جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 142)

الطائفة من الروايات لا تتعارض مع ما قرّرناه آنفاً ، إذ إنّهم(عليهم السلام) ممّن شملتهم الآية تنزيلاً لا تأويلاً .
الثاني: ما قاله بقيّة الأئمّة(عليهم السلام) في مقام الاستدلال والاحتجاج بالآية الشريفة ، وفي هذه الطائفة نلحظ هاتين الروايتين:
1 ـ عن علي بن الحسين(عليهما السلام) ، حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقّاً خاصّاً دون المسلمين؟ فقال: لا ، قال علي بن الحسين(عليه السلام) : أما قرأت هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً}(1) .
2 ـ رواية الحلبي عن الإمام الصادق(عليه السلام) ، حيث قال في تفسير الآية: «يعني الأئمّة(عليهم السلام) وولايتهم ، من دخل فيها دخل في بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله)»(2) .
إنّ آية التطهير قد أَوّلت الأئمّة(عليهم السلام) عناية خاصّة وجعلتهم ولاة للناس كافّة ، وكلّ من دخل تحت لوائهم يكون من خواصّ بيت النبوّة .
والمتلخّص من كلام الإمام الصادق(عليه السلام) هو أنّ التبعية والاقتداء بهدى «أهل البيت»(عليهم السلام) يورثا الوحدة والاتحاد والانصهار كما جاء في القرآن الكريم في قوله سبحانه: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي . . .}(3) وما ورد عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في حقّ سلمان(رضي الله عنه): «سلمان منّا أهل البيت»(4)
  • (1) الاحتجاج 2: 33 ـ 34 ، تفسير نور الثقلين 4: 275 .
  • (2) الكافي 1: 423 ح54 ، تفسير نور الثقلين 4: 273 .
  • (3) إبراهيم : 36  .
  • (4) اختيار معرفة الرجال، المعروف برجال الكشي: 15 الرقم 33، المستدرك على الصحيحين 3: 691 ح6539 و 6541، الاحتجاج 1: 387، بحار الأنوار 10: 123 ح2.

(الصفحة 143)

علماً أنّ سلمان لم يكن من أهل البيت حقيقة . فعلى هذا يكون الاقتداء وقبول ولاية «أهل البيت»(عليهم السلام)بمثابة المصنع الذي يصهر الجميع في بوتقة واحدة . ولكنّ الروايتين المذكورتين ليسا في مقام بيان أنّ عنوان «أهل البيت» شامل لجميع الأئمّة(عليهم السلام) ، وإنّما هما في مقام بيان أنّ (آية التطهير) تثبت الولاية والتقدّم لباقي الأئمّة(عليهم السلام)أيضاً .
ويمكن إثبات ذلك والبرهنة عليه ـ كما جاء في رواية ابن كثير عن الإمام الصادق(عليه السلام) ـ من خلال الاستناد إلى آية {أُوْلُوا الأَرْحَامِ} ، بل يمكن الجمع من خلال هذا الطريق أيضاً بين هذه الروايات الموسّعة وبين ما ورد عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) من الروايات الحاصرة لعنوان «أهل البيت» في الأفراد الخمسة (عليهم السلام) فقط . ويكون هذا الجمع عقلائياً وقابلاً للتصديق .
وإذا أردنا أن نعتمد الأسلوب الصناعي (الفني) نقول: إنّ الرواية التي رواها ابن كثير عن الإمام الصادق(عليه السلام) تعتبر شاهد جمع بين طائفتين من الروايات التي يظهر لأوّل وهلة أنّها متعارضة ، الطائفة الاُولى الروايات الدالّة على الانحصار بالخمسة ، والروايات الموسّعة ، ويمكن القول ـ كما هو مفاد حديث ابن كثير ـ بأنّه من خلال نسبة التأويل إلى التنزيل ومن خلال هذه النسبة والإضافة يدخل سائر الأئمّة تحت عنوان «أهل البيت» الوارد في الآية .
وعلى هذا الأساس: فإنّه ومن خلال النظر إلى ما ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله) من حصر عنوان «أهل البيت» بالخمسة(عليهم السلام) ، ومن ملاحظة ما ورد عن الأئمّة(عليهم السلام) من أنّ الآية نزلت بحقّ المجتمعين في بيت اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ ، هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى الروايات التي
(الصفحة 144)

