جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الحج
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 327)

اما الآية الثانية و هي قوله تعالى: (و حرم عليكم صيد البرّ ما دمتم حرما) فربمايقال باختصاص الصيد الواقع فيه بالحيوان المحلّل لان الحيوان المحرم لا تختص حرمته بحال الاحرام لان ما لا يؤكل لحمه يحرم اكله مطلقا في حال الاحرام و عدمه مع ان ظاهرها الاختصاص بحال الاحرام فلا بد من الالتزام بالاختصاص بالمحلّل.
و اورد عليه بعض الاعلام ـ قدّس سرّه الشريف ـ بان الصيد المذكور في الآية اريد به معناه المصدري و هو اصطياد الحيوان و الاستيلاء عليه لا الحيوان المصيد مستشهدا على ذلك بصدر الآية الشريفة: (احلّ لكم صيد البحر و طعامه متاعا لكم و للسيّارة) فان المراد من الصيد فيه هو الاصطياد لانه لو كان المراد به هوالمصيد لم يكن مجال لذكر قوله تعالى و طعامه متاعاً لكم فمعنى الآية، ان الاصطياد من البحر حلال مطلقا و الاصطياد من البرّ حرام في خصوص حال الاحرام و امّا في غيره فلا حرمة للاصطياد.
و الجواب عنه ـ مضافا الى ان قوله تعالى في الآية السابقة على هذه الآية:
(لا تقتلوا الصيد و انتم حرم...) لا خفاء في كون المراد من الصيد الواقع فيه هوالمصيد كما هو واضح و الظاهر اتحاد المراد من الصيد في الآيتين ـ ان لازم ما افاده كون مفاد الآية بيان الحكم في جانب الحلّية بالاضافة الى الاصطياد و الانتفاع بالحيوان المصطاد معا و في جانب الحرمة بيان الحكم بالنسبة الى الاصطياد فقط مع ان الغرض المهم في باب الصيد هي الاستفادة من الحيوان المصيد و من الواضح انه لا ملازمة بين حرمة الاصطياد و بين حرمة الاكل و حرمة الاصطياد لا تنافي ذكر اسم الله المعتبر في التذكية كتذكية الحيوان المغصوب فانّه مع كونه محرمة لا تنافي صحة التذكية المؤثرة في حلية الاكل و الطهارة و غيرهما و عليه فالظاهر ان المراد بالصيد في صدر الآية هو المصيد ايضا غاية الامر ان تعلق الحل
(الصفحة 328)

و الحرمة بالذوات ظاهر في تعلق الحكمين بجميع الافعال المتعلقة بهما و لا ينافي ذلك خروج بعضها لدليل فالمراد من طعام البحر هو صيده ايضا.
لكن المراجعة الى التفاسير ترشدنا الى ثبوت المغايرة بين الصيد و الطعام بعد اتّفاقها جلاّ في كون المراد من الصيد هو المصيد قال القرطبي في تفسيره الكبير الموضوع للجهات الفقهية القرآنية المسمّى ب «الجامع لاحكام القرآن» بعد تفسيرصيد البحر بكل ما صيد من حيتانه و ان الصيد يراد به المصيد: «هو ـ يعنى الطعام ـ عبارة عما قذف به البحر و طفا عليه، اسند الدار قطني عن ابن عباس في قول الله ـ عزّ و جلّ: احلّ لكم صيد البحر و طعامه متاعا لكم و للسيّارة ـ الآية ـ صيده ما صيد و طعامه ما لفظ (البحر) و روى عن ابي هريرة مثله و هو قول جماعة كثيرة من الصحابة و التابعين، و روى عن ابن عبّاس طعامه ميتته و هو في ذلك المعنى و روى عنه انه قال: طعامه ما ملّح منه و بقي و قاله معه جماعة، و قال قوم طعامه ملحه الذي ينعقد من مائه و سائر ما فيه من نبات و غيره».
و شبيه هذا ما ذكره الطبرسي في مجمع البيان من دون ان يكون احتمال كون الصيد بمعنى الاصطياد منقولا فيه عن احد من مفسّري الفريقين نعم لا مجال لاحتمال كون المراد من الطعام هي ميتة البحر على مذاق اصحابنا الامامية.
و في تفسير العيّاشي عن زيد الشحام عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال سئلته عن قول الله: (احلّ لكم صيد البحر و طعامه متاعا لكم و للسيّارة) قال: هي الحيتان، المالح و ما تزودت منه ايضا و ان لم يكن مالحا فهو طعام.
و يدلّ ايضا على ان المراد بالصيد في قوله تعالى: احلّ... هو المصيد لا الصيدبالمعنى المصدري انّ الظاهر كون قوله متاعا لكم و للسيّارة ناظر الى احلال الصيد و الطعام معا لا الى خصوص الطعام و من الواضح انه لا ملائمة بين حلية الصيد بالمعنى المصدري و بين قوله متاعا بل الظاهر ان قوله: متاعا لكم ناظر الى الصيد
(الصفحة 329)

