جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 42)

قالت: فوالله ما أنعم ، وقال: إنّك إلى خير(1) .
3 ـ عن أبي سعيد الخدري ، عن اُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: إنّ هذه الآية نزلت في بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} قالت: وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت: يارسول الله ألستُ من أهل البيت؟ فقال(صلى الله عليه وآله): إنّك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم(2) .
4 ـ عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .}(3) .
5 ـ عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله)ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ثمّ جاء الحسين فأدخله معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها معه ، ثمّ جاء علي فأدخله معه ، ثمّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .}(4) .
6 ـ عن العوام يعني ابن حوشب قال: دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقالت: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) دعا عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوباً فقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب
  • (1  ، 2) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 493 .
  • (3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 494 .
  • (4) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 : 493 .

(الصفحة 43)

عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالت: فدنوت منهم فقلت: يارسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال(صلى الله عليه وآله) : تنحّي فإنّك إلى خير(1) .

نظرة في الروايات العامّة :

تتّفق الروايات التي تنتهي إلى اُمّ سلمة وعائشة وتلتقي على أمر مهمّ; هو أنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} نزلت في دار ومخدع اُمّ سلمة ، وأنّه كان يخلو حين نزول هذه الآية الشريفة إلاّ منها ومن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) ، ولم يكن هناك أحد من الأعراب ، وهي تقرّ قائلة: مع أنّني كنت في الدار وكنت إلى جواره ، ومع شديد شوقي وتطلّعي أن اُشرَك في هذه الفضيلة وأن تشملني الآية ، إلاّ أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أبى ذلك وردّني بلباقة ودماثة خلق .
ومع ما يلحظ من تفاوت في ألفاظ النصّين الأوّلين ومضمونيهما ، إلاّ أنّ ذلك لا يخدش بحال بالنتيجة التي خلصنا إليها ، وهي أنّ الآية نزلت في دار اُمّ سلمة ، وأنّه لم يكن هناك في ذلك الحين أحد سواها والنفر الذين نزلت الآية في حقّهم: فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها(عليهم السلام) .
يُحتمل بقوّة أنّ الحديث الرابع الذي يرويه أبو سعيد ، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)هو نفسه الحديث الثالث الذي يرويه عن اُمّ سلمة ، والظاهر أنّ اسمها سقط من السند ، وكلا الاحتمالين يثبتان حقيقة نزول هذه الآية في الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله عليهم .
وفي الرواية الخامسة تعترف عائشة أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) تلا تلك
  • (1) المصدر السابق 3 : 493 ـ 494  .

(الصفحة 44)

الآية في حقّهم: علي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) ، ولكن بصورة يلفّها
شيء من الإبهام والغموض! فلا إشارة إلى مكان النزول وفي بيت مَنْ مِن أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله) نزلت ، ولعمري ما نظنّها ـ وهي الشابّة قويّة
الذاكرة ـ كانت ستنسى  ، أو ما كانت ستذكر وتمرّ مرور الكرام على
مكان نزول الآية لو كان في بيتها! وهذا بحدّ ذاته قرينة أُخرى على أنّ الآية نزلت في دار أمّ سلمة ، ولكنّها غَيْرَة النساء و«الحسد داء الضرائر»!
ونقل الحديث السادس لما يحويه من اعتراف الزوجة الشابّة الصريح بأنّ أهل البيت الذين أرادتهم آية التطهير هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها(عليهم السلام) ، وهي تقرّ وتعترف أنّ زوجها رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد صرّح لها بأنّها «ليست من أهل البيت(عليهم السلام)» مع أنّ عائشة كانت جزءاً من عائلة النبيّ ، هذا يكشف عن تقصّد النبيّ وتعمّده إخراجها من شمول الآية الشريفة ، وأنّها شخصياً وقفت على هذا المعنى بحيث لم يمكن لها إلاّ الاعتراف به .

