جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه مناسک حج
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 376)

بِأَوَّلِيَّة قَبْلَهُ وَلاَ بِآخِريَّة بَعْدَهُ ، وَكانَ كَما يَنْبَغِي لَهُ ، يَرى وَلا يُرى وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَالْعَلانِيَةَ ، وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ خافِيَةٌ ، وَلَيْسَ لِنَقِمَتِهِ واقِيَةٌ ، يَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى ، وَلا تُحَصِّنُ مِنْهُ الْقُصُورُ ، وَلا تُجِنُّ مِنْهُ السُّتُورُ ، وَلا تَكِنُّ مِنْهُ الْخُدُورُ ، وَلا تُوارِي مِنْهُ الْبُحُورُ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ .
يَعْلَمُ هَماهِمَ الاَْنْفُسِ وَمـا تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَوَساوِسَها وَنِيَّاتِ الْقُلُوبِ ، وَنُطْقَ الاَْلْسُنِ وَرَجْعَ الشِّفاهِ ، وَبَطْشَ الاَْيْدِي ، وَنَقْلَ الاَْقْدامِ ، وَخائِنَةَ الاَْعْيُنِ ، وَالسِّرَّ وَأَخْفى ، وَالنَّجْوى وَما تَحْتَ الثَّرى ، وَلا يَشْغَلُهُ شَيءٌ عَنْ شَيء ، وَلا يُفَرِّطُ فِي شَيء ، وَلا يَنْسى شَيْئاً لِشَيء .
أَسْأَلُكَ يا مَنْ عَظُمَ صَفْحُهُ ، وَحَسُنَ صُنْعُهُ ، وَكَرُمَ عَفْوُهُ ، وَكَثُرَتْ نِعَمُهُ ، وَلا يُحْصى إِحْسانُهُ وَجَمِيلُ
(الصفحة 377)

بَلائِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأَنْ تَقْضِيَ حَوآئِجِي الَّتِي أَفْضَيْتُ بِها إِلَيْكَ ، وَقُمْتُ بِهـا بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَأَنْزَلْتُها بِكَ ، وَشَكَوْتُها إِلَيْكَ ، مَعَ ما كانَ مِنْ تَفْرِيطِي فِيما أَمَرْتَنِي بِهِ ، وَتَقْصِيرِي فِيما نَهَيْتَنِي عَنْهُ .
يا نُورِي فِي كُلِّ ظُلْمَة ، وَيا اُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَة ، وَيا ثِقَتِي فِي كُلِّ شَدِيدَة (شِدَّة خ ل) ، وَيا رَجائِي فِي كُلِّ كُرْبَة ، وَيا وَلِيِّي فِي كُلِّ نِعْمَة ، وَيا دَلِيلِي فِي الظَلاَمِ ، أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا انْقَطَعَتْ دِلالَةُ الاَْدِلاَّءِ ، فَاِنَّ دِلالَتَكَ لا تَنْقَطِعُ ، لا يَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ وَلا يَذِلُّ مَنْ والَيْتَ .
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأَسْبَغْتَ ، وَرَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ ، وَوَعَدْتَنِي فَأَحْسَنْتَ ، وَأَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ ، بِلاَ اسْتِحْقاق لِذلِكَ بِعَمَل مِنِّي ، وَلكِنِ ابْتِداءً مِنْكَ بِكَرَمِكَ وَجُودِكَ ، فَأَنْفَقْتُ نِعْمَتَكَ فِي مَعاصِيكَ ، وَتَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلى سَخَطِكَ ، وَأَفْنَيْتُ عُمْرِي فِيما لا تُحِبُّ ،
(الصفحة 378)