الذي يكون المراد منه هو الطّري الذي لا يكون صالحا للابقاء من دون علاجو قوله: للسيّارة ناظر الى الطعام الذي يكون فيه صلاحية البقاء لاجل كونه مملوحا و عليه فلا مجال لدعوى كون المراد من الصيد في مورد الحلية هو الاصطياد و مقتضى وحدة السياق كون المراد من الصيد في قوله: و حرم عليكم صيد البر... ايضاذلك و مقتضي تخصيص التحريم بحال الاحرام كون المراد هو الذي يكون محلّل الاكل و الاّ لا يبقى فرق بين المحرم و المحلّ بعد كون الغرض المهم في باب الصيد هي الاستفادة من لحمه فلا دلالة للآية على ازيد من تحريم صيد الحيوان البرّي المحلّل نعم لا دلالة لها ايضا على عدم تحريم غيره بل هي ساكتة عن ذلك و لا بد في استفادة التحريم من الاستناد الى دليل آخر.
و امّا الآية السابقة على هذه الآية و هي قوله تعالى: (يا ايّها الذين ءامنوا لا تقتلواالصيد و انتم حرم و من قتله منكم متعمّدا فجزاء مثل ما قتل من النعم الى قوله:
(و من عاد فينتقم الله منه و الله عزيز ذو انتقام) فالمستفاد منه بعد وضوح كون الصيد فيه بمعنى المصيد ان حرمة القتل تختص بما كان فيه جزاء و كفارة خصوصا بعد كون الجزاء مثل المقتول في القيمة و المالية لا المثل المقابل للقيميو من الواضح انّ محرم الاكل لا كفارة فيه غير الموارد المنصوص عليها التي ذكرها في المستند في العبارة المتقدمة مع ان محرّم الاكل لا قيمة له و لا مالية فما لا كفارة فيه لا يحرم قتله و ما لا يحرم قتله لا يحرم صيده مطلقا.
و اورد عليه بمنع الملازمة بين حرمة القتل و ثبوت الكفارة و الآية صريحة في حرمة الاعادة و الانتقام منه الظاهر في عدم ثبوت الكفارة عليه كما وقع التصريح به في النصوص.
و الجواب ان الملازمة و ان كانت ممنوعة كما افيد الاّ ان ظهور الآية في الملازمة بين الحرمة و الكفارة في ابتداء القتل دون الاعادة لا مجال لانكاره بمعنى ان
(الصفحة 330)

