جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 65)

ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبو زيد(1) . وروى قتادة قال: سألت أنس بن مالك: مَنْ جمع القرآن على عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ؟ قال: أربعة كلّهم من الأنصار: اُبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد (2) . وأخرج النسائي بسند صحيح عن عبدالله بن عمر قال: جمعت القرآن فقرأت به كلّ ليلة ، فبلغ النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقال: اِقرأه في شهر(3) . ويذهب مؤلّف البيان ، استناداً لهذه النصوص إلى أنّ القرآن جُمع في عصر النبيّ(صلى الله عليه وآله)  ، وللمزيد من التفاصيل يُراجع هذا الكتاب(4) .
ويظهر من مفاد بعض الروايات أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان يحدّد لكتّاب الوحي موضع ومكان كلّ آية بعد نزولها ، ويعيّن ترتيبها في السور وبين الآيات ، فقد ورد في تفسير الدرّ المنثور: أخرج أحمد ، عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) جالساً إذ شَخَصَ بصرُه ثمّ صوّبه حتّى كاد أن يلزقه بالأرض . قال: ثمّ شخص ببصره فقال: أتاني جبريل(عليه السلام) فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} إلى قوله{تَذَكَّرُونَ}(5) ، وروى جماعة ، منهم: أحمد والترمذي والنسائي وابن حبّان والحاكم والبيهقي عن ابن
  • (1) المعجم الكبير للطبراني 2 : 261 ح2092 ، كنز العمّال 2: 589 ح4797 .
  • (2) صحيح البخاري 6: 125 ، باب القرّاء من أصحاب النبيّ ح5003 .
  • (3) الإتقان (للسيوطي) النوع 20 ج1 : 72 ، لم نجده في سنن النسائي ، بل وجدناه في حلية الأولياء 1: 285 .
  • (4) البيان في تفسير القرآن: 269 .
  • (5) المسند لأحمد بن حنبل 6: 272 ح17940 ، الدرّ المنثور 4: 128 ، الميزان في تفسير القرآن 12: 349 .

(الصفحة 66)

عبّاس أنّ عثمان قال: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان ممّا يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات العدد ، وكان إذا نزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب عنده ، فيقول: ضعوا هذا في السورة التي يُذكر فيها كذا وكذا(1) .
يتّضح من هذين الحديثين أنّ القرآن في عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان على شكل سور ، والسورة عبارة عن مجموعة متتالية من الآيات تبدأ بـ «بسم الله» وتمضي على ترتيب معيّن ، ويتّضح أيضاً أنّ الآيات المختلفة النازلة في مختلف السور إنّما أخذت مواقعها الخاصّة ، بناءً على أوامر من رسول الله(صلى الله عليه وآله) عيّن فيها هذه المواقع وحدّدها . وعلى هذا فإنّ تحديد السور ومواضع الآيات وترتيبها كان ممّا تمّ واُنجز على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وهذان الأمران يشيران إلى أنّ تدوين الكتاب تمّ بإشراف النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعلمه .
أضف إلى ذلك أنّ التاريخ والروايات تؤكّد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يتلو في صلواته سوراً معيّنةً ، ممّا يعني أنّ هذه السور كانت قد أخذت شكلها وإطارها الذي تحدّدت فيه بدايتها ونهايتها وتتالي الآيات فيها ، ويؤيّد ذلك الأحاديث المرويّة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في فضيلة قراءة السور(2) ، بل إنّ القرآن الكريم ذاته يذكر أحياناً هذا العنوان «سورة» كقوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا}(3) والمقصود بها سورة النور ، وفي معرض التحدّي
  • (1) كنز العمّال 2: 579 ح4770 ، البيان في تفسير القرآن: 268 .
  • (2) راجع بحار الأنوار ج92  .
  • (3) النور : 1  .

(الصفحة 67)

