جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 8)

آية التطهير ـ دون إطالة وإسهاب مُمل أو تشعّب يُشتِّت التركيز . . . ليكون سهل التناول على مختلف المستويات ، ومن الواضح أنّ الكاتب تحاشا استعراض مقدرته العلمية ، وعَزَفَ عن التفنّن في استعمال إمكانياته ومَلَكاته في سطحها العالي حيث وضع نصب عينيه مستوى الـمُخاطَب ، واكتفى من المعالجة العلمية بالقدر الأدنى الذي يخدم إثبات الفكرة وتحقيق الهدف من البحث ليس إلاّ ، موفِّراً للقارئ جهداً كان سيهدره فيما لا يعنيه ، وللفكرة نجاة من الضياع في مطاو قد يتيه فيها .
وبعد ، فإنّي أنصح القارئ الكريم بالتأنّي في مطالعة الكتاب وعدم استباق فصوله (حتّى لا يقع فيما وقعت فيه من العجلة في جولتي الاُولى معه قبل أن أعزم على ترجمته ، إذ كانت التساؤلات تترى في ذهني ، وأسجلها مؤاخذات على الكتاب عندما لا أجد المعالجة المطلوبة لها ، ثمّ لا ألبث قليلاً حتّى اُلاقي في الفقرات أو الصفحات التالية بغيتي وأعثر على ضالّتي!) ، إذ سيجد لكلّ تساؤل مكانه من الإجابة والردّ ، وسيرى أنّ البحث قد أحاط بكلّ الحيثيات والزوايا المتعلّقة بالموضوع . . . كما سيلمس العارفون نفحة معنوية ومسحة روحية خاصة صبغت الكتاب ، استمدّها المؤلِّف ـ كما حدّثني بذلك شخصياً ـ من توسّله بمولاتنا فاطمة المعصومة(عليها السلام)(1) من أجل أن يرى هذا الكتاب النور ، لذا فإنّ الكتاب ينفرد بموقع خاص في نفس الكاتب يميّزه عن بقيّة مصنّفاته ومؤلّفاته وإن فاقته محتوىً وجهداً علمياً .

  • (1) بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) ، التي تتشرّف الحوزة العلمية في قم المقدّسة بمجاورة مرقدها الشريف .

(الصفحة 9)

أمّا موضوع الكتاب ، أي البحث في آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(1) فإلى جانب ما تناوله من دلالة هذه الآية وما تنطوي عليه من معان وتحويه من أسرار تشكّل في مجموعها رسالة تامّة للباحثين عن الحقّ ، والساعين لمعرفة طريق رضا الله ومنهج الوصول إلى سنّة رسوله ، رسالة في الولاية التي ما نودي بشيء كما نُودي بها ، فهي «ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأنبياء ورضا الرحمن»(2) . . . فإنّه يعني شيئاً آخر لعلّه خفي على كثيرين ، هو التعارض الموهوم الذي افترضوه بين المناداة بالوحدة الإسلامية والدعوة لها ، والتمسّك بولاء أهل البيت والرسوخ التامّ في العقيدة الإمامية الحقّة . . . فتعرّض الكاتب ـ وهو أحد أبرز تلاميذ الإمام الخميني ، رائد الوحدة الإسلامية وأكبر المنادين بها في عصرنا الحاضر  ـ لهذا الموضوع والدخول فيه على هذا النحو ، يعني فيما يعني عدم التعارض بين المقولتين ، وأنّ الوحدة التي أرادها الإمام الراحل ، والمنهج الصحيح فيها هو الوحدة السياسية ، والتقاء جميع الفرق والمذاهب الإسلامية على جهاد أعداء الدين الإسلامي المبين من الشرق والغرب والأنظمة الظالمة العميلة لهما ، وهكذا عدم إثارة الاختلاف وتكلّف النزاع المنجرّ إلى {فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(3) . . . لا التفريط في المعتقدات الحقّة المنتهي إلى تمييع الأفكار والعقائد ، ولبس الحق
  • (1) الأحزاب : 33  .
  • (2) تفسير العياشي 1: 205 ح202 ، بحار الأنوار 23 : 294 ح33  .
  • (3) الأنفال : 46  .

