جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 51)

أمعاؤها؟ فسكت(1) .
وكان مقاتل مع ذلك كلّه من كبار المرجئة وغلاة المشبهة بنص جماعة ، منهم: ابن حزم في كتابه «الفصل»(2) وعدّه الشهرستاني في الملل والنحل من رجال المرجئة(3) ، وقال أبو حنيفة ـ كما في ترجمة مقاتل من ميزان الاعتدال ـ : أفرط جهم في نفي التشبيه حتّى قال: إنّه تعالى ليس بشيء ، وأفرط مقاتل ـ يعني في الإثبات ـ حتّى جعله مثل خلقه ، وقال أبو حاتم بن حبان البستي ـ كما في ترجمة مقاتل من تهذيب الكمال للمزّي ـ : كان مقاتل يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبّهاً يشبّه الرب عزّوجلّ بالمخلوقين ، وكان يكذب مع ذلك في الحديث»(4) ،(5) .
وبهذه الترجمة لمقاتل التي أثبتها العلاّمة الفقيد شرف الدين من كتب القوم ومصادرهم يسهّل الحكم على رأيه في آية التطهير ، وما زعمه من نزولها في نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ! فالتهافت نال وقدح في شخصه وشخصيّته ، وليس مجرّد دعواه ومقالته . وحقّ أن نتمثّل:
تصدّر للتدريس كلّ مهوّس بليد يُسمّى بالفقيه المدرّس

  • (1) أحوال الرجال للجوزجاني: 202 ، الترجمة 373 ، ميزان الاعتدال 4 : 174 الرقم 8741  .
  • (2) الفصل في الملل والأهواء والنحل 4: 205 .
  • (3) الملل والنحل 1 : 128 .
  • (4) كتاب المجروحين لابن حبّان 3: 14 ، تهذيب الكمال 28: 450 .
  • (5) الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء للعلاّمة السيد عبد الحسين شرف الدين : ص19 ـ 20 .

(الصفحة 52)

يحقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا ببيت قديم شاع في كلّ مجلس
لقد هزلت حتّى بدا من هزالها كلاها وحتّى رامها كلّ مفلس(1)

عروة :

ثالث من كان يُأوِّل آية التطهير بنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو عروة بن الزبير .
يذكر صاحب قاموس الرجال في ترجمة عروة: «روى المسعودي في مروجه عن حمّاد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذّر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم ، وحصره إيّاهم في الشعب وجمعه الحطب لتحريقهم ، ويقول: إنّما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما اُرهب بنو هاشم وجُمع لهم الحطب لإحراقهم فيما سلف (2)(يعني يوم السقيفة) . وقد تظاهرت الرواية عن عروة أنّه كان يأخذه الزمع عند ذكر عليّ(عليه السلام) فيسبّه ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ويقول: وما يعني أنّه لم يخالف إلى ما نُهي عنه ، وقد أراق من دماء
  • (1) الأبيات لأحمد بن الحسين المؤدب ، وصدر بيته الثالث «لقد هزلت» مَثَل يضرب في الاستصغار والاستخفاف بمن ادّعى ما ليس له وتلبّس بغير لباسه ، وقد قابلت بها بيتاً بالفارسية تمثّل به المؤلّف في المقام مؤثّراً ذلك على ترجمته ، إذ لا يفسد الشعر شيء مثل ترجمته ، والبيت هو:
    أي مگس عرصه سيمرغ نه جولانگه تست عرض خود مى برى و زحمت ما ميدارى
  • (2) مروج الذهب 3 : 77 .

(الصفحة 53)

المسلمين ما أراق؟»(1) .
ويكفي هذا المقدار لبيان مستوى هذا الرجل ومدى عدائه ومعاندته لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، وهكذا جهله وحقده ، ويصدق في حقّه أنّه ممّن لو ولج بحر القرآن المتلاطم لما حظي حتّى بقطرة منه ، ولو انقدحت من نفسه الخبيثة شرارة ما كانت لتوقد إلاّ من لهيب الحقد ، وإن نسب قولاً فما يفرغ إلاّ عن الافتراء والبهتان!

