء عليٌّ وحسنٌ وحسينٌ ـ رضي الله
  • (1) غاية المرام: 287 ـ 300 .

(الصفحة 41)

عنهم ـ فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخَزيرة وهو على منام له ، وكان تحته(صلى الله عليه وآله) كساء خيبريّ . قالت: وأنا في الحجرة اُصلّي ، فأنزل الله عزّوجلّ هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ . . .} قالت ـ رضي الله عنها ـ : فأخذ فضل الكساء فغطّاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يارسول الله؟ فقال: إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير(1) .
2 ـ عن حكيم بن سعيد قال: ذكرنا عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عند أمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ فقالت: في بيتي نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} ، قالت أمّ سلمة: جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى بيتي فقال: لا تأذني لأحد ، فجاءت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ، ثمّ جاء الحسن ـ رضي الله عنه ـ فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جدّه واُمّه ، وجاء الحسين ـ رضي الله عنه ـ فلم أستطع أن أحجبه عن جدّه واُمّه ، ثمّ جاء عليّ ـ رضي الله عنه ـ فلم أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا فجلّلهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) بكساء كان عليه ، ثمّ قال: هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط . قالت: فقلت: يارسول الله وأنا؟
  • (1) المسند لأحمد بن حنبل 10: 177 ح26570 ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي 3 : 492 .

(الصفحة 42)

قالت: فوالله ما أنعم ، وقال: إنّك إلى خير(1) .
3 ـ عن أبي سعيد الخدري ، عن اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: إنّ هذه الآية نزلت في بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} قالت: وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت: يارسول الله ألستُ من أهل البيت؟ فقال(صلى الله عليه وآله): إنّك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم(2) .
4 ـ عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .}(3) .
5 ـ عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله)ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ثمّ جاء الحسين فأدخله معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها معه ، ثمّ جاء علي فأدخله معه ، ثمّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .}(4) .
6 ـ عن العوام يعني ابن حوشب قال: دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقالت: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) دعا عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوباً فقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب
  • (1  ، 2) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 493 .
  • (3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 494 .
  • (4) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 493 .

(الصفحة 43)

عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالت: فدنوت منهم فقلت: يارسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال(صلى الله عليه وآله) : تنحّي فإنّك إلى خير(1) .

نظرة في الروايات العامّة :

تتّفق الروايات التي تنتهي إلى اُمّ سلمة وعائشة وتلتقي على أمر مهمّ; هو أنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} نزلت في دار ومخدع اُمّ سلمة ، وأنّه كان يخلو حين نزول هذه الآية الشريفة إلاّ منها ومن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) ، ولم يكن هناك أحد من الأعراب ، وهي تقرّ قائلة: مع أنّني كنت في الدار وكنت إلى جواره ، ومع شديد شوقي وتطلّعي أن اُشرَك في هذه الفضيلة وأن تشملني الآية ، إلاّ أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أبى ذلك وردّني بلباقة ودماثة خلق .
ومع ما يلحظ من تفاوت في ألفاظ النصّين الأوّلين ومضمونيهما ، إلاّ أنّ ذلك لا يخدش بحال بالنتيجة التي خلصنا إليها ، وهي أنّ الآية نزلت في دار اُمّ سلمة ، وأنّه لم يكن هناك في ذلك الحين أحد سواها والنفر الذين نزلت الآية في حقّهم: فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها(عليهم السلام) .
يُحتمل بقوّة أنّ الحديث الرابع الذي يرويه أبو سعيد ، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)هو نفسه الحديث الثالث الذي يرويه عن اُمّ سلمة ، والظاهر أنّ اسمها سقط من السند ، وكلا الاحتمالين يثبتان حقيقة نزول هذه الآية في الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله عليهم .
وفي الرواية الخامسة تعترف عائشة أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) تلا تلك
  • (1) المصدر السابق 3 : 493 ـ 494  .