جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه مناسک حج
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 4)

(الصفحة 5)

المقدّمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
الحجّ من أركان الدين ، ومن أوكد فرائض المسلمين ، وهو واجب على كلّ من استجمع الشرائط الآتية ، وتركه من الكبائر . وقبل الخوض في بيان أحكامه ومسائله لابأس بالإشارة إلى أهمّيّته .
(الصفحة 6)

قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ ِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}(1) .
وقال : {وَأَذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجّ عَمِيق* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّام مَّعْلُومَات عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الاَْنْعَامِ فَكُلُوامِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ}(2) .
وقال أيضاً : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِى الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْر يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِى الاَْلْبَابِ}(3) .

  • (1) آل عمران: 3 / 97 .
  • (2) الحجّ: 22 / 27 ـ 28 .
  • (3) البقرة: 2 / 197 .

(الصفحة 7)

وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)  : «الحاجّ والمعتمر وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ، وإن شفعوا شفّعهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ويعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم»(1) .
وقال (عليه السلام) في جواب هشام ، عندما سأله عن علّة الحجّ : «فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا . . . ولو كان كلّ قوم إنّما يتكلّون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقطت الجلب والأرباح ، وعميت الأخبار ، ولم تقفوا على ذلك»(2) .
وقد وصفه صاحب الجواهر (قدس سره) بما ملخّصه: إنّ الحجّ من أعظم شعائر الإسلام ، وأفضل ما يتقرّب به الأنام إلى
الملِك العلاّم; لما فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن ، وهجران الأهل ، والتغرّب عن الوطن ، ورفض العادات ،
  • (1) وسائل الشيعة : 11/99، كتاب الحجّ، أبوابوجوبهوشرائطه ب38 ح15 .
  • (2) وسائل الشيعة : 11/14 ، كتاب الحجّ ، أبواب وجوبه وشرائطه ب1 ح18 .

(الصفحة 8)

وترك اللّذاتوالشهوات،والمنافراتوالمكروهات، وإنفاق المال وشدّ الرِّحال ، وتحمّل مشاقّ الحلّ والارتحال ، ومقاساة الأهوال ، والابتلاء بمعاشرة السفلة والأنذال .
فهو حينئذ رياضة نفسانيّة ، وطاعة ماليّة ، وعبادة بدنيّة ، قوليّة وفعليّة ، وجوديّة وعدميّة ، وهذا الجمع من خواصّ الحجّ من العبادات التي ليس فيها أجمع من الصلاة، وهي لم تجتمع فيها ما اجتمع في الحجّ من فنون الطاعات .
ومن هنا ورد في الحديث : أنّه أفضل من الصيام والجهاد والرباط ، بل من كلّ شيء إلاّ الصلاة . بل ورد : أنّه أفضل من الصلاة والصيام; لأنّ المصلّي يشتغل عن أهله ساعة ، وأنّ الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم ، وأنّ الحاجّ ليشخّص بدنه ويضحّي نفسه وينفق ماله ويطيل
الغيبة عن أهله لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة(1) . وقد
  • (1) راجع الوسائل: 11 / 93 و 110 ، كتاب الحجّ ، أبواب وجوبه وشرائطه ب38 و41 .