جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه تفسیر آیة التطهیر
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 56)

خيبريّاً فضمّني فيه وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ قال: ياربّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً غيري؟ قالوا: اللهمّ  لا(1) .
3 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ، أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيّام خلافة عثمان: أيّها الناس أتعلمون أنّ الله عزّوجلّ أنزل في كتابه {إِنِّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ . . .} فجمعني وفاطمة وابنيَّ حسناً وحسيناً وألقى علينا كساءً ، وقال: اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويحرجني ما يحرجهم ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ، فقالت اُمّ سلمة: وأنا يارسول  الله؟ فقال: أنت ـ أو إنّك ـ على خير ، إنّما اُنزلت فيّ وفي أخي وابنتي وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة ليس معنا فيها أحد غيرنا ، فقالوا: كلّهم : نشهد أنّ اُمّ سلمة حدّثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ سلمة رضي الله عنها(2) .
4 ـ في رواية صحيحة يرويها أبو بصير ، عن الإمام الصادق(عليه السلام)ننقل منها موضع الشاهد لما نحن بصدده: « . . . ولكن الله عزّوجلّ أنزله في كتابه لنبيّه(صلى الله عليه وآله) {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ . . .} فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ، ثمّ قال: اللّهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي
  • (1) الخصال 2: 560 ، تفسير نور الثقلين 4: 272 .
  • (2) كمال الدين وتمام النعمة 1 : 278 ، تفسير نور الثقلين 4: 272 .

(الصفحة 57)

وثقلي . فقالت أمّ سلمة: ألست من أهلك؟ قال: إنّك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي»(1) .

تناسق الأخبار وانسجامها (ثمرة البحث):

بلغ مجموع ما ذكرناه في القسمين عشر روايات شملت مختارات من الأحاديث المعتبرة المنقولة بالطريقين ، ستّة أحاديث من طرق العامّة وأربعة من طرق الخاصّة: أي شيعة أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) ، ويقف المتتبّع على تناسق قلّ نظيره بين هاتين الطائفتين من الأخبار على اختلاف طرق النقل وتباين المدارس المذهبية والعقائدية! واستناداً إلى هذه الأخبار العشرة يمكننا الخروج بنتائج واضحة نعرضها ملخّصة مختصرة كبنود أساسية تمثّل حصيلة البحث وثمرته:
1 ـ إنّ آية التطهير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ  . . .} نزلت مستقلّة ومنفصلة ، وتدوينها ضمن الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب ، بعد الآيات التي خاطب فيها الشارع المقدّس أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله) وحدّد فيها بعض تكاليفهنّ ، لا يحمل أيّ مدلول على تتابع الخطاب واستمرار الموضوع . وهذه الثمرة هي الهدف الأساسي من هذا البحث .
2 ـ الآية الكريمة نزلت في بيت أمّ سلمة رضوان الله تعالى عليها .
3 ـ إنّ اُمّ سلمة وعائشة كلتيهما اعترفتا بأنّ الآية لا تشملهنّ ، بل أقرّتا بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أكّد لهنّ بأنّ عليهنّ أن لا يتوقعن أن يكنَّ في نطاق آية تضع اُسس بُنية المجتمع الإسلامي ، وترسم الاستراتيجية الإسلامية
  • (1) الكافي 1: 287 ، تفسير العياشي 1: 250 ، تفسير نور الثقلين 4: 274 .

(الصفحة 58)

في نوع وشكل ومصداق القيادة وامتداد خط الهدى من بعده ، وهي العنصر الأساسي لضمان مستقبل الحركة ، وعليهنّ أن يكتفين فخراً بصفة الزوجية ، وأنّ السعادة في انتظارهنّ إذا ما عملن وتقيّدن بالأوامر والنواهي الإلهية التي رسمت حدودهنّ ، وحظرت عليهنّ التدخّل في القضايا العامّة ، والخوض في الشؤون السياسية وإثارة الفتن والمعوّقات في طريق الولاية والإمامة الحقّة للمسلمين ، وكنموذج لحسن العاقبة وتحديد لصفتها طرحت الروايات اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة رضوان الله عليها ، وهذه المرأة الجليلة العفيفة التي بشّرها النبيّ(صلى الله عليه وآله) بأنّها «إلى خير» أو «على خير» ، وحدّثنا التاريخ كيف أنّ «الخير» كان في بقائها في بيتها بعيداً عن ميادين الحروب ومعتركات السياسية!
4 ـ المتواجدون في بيت اُمّ المؤمنين ، وخير زوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله)من الأحياء حين نزول الآية: أي بيت اُمّ سلمة ، عدا النبيّ(صلى الله عليه وآله) هم أسرة تفيض فضلاً وفضيلة ، رجل وزوجته وابناهما: عليّ وفاطمة والحسنان صلوات الله وسلامه عليهم ، أي ابن عمّ النبيّ وصهره وابنته وسبطاه(عليهم السلام) .
5 ـ نزول الآية الشريفة كان حين اجتماع الخمسة صلوات الله عليهم لا قبل ذلك ، هذا ما يُستفاد من الأحاديث المنتهية إلى أمّ سلمة وأبي سعيد الخدري ، وهكذا الأحاديث الأربعة المروية عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) بما تقرّره من اختصاص الآية بالخمسة أصحاب الكساء وكونها غير ناظرة لغيرهم .
6 ـ دعاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) لأهل بيته «اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» كان في المقام والمكان نفسه الذي نزلت فيه الآية ، إذ
(الصفحة 59)