لا معارض لهذه الأحاديث :

وباستقصاء ما ورد في الباب من روايات العامّة يتبيّن عدم وجود رواية مُعارضة لهذه الروايات الستّة أو ما يعارض مضمونها . وإن لم تتعرّض بعض الروايات لكيفية النزول ، ولم يكن في بعضها الآخر ذكر لمحلّ نزول الآية والبيت المخصوص من بيوت النساء الذي نزلت فيه ، أو أنّ الرواة اكتفوا بذكر أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قال: إنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} نزلت في الخمسة أصحاب الكساء ، أو أنّه(صلى الله عليه وآله) تلاها في حقّهم ،
(الصفحة 45)

أو أنّ الرواة استشهدوا بها في مقام ذكر فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فإنّ هذا لا يتنافى مع ما نحن بصدد إثباته ، إذ لا يفترض ـ على القاعدة ـ في الرواة أن يسردوا ويتناولوا جميع الجزئيات التي واكبت الحدث بشكل تفصيلي ، فقد ينقل بعضهم جانباً والبعض الآخر جانباً غير الأوّل ، ولكن ما التقى عنده جميع الرواة ولم يعارضه أحد منهم هو أنّ نزول الآية كان في شأن الخمسة أصحاب الكساء: محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ، وبهذا يتحقّق المطلوب .
هكذا يتّضح أنّه لا يوجد أي مُعارض لهذه الروايات الستّ ومضامينها ، وحريّ برجال التحقيق للمزيد من التثبّت ، مراجعة اُمّهات المصادر كالصحاح الستّة ، تفسير ابن كثير ، تفسير الدر المنثور ، تفسير الطبري ، أو كتاب غاية المرام لسيّدنا المحدِّث الجليل السيّد هاشم البحراني ـ أعلى الله مقامه ـ الذي جمع جملة من هذه الأحاديث .
نعم ، وردت هناك رواية تتعارض مع هذه الستّة ، وهي رواية زينب بنت جحش إحدى زوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، التي نقلت أنّ آية التطهير إنّما نزلت في بيتها ، وقد كان عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) إلى جنب رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين نزول الآية الشريفة ، وواضح هنا أنّ التعارض لم يمس إلاّ مكان النزول دون من نزلت في حقّهم . ولكن الروايات التي تحدّد مكان النزول على أنّه بيت اُمّ سلمة رضوان الله عليها مستفيضة ، ولا يمكن لرواية أو روايتين معارضتين أن تواجه هذا السيل المتدفّق ، وهنا يسقط المعارض تلقائياً عن الاعتبار .
هذا ، مع أنّ رواية زينب لا تخدش ما توخّيناه وأثبتناه كونها تناولت حيثيّات وتفاصيل القضية من زاوية أخرى هي مكان نزول
(الصفحة 46)

الآية الشريفة ، وهذا لا يمس ـ كما أسلفنا ـ شأن النزول وبأنّ الآية نزلت في حقّ أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ، بل أنّها أقرّت بذلك وأمضته .

ملكيون أكثر من الملك !

ومع أنّ زوجَتي النبيّ(صلى الله عليه وآله); اُمّ سلمة وعائشة اعترفتا وأذعنتا بأنّ آية التطهير لم تُردهما ولم تُرد أيّاً من نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وأنّها تختصّ بالخمسة أصحاب الكساء ، إلاّ أنّ هناك من أبى إلاّ أن يُدخل نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) في خصوص الآية ويلحقهنّ بأهل البيت(عليهم السلام) ، بل يختصّهنّ بها دون أهل البيت!
هنا نسلّط الضوء على هؤلاء «المتطفّلين» ، وينقسمون إلى طائفتين: الاُولى ، بعض رواة صدر الإسلام أمثال عكرمة ، مقاتل بن سليمان ، وعروة بن الزبير . والطائفة الثانية ، جمع من مفسِّري العامّة .

الطائفة الأولى :

ينبغي التنويه إلى أنّ هذه الطائفة طرحت بشكل عام موقفها من الآية من منطلق رؤيتها الشخصية وتحليلها الخاص ، لا أنّها تنسبه برواية إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو أزواجه أو صحابته ، ومن المسلّمات أنّ آراء هؤلاء لا تضفي على الموضوع أيّة مشروعية ولا تشكِّل أيّة حجّة ، إذ تبقى آراؤهم الخاصّة ، هذا لو لم يكونوا مطعونين ومشكوكين فكيف وقد كانوا كذلك؟!
هذا عكرمة يقول: «إنّ آية التطهير لا تشمل إلاّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)»!