المستفاد من الآية الحرمة في مورد ثبوت الكفارة لا بمعنى دلالتها على عدمها عندعدم الكفارة بل بمعنى كونها ساكتة عن مورد عدم ثبوت الكفارة و انه لا يستفاد منها ازيد من الحرمة في مورد ثبوتها كما لا يخفى فهذه الآية ايضا لا تدل على عموم الحرمة للحيوان المحرم.
نعم ربما يستدل عليه ببعض الرّوايات و هي رواية معاوية بن عمّار عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: ثم اتّق قتل الدوابّ كلها الاّ الافعي و العقرب و الفأرة، فامّا الفأرة فانّها توهي السقاء و تضرم على اهل البيت، و امّاالعقرب فانّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدّ يده الى الحجر فلسعته فقال: لعنك الله لا برّا تدعينه و لا فاجرا، و الحيّة ان ارادتك فاقتلها و ان لم تردك فلا تردها و الاسود الغدر فاقتله على كل حال و لدم الغراب و الحداة رميا على ظهر بعيرك(1). و لكنها ـ مضافا الى ان مقتضى عمومها لزوم اتقاء قتل الحيوانات الاهليّة المحللة الاكل مع انه لا اشكال في جوازه على المحرم و ان كان في الحرم كما اذا تصدى بنفسه لذبح الهدي يوم النحر بمنى مع عدم خروجه عن الاحرام بعد و الى انّ مدلولها ليس هي الحرمة بعنوان الصيد لعدم اشعار فيها به و ان كان يمكن ان يقال بانه لا ينطبق عليه غير عنوان الصيد من العناوين المحرّمة في باب الاحرام ـ لا تنطبق على المدعى فانه عبارة عن حرمة صيد المحرّم كالمحلّل بحيث كان متعلق الحرمة اعم من الاصطياد و الاكل و الدلالة و الاشارة و الاغلاق و غيرها و لا دلالة لهذه الرواية على ازيد من حرمة القتل و دلالة الآية المتعرضة لحرمة قتل الصيد على حرمة غيره من الافعال انّما هي بمعونة النصوص و الروايات او بقرينة الآية اللاحقة الظاهرة في تعلق الحرمة بالصيد بمعنى المصيد و الاّ فالآية ايضا بمجرّدها

1 ـ وسائل ابواب تروك الاحرام الباب الواحد و الثمانون ح ـ 2 و في التهذيب: و تضرم على اهل البيت البيت.

(الصفحة 331)

لا تدل على ازيد من حرمة قتل الصيد و كيف كان فالرواية ايضا لا تنطبق على المقام.
لكن هنا امر ينبغي التنبيه عليه و هو انه احتاط في المتن وجوبا ترك قتل الزنبور و النحل اذا لم يقصدا ايذائه و كان مأمونا من اذيهما مع انه يرد عليه انّ الزنبور ان كان من مصاديق الصيد الذي يكون محرّما على المحرم فلم اختص الاحتياط الوجوبي بترك قتله دون مثل اخذه و الاستيلاء عليه و الاستفادة منه خصوصا في النحل الذي يكون المقصود منه غالبا هو العسل الذي يصنعه و ان لم يكن من مصاديق الصّيد المزبور فلا ارتباط له بمسئلة الصيد حتى يذكر عقيبه مع انّ منشأ الاحتياط المذكور وجود رواية صحيحة في مورد قتل الزنبور الدالة على ثبوت الكفارة في تعمد قتله الملازمة لثبوت الحرمة و سيأتي التعرض لها انشاء الله تعالى غاية الامر عدم ثبوت الفتوى على طبقها مع ان هنا روايات تدل على عدم جواز قتل السّباع كلها في حال الاحرام مع عدم الخوف و الخشية منها و قد افتى الفقهاءعلى طبقها فلم لم يتعرض في المتن له و ان كان يرد على الفقهاء ايضا ان حرمة قتل السباع في الصورة المذكورة ان كانت مرتبطة بالصيد فلم لم يتعرضوا له في باب الصيد بل تعرضوا له في باب الكفارات و ان لم تكن مرتبطة بالصيد كما يؤيّده ماحكى عن الاكثر على ما عن المفاتيح من تخصيص الصيد المحرم بمحلّل الاكل و ما جعلوه عنوانا للمحرم في السباع من خصوص القتل فلم لم يجعلوها في عداد جرمة سائر محرمات الاحرام مع تعرضهم لما هو ادون منه كمالا يخفى.
و كيف كان فيدل على حرمة قتل الزنبور مطلقا صحيحة معاوية عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال سئلته عن محرم قتل زنبورا قال ان كان خطأ فليس عليه شيء، قلت لا بل متعمّدا قال يطعم شيئا من طعام، قلت انه ارادني، قال: كل