عمد بعد نزول الآية مباشرة إلى ذويه وجمعهم تحت الكساء ودعا بدعاء «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي . . .» ، وكأنّه صلوات الله عليه وآله أراد تأكيد مضمون الآية وتحديد مصداقها على وجه الحصر ، ودفع أيّ وهم قد يعتري أحداً من أنّها تشمل غيرهم .
وبعبارة اُخرى: يظهر أنّ للنبيّ(صلى الله عليه وآله) هدفاً عظيماً وغايةً ساميةً من وراء عملية جمع أهله وذويه تحت الكساء ، وهي حصر واختصاص المقام الإلهي الشامخ الذي ناله المخاطبون في آية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ . . .}بهؤلاء المجموعين تحت الكساء ، حتّى لا يدّعي في الحاضر أو المستقبل أحد أنّه من المشمولين بالآية وينتحل لنفسه ذلك المقام الخطير; مقام العصمة والطهارة ، الذي ما أراده الباري عزّوجلّ إلاّ لقادة دينه وأئمّة خلقه وورثة رسوله ، فجاء فعل النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، بل قوله أيضاً ـ إذ ما اكتفى بجمعهم تحت الكساء بل صرّح وهو يشير إليهم: «هؤلاء أهل بيتي . . .» ـ المباشر لنزول الآية; ليحسم الأمر ويقطع أيّ نزاع حاضر أو مستقبل حول دلالتها والمخاطبين فيها .
ثمّ هلمّ لنرى التحامل والجهل كيف يصوّران واقعة الكساء والتجمّع الخاصّ المعين أمراً طبيعياً لم يكن يعني أكثر من استلقاء للراحة أعقب تناول وجبة دسمة من الطعام! وكيف أنّ تقادم الأيّام حوّل هذه الحادثة الطبيعية إلى فضيلة ومنقبة تُساق دليلاً ومستنداً للاستحواذ على زعامة المسلمين والتصدّي لمقام القيادة .
ولعمري ماذا عسانا أن نقابل هذا الزعم الأجوف والقول الأعمى؟ ترى هل انحصر وقوع هذا الحدث «الطبيعي» مرّةً واحدةً فقط على مدى تلك السنين المتمادية؟ ترى هل اجتماع النبيّ(صلى الله عليه وآله)مع بقيّة
(الصفحة 60)

أصحاب الكساء(عليهم السلام) لتناول الطعام لم يتحقّق إلاّ في مرّة واحدة ، وأنّ الحاجة إلى الاستلقاء والاستراحة بعد تناول الطعام لم يكن إلاّ في ذلك اليوم؟ أيّ تقاليد وأعراف «طبيعية» تسمح بالتقاء خمسة أشخاص من الأقرباء على ذلك النحو وبتلك الكيفية؟!
ثمّ كيف يمكن للزمن وتقادم الأيّام أن يؤثّر في تحوير أمر طبيعيّ وتحويله إلى منقبة وفضيلة خاصّة؟! كيف يمكن لأمير المؤمنين(عليه السلام) أن يستند إلى «قضيّة طبيعيّة» ويحتجّ بها في مراحل متعدّدة من المعترك العسير ، الذي كانت التيّارات السياسية المتنافسة تتناهب فيه الزعامة وتتجاذبها ، فيتّخذها عروة وثقى ويتمسّك بها دون غيرها ، وهو عليّ(عليه السلام)الذي يقول «ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير . . .»(1)؟! لعمري كم الحقيقة مُرّة ، والإذعان لها عسير بحيث يعمد الإنسان إلى طمسها وإسدال ستار الوهم عليها ، ويعمل على إضلال جمع ممّن خفيت عليهم!
هل كلّ ما شطح به الخيال ورسمه قلم الكاتب على الأوراق هي حقائق؟ فما هو الفيصل بين الحقّ والباطل إذن؟ وما هو السبيل لتمييز الصلاح عن الفساد؟
لماذا نقلّب الحقيقة ونجحدها ونحن نصوّر فضيلة عظيمة طرحت منذ البداية كعنوان مُعرّف لثلّة وجماعة خاصّة ، وترسّخت عبر أقوال وممارسات متكرّرة ، نطرحها كحدث طبيعي وأمر عادي يذهب بالمدلول ويمحوه؟ ترى هل لهذا الفعل المشين من تسمية غير ظلم أهل
  • (1) نهج البلاغة: 26 ، الخطبة 3 (الخطبة الشقشقية) .