وردت عنهم(عليهم السلام) والتي اعتمدوا فيها على «آية التطهير» لإثبات الولاية لهم(عليهم السلام) وتأويلهم لآية {أُوْلُوا الأَرْحَامِ} من جهة اُخرى ، من خلال ذلك كلّه لابدّ من الإذعان بأنّ عنوان «أهل البيت» مثل عنوان «آل العباء» و«أصحاب الكساء» عنوان منحصر ، ولكنّ الآية لم تهمل سائر الأئمّة(عليهم السلام) ، وإنّما شملتهم بالعناية والقداسة والطهارة .
ولو قلنا: إنّ كلمة «أهل البيت» هذا العنوان الذي ظلّ طول التاريخ مشيراً إلى المجتمعين في دار اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنّه يشمل سائر الأئمّة(عليهم السلام) اعتماداً على ما روي عنهم ، وتأويل الآية لم يكن ادّعاؤنا جُزافاً وبدون دليل ، بل هناك روايات تدعم ما ندّعيه ، حيث نرى أنّ الرواة من أصحاب الأئمّة(عليهم السلام) كانوا يخاطبونهم(عليهم السلام) بهذا العنوان «أهل البيت» .
بل يمكن القول: إنّه ينبغي النظر إلى عنوان «أهل البيت» من بُعدين:
الأوّل: مناسبة وشأن نزول الآية ، ومن هذا البعد فإنّ أهل البيت هم أصحاب الكساء(عليهم السلام) فقط .
الثاني: النظر إلى الآية بلحاظ الحكم الذي تثبته ، أي الطهارة والقداسة وإذهاب الرجس ، ولما كان سائر أئمّة الهدى(عليهم السلام) متساوين مع الخمسة أصحاب الكساء في مفاد آية التطهير ، فإنّ العنوان منطبق عليهم ويجب القول إنّهم من أهل البيت أيضاً .
وبعبارة اُخرى : إنّ عنوان «أهل البيت» لا يحمل في حدّ ذاته أيّ اعتبار خاصّ أو قيمة متميّزة لآل الرسول(عليهم السلام) ، بل القيمة والاعتبار هي للكمالات والصفات التي خلعتها آية التطهير على من نزلت في
(الصفحة 145)

شأنهم ، ومن شملتهم ـ كما ثبت في محلّه ـ من أئمّة الهدى(عليهم السلام) ، ولمّا كانت كلمة «أهل البيت» عنواناً للتفوّق والكمال ، و اسماً حاكياً عن الطهر والقداسة والفضيلة ، فإنّ كلّ من يتحلّى ويتّصل بهذا العالم فإنّه ينسب إلى أهل البيت ، ولعلّ هذا هو الوجه في قول النبيّ(صلى الله عليه وآله)ـ المتقدّم ـ : «سلمان منّا أهل البيت»(1) ، مع أنّ البون بين سلمان والمقام الأرفع للإمام الصادق(عليه السلام)شاسع جدّاً .

جولة في النصوص

قلنا: إنّ عبارة «أهل البيت» إنّما عُرفت بعد نزول آية التطهير ، وأنّه لم يجر تداولها واستعمالها في أحاديث النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام)قبل ذلك ـ على قدر ما توصّلنا إليه من البحث والاستقصاء ـ  .
نعم ، كانت عبارة «أهل بيتي» كثيراً ما تتكرّر على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، ولكن تعبير «أهل البيت» لم يجر على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلاّ في أواخر عمره الشريف ـ ووفقاً لاستنباطنا السابق فإنّ نزول الآية كان في أواخر حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـ وهذا ممّا يدلّ على أنّ هذا التعبير العظيم شاع بعد نزول الآية ، حيث سرى شيئاً فشيئاً حتّى صار في إطلاقات واستعمالات بقيّة أئمّة الهدى(عليهم السلام)  .
استعمل أمير المؤمنين(عليه السلام)عبارة «أهل البيت» وفقاً لما جاء في «نهج البلاغة» في أربعة مواضع:
1 ـ في الخطبة الثالثة والتسعين ، في معرض بيانه لفتنة تولّي بني
  • (1) تقدّم في ص142 .

(الصفحة 146)

اُميّة زعامتهم المشؤومة ، قال من جملة ما قال: «نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا فيها بدُعاة» .
2 ـ في الخطبة المائة والعشرين: «وعندنا أهل البيت أبواب الحكم وضياء الأمر» .
3 ـ في الخطبة الرابعة والعشرين بعد المائتين: «أصِلة أم زكاة أم صدقة ، فذلك محرّم علينا أهل البيت» .
4 ـ وفي الحكمة الثانية عشرة بعد المائة يقول(عليه السلام): «من أحبّنا أهل البيت فليستعد للفقر جلباباً» .
وخطب الحسن السبط(عليه السلام) عندما ولي الخلافة ، وكان من جملة كلامه: «وأنّا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس . . .»(1) ، وفي خطبة للحسين(عليه السلام) في مكّة ، قال: «رضا الله رضانا أهلَ البيت»(2) .

  • (1) تأويل الآيات الظاهرة: 450 .
  • (2) اللهوف على قتلى الطفوف للسيّد ابن طاووس : 126 .