الطائفة الثانية :

ذكرنا آنفاً أن الطائفة الثانية ممّن يرى أنّ آية التطهير شملت نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو نزلت فيهنّ على وجه الحصر ، تضمّ فئة من علماء العامّة وأرباب التفاسير عندهم . وقد انصبّت حجّة هؤلاء على أدلّة ثلاثة ، نقول في ردّها:
1 ـ إذا كان الدليل على الانحصار أو الشمول هو وقوع الآية الشريفة (التطهير) ضمن آيات كانت تخاطب نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فإن ردّ ذلك قد تبيّن في كون الآيات المتعلّقة بالنساء لا تحكي عن الإرادة التكوينية للباري عزّوجلّ في عصمتهنّ ، وهي خلوّ ممّا يثبت فضلهنّ وحتمية طهارتهنّ ، أمّا آية التطهير فهي في مقام تقرير المشيئة الربانية الحتمية في طهارة ثلّة معيّنة هي «أهل البيت(عليهم السلام)» ، يثبت بذلك فضلها وأفضليّتها ، فكيف يمكن أن تشمل آية تحوي هكذا دلالة اُناساً احتملت الآيات السابقة سقوطهنّ في الرجس واتّباعهنّ زينة الدنيا
  • (1) قاموس الرجال 7 : 193 ـ 194 .

(الصفحة 54)

(نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله)) ، وسيأتي لاحقاً المزيد من التفصيل في هذا الباب .
2 ـ إذا كان دليلهم أنّ تتابع الآيات ووحدة السياق يقتضي ما ذهبوا إليه من الانحصار أو الشمول ، فإنّ هذا لا يربو إلاّ أن يكون قرينة لا دليلاً قائماً بذاته ، وقد رأينا كيف تهافتت هذه القرينة وسقطت أمام الأحاديث المتّفقة على التصريح بأنّ الآية عنت الخمسة أصحاب الكساء لا غيرهم ، وكيف أقرّت النسوة: عائشة وأمّ سلمة أنفسهنّ بهذه الحقيقة وأذعنتا لها .
3 ـ وإن كانت حجّتهم في وجود روايات معارضة دلّت على شمول الآية لزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فقد بيّنا أنّ رواة هذه الأحاديث من أضراب عكرمة ومقاتل وعروة إنّما نقلوا آراءهم الخاصّة أو افتروا على ابن عبّاس ، واتّضح فيما سبق أنّ علماء العامّة أنفسهم فيما بحثوه من أحوال هؤلاء في كتب الجرح والتعديل أسقطوهم عن الاعتبار والوثاقة ، ونسبوهم إلى الكذب وفساد العقيدة .
وعلى هذا لا يبقى لذي ضمير حيّ وإنصاف ، بعيد عن الجدل الأجوف من سبيل إلاّ الإذعان بأنّ آية التطهير إنّما نزلت في الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام) ، ولا مناص من الإقرار بأنّ نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا نصيب لهنّ من هذه المنقبة العظيمة والفضل الإلهي الجزيل .

القسم الثاني : روايات أهل البيت(عليهم السلام)

تناول البحث فيما مضى الروايات الواردة عن طرق العامّة ، وفي هذا الباب نستعرض بعض الأحاديث الشريفة التي نقلت عن أهل
(الصفحة 55)

البيت(عليهم السلام) .
تزخر كتب الشيعة ومجاميعهم الروائية بأحاديث كثيرة حول آية التطهير ذكرت في مواضع وبمناسبات مختلفة ، وقد أشرنا في صدر البحث إلى الأربعة وثلاثين حديثاً التي نقلها السيّد هاشم البحراني في كتابه «غاية المرام» وسنذكر هنا بعض الأحاديث التي أوردها المحدِّث الجليل الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفّى (1112 هـ) في تفسيره القيم «نور الثقلين»:
1 ـ في تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر(عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} قال: نزلت هذه الآية في رسول الله وعليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وذلك في بيت اُمّ سلمة زوج النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، ثمّ ألبسهم كساءً خيبريّاً ودخل معهم فيه ، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فقالت أمّ سلمة: وأنا معهم يارسول الله؟ قال: أبشري يا أمّ سلمة فإنّك إلى خير(1) .
2 ـ في كتاب الخصال ، في احتجاج أمير المؤمنين(عليه السلام) على الناس يوم الشورى ، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحدٌ أنزل الله فيه آية التطهير على رسول الله(صلى الله عليه وآله):
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كساءً
  • (1) تفسير القمّي 2 : 193 ، تفسير نور الثقلين 4 : 270  .