(الصفحة 10)

بالباطل من خلال تدليس قد يطمس معالم الهدى ويساهم ـ والعياذ بالله ـ في إضلال الأمّة ، ولعلّ فيها طالب حقّ يسعى لما يسكّن روعه ، ويلتقي بالفطرة التي زيّنها الله في قلبه من حبّ آل محمّد وولايتهم {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الاِْيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}(1) ، أو مؤمناً موالياً بحاجة لما يربط على قلبه ويثبت عقيدته ويرسخ ولاءه . . . الأمر الذي يدخل في صميم الدور الرسالي لعلماء الدين . من هنا نجد الإمام الخميني قدّس الله سرّه ينهض بهذا الدور ويباشر هذه المسؤولية على امتداد مسيرته ، حتّى ختم حياته وزيّن مطلع وصيّته للاُمّة الإسلامية بحديث الثقلين إذ يقول: «إنّ حديث الثقلين متواتر بين جميع المسلمين وقد نقل في كتب السنّة ـ من الصحاح الستّة إلى الكتب الأخرى ـ بألفاظ مختلفة وموارد متكرّرة ، متواتراً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) . وهذا الحديث حجّة قاطعة على جميع البشر خصوصاً مسلمي المذاهب المختلفة ، ويجب على كلّ المسلمين الذين تمّت الحجّة عليم أن يقدموا الإجابة عن ذلك ، وإذا كان ثمّة عذر للجاهلين غير المطّلعين فلا عذر لعلماء المذاهب» .
ويقول رضوان الله عليه في مقطع آخر من الوصية: «نحن فخورون بأنّ مذهبنا جعفري وأنّ فقهنا ، هذا البحر الزاخر ، هو أحد آثاره ، ونحن فخورون بكلّ الأئمّة المعصومين عليهم صلوات الله ، ونحن ملتزمون باتّباعهم» .
ولمّا كان الكتاب قد اُلّف قبل فترة بعيدة ، فقد طلبت من سماحة
  • (1) الحجرات : 7  .

(الصفحة 11)

الشيخ مدّ ظلّه ملاحظة صياغة بعض العبارات وإدخال شيء من التعديلات ، كما اقترحت عليه تغيير اسم الكتاب ، فقد نُشر في طبعته السابقة باسم «أهل البيت أو الشخصيات اللامعة في آية التطهير» فتفضّل واستجاب مشكوراً . . .
وإلى جانب الترجمة ، قمت بتخريج بعض الروايات والنصوص المنقولة وإرجاعها إلى مصادرها ، وتعديل مصادر أخرى ـ مذكورة في الأصل ـ إلى طبعاتها الجديدة المتداولة ، ولما كانت أغلب التخريجات مُجملة مكتفية باسم الكتاب أو الجزء دون ذكر رقم الصفحة فقد قمت بتفصيلها ، بالإضافة إلى توضيح بعض ما احتملت غموضه على القارئ ، وحيث إنّي قمت بإدراج تعليقات المؤلّف في المتن نفسه ونقلتها من الحاشية وضمّنتها الأصل; لذا فإن كلّ ما في الهامش يرجع إلى الترجمة لا التأليف ، واكتفيت بذكر الأمر هنا على التوقيع في ذيل كلّ تعليق . . .
نسأل الله لسماحة الشيخ الصحّة والعافية ودوام التوفيق; ليرفد الأمّة بالمزيد من النتاجات العقائدية والفكرية إلى جانب ما يضطلع به من أعباء ومسؤوليات الإفتاء والمرجعية ، إنّه سميع مجيب .

(الصفحة 12)