فَلَمْ تَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ ، وَرُكُوبِي ما نَهَيْتَنِي عَنْهُ ، وَدُخُولِي فِيما حَرَّمْتَ عَلَيَّ أَنْ عُدْتَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي عَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ أَنْ عُدْتُ فِي مَعاصِيكَ .
فَأَنْتَ الْعائِدُ بِالْفَضْلِ ، وَأَنَا الْعائِدُ فِي الْمَعاصِي ، وَأَنْتَ يا سَيِّدِي خَيْرُ الْمَوالِي لِعَبِيدِهِ وَأَنَا شَرُّ الْعَبِيدِ ، أَدْعُوكَ فَتُجِيبُنِي ، وَأَسْأَلُكَ فَتُعْطِيِنِي ، وَأَسْكُتُ عَنْكَ فَتَبْتَدِئُنِي ، وَأَسْتَزِيدُكَ فَتَزِيدُنِي .
فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا لَكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ . أَنَا الَّذِي لَمْ أَزَلْ أُسِيءُ وَتَغْفِرُ لِي ، وَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْبَلآءِ وَتُعافِينِي ، وَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْهَلَكَةِ وَتُنْجِينِي ، وَلَمْ أَزَلْ أَضِيعُ (أُضَيِّعُ خ ل) فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ فِي تَقَلُّبِي فَتَحْفَظُنِي ، فَرَفَعْتَ خَسِيسَتِي ، وَأَقَلْتَ عَثْرَتِي ، وَسَتَرْتَ عَوْرَتِي ، وَلَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، وَلَمْ تُنَكِّسْ بِرَأْسِي عِنْدَ إِخْوانِي ، بَلْ سَتَرْتَ ع
(الصفحة 379)

الْعِظامَ وَالْفَضائِحَ الْكِبارَ ، وَأَظْهَرْتَ حَسَناتِيَ الْقَلِيلَةَ الصِّغارَ مَنّاً مِنْكَ وَتَفَضُّلاً وَإِحْساناً وَإنْعاماً وَاصْطِناعاً .
ثُمَّ أَمَرْتَنِي فَلَمْ أَئْتَمِرْ ، وَزَجَرْتَنِي فَلَمْ أَنَزَجِرْ ، وَلَمْ أَشْكُرْ نِعْمَتَكَ ، وَلَمْ أَقْبَلْ نَصِيحَتَكَ ، وَلَمْ اُؤَدِّ حَقَّكَ ، وَلَمْ أَتْرُكْ مَعاصِيكَ ، بَلْ عَصَيْتُكَ بِعَيْنِي وَلَوْ شِئْتَ أَعْمَيْتَنِي ، فَلَمْ تَفْعَلْ ذلِكَ بِي ، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَلَوْ شِئْتَ أَصْمَمْتَنِي ، فَلَمْ تَفْعَلْ ذلِكَ بِي ، وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي وَلَوْ شِئْتَ لَكَنَعْتَنِي ، فَلَمْ تَفْعَلْ ذلِكَ بِي ، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَلَوْ شِئْتَ جَذَمْت
فَها أَنَا ذا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِي ، اَلْخَاضِعُ لَكَ بِذُلِّي ، اَلْمُسْتَكِينُ لَكَ بِجُرْمِي ، مُقِرٌّ لَكَ بِجِنايَتِي ، مُتَضَرِّعٌ إِلَيْكَ ، راج لَكَ فِي مَوْقِفِي هذا ، تائِبٌ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي
(الصفحة 380)

وَمِنِ اقْتِرافِي ، وَمُسْتَغْفِرٌ لَكَ مِنْ ظُلْمِي لِنَفْسِي ، راغِبٌ إِلَيْكَ فِي فَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَمُبْتَهِلٌ إِلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنِ الْمَعَاصِي .
طالِبٌ إِلَيْكَ أَنْ تُنْجِحَ لِي حَوَائِجِي ، وَتُعْطِيَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَأَنْ تَسْمَعَ نِدآئِي ، وَتَسْتَجِيبَ دُعـآئِي ، وَتَرْحَمَ تَضَرُّعِي وَشَكْوايَ ، وَكَذلِكَ الْعَبْدُ الْخاطِئُ يَخْضَعُ لِسَيِّدِهِ ، وَيَتَخَشَّعُ لِمَوْلاهُ بِالذُّلِّ .
يا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ ، وَأَكْرَمَ مَنْ خُضِعَ لَهُ وَخُشِعَ ، ما أَنْتَ صانِعٌ بِمُقِرّ لَكَ بِذَنْبِهِ ، خاشِع لَكَ بِذُلِّهِ ، فَاِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ حالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَتُنْزِلَ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ بَرَكاتِكَ ، أو تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً ، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً ، أَوْ تَتَجاوَزَ (لِي نسخة) عَنْ خَطِيئَة .
فَها أَنَا ذا عَبْدُكَ مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ ، وَعِزِّ جَلالِكَ ، مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ ، وَمُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ ، وَمُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