والإعجاز يقول عزّ من قائل: {فَأْتُوا بِسُورَة مِنْ مِثْلِهِ}(1) أو {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْلِهِ}(2) فإن لم تكن «السورة» معيّنة وآياتها وبدايتها ونهايتها محدّدة ومشخّصة ، وكانت آيات مبعثرة على جريد النخل والصحائف واللحف والعسب وصدور الرجال ، كيف صحّ أن يقول القرآن: فأتوا بسورة من مثله ، أو عشر سور مثله؟
وهناك شواهد كثيرة على هذه الحقيقة ، وإذا ما اُمعن النظر في الروايات وأقوال كبار المحقّقين لتبدّدت جميع الشكوك ، وقُطع بأنّ هذا القرآن الموجود بين أيدينا اليوم هو ذاته المصحف الذي جمعه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وألّف بين آياته وسوره ، وكمثال على هذه الشواهد ننقل كلام أحد أعاظم الشيعة ، السيد المرتضى علم الهدى أعلى الله مقامه .
ينقل الشيخ الطبرسي ـ وهو من أجلّة علماء الإمامية في القرن السادس الهجري ـ في مقدّمة تفسيره «مجمع البيان» وهو من التفاسير الشيعيّة القيّمة ، عن السيّد الأجلّ علم الهدى مقالة في جمع القرآن وتدوينه ، وذكر أنّ المقالة جاءت في جوابه المعروف عن «المسائل الطرابلسيات» ، ونحن نذكر منه هنا مقدار الحاجة ممّا يتعلّق بموضوعنا فقال: «إنّ القرآن ـ الموجود بين ظهرانينا اليوم هو نفسه القرآن الذي ـ كان على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، ودليل ذلك أنّه كان يدرس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتّى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنّه كان يعرض
  • (1) البقرة : 23  .
  • (2) هود : 13  .

(الصفحة 68)

على النبيّ(صلى الله عليه وآله) ويتلى عليه ، وأنّ جماعة من الصحابة مثل عبدالله بن مسعود وأُبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبيّ(صلى الله عليه وآله) عدّة ختمات . وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه كان مجموعاً مرتّباً غير مبتور ولا مبثوث ، ومن خالف في ذلك من الإمامية والحشَوية لا يُعتد بخلافهم ، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث ، نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحّتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته»(1) .
كان هذا قول عالم محقّق جليل يعود لألف سنة خلت ، وبملاحظة مبنى هذا العَلَم (السيّد المرتضى) في عدم حجّية أخبار الآحاد ، وتصريحه بأنّ دليله في القول على جمع القرآن وتأليفه في حياة رسول  الله(صلى الله عليه وآله) وجود روايات مقطوع بصحّتها ، فمن المؤكّد أنّ هذه الروايات لا ينالها أيّ شكّ وترديد ، من هنا فنحن نتعامل مع رأي هذا السيّد الجليل كمستند معتبر ، ونكتفي بهذا المقدار من البحث في الدليل الأوّل .

الدليل الثاني :

الدليل الثاني على جمع القرآن وتأليفه على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، دليل اعتباري يمكن تعقّله وقبوله:
لا يمكن احتمال وتصوّر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) الذي كان يبذل غاية جهده ، ويولّي كلّ اهتمامه للآيات القرآنية الشريفة سواء في نزولها أو حفظها ،
  • (1) مجمع البيان في تفسير القرآن ، المقدّمة: 15 ـ 16  .

(الصفحة 69)

كان سلبياً تجاه تنظيم هذه الآيات القرآنية وجمعها ، وأنّه ـ والعياذ بالله ـ كان مهملاً لذلك! وهو المعجزة الخالدة لبعثته والكتاب السماوي الخاتم وآخر رسالات الله للبشرية .
إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) الذي قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين»(1) ثم اعتبر «الكتاب» الثقل الأكبر والأوّل ، لا يمكن القول: بأنّه(صلى الله عليه وآله) كان يقصد من الثقل الأكبر تلك الآيات المبثوثة في الصحائف أو المحمولة في الصدور ، وأنّه أوكل جمعها وفوّض تنظيمها في مصحف مرتّب يعني تمام «الكتاب» إلى غيره ، فيخضع الأمر للأمزجة والرغبات والاجتهادات الخاصّة ، إن لم نقل للميول والأهواء والأغراض والمصالح الخاصّة! إنّ هذا التوكيل والتفويض يستلزم المساس بالقرآن والإخلال به ، ممّا يعني التفريط بأمر حيوي وأساسي يوقع الأمّة في فوضى وضياع ، ومنع ذلك والحؤول دون وقوعه هو دور ومهمّة المرسل بالكتاب ، وحاشا أن يخلّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) بواجباته ووظائفه . وعلى هذا فإنّ العقل يأبى بشدّة فرضية عدم جمع وتدوين القرآن على عهد النبيّ ، وأنّه(صلى الله عليه وآله) لم ينهض بهذا الدور بل أوكله إلى غيره .
وإن قلنا: بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) أناط هذه المهمّة بأمير المؤمنين(عليه السلام)وهو ربيب بيت الرسالة ورضيع درّ الوحي ، والعليم بمواقف التنزيل ومواضع الآيات ومواقع السور ، وأنّ عليّاً(عليه السلام) نفسه كان يعلن أنّه يحتفظ لديه
  • (1) الكافي 1: 233 ، الخصال 1: 65 ح97 ، المسند لأحمد بن حنبل 4: 30 ح11104 ، المعجم الكبير للطبراني 3: 65 ح2679 ، ورواها المجلسي بطرق عديدة في بحار الأنوار 23: 106 ـ 152 .